المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره
اهلا وسهلا بك فى منتدى جمجره
اذا كنت زائرا فتفضل بالتسجيل بالضغط على كلمة تسجيل
وان كنت عضوا فتفضل بالدخول


مع تحيات مدير الموقع
صـلاح سامى صلاح
المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره
اهلا وسهلا بك فى منتدى جمجره
اذا كنت زائرا فتفضل بالتسجيل بالضغط على كلمة تسجيل
وان كنت عضوا فتفضل بالدخول


مع تحيات مدير الموقع
صـلاح سامى صلاح
المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سؤال وجواب

اذهب الى الأسفل 
+2
اميرة المنتدى
تباشير الصباح
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالسبت أكتوبر 17, 2009 5:19 pm

dsfsd دعونا نعمل سويآ على ضم اكبر قدر من الاسأله والاجابات عليها التى تهمنا وتكون كموسوعه صغيره نرجع اليها عن الحيره وابدأ بسأل السؤال: هل يجوز للابن ان يقف علي غسل والدته؟
** يجيب فضيلة الشيخ عبدالعزيز أمين حامد إمام مسجد عبدالله بن مسعود بشارع أحمد عصمت بعين شمس بقوله:
لا يجوز للولد أن يقف علي غسل والدته لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهي الرجل أن يري أمه عندما يدخل عليها فقد سأل رجل النبي صلي الله عليه وسلم هل يستأذن علي امه عند الدخول فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: "نعم أتحب أن تراها عريانة" فقال الرجل: لا فقال له "إذن فلتستأذن" إذا كان هذا هو الحال وهي حية فمن باب أولي وهي ميتة لكن يجوز للرجل ان يقف ويغسل زوجته وهي كذلك يجوز لها ان تغسل زوجها. اتمنى التفاعل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى


عدد الرسائل : 1768
نقاط : 2732
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالأحد أكتوبر 18, 2009 11:20 pm


ما حكم من سب دين النصارى؟

الفتوى











الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان القصد بدين النصارى الدين الذي جاء به عيسى
عليه السلام فإن ذلك لا يجوز، بل هو كفر. ولا يجوز سب أي دين من الأديان
التي جاء بها الأنبياء السابقون، فالدين الذي جاء به الأنبياء جمعيا واحد،
والمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء؛ كما قال تعالى: [آَمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ
آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ
بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ
] (البقرة: 185).


وسب أي دين من أديان هؤلاء أو شتمه أو الاستهزاء به يعتبر كفرا، قال تعالى: [قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ] (التوبة: 65-66)

وقال تعالى: [شَرَعَ
لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ
أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
] (الشورى: 13).


أما إن كان القصد بالدين ما أحدثه النصارى من التحريف والتبديل والشرك والخزعبلات فهذا لا مانع من سبه ووصف أصحابه بالشرك والكفر.

فقد قال الله عز وجل: [لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ] (المائدة: 73).
ولكن
ذلك إذا كان يؤدي إلى سب الإسلام أو نبيه فإنه لا يجوز سدا للذريعة، فقد
نهى الله عز وجل عن سب أصنام المشركين حتى لا يؤدي ذلك إلى سب الله عز
وجل، فقال تعالى: [وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ] (108).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
the lion
الادارة
الادارة
the lion


الرتبة : الادارة
ذكر
الابراج : الميزان
عدد الرسائل : 1750
تاريخ الميلاد : 22/10/1983
العمر : 40
العمل/الترفيه : الرسم- الكتابة - الموسيقي -النت
المزاج : الحمد لله
نقاط : 2287
تاريخ التسجيل : 12/05/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالإثنين أكتوبر 19, 2009 12:25 pm

جزاكم الله خيراً
تباشير الصباح
أميرة المنتدي

***********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى


عدد الرسائل : 1768
نقاط : 2732
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالإثنين أكتوبر 19, 2009 12:41 pm

الحمد الله فترة الامتحانات سوف تنتهى وسوف تظهر النتيجة انا والحمد الله
دائم اكون من الاوائل وأحصل على اعلى الدرجات ودائما امى تجبرنى ان اقول
للناس درجات اقل من درجاتى خوفا من الحسد ، فهل ذلك يعتبر كذب ام تلاشيا
من الحسد ؟؟
والحمد لله .


يجب عليك أن تكوني صادقة ولا تكذبي وعليك أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء والنوم ولن يضرك شيء بإذن الله سبحانه 0 والله أعلم0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو جديد
عضو جديد
بنت مصر


انثى
الابراج : الميزان
عدد الرسائل : 89
تاريخ الميلاد : 21/10/1989
العمر : 34
العمل/الترفيه : الاطلاع
نقاط : 102
تاريخ التسجيل : 09/10/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2009 11:10 am

اول ما قرأت السؤال افتكرتك انتى ههههههههههههه hrth
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو جديد
عضو جديد
بنت مصر


انثى
الابراج : الميزان
عدد الرسائل : 89
تاريخ الميلاد : 21/10/1989
العمر : 34
العمل/الترفيه : الاطلاع
نقاط : 102
تاريخ التسجيل : 09/10/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2009 11:12 am

كيف يقرأ سورة البقرة في البيت ؟ وهل تجزئ القراءة من المسجل ؟
قراءة سورة البقرة في البيت وطردها للشياطين : هل يلزم قراءتها بصوت مرتفع ؟ وهل استخدام المسجل يؤدي الغرض ؟ وهل يجزئ قراءتها منفصلة ؟ .

الحمد لله

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة ، ولبعض آياتها العظيمة مثل " آية الكرسي " و آخر آيتين منها ، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة ، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه .

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .

قال النووي – رحمه الله - :

هكذا ضبطه الجمهور " ينفِر " ورواه بعض رواة مسلم " يفرُّ " وكلاهما صحيح .

" شرح مسلم " ( 6 / 69 ) .

عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة ) رواه مسلم ( 804 ) .

البَطَلة : السحرة .

ولا يشترط قراءتها بصوت مرتفع ، بل يكفي أن تُقرأ وتتلى في البيت ، ولو مع خفض الصوت ، كما لا يشترط أن تُقرأ دفعة واحدة ، بل يمكن أن تُقرأ على مراحل ، ولا يشترط أن يكون القارئ واحداً من أهل البيت ، بل لو وزعت بينهم لجاز ، وإن كان الأفضل في كل ذلك أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد .

ولا يجوز أن يُعتد بقراءة الصوت الخارج من إذاعة أو شريط ، بل لا بدَّ من مباشرة القراءة من أهل البيت أنفسهم .

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لو قرأ سورة " البقرة " لا يدخل الشيطان في بيته ، لكن لو كانت السورة مسجلة على شريط هل يحصل نفس الأمر ؟

فأجاب :

لا ، لا ، صوت الشريط ليس بشيء ، لا يفيد ؛ لأنه لا يقال " قرأ القرآن " ، يقال : " استمع إلى صوت قارئ سابق " ، ولهذا لو سجَّلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في " الميكرفون " وتركناه يؤذن هل يُجزئ ؟ لا يجزئ ، ولو سجلنا خطبة مثيرة ، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام " الميكرفون " فقال المسجل " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم أذَّن المؤذن ، ثم قام فخطب ، هل تُجزئ ؟ لا تُجزئ ، لماذا ؟ لأن هذا تسجيل صوتٍ ماضٍ ، كما لو أنك كتبته في ورقة أو وضعتَ مصحفاً في البيت ، هل يُجزئ عن القراءة ؟ لا يُجزئ .

" أسئلة الباب المفتوح " ( السؤال رقم 986 ) .

لكن إن لم يكن في أهل البيت من يستطيع أن يقرأ سورة البقرة ، ولم يكن هناك من يقرؤها لهم في البيت ، واستخدموا المسجل في قراءتها ، فالأظهر ، إن شاء الله ، أنه يحصل لهم هذه الفضيلة في البيت : فرار الشيطان منه ؛ لاسيما إن كان من أهل البيت من يستمع القراءة من المسجل .

والله أعلم

هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟

السؤال : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) . وسؤالي : هل يكفي أن يأتي الإنسان بالمسجل ، ويضع فيه شريطا مسجلا عليه سورة البقرة ، ويقوم بتشغيله حتى يقرأ كامل السورة ؟ أو لا بد أن يقرأ الإنسان بنفسه أو من ينوب عنه السورة ؟

الجواب:

الحمد لله

الأظهر- والله أعلم- أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فرار الشيطان من ذلك البيت ، ولكن لا يلزم من فراره أن لا يعود بعد انتهاء القراءة، كما أنه يفر من سماع الأذان والإقامة ثم يعود حتى يخطر بين المرء وقلبه، ويقول له: اذكر كذا، واذكر كذا . . كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمشروع للمؤمن أن يتعوذ بالله من الشيطان دوما، وأن يحذر من مكائده ووساوسه وما يدعو إليه من الإثم، والله ولي التوفيق " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (24/413) .

فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

فتاوى نور على الدرب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو جديد
عضو جديد
بنت مصر


انثى
الابراج : الميزان
عدد الرسائل : 89
تاريخ الميلاد : 21/10/1989
العمر : 34
العمل/الترفيه : الاطلاع
نقاط : 102
تاريخ التسجيل : 09/10/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2009 11:13 am

مسلمة عمرها 12 عاماً والدها ملحد وأمها نصرانية يسبَّان ربها ونبيَّها فماذا تصنع ؟
السؤال: أبلغ من العمر اثني عشر عاماً ، وأعيش مع أب ملحد ، وأم مسيحية ، وقد اعتنقتُ الإسلام مؤخراً ، إن والداي لم يرحبا باعتناقي الإسلام ، والأسوأ من ذلك : أنهما منعاني من قراءة القرآن ، ودخول المواقع الإسلامية ، وإخبار الناس بإسلامي ، ومقابلة المسلمين - سواء على النت ، أو في الواقع - ، ومنعوني ارتداء ثياب متواضعة ، وأشياء أخرى كثيرة ، والسبب : " فوبيا الإسلام " الغبية ، وغير العقلانية ، لقد حاولت أن أريهم كيف هو الإسلام في الحقيقة ، ولكن ما من شيء أقوله ، أو أفعله يغيِّر من رأيهم . في الواقع : إنهما يحاولان الآن أن يرياني كيف يحتقران الإسلام في كل كلمة ، وكل فعل ، من إلقاء النكات الغبية عن الإرهاب ، وحتى سب الله والرسول صلى الله عليه وسلم بأقذع الألفاظ . إن المشكلة تزداد سوءاً ؛ لأنه نظراً لأنني ما زلت صغيرة : فأنا لا استطيع القيام بأي شيء دون مساعدة والديَّ ، فعلى سبيل المثال : لا تباع هنا الملابس الإسلامية ؛ نظراً لوجود قلة من المسلمين ، ومن ثم أضطر إلى شراء الحجاب من الإنترنت ، وأحتاج إلى بطاقات الائتمان الخاصة بهما من أجل إتمام عملية الشراء ، كما أنني أدرس في مدرسة مسيحية ! وأحتاج إليهما لتغييرها ، حيث إنني لا أستطيع القيام بذلك بنفسي ، كما أنهما لا يتركاني أغادر البيت بمفردي ، لذا فأنا أحتاج إليهما لكي يقوما بتوصيلي إلى المسجد ، وهكذا ، لذا فإن عدم موافقتهما تعني أيضاً عدم قدرتي على إتباع الدين بالكامل . كما أنهما يجبرانني على القيام بأشياء تخالف الإسلام ، مثل : الذهاب إلى الكنيسة ، والرقص ، وارتداء ملابس تجعل ذراعي ، وساقي ، وشعري : عاريا جزئيّاً ، أو تماماً . إنني قلقة بهذا الشأن ، فالقرآن يأمرنا بطاعة الوالدين ، واحترامهما ، والإحسان إليهما ، ولكنه لا يبدي أي تهاون عندما يتعلق الأمر بمن يكرهون الإسلام ، وأنا لا أعلم ماذا أفعل ، فإذا أطعت والديَّ : فسأقوم بالكثير من الأشياء التي تخالف الإسلام ، وإذا قمت باحترامهما : فإنني بذلك أحترم من لا يحترمونني كمسلمة ، وسأدعهما يقولان تلك الأشياء الرهيبة عن الإسلام ، ولكني إذا لم أطعهما وأحترمهما فإنني بذلك أسلك مسلكا رهيباً من وجهة نظر الإسلام ، وأنا أعتقد أن كِلا الفعلين خطأ ، فما الذي يجب عليَّ فعله ؟ . وبارك الله فيكم .

الجواب:

الحمد لله

1. نحن في غاية الفرح أن وصلتنا رسالتك ، وفيها البشارة بدخولك في الإسلام ، ونعتقد أن فرحتك بالانتساب لهذا الإسلام هي فرحة العمر ؛ فإن أجل نعم الله على عبد من عبيده : أن يهديه ويشرح صدره للإسلام ، فنسأل الله أن يتم عليك نعمة الإيمان والعافية ، وأن يثبتك على ذلك إلى يوم لقاء رب العالمين .

2. وأفرحنا جدّاً حبُّكِ للإسلام ، ورغبتك بالتمسك بشرائعه ، ونرى أن هذا من فضل الله تعالى عليكِ ، حيث إننا نشعر أنك قد تذوقت حلاوة الإيمان ، في الوقت الذي حرم منها كثيرون ممن ينتسب إلى الإسلام في الاسم والصورة .

3. وآلمنا جدّاً ما عليه والداك من الكفر بالله تعالى ، وآلمنا أكثر : سبُّهم لله تعالى ، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، مع أن الرب تعالى هو ربُّهم ، وخالقهم ، ورازقهم ، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين ، الذي أخذ الله ميثاقه على كل نبي ـ وعلى أتباعه من باب أولى ـ أن يكون تابعا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، إذا بعث محمد وهو حي . قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) سورة آل عمران/81-83 .

وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من سمع به ، ولم يتبعه ، ولم يؤمن به : فقد حرم الله عليه الجنة :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ : إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) . رواه مسلم (153) .

قال الإمام النووي رحمه الله :

" وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) : أَيْ مِمَّنْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي زَمَنِي وَبَعْدِي ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَكُلُّهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ . وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيَّ تَنْبِيهًا عَلَى مَنْ سِوَاهُمَا ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَهُمْ كِتَابٌ فَإِذَا كَانَ هَذَا شَأْنَهُمْ مَعَ أَنَّ لَهُمْ كِتَابًا ، فَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَوْلَى . وَاللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى . "شرح مسلم" . 4. إننا نقدر جدا صعوبة الظرف الذي أنت فيه ، ونسأل الله جل جلاله ، أن ييسر لك أمرك ، وأن يجعل لك فرجا ومخرجا مما أنت فيه ؛ لكن الأمر ـ رغم صعوبته ـ ليس لغزا محيرا ؛ فأنت ـ أولا ، وقبل كل شيء ـ مأمورة بطاعة الله جل جلاله فيما فرض عليك ؛ فتفعلي ما أمرك به من العبادات ، وتتركي ما نهاك عنه من المحرمات ، وهذا فقط هو سبيل الهداية ، قال الله تعالى: ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) سورة النور/54 .

وإذا كنت مأمورة بالإحسان إلى والديك وحسن صحبتهما ، وإن كانا كافرين ، فليس معنى ذلك أن تعصي ربك إرضاء لهما ، أو أن تقدمي طاعتهما على طاعة الله تعالى ، بل طاعة الله وطاعة رسوله مقدمة على كل شيء ، وعلى طاعة كل أحد . قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت /8 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" يقول تعالى آمرا عباده بالإحسان إلى الوالدين ، بعد الحث على التمسك بتوحيده ، فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان ، ولهما عليه غاية الإحسان ... ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والإحسان إليهما في مقابلة إحسانهما المتقدم ، قال : { وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا } أي : وإن حَرَصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين، فإياك وإياهما، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إليَّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين ، لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ؛ فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع مَنْ أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ } " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (6/264-265) .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه أحمد (1089) وصححه الألباني .

وبناء على ذلك : فحين يتعارض أمر والديك لك بأي شيء ، مع أمر الله ورسوله لك : فلا تطيعي أبويك ، بل قدمي طاعة الله ورسوله ، وليس ها هنا شيء من الخطأ .

لكن ذلك لا يعني سقوط كل حق لوالديك عليك ، بل أمر الله تعالى بالإحسان إليهما ، ومعاملتهما معاملة طيبة ، رغم ذلك ، قال الله تعالى : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/15 .

ونعتقد أن ما قدمناه لك من بيان الموقف الشرعي من هذه المشكلة ، هو حل كاف لها ، من الناحية النظرية على الأقل .



5. لكن تبقى بعد ذلك الناحية العملية ، وهي الجانب الأصعب في مشكلتك ، نظرا لظروفك المحيطة بك ، وصغر سنك الذي لا يمكنك من الاستقلال بنفسك ، وتطبيق ما ترينه صحيحا ؛ فاعلمي – أختنا – أن الله تعالى لا يكلفك فوق ما تستطيعين وتقدرين ، قال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/ من الآية 286 ، وقال تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا ) الطلاق/ من الآية 7 ، وقال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/ من الآية 16 ، وقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) .

رواه البخاري ( 6858 ) ومسلم ( 1337 ) ، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه ( 2045 ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

6. وحينئذ ؛ فالواجب عليك أن تجتهدي في عمل كل ما تسطيعينه من الواجبات الشرعية ، وترك كل ما تقدرين على تركه من المحرمات ، وأن تبادري إلى ذلك بقدر إمكانك ؛ فإن منعوك من الصلاة أمامهم : فصلي من ورائهم ، وإن منعوك من ارتداء الحجاب الكامل ، أو لم تتمكني من الحصول على الملابس الإسلامية : فاجعلي ملابسك أقرب ما يمكنك إلى الملابس الإسلامي ، ولو أن تتعلمي أنت أن تصنعي لنفسك شيئا من ذلك ، أو قريبا منه . وإذا طلبوا منك أن تذهبي للكنيسة : فتعللي بأي شيء ، وتهربي من ذلك قدر الإمكان ، واخترعي الأعذار التي تعفيك من ذلك ، وليس كل النصارى في الغرب ، ولا في الشرق ، يذهبون إلى الكنيسة ، بل الأقل منهم من يفعلون ذلك .

وهكذا : حاولي أن تتهربي من حفلات الرقص والغناء ، وما يأمرانك به مما فيه معصية ، بأي عذر تخترعينه لذلك ، فإن أجبرت على حضور الحفل ، فاهربي من ممارسة الرقص ، خاصة إذا كان مع الرجال ، أو في حضورهم ، وأظهري المرض ، أو نحو ذلك مما يعفيك منه .

وما يجبرانك عليه من محرمات فافعلي منها الحد الأدنى ، فاجعلي اللباس أستر ما يكون ، ولا تسهري في مناسبتهم الحفلة كاملة ، وهكذا في سائر المحرمات .

وبصفة عامة : اجتهدي في أن تفعلي ما تستطيعينه من شعائر الإسلام ، وأن تتركي ما تقدرين على تركه ، فإن أكرهوك على شيء من ذلك ، فاجعلي تصرفاتك من الخارج فقط ، واجعلي قلبك دائم الصلة بالله ، والذكر له ، إلى أن ييسر الله لك فرجا مما أنت فيه ، وأبشري فإن الفرج قريب ، وإن مع العسر يسرا : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) سورة الطلاق/2-3 .

7. وننصحك بالتواصل مع الأخوات المسلمات ، سواء بالمواجهة ، أو عن طريق الإنترنت ، وكما ننصحك بالتواصل مع المواقع الإسلامية النافعة لك في دينك ، والتي تستفيدين منها لتقوية إيمانك ، وتزدادين بها علماً ، وإذا أمكنك التواصل مع أحد المراكز الإسلامية القريبة منك : فسوف يكون في ذلك خير كثير ، إن شاء الله ، ولعلهم ـ بحكم خبرتهم بالمكان ، وتعرضهم لكثير من هذه المشكلات ـ أن يكون عندهم من الحلول والمساعدات العملية أكثر مما اقترحناه عليك .

8. واعلمي – أختنا – أن من سبقك بالإسلام قد عاش طائفة منهم في ظروف قاسية ، حيث تعذيب الأبوين ، وضربهم ، ومنعهم من حقوقهم الإنسانية ، وقد صبروا على ما أوذوا ، واحتملوا ما أصابهم في سبيل الله ، حتى جاءهم نصر الله ، فنجاهم الله مما كانوا فيه ، وانقلبوا بنعمة من الله وفضل ، وكانوا من الفائزين ، فلا تيأسي مما أصابك ، ولا تحزني على حالك ، فأنت في رعاية الله ، وتحت سمعه وبصره ، واثبتي على ما أنتِ عليه من الهدى والحق ، كما صبر من قبلك ، واعلمي أن هذا اختبار من الله تعالى ليرى صدق إيمانك ، فيجازيك عليه خير الجزاء ، في الدنيا ، والآخرة ، وعسى الله أن يجعل نصره وتأييده لك عاجلاً غير آجل .

9. والداك بحاجة لك لإنقاذهما من نار جهنم ، ومن سخط الله ، فنوصيك بإظهار خير صورة للمسلمة المستقيمة ، بحسن التصرف معهما ، وبرهما ، والتلطف في مخاطبتهما ، والعناية بطعامهما وشرابهما ، والقيام على خدمتهما ، فلعلهما أن يراجعا نفسيهما ، ويخففا عنك الضغط ، أو يتركانه ، كما نوصيك بصدق الدعاء والطلب من الله أن يهديهما للإسلام ، وأن يميتهما على الإيمان ، وما ذلك على الله بعزيز ، واسمعي لهذه القصة :

روى مسلم ( 2491 ) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ) فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ : مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ ، قَالَ : فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا ، فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبْشِرْ ، قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْراً .

10. ولا ننصحك بالهرب من البيت ، والخروج منه ؛ فإن مفاسد ذلك أكثر من بقائك فيه ، وإن من قد يؤويك فإنه يعرِّض نفسك لأقسى العقوبات في قوانين بلادكم الجائرة ، فليس أمامنا من نصح لك إلا الصبر ، وقطع التفكير في الهروب من البيت .

ونسأل الله العلي القدير أن يثبتك على الهدى والرشاد ، وأن يعافيك في دينك وبدنك ، وأن يهدي أبويك للإسلام ، وأن يقر عينيك بهما مؤمنين صالحين ، في الدنيا ، والآخرة .

ونرجو منك أن تبقي على تواصل معنا ، ونحن أهلك ، وإخوانك ، ولعل الله أن يرزقك من دعوات إخوانك الذي يطالعون قصتك : ما ينفعك الله به ، ويفرج عنك كربك ببركته .



والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى


عدد الرسائل : 1768
نقاط : 2732
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2009 2:08 pm

مكتبة الفتاوى
:
فتاوى نور على الدرب (نصية)
:
التوحيد والعقيدة

السؤال: آمنا بالله نختم رسالة
المستمع عثمان محمد من إريتريا المسلمة بهذا السؤال يقول يا شيخ محمد
أحياناً يوسوس لي الشيطان من خلق هذا إلى أن يقول لي من خلق الله سبحانه
وتعالى واسهى كثيراً وأحزن وأترك هذا الموضوع أفيدوني على ما أصرف به هذا
الوسواس وهل الوسواس يؤثر علي في حياتي؟


الجواب


الشيخ:
هذا الوسواس لا يؤثر عليك وقد أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام أن
الشيطان يأتي للإنسان فيقول من خلق كذا من خلق كذا إلى أن يقول من خلق
الله وأعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدواء الناجع وهو أن نستعيذ
بالله من الشيطان الرجيم وننتهي عن هذا فإذا طرأ عليك هذا الشيء وخطر
ببالك فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهي عنه وأعرض إعراضاً كلياً
وسيزول بإذن الله نعم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى


عدد الرسائل : 1768
نقاط : 2732
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالثلاثاء أكتوبر 20, 2009 2:10 pm


مكتبة الفتاوى
:
فتاوى نور على الدرب (نصية)
:
التوحيد والعقيدة

السؤال: بارك الله فيكم المستمع مجدي
عبد الغني محاسب بالعراق محافظة صلاح الدين له سؤال يا شيخ محمد نرجو
إلقاء مزيداً من الضوء حوله سؤاله يقول إلى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين
نرى في الآونة الأخيرة ما شاع عن حقيقة تحديد نوع المولد ذكر أم أنثى
وبهذا نسأل توصل علماء الطب في أمريكا واليابان إلى ذلك فهل هذا حرام وما
علاقة الآية الكريمة التي يقول الله فيها عز وجل أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * ألم يك نطفة من
مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ
الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ
الْمَوْتَى) نعم


الجواب


الشيخ:
هذا السؤال الذي ذكره السائل يحتمل أن بأن يريد بقوله نوع الذكورة
والانوثة أي العلم بأن هذا ذكر أو أنثى ويحتمل أن يكون مراده تحديد نوع
الذكورة والانوثة أي العلم بأن هذا ذكر وأنثى أن يجعلوا هذه الانثى ذكراً
أو أن يجعلوها انثى أما الأول وهو العلم بأن الجنين ذكر أو انثى فهذا كما
قاله السائل قد اشتهر أنهم يعلمون ذلك وهذا العلم لا ينافي ما جاءت به
النصوص من كون الله سبحانه وتعالى يعلم ما في الأرحام فإن الله تعالى يعلم
ما في الأرحام بلا شك ولا ينافي علمه بذلك أن يكون أحداً من خلقه يعلمه
فالله يعلم وكذلك غيره يعلم لكن المعلوم الذي يتعلق بالجنين ينقسم إلى
قسمين قسم محسوس يمكن للخلق أن يعلموا به كالذكورة والانوثة والكبر والصغر
واللون وما أشبه ذلك فهذا يكون معلوماً عند الله عز وجل ويكون معلوماً عند
من يتوصل إلى علمه بالوسائل الحديثة ولا منافاة بين الأمرين وأما المعلوم
الثاني للجنين فهو المعلوم الذي ليس بمحسوس يدرك وهو علم ماذا سيكون مآل
هذا الجنين هل يخرج حياً أو ميتاً وإذا خرج حياً هل يبقى طويلاً في الدنيا
أو لا وإذا بقي فهل يكون عمله صالحاً أم سيئاً وإذا بقي أيضاً فهل يكون
رزقه واسعاً أو ضيقاً وما أشبه ذلك من المعلومات الخفية التي ليست بحسية
فهذا النوع من العلوم المتعلق بالجنين هذا لا يعلمه ألا الله ولا يستطيع
أحد أن يعلمه ومن أدعى علمه فهو كاذب ومن صدقه في ذلك فقد كذب قول الله عز
وجل (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ
إِلَّا اللَّه) أما الاحتمال الثاني ما يحمله سؤال السائل أنه توصلوا إلى
أن يجعلوا الذكر انثى أو الانثى ذكراً فهذا لا يمكن لأن هذا يتعلق بخلق
الله عز وجل وهو الذي بيده التذكير والتأنيث فلا يمكن لأحد من المخلوقين
أن يجعلوا ما قدره الله ذكراً أنثى ولا يمكن أن يجعلوا ما قدره الله أنثى
ذكراً يقول الله عز وجل (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ
يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) وكذلك الآية
التي ساقها السائل (ألم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل
منه الزوجين الذكر والانثى) فالذي أقوله الآن إن هذا أمر غير ممكن وكما
أنهم لا يستطيعون أن يجعل الذكر المولود أنثى والأنثى المولودة ذكراً
فكذلك لا يمكنهم أن يجعلوا الجنين الذي قدره الله ذكراً أن يجعلوه أنثى أو
العكس هذا ما اعتقده في هذه المسألة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:35 pm

سؤال وجواب
عمر بن الخطاب اول من لقب بأمير المؤمنين 01
11 سورة كم عدد سور جزء تبارك 02
37 سورة كم عدد سور جزء عم 03
مرارة بن مرة اول من كتب بالعربية 04
124 الفأ كم عدد الأنبياء 05
احمد بن تيمية من شيخ الاسلام 06
26 نبيأ كم نبى ذكر فى القرأن 07
فى سنة8 هجرية متى فتحت مكة المكرمة 08
عام 656 هجرى متى انتهت الدولة العباسية 09
خديجة بنت خويلد من اول من اسلمت من النساء 10
حمزة بن عبدالمطلب من اسد اللة 11
ابو عبيدة بن الجراح من امين هذة الامة 12
4 شهور كم عدد الاشهر الحرام 13
الكبد ما اكبر عضو فى جسم الانسان 14
7 اولاد كم عدد اولاد الرسول 15
ابوبكر الصديق من اول من جمع القرأن 16
سمية ام عمار من اول شهيدة فى الاسلام 17
خالد بن الوليد من سيف اللة المسلول 18
عمر بن عبدالعزيز من خامس الخلفاء الراشدين 19
القلم ما اول ما خلق اللة 20
على بن ابى طالب من اول فدائى فى الاسلام 21
عثمان بن عفان من اصدق هذة الامة 22
بلال بن رباح من اول مؤذن 23
950 سنة كم لبث نوح علية السلام يدعوا قومة الى التوحيد 24
صلاح الدين الايوبى من قائد معركة حطين 25
عمر بن الخطاب من اشد هذة الامة فى امر اللة 26
23 سنة ما مدة نزول القرأن 27
22 دولة كم عدد الدول العربية 28
اسماء بنت ابى بكر من ذات النطاقين 29
ابو لؤلؤة المجوسى من الذى طعن عمر بن الخطاب 30
عقبة بن نافع من بنى مدينة القيروان 31
400 كيلو متر كم عدد المسافة التى يقطعها الجمل بدون شرب الماء 32
عام 2 هجرى مت فرض صيام رمضان 33
عبداللة بن قحافة ما اسم ابى بكر الصديق 34
المحيط الهادى ما اكبر المحيطات فى العالم 35
9 غزوات كم عدد الغزوات التى قاتل فيها الرسول 36
عمرو بن العاص من قائد معركة ذات السلاسل 37
معاوية بن ابى سفيان من مؤسس الدولة الاموية 38
عبدالرحمن بن ملجم من الذى طعن على بن ابى طالب 39
عام 13 هجرى متى توفى ابو بكر الصديق 40
36 الف مقاتل كم عدد المسلمين فى معركة اليرموك 41
معركة بدر ما المعركة التى شارك الملائكة فيها مع المسلمون 42
اندنوسيا ما اكبر دولة اسلامية فى العالم 43
عام 57 هجرى متى توفيت ام المؤمنين عائشة 44
مرة واحدة كم مرة وردت كلمة نحلة فى القرأن 45
سنة 164 هجرى مت ولد الامام احمد بن حنبل 46
ثمانية امتار كم طول الامعاء الدقيقة 47
26 دولة كم دولة فى العالم لاتطل على البحر 48
على بن ابى طالب من اطلق اسم الشرطة على رجال الامن 49
44 دولة كم عدد الدول الاسلامية فى العالم 50
6200 اية كم عدد ايات القرأن الكريم 51
44 عضلة كم عضلة يستخدم الانسان عندما يتكلم 52
الجمل ما اقوى الحيوانات ذاكرة 53
البيزيتا ما العملة النقدية لأسبانيا 54
الوجة المحترق كلمة اثيوبيا يونانية الاصل فما معناها 55
جروزنى ما عاصمة الشيشان 56
هارون الرشيد من الخليفة الذى كان يحج عام و يغزو اخر 57
لبولندا الزلوتى هى العملة النقدية 58
جراهام بل من مخترع الهاتف 59
جورج ايستمان من مخترع الة التصوير الفوتوغرافى 60
دى فورست من مخترع المذياع 61
فيل فارنذورث من مخترع التلفاز 62
2762 حديثأ

كم عدد احاديث البخارى بعد حذف المكرر
63
فى الكويت

اين يقع اكبر حقل بترول فى العالم
64
قيس بن عاصم من حليم العرب 65
خمس عيون كم يبلغ عدد عيون النحلة 66
عام 194 هجرى مت ولد الامام البخارى 67
ابو حامد الغزالى من حجة الاسلام 68
ابو بكر الصديق اطلبوا الموت توهب لكم الحياة 69
1400 ميل كم يبلغ طول البحر الاحمر 70
فى دمشق اين يوجد المسجد الأموى 71
132 سنة كم دام احتلال فرنسا للجزائر 72
فى دمشق اين قبر صلاح الدين الايوبى 73
22 عظمة يصل عدد عظام الجمجمة الى 74
الـــــــــــــــوفاة يؤدى فقدان 20% من ماء الجسم الى 75
تونس القيروان مدينة فى 76
دمشق يطلق لقب الفيحاء على مدينة 77
طبيب العيون يطلق اسم الكحال عللى 78
جاليليو من مخترع التلسكوب 79
بيكاسيو من اول من رسم الحمامة كرمز للسلام 80
نبوخذ نصر من منشىء حدائق بابل المعلقة 81
29 الف قدم كم يبلغ ارتفاع قمة افرست 82
الى اللغة التركية الى اى لغة تنتمى كلمة طباشير 83
عبدالملك بن مروان من بانى قبة الصخرة 84
معركة مؤتة ما اسم اول معركة قاد فيهاخالد بن الوليد المسلمين وانتصر 85
7 معلقات كم يبلغ عدد المعلقات فى الشعر الجاهلى 86
فيكتوريا ما اسم اول سفينة دارت حول الكرة الارضية 87
عبيدة بن الحارث من اول شهيد سقط فى معركة فى تاريخ الاسلام 88
سويسرا ما الدولة الاوربية التى ليس لها جيش 89
انتهازى الرجل العصامى هو الذى يبنى نفسة بنفسة فما عكس تلك الصفة 90
خفرع من الذى بنى تمثال ابو الهول 91
الى اللغة الفارسية كلمة استاد التى تعنى معلم الى اى اللغات تنتمى 92
اخضر ما لون حجر الزمرد 93
الى اللغة الايطالية كلمة بنطلون الى اى لغة يرجع اصلها 94
سور الصين ما هو اضخم بناء فى العالم 95
هو صلاح الدين من الذى بنى القلعة فى القاهرة 96
فى شعبان السنة الثانية للهجرة متى حولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة 97
هو عثمان بن عفان فى صلح الحديبية من اول سفير فى الاسلام 98
فى سنة 1914 فى اى عام كانت الحرب العالمية الاولى 99
فى عام 1939 الحرب العالمية الثانية 100
فى عام1945 القا القنبلة الذرية 101
فى عام 1948 م بدء حرب فلسطين 102
عام 1916 اطلاق اول رجل فضاء 103
عام 1917 م وعد بلفور 104
عام 1945 تشكيل جامعة الدول العربية 105
الجمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:38 pm

هل ثبت شيء عن تخفيف العذاب في النار لأبي لهب ؟
السؤال: هل ورد شيء صحيح أو ضعيف عن تخفيف العذاب في النار لأبى لهب ؟ جزاكم الله خيرا .

الجواب :

الحمد لله

دلت آيات القرآن الكريم أن الكافر لا يخفف عنه العذاب على كفره بحال من الأحوال ، وذلك في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ) فاطر/36، وقال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ) غافر/49-50.

وأما أعمال الكفار الصالحة فيثاب عليها في الدنيا ، بالرزق والولد والنعمة ونحو ذلك ، فهم أقوام عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ، وأما في الآخرة فلا يكتب له منها شيء من الحسنات ، إذ الكفر محبط لجميع الحسنات ، ولا ينفع معه عمل صالح . وإن كان الكفار يتفاوتون في عذاب جهنم ، بحسب جرائمهم في الدنيا، مع خلودهم جيمعا في جهنم أبد الآبدين.

يقول الله تعالى : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) الفرقان/23.

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :

( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ ؟ قَالَ : لَا يَنْفَعُهُ ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )

رواه مسلم (رقم/214)



ثانيا :

أما ما يروى في تخفيف العذاب عن أبي لهب بسبب عتقه ثويبة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من كلام الصحابة ، وإنما رؤيا منام أريها بعض أهله ، لا يجوز أن يعارض به ما سبق تقريره من بطلان حسنات الكافرين في الدنيا ، وأنها لا تغني عنهم عند الله شيئا ، فضلا عن أن الوارد في ذلك إنما هو بسند مرسل .

روى البخاري (5101) من قول عروة بن الجمجراوىير رحمه الله ما يلي :

" وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، َلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ – أي بسوء حال -، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ : لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ "

قال ابن حجر رحمه الله :

قوله : ( وثويبة مولاة لأبي لهب ) ذكرها ابن منده في " الصحابة " وقال : اختلف في إسلامها. وقال أبو نعيم : لا نعلم أحدا ذكر إسلامها غيره , والذي في السير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرمها , وكانت تدخل عليه بعدما تزوج خديجة , وكان يرسل إليها الصلة من المدينة , إلى أن كان بعد فتح خيبر ماتت ومات ابنها مسروح .

قوله : ( وكان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ) ظاهره أن عتقه لها كان قبل إرضاعها , والذي في السير يخالفه , وهو أن أبا لهب أعتقها قبل الهجرة وذلك بعد الإرضاع بدهر طويل ، وحكى السهيلي أيضا أن عتقها كان قبل الإرضاع , وسأذكر كلامه .

قوله : ( بعض أهله ) ذكر السهيلي أن العباس قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال : ما لقيت بعدكم راحة , إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين , قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين , وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فأعتقها .

قوله ( بشر حيبة ) أي : سوء حال .

قوله ( ماذا لقيت ) أي : بعد الموت .

قوله ( لم ألق بعدكم , غير أني ) كذا في الأصول بحذف المفعول , وفي رواية الإسماعيلي : ( لم ألق بعدكم رخاء ) ، وعند عبد الرزاق عن معمر عن الزهري : ( لم ألق بعدكم راحة ) قال ابن بطال : سقط المفعول من رواية البخاري , ولا يستقيم الكلام إلا به .

قوله : ( غير أني سقيت في هذه ) كذا في الأصول بالحذف أيضا , ووقع في رواية عبد الرزاق المذكورة : ( وأشار إلى النقرة التي تحت إبهامه ) وفي ذلك إشارة إلى حقارة ما سقي من الماء .

وفي الحديث دلالة عل أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة ; لكنه مخالف لظاهر القرآن , قال الله تعال ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )، وأجيب :

أولا : بأن الخبر مرسل ، أرسله عروة ، ولم يذكر من حدثه به ، وعلى تقدير أن يكون موصولا فالذي في الخبر رؤيا منام ، فلا حجة فيه , ولعل الذي رآها لم يكن إذ ذاك أسلم بعد ، فلا يحتج به .

وثانياً : على تقدير القبول فيحتمل أن يكون ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم مخصوصا من ذلك , بدليل قصة أبي طالب كما تقدم أنه خفف عنه فنقل من الغمرات إلى الضحضاح . وقال البيهقي : ما ورد من بطلان الخير للكفار فمعناه أنهم لا يكون لهم التخلص من النار ولا دخول الجنة , ويجوز أن يخفف عنهم من العذاب الذي يستوجبونه على ما ارتكبوه من الجرائم سوى الكفر بما عملوه من الخيرات .

وأما عياض فقال : انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ، ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب ; وإن كان بعضهم أشد عذابا من بعض .

قلت – أي الحافظ ابن حجر - : وهذا لا يرد الاحتمال الذي ذكره البيهقي , فإن جميع ما ورد من ذلك فيما يتعلق بذنب الكفر , وأما ذنب غير الكفر فما المانع من تخفيفه ؟

وقال القرطبي : هذا التخفيف خاص بهذا وبمن ورد النص فيه .

وقال ابن المنير في الحاشية : هنا قضيتان :

إحداهما محال : وهي اعتبار طاعة الكافر مع كفره , لأن شرط الطاعة أن تقع بقصد صحيح , وهذا مفقود من الكافر .

الثانية : إثابة الكافر على بعض الأعمال تفضلا من الله تعالى , وهذا لا يحيله العقل , فإذا تقرر ذلك لم يكن عتق أبي لهب لثويبة قربة معتبرة , ويجوز أن يتفضل الله عليه بما شاء كما تفضل على أبي طالب , والمتبع في ذلك التوقيف نفيا وإثباتا .

قلت – أي الحافظ ابن حجر - : وتتمة هذا أن يقع التفضل المذكور إكراما لمن وقع من الكافر البر له ونحو ذلك . والله أعلم " انتهى.

" فتح الباري " (9/145-146)

والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:40 pm

كيف يتصرَّف مع " منصِّر " طرق بابه ليعرِض عليه نسخة من الإنجيل ؟
أضف إلى السلة
وورد
طباعة
أرسل إلى صديق



السؤال: ماذا تفعل لو طرق بابك مبشِّر ؟ فما هو أفضل طريقة للتعامل معه ؟ وماذا تفعل معه إن حاول أن يهديك نسخة من " الكتاب المقدس " ؟ وبماذا تنصح في أن نستبدل الأدوار فأدعوه للإسلام ، وأهديه في نهاية الأمر نسخة من القرآن ؟ .

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

ثمة تنبيهان على مصطلحين استعملا في السؤال :

أ. لفظ " مبشِّر " .

فالواجب استعمال كلمة " التنصير " بدلاً من كلمة " التبشير " , والمنصِّر بدلاً من " المبشِّر " ، فالبشارة في استعمالها عندهم هي البشارة بالهداية ، والجنَّة ! , فهم على ذلك من دعاة الهدى ، وهذا بخلاف الواقع ، وإلا فهم من دعاة جهنم – والعياذ بالله - .

قال علماء اللجنة الدائمة :

وكان من أبرز أعداء هذا الدين : " النصارى الحاقدون " ، الذين كانوا - ولا يزالون - يبذلون قصارى جهدهم ، وغاية وسعهم ، لمقاومة المد الإسلامي في أصقاع الدنيا ، بل ومهاجمة الإسلام والمسلمين في عقر ديارهم ، لا سيما في حالات الضعف التي تنتاب العالم الإسلامي ، كحالته الراهنة اليوم ، ومن المعلوم بداهة : أن الهدف من هذا الهجوم هو زعزعة عقيدة المسلمين ، وتشكيكهم في دينهم ؛ تمهيداً لإخراجهم من الإسلام ، وإغرائهم باعتناق النصرانية ، عبر ما يعرف خطأ بـ " التبشير " ، وما هو إلا دعوة إلى الوثنية في النصرانية المحرَّفة ، التي ما أنزل الله بها من سلطان ، ونبي الله عيسى عليه السلام منها براء .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 306 ) .

ب. لفظة " الكتاب المقدَّس " .

فلا يجوز إطلاق " الكتاب المقدس " على الكتب التي بأيدي اليهود ، والنصارى ، الآن ؛ لأن هذه الكتب - في الواقع - محرَّفة ، كما لا يخفى عليكم , والقداسة ، والتعظيم إنما هما لكلام الله تعالى ، وكتبه المحفوظة ، الخالية من التحريف ، وهو ما لا ينطبق إلا على القرآن .

نسأل الله أن يجزيك خيراً ، أن يبارك فيك ، ويوفقك لهداية الناس ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور .



ثانياً:

من المفيد أن يقابِل المسلمُ الدعوةَ إلى الكفر بالدعوة إلى الإسلام , والكلمة الباطلة بالكلمة الحق , بشرط أن يكون هذا المسلمُ متمكناً من الأمر الذي يدعو إليه , وعنده علم برد الشبَه التي يتوقع أن يثيرها الطرف المقابل , وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ " ضِمَاداً " قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ " أَزْدِ شَنُوءَةَ " وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّداً مَجْنُونٌ ، فَقَالَ : لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ ، قَالَ : فَلَقِيَهُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِى مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ فَهَلْ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ ) قَالَ : فَقَالَ : أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاَءِ ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : فَقَالَ : لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاَءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ ، قَالَ : فَقَالَ هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الإِسْلاَمِ ، قَالَ : فَبَايَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( وَعَلَى قَوْمِكَ ) قَالَ : وَعَلَى قَوْمِي ، قَالَ : فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ شَيْئًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً ، فَقَالَ : ( رُدُّوهَا فَإِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمُ ضِمَادٍ ) .

رواه مسلم ( 868 ) .

وأما إدارة الحوار ، وكيف يكون أسلوب تعاملك معه ، بالشدة أو باللين ، فهذا يرجع إلى المصلحة ، وإلى طبيعة الموقف ، ومن المهم ، بل من المؤكد في حقك ألا تقف موقف الدفاع ، ولا تدع له الفرصة لأخذ زمام المبادرة ، بل تكون أنت مالك الزمام ، وتستطيع التخلص من الموقف برمته متى أحببت ذلك ، ومن المهم أن يكون عندك مجموعة من الكتب التي تنتقد أصول دينه ، ولا بأس أن تهديه بعضها .



ثالثاً:

لا يجوز إعطاء الكافر نسخة من القرآن العربي إذا غلب على الظن امتهانه له ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ ) .

رواه البخاري ( 2828 ) ومسلم ( 1869 ) .

قال النووي – رحمه الله - :

وفي الرواية الأخرى ( مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ العَدُو ) , وفى الرواية الأخرى : ( فَإِنِّي لاَ آمَنُ أََنْ يَنَالَهُ العدو ) , فيه : النهي عن المسافرة بالمصحف إلى أرض الكفار للعلة المذكورة في الحديث ، وهى خوف أن ينالوه فينتهكوا حرمته ، فإن أُمنت هذه العلة بأن يدخل في جيش المسلمين الظاهرين عليهم : فلا كراهة , ولا منع منه حينئذ ؛ لعدم العلة ، هذا هو الصحيح , وبه قال أبو حنيفة ، والبخاري ، وآخرون .

" شرح مسلم " ( 13 / 13 ) .

وأما إعطاؤهم نسخة من ترجمة القرآن : فلا بأس ؛ لأن الترجمة لا تعتبر قرآناً , وانظر جواب السؤال رقم : ( 10694 ) .

ويمكن الاستعاضة عن المصحف ببعض الكتب ، والمنشورات ، التي ترغب في الإسلام , وتبين حقيقته ، وشرائعه .



وعلى ذلك : فلو قمتَ بنصحه ، وطلبت منه القراءة عن الإسلام الصحيح ، والتجرد عن الهوى والتعصب , ولو رافق ذلك إهداء لكتاب عن الإسلام ، أو نسخة لترجمة معاني القرآن ، أو لزيارة مركز إسلامي ، أو غير ذلك : فهذا خير وبركة ، إن شاء الله .

والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:41 pm

العمل عند من يبيع الأدوية لمن يستعملها للسكر
أضف إلى السلة
وورد
طباعة
أرسل إلى صديق



السؤال : إذا هناك صاحب صيدلية يقوم بشراء عدد أكثر من المسموح به من الأدوية المهدئة ، ومثل ذلك مما تسبب تحسين المزاج أو السكر إذا أخذت بجرعات كبيرة لبعض الأشخاص ، فهل يعتبر العمل لديه حراما ؟

الجواب :
الحمد لله
الدواء الذي يسكر إذا أخذت منه كمية كبيرة ، يعتبر خمراً ، فلا يجوز لمسلم شراؤه ولا بيعه ولا استعماله ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ) رواه أبو داود (3681) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وإذا كان البيع محرما ، فالمال الناتج عنه محرم .
وأما العمل عند من هذا حاله ، فيجوز بشرط عدم المشاركة له في بيع هذه الأدوية المحرمة .
وترك العمل عنده أولى ؛ لكون ماله مختلطا ، ولما في ذلك من الزجر له والإنكار عليه .
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:43 pm

حديث " لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .. " أليس منفراً عن الإسلام
أضف إلى السلة
وورد
طباعة
أرسل إلى صديق



ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال : " لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه " أليس في العمل بهذا تنفير عن الدخول في الإسلام ؟.

الحمد لله

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" يجب أن نعلم أن أسدَّ الدعاة في الدعوة إلى الله هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن أحسن المرشدين إلى الله هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا علمنا ذلك فإن أي فهم نفهمه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكان مجانباً للحكمة فالواجب علينا أن نتهم هذا الفهم ، وأن نعلم أن فهمنا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم خطأ ، لكن ليس معنى ذلك أن نقيس أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بما ندركه من عقولنا وأفهامنا ؛ لأن عقولنا وأفهامنا قاصرة ، لكن هناك قواعد عامة في الشريعة يرجع إليها في المسائل الخاصة الفردية .

فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : " لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه " والمعنى : لا تتوسعوا لهم إذا قابلوكم حتى يكون لهم السعة ويكون الضيق عليكم بل استمروا في اتجاهكم وسيركم ، واجعلوا الضيق إن كان هناك ضيق على هؤلاء، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن إذا رأى الكافر ( كاليهود الذين في المدينة ) ذهب يزحمه إلى الجدار حتى يرصه على الجدار ولم يفعل ذلك الصحابه رضي الله عنهم بعد فتوح الأمصار .

فالمعنى أنكم كما لا تبدؤونهم بالسلام لا تفسحوا لهم فإذا لقوكم فلا تتفرقوا حتى يعبروا بل استمروا على ما أنتم عليه واجعلوا الضيق عليهم إن كان في الطريق ضيق ، وليس في الحديث تنفير عن الإسلام بل فيه إظهار لعزة المسلم ، وأنه لا يذل لأحد إلا لربه عز وجل .

انتهى - بتصرف يسير – من مجموع فتاوى ابن عثيمين رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 10:49 pm

تفسير قول الله تعالى : ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) .
السؤال : قال تعالى : "وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" (الزمر: 55) أريد منكم أن تقوموا بتفسير هذه الآية تفسيرا موثقا ، وما هو معني "أحسن ما أنزل" في الآية ؟ وهل تكون السنة مساوية للقرآن الكريم بأي حال من الأحوال ؟

قال الإمام الشافعي رحمه الله :

" فذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة ؛ فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنة رسول الله . وهذا يشبه ما قال والله أعلم ؛ لأن القرآن ذُكر ، وأتبعته الحكمة ، وذكر الله مَنَّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة ؛ فلم يجز الله ـ والله اعلم ـ أن يقال : الحكمة ـ ها هنا ـ إلا سنة رسول الله ؛ وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله ، وأن الله افترض طاعة رسوله ، وحتم على الناس اتباع أمره ، فلا يجوز أن يقال لقول : فرض ؛ إلا لكتاب الله ، ثم سنة رسوله ؛ لما وصفنا من أن الله جعل الإيمان برسوله مقرونا بالإيمان به

" . انتهى . "الرسالة" (78) .



وروى أبو داود (4604) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وروى أبو داود (4605) والترمذي (2663) وابن ماجة (13) عن أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ : لَا نَدْرِي ، مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ ، وإلا فَلاَ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره .

وروى الترمذي (2664) وابن ماجة (12) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ . أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ) .

صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .



وعن إسماعيل بن عبيد الله قال : " ينبغي لنا أن نحفظ ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإن الله يقول : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فهو عندنا بمنزلة القرآن " .

"السنة" لمحمد بن نصر المروزي (ص 88)

وعن حسان بن عطية قال : " كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فيعلمه السنة كما يعلمه القرآن " .

"الزهد" لابن المبارك (ص 23)

وقال ابن القيم رحمه الله :

" قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله ، وأعاد الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب ، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه ، فإنه أوتي الكتاب ومثله معه ، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالا بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول ؛ إيذانا بأنهم إنما يطاعون تبعا لطاعة الرسول ، فمن أمر منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته ، ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة " انتهى .

"إعلام الموقعين" (1 / 48)

وقال أيضا :

" أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله وحيين وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما ، وهما الكتاب والحكمة ، وقال تعالى : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة ) وقال تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلهم الكتاب والحكمة ) وقال تعالى : ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) .

والكتاب هو القرآن ، والحكمة هي السنة باتفاق السلف .

وما أخبر به الرسول عن الله فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كما أخبر به الرب تعالى على لسان رسوله ، هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام ، لا ينكره إلا من ليس منهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) " انتهى .

"الروح" (ص 75) .



فتبين بذلك أن السنة هي وحي من عند الله ، وأنها لازمة الطاعة والاتباع على كل من آمن بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان هذا مراد السائل ، فقد تبين كلام أهل العلم فيه ، وإلا فبينهما من الفروق الأخرى أشياء كثيرة :

فالقرآن هو كتاب الله تعالى ، الذي أنزله على رسوله وحيا باللفظ والمعنى ، وهو معجِز ومتعبَّد بتلاوته ، ولا تجوز روايته بالمعنى ، ولا يجوز مسه للمحدث حتى يتطهر .

بخلاف السنة فإن لفظها من عند الرسول ، وهو غير معجِز ، وتجوز روايتها بالمعنى لمن لا يُخِلُّ به ، ولا يَحْرُم مَسُّها على المُحدِث .

والقرآن يتعبد بتلاوته في الصلوات بخلاف السنة ، فإنه لا يجوز أن يقرأ بها في الصلوات .

ومن كذب بحرف واحد من كتاب الله كفر ، وليس كذلك الحال في السنة .

وهناك فروق أخرى ، يمكن مراجعتها في بابه من كتب علوم القرآن والسنة ، وكتب أصول الفقه .

والله أعلم .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) الزمر/55

قال ابن جرير الطبري رحمه الله :

" يقول تعالى ذكره : واتبعوا أيها الناس ما أمركم به ربكم في تنزيله ، واجتنبوا ما نهاكم فيه عنه ، وذلك هو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا .

فإن قال قائل : ومن القرآن شيء هو أحسن من شيء ؟ قيل له : القرآن كله حسن ، وليس معنى ذلك ما توهمت ، وإنما معناه : واتبعوا مما أنزل إليكم ربكم من الأمر والنهي والخبر ، والمثل ، والقصص ، والجدل ، والوعد والوعيد ؛ أحسنه أن تأتمروا لأمره ، وتنتهوا عما نهى عنه ؛ لأن النهي مما أنزل في الكتاب ، فلو عملوا بما نهوا عنه كانوا عاملين بأقبحه ، فذلك وجهه " انتهى . "تفسير الطبري" (21/ 312)

وقال البغوي رحمه الله :

" ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعني : القرآن ، والقرآن كله حسن ، ومعنى الآية ما قاله الحسن : التزموا طاعته واجتنبوا معصيته ، فإن القرآن ذكر القبيح لتجتنبه ، وذكر الأدون لئلا ترغب فيه ، وذكر الأحسن لتؤثره . قال السدي : " الأحسن " ما أمر الله به في الكتاب " انتهى .

"تفسير البغوي" (7/ 128)

وقال السعدي رحمه الله :

( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) مما أمركم من الأعمال الباطنة ، كمحبة اللّه ، وخشيته ، وخوفه ، ورجائه ، والنصح لعباده ، ومحبة الخير لهم ، وترك ما يضاد ذلك .

ومن الأعمال الظاهرة ، كالصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والصدقة ، وأنواع الإحسان ، ونحو ذلك ، مما أمر اللّه به ، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا ، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم " انتهى .

"تفسير السعدي" ( ص 727-728) .



فالحاصل من ذلك : أن اتباع أحسن ما أنزل الله : هو الائتمار بأمره ، والانتهاء بنهيه .

قال الإمام الآجري رحمه الله :

" فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع إليه ، وإنما هذا - والله أعلم - صفة قوم إذا سمعوا القرآن تتبعوا من القرآن أحسن ما يتقربون به إلى الله تعالى ، مما دلهم عليه مولاهم الكريم ، يطلبون بذلك رضاه ، ويرجون رحمته " . "أخلاق حملة القرآن" (8) .



ثانيا :

لا يتم هذا الاتباع المأمور به إلا باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك مما أُنزِل إلينا من ربنا ، كما قال تعالى : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/32

وقال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) آل عمران/132

وقال تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الأنفال/1

وقال سبحانه : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65 .

فالسنة مبينة لمراد الله في كتابه ، قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل / 44.

ثالثا :

السنة وحي منزل من عند الله . قال الله تعالى :

( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) النساء/113 ، وقال تعالى لأمهات المؤمنين : ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) الأحزاب/34 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 10:50 pm

الحج بدون إذن الزوج
أضف إلى السلة
وورد
طباعة
أرسل إلى صديق



امرأة متزوجة ، وعدها زوجها بالحج ، ولكنه لم يفِ بالوعد فمرَّ عليها أهلها في طريق سفرهم إلى مكة وأخذوها معهم دون علم الزوج ، ولا رضاه ، فهل حجها صحيح ؟.

الحمد لله

قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله - : " قبل الإجابة أود أن أبين أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج بدون رضا زوجها ، حتى ولو كان في البلد ، فكيف تحج بدون رضاه ، هذا حرام ، ولا يجوز لها ، ويجب على الزوج الذي وعد زوجته بالحج أن يفي بوعده ، فيحج بها ، لاسيما إن كان هذا مشروطا عليه في العقد ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) رواه البخاري (2729) ومسلم (1418) .

وإذا كان هذا الوعد بعد العقد ، فإن العلماء اختلفوا بالوفاء به ، والصواب وجوب الوفاء به إذا لم يكن على الواعد ضرر ؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل إخلاف الوعد من صفات المنافقين . تحذيرا من إخلافه .

انظر دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى
اميرة المنتدى


عدد الرسائل : 1768
نقاط : 2732
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 11:31 pm

حكم الخوض في القضاء والقدر


الكثير يخوضون في موضوع القضاء والقدر هل لكم توجيه؟







هذا باب خاضه الأولون وغلط فيه من غلط، والواجب الحذر، فعلى كل مؤمن وكل مؤمنة
التسليم لله والإيـمان بقدره سبحانه وتعالى والحرص على الأخذ بالأسباب النافعة
الطيبة والبعد عن الأسباب الضارة كما علم عباده وكما جعل لهم قدرة على ذلك بما
أعطاهم من العقول والأدوات التي يستعينون بها على طاعته وترك معصيته سبحانه وتعالى.




وينبغي عدم الخوض في هذا الباب والإيـمان بأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وأن
ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه الخلاق العظيم القادر على كل شيء وأن جميع
الموجودات بخلقه وتقديره سبحانه وتعالى وأن الله أعطى للعبد عقلاً وأسباباً وقدرة
على الخير والشر كما يأكل ويشرب ويلبس وينكح ويسافر ويقيم وينام ويقوم إلى غير ذلك
يطيع ويعصي.




ويخشى على هؤلاء الخائضين بالقضاء والقدر أن يحتجوا بالقدر أو ينكروه لأن قوماً
خاضوا فيه فأنكروه كالقدرية النفاة وقالوا لا قدر وزعموا أنهم يخلقون أفعالهم وأن
الله تعالى ما تفضل عليهم بالطاعة ولا قدر عليهم المعصية، وقوم قالوا بل تفضل الله
بالطاعة، ولكن ما قدر المعصية فوقعوا بالباطل، وقوم خاضوا في القدر وقالوا بأننا
مجبورون أي أنهم ما عليهم شيء، عصوا أو أطاعوا لا شيء عليهم لأنهم مجبورون، ولا
قدرة لهم فضلوا وأضلوا نسأل الله العافية.




ومجوس الأمة هم القدرية النفاة الذين ضلوا في القدر وقالوا الأمر أنف والمجوس قالوا
إن للعباد إلهين النور والظلمة ويقولون النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر فشابههم
نفاة القدر حيث جعلوا لله شريكاً في أفعاله وأنهم يخلقون أفعالهم، نسأل الله
العافية.




وعلى كل مسـلم أن يؤمن بالقدر وأن يحذر الخوض في ذلك بغير علم كما خاض المبتدعة
فضلوا وإنما الواجب على كل مسلم أن يؤمن بالقدر وأن يسلم لله بذلك ويعلم بأن الله
قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وأن العبد له إرادة وله مشيئة وله اختيار لكنه لا يخرج
بذلك عما قدره الله سبحانه وتعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 11:38 pm

حكم الإقامة في بلاد الكفار ، والتشبه بهم ، والتبرع لجمعياتهم بالمال


السؤال
: هناك مدرسة إسلامية بكندا ، تجعل الأطفال يقومون بالمشي لمدة ساعتين ؛
تضامناً مع مرضى السرطان ؛ تقليداً لأحد الكفار الذي ابتدع هذا الأمر ، ثم
تبيع المدرسة " البيتزا " لزيادة المال ، للتبرع لصالح مؤسسة خيرية كافرة
تتعامل مع السرطان ، فهل المشي من أجل السرطان ، أو لأسباب أخرى يعتبر
تشبهاً بالكفار ؟






الجواب :



الحمد لله



أولاً :



جاءت نصوص القرآن والسنة تنهي المسلم عن الإقامة في بلاد الكفار ، إلا لضرورة أو
مصلحة شرعية .


قال
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :



والسفر إلى بلاد الكفار : محرَّم ، إلا عند الضرورة - كالعلاج ، والتجارة ، والتعلم
للتخصصات النافعة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بالسفر إليهم - فيجوز بقدر الحاجة
، وإذا انتهت الحاجة : وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين ، ويشترط كذلك لجواز هذا السفر
: أن يكون مُظهِراً لدينه ، معتزاً بإسلامه ، مبتعداً عن مواطن الشر ، حذراً من
دسائس الأعداء ومكائدهم ، وكذلك يجوز السفر ، أو يجب ، إلى بلادهم ، إذا كان لأجل
نشر الدعوة إلى الله ، ونشر الإسلام .


"
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد " ( ص 317 ) .



وقال حفظه الله أيضاً – في بيان مظاهر موالاة الكفار - :



الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلى بلد المسلمين ؛ لأجل الفرار بالدين ؛
لأن الهجرة بهذا المعنى ولهذا الغرض : واجبة على المسلم ؛ لأن إقامته في بلاد الكفر
تدل على موالاة الكافرين .


ومن
هنا حرَّم الله إقامة المسلم بين الكفار إذا كان يقدر على الهجرة ، قال تعالى : (
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ
كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ
أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ) فلم
يعذر الله في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة ،
وكذلك من كان في إقامته مصلحة دينية ، كالدعوة إلى الله ، ونشر الإسلام في بلادهم .


"
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد " ( ص 316 ) .



وانظر – لمزيد فائدة - : أجوبة الأسئلة : (

11793
) و (

14235
) و (

27211
) .



ثانياً :


أما
التشبه بالكفار ، فالضابط في هذا التشبه المحرم ، هو: "مماثلة الكافرين بشتى
أصنافهم ، في عقائدهم ، أو عباداتهم ، أو عاداتهم ، أو في أنماط السلوك التي هي من
خصائصهم" .


"
من تشبه بقوم فهو منهم " للشيخ ناصر العقل ( ص 7 ) .



فيحرم التشبه بغير


المسلمين في عقائدهم ، وعباداتهم ، وما هو من شعائر دينهم ، مثل لبس الصليب ، أو
الاحتفال بالأعياد الدينية .



ويحرم التشبه بغير المسلمين فيما هو من خصائص


عاداتهم , كلباس الرهبان ، والأحبار ، وغير ذلك مما يشبهه .




قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :



فيحرم التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم ، ومن عاداتهم ، وعباداتهم ، وسمتهم
وأخلاقهم ، كحلق اللحى ، وإطالة الشوارب ، والرطانة بلغتهم إلا عند الحاجة ، وفي
هيئة اللباس ، والأكل ، والشرب ، وغير ذلك .


"
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد " ( ص 316 ) .



وعليه ؛ فالمشي الذي يفعله بعض المسلمين تضامناً مع حدثٍ ما ، أو مع أشخاص معينين ،
يُخشى أن يكون من التشبه بالكفار ، لأنه ليس له أصل من ديننا ، ولا يفعله المسلمون
في بلادهم ومجتمعاتهم ، ثم إن هذا المشي ليس فيه فائدة تذكر ، فهو تضييع للوقت
والجهد ، مع ما يحصل فيه من الاختلاط والتعرض للفتن ... إلخ .



ثالثاً :


أما
التبرع لجمعيات الكفار : ففيها تفصيل بحسب نشاط الجمعية :


أ.
فإن كانت جمعية دينية ، تدعو إلى دينها ، وتفسد عقائد المسلمين ، وكان من ضمن
أعمالها : إعانة المرضى ، والقيام على المشردين ، وإيواء العجزة : فلا يجوز التبرع
لهم ، ولا مساعدتهم بشيء ؛ لأن قيامهم بتلك الأعمال داخل في دعوتهم لدينهم ، وإفساد
عقائد المسلمين ، ومثل هذا لا ينبغي الاختلاف فيه ؛ لظهور حكمه في الشرع .


ب.
وإن كانت جمعية دنيوية ، ومن أعمالها ما يساهم في إفساد أخلاق الناس ، كالدعوة إلى
التعارف بين الرجال والنساء ، أو كان من أعمالها القيام بما هو محرَّم في شرعنا ،
كدعم الإجهاض ، وغير ذلك مما يشبهه : فلا يجوز التبرع لهم ، ولو كان هناك قسم من
أقسامها لعلاج المرضى ، وتقديم الأدوية ، أو رعاية الأيتام ؛ لأن دعم المسلم لها
سيكون دعماً لنشاطها ، ثم إن المتبرع لا يدري هل ينفقون أمواله في أشياء محرمة ، أو
في إعانة المرضى .


ج.
أن تكون الجمعية خاصة بعلاج المرضى ، وليس لها أعمال محرمة ، ولا مقاصد تنشر دينها
من خلالها : فيجوز التبرع لهم ، وإعانتهم على علاج المرضى ، وتقديم الأدوية لهم .



والنصيحة للمسلمين الذين اضطروا أو ابتلوا بالإقامة في البلاد الغربية أن تكون لهم
جمعياتهم الخاصة بهم ، وأن يقدموا من خلالها خدمات للمجتمعات التي يعيشون بينهم ،
مما هو مباح لهم فعله ، وأن يقدموا صورة ناصعة عن الإسلام من خلال تلك الجمعيات ،
وأن يحرصوا على تحقيق الهدف الأسمى وهو إنقاذ الناس من الكفر ، وعلاج قلوبهم من
الشك ، والشبهة ، وهو أولى من علاج أبدانهم ، ولو جمعوا بينهما لقدموا خيراً
لأنفسهم ، ولغيرهم .



وإذا لم يكن هناك جمعية خاصة بالمسلمين في تلك البلاد ، وكانت الجمعيات القائمة على
ذلك ممن يُخشى إعانتها على الكفر ، والفسوق ، وشعر المسلمون بحرج من عدم المشاركة
في علاج المرضى : فننصح بأن تكون مشاركتهم بتقديم الأدوية ، لا المال ؛ خشية من
استعمال المال في أشياء محرمة ، وتحقيقاً لمقصود التبرع .



ويدل على جواز التبرع للكافر : قوله تعالى (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
الممتحنة/ 8 ، وقد استدل بها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بجواز التبرع
للكافر بالدم ، كما في جواب السؤال رقم


([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
.



وانظر – للمزيد – جواب السؤال رقم (

2756
) .



والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 11:39 pm

حكم مجالسة من لا يصلي وينكر الحجاب ويسخر منه ويسخر من عائشة
ما حكم مجالسة مَن لا يصلي ، ولا يصوم ، وينكر الحجاب ، ويقول : إنها خاصة فقط بنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ويسخر منه ، وفي مرة سمعته يسخر من السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، وخاصة إذا كان من صلة الأرحام ؟ .


الحمد لله
أولاً :
إن هذه الأفعال التي تسأل عن مجالسة صاحبها هي : كفرٌ ، وردة ، ونعجب من انتسابه للإسلام وهو على هذه الحال ، فترك الصلاة كفر أكبر ، ثبت ذلك بالكتاب ، والسنَّة ، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم .
والحجاب للنساء : إن كان يقصد به غطاء الوجه " النقاب " ونحوه ، فثمة خلاف بين العلماء فيه ، والأصح أنه على واجب على النساء جميعاً ، وليس هو خاصّاً بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - :
وأما بالنسبة للنقاب : فتغطية الوجه واجبة ، على الصحيح من قولي العلماء ، وهو الذي تؤيده الأدلة الصحيحة ؛ لقوله تعالى : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) النور/ 31 ؛ ولقوله تعالى في نساء النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب/ 53 .
وكون الخطاب ورد في نساء النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنع أن يتناول الحكم غيرهن مِن نساء المسلمين ؛ وذلك لأنه علل ذلك بعلة عامة ، وهي قوله : ( ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب/ 53 .
فالعلة عامة ، لنساء النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن ، ولغيرهن مِن النساء ، والطهارة مطلوبة للجميع ؛ لقوله تعالى في الآية الأخرى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب/ 59 .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 4 / 242 ، 243 ، السؤال رقم 250 ) .
ولمزيد تفصيل : ينظر جواب السؤال رقم : ( 11774 ) .
وأما إن كان يقصد بالحجاب غطاء الرأس : فليس في وجوبه خلاف بين أهل العلم ، وإنكاره للنوعين ، وسخريته بهما : ردة عن الدِّين ؛ لأن الخمار وإن لم يكن واجباً عند بعض أهل العلم : فهو متفق على مشروعيته ، وأنه من دين الله ، فإنكاره والسخرية به كفر مخرج عن الملة .
وليس ثمة مجال لهذا الزنديق أن يسخر من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، إلا أن يطفح ما في قلبه من النفاق والزندقة ، ويظهر على فلتات لسانه ، فعائشة أم المؤمنين ، وزوج النبي صلى الله عليه وسلم ، والمبرأة من الله في آيات تتلى إلى يوم القيامة ، فمن سخر منها فإنما يسخر من زوجها ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن نفى أن تكون أمّاً للمؤمنين فهو يخرج نفسه من دائرتهم ، وليس يضرها شيئا .
ثانياً:
إذا كان هذا هو حال هذا القريب : فليعلم أنه فاعل لما يوجب ردته ، وأن عليه التوبة ، والرجوع إلى دينه ، وأنه إن لقي الله بهذا : لقيه على غير الإسلام .
وأما الواجب عليكم – بعد نصحه - : فهو أن تهجروا مجالسه ، وتحذروا منه ، إلا أن يكون من يريد الجلوس معه على قدر من العلم ليرد عليه كفره ، وليحذر مجالسيه من شرِّه، وتكون صلته غير واجبة ، بل لا يجوز ابتداؤه بالسلام .
قال تعالى : ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) القصص/ 55.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ ) من جاهل خاطبهم به ، ( قَالُوا ) مقالة عباد الرحمن أولي الألباب : ( لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ) أي : كُلٌّ سَيُجازَى بعمله الذي عمله وحده ، ليس عليه من وزر غيره شيء ، ولزم من ذلك : أنهم يتبرءون مما عليه الجاهلون ، من اللغو ، والباطل ، والكلام الذي لا فائدة فيه .
( سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) أي : لا تسمعون منَّا إلا الخير ، ولا نخاطبكم بمقتضى جهلكم ، فإنكم وإن رضيتم لأنفسكم هذا المرتع اللئيم : فإننا ننزه أنفسنا عنه ، ونصونها عن الخوض فيه ، ( لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) من كل وجه .
" تفسير السعدي " ( ص 620 ) .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
هل يجوز أن أجالس تارك الصلاة ؟ .
فأجابوا :
مَن ترك الصلاة متعمِّداً جاحداً لوجوبها : فهو كافر باتفاق العلماء ، وإن تركها تهاوناً وكسلاً : فهو كافر ، على الصحيح من أقوال أهل العلم ، وبناءً على ذلك : لا تجوز مجالسة هؤلاء ، بل يجب هجرهم ، ومقاطعتهم ، وذلك بعد البيان لهم أن تركها كفر ، إذا كان مثلهم يجهل ذلك ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) ، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) أخرجه مسلم في صحيحه ، وهذا يعم الجاحد لوجوبها ، والتارك لها كسلاً .
الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 374 , 375 ) .
وسئل علماء اللجنة الدائمة :
هل يجوز إلقاء السلام على تارك الصلاة ؟ .
فأجابوا :
أما تارك الصلاة جحداً : فكافر بالإجماع ، وتاركها كسلاً ، غيرَ جحد لوجوبها : فكافر ، على القول الصحيح من أقوال العلماء ، فلا يجوز إلقاء السلام عليه ، ولا رد السلام عليه إذا سلَّم ؛ لأنه يعتبر مرتداً عن الإسلام .
الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 24 / 141 , 142 ) .
وقال علماء اللجنة الدائمة :
ومَن استهزأ بدين الإسلام ، أو بالسنَّة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كإعفاء اللحية ، وتقصير الثوب إلى الكعبين ، أو إلى نصف الساقين ، وهو يعلم ثبوت ذلك : فهو كافر ، ومن سخِر من المسلم ، واستهزأ به ، من أجل تمسكه بالإسلام : فهو كافر ؛ لقول الله عز وجل : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة 65 , 66 .
الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 43 , 44 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
والواجب : هجر تارك الصلاة ، ومقاطعته ، وعدم إجابة دعوته ، حتى يتوب إلى الله من ذلك ، مع وجوب مناصحته ، ودعوته إلى الحق ، وتحذيره من العقوبات المترتبة على ترك الصلاة في الدنيا والآخرة ؛ لعله يتوب ، فيتوب الله عليه .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 10 / 266 ) .
وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - :
هل يجوز لي أن أجالس وأشارك في المأكل والمشرب تارك الصلاة المصر على تركها ؟ .
فأجاب :
لا يجوز لك أن تجالسه وتشاركه في المأكل والمشرب ، إلا إذا كنت تقوم بنصيحته ، والإنكار عليه ، وترجو أن يهديه الله على يديك ، فإذا كنت تقوم بهذا معه : وجب عليك أن تقوم به معه ؛ لأن هذا من إنكار المنكر ، والدعوة إلى الله تعالى ، لعل الله أن يهديه على يديك .
أما إذا كنت تشاركه ، وتجالسه ، وتأكل وتشرب معه من غير إنكار ، وهو مقيم على ترك الصلاة ، أو مقيم على شيء من الكبائر : فإنه لا يجوز لك أن تخالطه ، وقد لعن اللهُ بني إسرائيل على مثل هذا ، قال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ) المائدة/ 78 ، 79 .
وجاء في تفسير الآية أن أحدهم كان يرى الآخر على المعصية فينهاه عن ذلك ، ثم يلقاه في اليوم الآخر وهو مقيم على معصية : فلا ينهاه ، ويخالطه ، ويكون أكيله ، وشريبه ، وقعيده ، فلما رأى الله منهم ذلك : ضرب قلوب بعضهم ببعض ، ولعنهم على لسان أنبيائهم .
وحذرنا نبي الله صلى الله عليه وسلم من أن نفعل مثل هذا الفعل ؛ لئلا يصيبنا ما أصابهم من العقوبة .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 2 / 246 ، السؤال رقم 215 ) .
وانظر جوابي السؤالين : : ( 4420 ) و ( 47425 ) .
والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 11:42 pm

حكم ضرب الطالبات
ما حكم ضرب الطالبات اللاتي يحتجن إلى توجيه سواء في أدب أو علم ؟

الحمد لله
"يحسن الرفق ولين الجانب من المُدرس والمُعلم للصغار والكبار ، ولكن إذا استدعى الحال تعزيراً أو ضرباً غير مبرح جاز ذلك ، فإن من عادة السفهاء سوء المعاملة وعدم الاحترام ، فتدعو الحاجة إلى شدة وقوة تؤثر أكثر من اللطف واللين" انتهى .
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص 399) .
وينظر جواب السؤال رقم (50022) .

والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالخميس أكتوبر 22, 2009 11:42 pm

تحصين المجتمعات من الزنا


كيف يتم إحضار أربعة شهود على الزاني والزانية ، في الوقت الحاضر ؟
وكيف تتم نصيحة شبابنا المسلم من هذا العمل القبيح ؟ جزاكم الله خير الجزاء .






الحمد للَّه
أولا :
يعد العلماء في طرق ثبوت الزنا أربعة طرق :
1- الشهادة . 2- والإقرار . 3- وحمل من لا زوج لها ولا سيد . 4- وإذا تم لعان الزوج
ولم تدافعه الزوجة .
ويشترط في الشهود على الزنا أن يكونوا أربعة ممن تجوز شهادتهم ، يصفون الزنا بصريح
لفظه – وهو أنهم رأوا ذكر الرجل في فرج المرأة - ، فإن اكتفى بعضهم بالشهادة
برؤيتهما متجردين من اللباس ، أو وصفوا هيئة وحركة معينة ، فلا يكفي ذلك لثبوت
الزنا .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (6/157) :
" يصفون الزنا بلفظ صريح بأن يقولوا : رأينا ذكره في فرجها . لا بد من هذا ، فلو
قالوا رأيناه عليها متجردين ، فإن ذلك لا يقبل ، حتى لو قالوا نشهد بأنه كان منها
كما يكون الرجل من امرأته ، فإنها لا تكفي الشهادة ، لا بد أن يقولوا نشهد أن ذكره
في فرجها ، وهذا صعب جدا ، مثلما قال الرجل الذي شهد عليه في عهد عمر ، لو كنت بين
الأفخاذ لن تشهد هذه الشهادة . ولهذا ذكر شيخ الإسلام في عهده أنه لم يثبت الزنا عن
طريق الشهادة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد شيخ الإسلام ابن تيمية ،
وإذا لم يثبت من هذا الوقت إلى ذلك الوقت ، فكذلك لا نعلم أنه ثبت بطريق الشهادة
إلى يومنا هذا ؛ لأنه صعب جدا " انتهى .

وليس هذا التشديد في أمر الشهادة على الزنا إلا لتحقيق مقصد أراده الشارع ، وهو
الستر على العباد ، وعدم إشاعة الفاحشة ، وتجنيب المجتمعات الاتهام في الأعراض
والطعن في الأنساب .
يقول القرطبي رحمه الله في "الجامع لأحكام القرآن" (5/83) :
" جعل الله الشهادة على الزنا خاصةً أربعةً : تغليظاً على المدَّعِي ، وسترا على
العباد " انتهى
ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تفسيره" (1/563) :
" ( لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) أي : هلا جاء الرامون على ما
رموا به ، ( بأربعة شهداء ) أي : عدول مرضيين . ( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا
بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) وإن كانوا في
أنفسهم قد تيقنوا ذلك ، فإنهم كاذبون في حكم الله ، لأن الله حرم عليهم التكلم بذلك
من دون أربعة شهود ، ولهذا قال : ( فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
) ولم يقل ( فأولئك هم الكاذبون ) وهذا كله من تعظيم حرمة عرض المسلم ، بحيث لا
يجوز الإقدام على رميه من دون نصاب الشهادة بالصدق " انتهى .
وانظر جواب السؤال رقم ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
، ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])

ثانيا :
أما تحصين شبابنا ومجتمعاتنا من هذه الفاحشة المهلكة ، فلا بد له من عمل عام تقوم
عليه الدول والمجتمعات ، وتتضافر له جهود الجهات المختلفة ، فهي مسؤولية جماعية
وليست فردية ، ولا يمكن تحقيق سلامة المجتمعات إلا بتكامل الأخذ بالأسباب التي تحفظ
من الزنا والولوغ فيه ، ومن تلك الأسباب :
1- نشر التوعية العامة بعظم إثم الزنا ، وأنه من الكبائر التي اتفق العقل والشرع
على قبحه وشناعته وتحريمه ، وبيان أنه سبب لهلاك الأمم وحلول المصائب والكوارث في
الدنيا ، وأن جزاءه النار يوم القيامة .
قال الإمام أحمد : ليس بعد قتل النفس أعظم من الزنا .
"غذاء الألباب" (2/435)
يقول الله تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء
سَبِيلاً ) الإسراء/32
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تفسيره" (1/457) :
" ووصف الله الزنى وقبحه بأنه ( كَانَ فَاحِشَةً ) أي : إثما يستفحش في الشرع
والعقل والفِطَر ؛ لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو
زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد . وقوله: ( وَسَاءَ
سَبِيلا ) أي : بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم " انتهى .
2- توعية الشباب بالآثار السيئة المترتبة على انتشار هذه الفاحشة ، والتي يتهدد
استقرار الأسر والمجتمعات ، كانتشار الأمراض القاتلة ، وظهور أولاد الحرام ،
وانهيار التكوين الأسري ، وتشرد الأبناء ، وتلقيهم السلوكات السيئة ، وارتفاع
معدلات الطلاق ، وانتشار الجريمة ، وغير ذلك ، وهي آثار تعيشها المجتمعات التي
تنتشر فيها الإباحية في أسوأ صورها ، مما ينذر بانحلال مجتمعاتهم ، وسقوط حضارتهم .
3- العمل على تيسير الطريق الشرعي للعلاقات الجنسية ، بالزواج الحلال الطيب ، وذلك
بالترغيب فيه وبيان ندب الشريعة إليه ، وأنه من سنن المرسلين ، وأن من تزوج فقد
استكمل نصف الدين ، وأن له أجرا في إعفافه نفسه وزوجه .
4- ومن مسؤولية المجتمع في هذا السبيل إزالة العوائق التي تؤخر الزواج ، فتعالج
الفقر الذي قد يكون مانعا من الزواج ، وتوفر الدعم المادي للشباب الذي لا يملك ما
يعف به نفسه ، حتى قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى
مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء
يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور/32
" زوجوا من لا زوج له منكم ، فإنه طريق التعفف "
انتهى . (12/239) .


وفي كتاب "الأموال" لأبي عبيد القاسم بن سلام (251) أن عمربن عبد العزيز كتب إلى
واليه بالعراق : أن انظر كل بكر وليس له مال فشاء أن تزوجه فزوجه وأصدق عنه .
ويقول ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (7/587) :
" يلزم الرجل إعفاف ابنه إذا احتاج إلى النكاح ، وهذا ظاهر مذهب الشافعي " انتهى .

5- وأدنى ما يمكن أن يتحمله المجتمع والآباء تجاه هذه المسألة المهمة ترك المغالاة
في المهور ، أو التفاخر والمباهاة بتكاليف الزواج ، أو السعي إلى التكسب منها .
خطب عمر بن الخطاب على المنبر فقال :
( أَلَا لَا تُغَالُوا بِصُدُقِ النِّسَاءِ – أي مهورهن - فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ
مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلَا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ
مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً )
رواه أبو داود (2106) وصححه الألباني في صحيح أبي
داود .

ولا يختلف المصلحون في أن استغلال الآباء مهور البنات كان واحدا من أسباب انتشار
الفساد والرذيلة في المجتمعات .
يقول وول ديورانت وهو يحكي أسباب انتشار الرذيلة في بعض المجتمعات الغربية في فترة
من التاريخ في كتاب "مباهج الفلسفة" (127-128) :
" ولا نزاع في أن ذلك يرجع إلى حد ما إلى ما كان يقتضيه الآباء المغرمون ببناتهم من
مهر غال ثمنا لعفتهن ، وقت أن كان الزواج يشترى صراحة " انتهى .

6- ومن أهم ما يقي المجتمعات رذيلة الزنا إشاعة جو المحبة والمودة بين الأزواج ،
والحرص على سعادة الأسرة بالحب والاحترام والصدق والوفاء وأداء الحقوق والواجبات ،
فإن الأسرة السعيدة والزوجين المتفاهمين المتآلفين وقاءٌ للمجتمع من الانحراف
والسقوط في الفواحش بحثا عن سعادة موهومة .
7- وأخيرا لا بد من العمل على تهيئة المناخ المحافظ الملتزم المتعلق بالله سبحانه
وتعالى ، والذي تختفي فيه مظاهر التبرج والسفور ، وتستر فيه العورات ، وتمنع فيه
الخمور والمعازف التي هي رقية الزنا ، فإن هذه الأمور هي الوقود التي تشعل نار
الفاحشة ، فإذا تخلص المجتمع منها فقد أمِن من النار .

ويمكن الاستفادة بأجوبة الأسئلة الآتية المنشورة في موقعنا ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
، ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .
ومن الكتب المفيدة في هذا الموضوع كتاب " التدابير الواقية من الزن ا" تأليف د فضل
إلهي فيمكن الاستفادة منه والرجوع إليه .

والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالجمعة أكتوبر 23, 2009 8:58 pm

هل يجوز نشر رسائل تحوي عناوين مواقع مسيئة للإسلام لعموم الناس ؟


السؤال:
تصلنا
بعض الأحيان رسائل على البريد ، تحتوي على المواقع التي تسيء للقرآن ،
والرسول صلى الله عليه وسلم ، لعلها تصل لأحد يستطيع اختراقها – مثلاً - ،
فهل نعيد إرسالها ؟ .







الجواب :



الحمد لله



أولاً:



لا شك أن من أعظم الجهاد رد الشبه التي تتعرض للإسلام وأصوله وشرائعه , والرد على
أهل البدع والضلال .



قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :



فالرادُّ على أهل البدع : مجاهدٌ ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول : " الذب عن السنَّة
أفضل من الجهاد " .


"
مجموع الفتاوى " ( 4 / 13 ) .






ثانيا:



من المقرر في شريعتنا : أنه لا يجوز التعاون على الإثم والعدوان , وأنه يجب قطع كل
سبيل من شأنه أن يجر شرّاً ، أو شبهةً ، أو تشكيكاً ، قال تعالى :


( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ
وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/ 2 .



وفي إعادة إرسال الرسالة التي تحتوي مواقع تسيء للقرآن وللرسول صلى الله عليه وسلم
: مخاطر ، ومحاذير ، منها :



1. نشر الشر وإشاعته . وقد جاء النهي عن إشاعة الشر والفساد , فعن

عليّ رضي الله عنه قال : " القائل الفاحشة ، والذي يشيع بها : في الإثم سواء " .



رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 324 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح الأدب المفرد
" .


وعن
شبيل بن عوفٍ قال : كان يقال : " مَن سمع بفاحشة فأفشاها : فهو فيها كالذي أبداها "
.



رواه البخاري في الأدب المفرد ( 325 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد " .






وناشر تلك المواقع ، والصور التي تحمل السخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم : مؤدٍ
لغرض أصحاب تلك المواقع ، وراسمي تلك الصور ، من الكفرة والملاحدة والزنادقة .


وقد

ذكر
بعض
أولئك الكفرة أنه اخترع طريقة لنشر صوره المؤذية عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، أو
عن القرآن ، بأن ينشرها في مواقع المسلمين ، ويكتب في عنوان موضوعه " حسبي الله
ونعم الوكيل " ! ثم يكيل السباب لمن نشرها ! والمغفلون من المسلمين يصدقون أن كاتب
المقال من الغيورين على الإسلام ! وهم مجموعة زنادقة يستهزئون بالإسلام ، ويسخرون
من المسلمين ، فنرجو من إخواننا أصحاب المواقع ، والمنتديات ، والقوائم البريدية :
الحذر ، والانتباه ، من كيد الكائدين ، وأن لا يكونوا في غفلة من أمرهم .



2. أنها ربما تقع هذه المواقع على نفوس مريضة ، أو غير متسلحة بسلاح العلم والبصيرة
, فيترتب عليها مفاسد ، وشروراً ، عظيمة .



على أن الذي عنده القدرة على اختراق تلك المواقع : لا يحتاج غالبا إلى هذه الرسائل
؛ بل يمكنه الوصول إلى تلك العناوين والمواقع ، وعنده ـ غالبا ـ المصادر التي توصله
إلى ذلك.







فالنصيحة : عدم إعادة نشرها , والاستعاضة عن ذلك - مثلاً - بمراسلة خاصة بمن يظن به
القدرة على دفع تلك الشبه ، وردها , أو القدرة على اختراق تلك المواقع ، وإتلافها ،
وأما إعادة نشرها للعموم : فهذه عادة ما يترتب عليها مفاسد كثيرة .







والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالجمعة أكتوبر 23, 2009 8:59 pm

هل ينظر الإسلام لغير المسلمين بعين الرحمة والعطف ؟
السؤال : ما نظرة الإسلام إلى البشرية ؟ هل يحث على حب وتقدير الآخرين ككائنات بشرية ، بغض النظر عن أديانهم ، أو أعراقهم ؟

الجواب :



الحمد لله



أولاً :

إن نظرة الإسلام إلى البشرية ملؤها الرحمة ، والعطف ، ولا يمكن أن يكون غير هذا ؛ لأن الدين الإسلامي آخر الأديان التي شرعها الله تعالى ، وأمر الناس كافة بالدخول فيه ، كما أنه تعالى أوحى بهذا الدين ، وأنزله على قلب أرحم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى قوله عز وجل : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء/107 .

ونستطيع أن ندلل من القرآن ، والسنَّة ، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ما يؤكد هذا المعنى ، ويتجلى ذلك في صور كثيرة ، منها :



1. الدعوة إلى الإسلام ، وإنقاذ الناس من الشرك والكفر .

وفي ذلك جاءت الأوامر في القرآن والسنَّة للمسلمين بدعوة الناس إلى توحيد الله ، وبذل الأموال ، والأوقات ، والأنفس في سبيل ذلك ؛ وما ذلك إلا رحمة بالعالَمين ؛ لإنقاذهم من عبادة العبَاد إلى عبادة رب العبَاد ، ولإخراجهم من ضيق الدنيا ، إلى سعة الدنيا والآخرة .

قال الله تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران/104 .



2. برُّ الوالدين ، والإحسان إليهما ، وإن كانا كافرَين .

بل وإن كانا يجاهدان في سبيل صد أولادهم عن الإسلام ، وأمرهم بالشرك والكفر ! ، وفي هذا يقول الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/ 14 ، 15 .



3. الوصية بالجيران ، ولو كانوا من غير المسلمين .

ولعلك لا ترى دِيناً ، ولا منهجاً ، ولا قانوناً ، يدعو الناس إلى العناية بالجار ، والاهتمام به ، والوصية بحفظه ، ورعاية حقه ، وحرمته ، مثل الإسلام ، قال الله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ) النساء/ 36 .

قال القرطبي رحمه الله :

"قال نوف الشامي : (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى) المسلم ، (وَالْجَارِ الْجُنُبِ) اليهودي ، والنصراني .

قلت : وعلى هذا : فالوصية بالجار مأمور بها ، مندوب إليها ، مسلماً كان ، أو كافراً ، وهو الصحيح ، والإحسان قد يكون بمعنى المواساة ، وقد يكون بمعنى حسن العشرة ، وكف الأذى والمحاماة دونه ، روى البخاري عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) ، وروي عن أبي شريح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قيل : يا رسول الله ومن ؟ قال : (الذي لا يأمن جارُه بوائقَه) ، وهذا عام في كل جار ، وقد أكَّد عليه السلام ترك إذايته بقسمه ثلاث مرات ، وأنه لا يؤمن الإيمان الكامل من آذَى جارَه ، فينبغي للمؤمن أن يحذر أذى جاره ، وينتهي عما نهى الله ورسوله عنه ، ويرغب فيما رضياه ، وحضَّا العباد عليه .

"تفسير القرطبي" (5/183 ، 184) .



4. العدل والإحسان في التعامل مع الكافر غير الحربي .

وفي ذلك يقول تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة/ 8 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

أي : لا ينهاكم الله عن البرِّ ، والصلة ، والمكافأة بالمعروف ، والقسط ، للمشركين ، من أقاربكم ، وغيرهم ، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدِّين ، والإخراج من دياركم ، فليس عليكم جناح أن تَصِلُوهم ؛ فإن صلتهم في هذه الحالة : لا محذور فيها ، ولا مفسدة .

" تفسير السعدي " ( ص 856 ) .



5. تحريم قتل المعاهَد من الكفار ، والوعيد الشديد في ذلك .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً ) رواه البخاري ( 2995 ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

والمراد به : مَن له عهد مع المسلمين ، سواء كان بعقد جزية ، أو هدنة من سلطان ، أو أمان من مسلم .

" فتح الباري " ( 12 / 259 ) .



6. تحريم ظلم المعاهَد ، وتكليفه فوق طاقته .

وقد جاء في ذلك الحديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أبو داود ( 3052 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

فمن قدم إلى بلادنا من الكفار لعملٍ ، أو تجارة ، وسُمح له بذلك فهو : إما معاهَد ، أو مستأمن : فلا يجوز الاعتداء عليه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أن من قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة ) ، فنحن مسلمون ، مستسلمون لأمر الله عز وجل ، محترِمون لما اقتضى الإسلام احترامه من أهل العهد ، والأمان ، فمَن أخلَّ بذلك : فقد أساء للإسلام ، وأظهره للناس بمظهر الإرهاب ، والغدر ، والخيانة ، ومَن التزم أحكام الإسلام واحترم العهود والمواثيق : فهذا هو الذي يُرجى خيرُه ، وفلاحه .

" فتاوى الشيخ العثيمين " ( 25 / 493 ) .



7. تحريم الاعتداء ، ووجوب العدل .

وفي ذلك يقول تعالى : ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ ) ، وقال تعالى : ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) .

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :

فانظر ما في هذه الآيات من مكارم الأخلاق ، والأمر بأن تُعامل مَن عَصى الله فيك : بأن تُطيعه فيه .

" أضواء البيان " ( 3 / 50 ) .



وانظر جواب السؤال رقم : (13241) ففيه بيان أحكام معاملة الأسير الكافر ، وانظر جواب السؤال رقم : (10590) ففيه بيان سماحة الإسلام في تشريعاته .

ونكتفي بهذا القدر ، ولو شئنا التفصيل فيما سبق ، والزيادة عليه : لطال بنا المقام .



ثانياً :

مع ما سبق بيانه فإنه ينبغي التوكيد على حقائق مهمة :

1. ما يُرى في العالَم مما يخالف ما سبق ذِكره إنما هو من جرَّاء أفعال أصحابه ، ولا ينبغي نسبته للإسلام ، وفي كل دين يوجد من يخالف تعاليمه ، ولا يلتزم بأحكامه .

2. أن ما رأته الأرض وأهلها من " الكفار " لا يقارن البتة بما فعله المسلمون ، فالحربان العالميتان اللتان راح ضحيتهما 70 مليون شخص كانت " نصرانية " .

وعشرات الملايين من المسلمين قتلوا على أيدي : النصارى في الحملات الصليبية وغيرها ، والشيوعيين ، واليهود ، والهندوس ، والسيخ ، والتفصيل في ذلك يطول ، وليس هناك من ينكر هذا إلا من عطَّل عقله .

ثم احتلال بلاد المسلمين ، وسلب خيراتها كان ولا يزال على أيدي " الكفار " من جميع الملل ، فليكن هذا على البال أثناء الحديث عن نظرة الإسلام للبشرية ، وعن الحب ، والعطف ، وليقارن المنصفون من أهل التاريخ بين فتوحات المسلمين للبلاد الأخرى ، وبين الحملات الصليبية – مثالاً – كيف كان حال كلٍّ منهما ، ليرى الفرق واضحاً جليّاً ، بين الرحمة والقسوة ، بين الحب والبغض ، بين الحياة والموت .



3. ما ذكرناه سابقاً عن الإسلام ونظرته للكفار وما جاء فيه من أحكام غاية في الحب ، والعطف ، والرحمة : لا يعني التبرؤ مما فيه من أحكام قد يطمسها بعض المميعين لديننا ، ومن ذلك :



أ. في الإسلام تحرم المودة القلبية ، والموالاة ، للكفار ، ومن يعقل يستطيع التمييز بين البِرِّ ، والقِسط ، والعطف ، والرحمة ، التي أمرنا بها تجاه الكافر غير الحربي ، وبين المنع من المودة القلبية ، والتي منعنا منها تجاه أولئك الكفار بسبب كفرهم بالله رب العالمين ، وعدم إسلامهم .



ب. لا يحل لنا تزويج بناتنا وأخواتنا ونسائنا لأحدٍ من الكفار كائنا ما كان دينه ، بينما يجوز لنا التزوج – فقط – من الكتابيات العفيفات من اليهود والنصارى ؛ ولا شك أن للعقيدة والتوحيد دورها الرئيس في هذا الحكم ، فإسلام المرأة الكتابية المتزوجة من واحد من المسلمين قريب ، وممكن ، وفتنة المسلمة عن دينها بتزويجها من غير مسلم ممكن وقريب ، وهذا الحكم موافق جدّاً للرحمة التي جاءت بها أحكام هذا الدين العظيم ، الرحمة بالكتابية لعلها تسلم ، وبالمسلمة أن لا تترك دينها .



ج. ليس في الإسلام إجبار للكافر أن يدخل في الإسلام ؛ لأن الإخلاص ، والصدق ، من شروط قبول الإسلام ، والله تعالى يقول : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) .



د. وفي الإسلام رجم للزاني المحصَن ، وقطع ليد السارق ، وجلد للقاذف للعرض الغافل ، ولسنا نخجل من هذه التشريعات ، بل نعتقد جازمين أن الأرض كلها بحاجة لأن تطبقها ، ومن فعلوا ذلك عاشوا آمنين على أعراضهم ، وأموالهم ، ونفوسهم ، من التعرض لها بما يسوؤها ، ومن تأمل من العقلاء هذه الأحكام علم أن تشريعها هو للمنع – ابتداء – من أن يتجرأ أحد على فعلها ، ومن تأمل حال الغرب الكافر ، ورأى انتشار الاغتصاب ، وكثرة السرقات ، وتفشي القتل : علم أن الحاجة ماسَّة لإيقاف هذا ، وها هم جربوا غير أحكام الإسلام فماذا نفعهم هذا غير زيادة شقائهم أكثر فأكثر ؟! .



فهذا نزر يسير مما ينبغي التنبيه عليه ، والتذكير به ، ولعلَّ السائل يحتاج لزيادة المعرفة في بعض ما ذكرناه سابقاً ، ونحن على استعداد لتلقي ذلك منه ، وطبيعة الموقع أنه سؤال وجواب يقتضي منا الإيجاز ، والاختصار ، ومن احتاج الزيادة زدناه ، راجين من غير المسلمين الذين سيطلعون على هذا الجواب أن يعيدوا النظر فيما هم فيه من حال ، وأن يعلموا أن الله تعالى قد أمرهم بالدخول في الإسلام ، وأن النبي محمَّداً صلى الله عليه وسلم هو رسولٌ لأهل الأرض جميعاً ، وليس للعرب وحدهم ، فليحرص كل من يقرأ هذا على النجاة بنفسه قبل فوات الأوان ، وليعلن توحيده لرب العالَمين ، والشهادة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، وسيرى تغيُّراً في حياته عند أول نطقه بالشهادتين ، ليدخل عالَم السعادة الدنيوية والأخروية ، وليفوز برضا ربه تعالى ، ويتجنب سخطه وعذابه .



والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالجمعة أكتوبر 23, 2009 8:59 pm

تحريم الغدر والخيانة على من دخل دار الكفر بأمان


نحن
الجالية الإسلامية المقيمة في .... ونعمل في قطاع التجارة. هناك قانون
تجاري في البلد يسمح للتاجر المستورد بأن يحصل على الدولار الأمريكي من
الدولة بقيمته عند الدولة ؛ إذا استورد بعض المواد المحددة في القانون,
علماً أن قيمة الدولار في السوق السوداء ضعف قيمته المحددة من قبل الدولة
. فقام بعض التجار باستغلال هذا القانون ( تزويراً وغشاً ) للحصول على
أكبر كمية من الدولار من الدولة, وبسعر الدولة, لبيعه بعد ذلك بضعف قيمته
في السوق السوداء والاستفادة من فارق السعر. ويتم الأمر على النحو التالي:
يأتون بكونتينر ( حاوية بحرية لنقل البضائع ) ملابس مثلاً, فيتحايلون على
القانون بدفع الرشوة ونحو ذلك ؛ لأن الملابس غير مشمولة بالقانون السابق
فيزورون في صفتها لتتوافق مع البضائع المشمولة بالقانون فيزعمون أنها
أجهزة تلفاز مثلاً. كما يزورون بقيمة الفواتير, فإذا كانت مثلاً قيمة
الكونتينر ( 40.000 ) ألف دولار, يجعلون الفاتورة ( 500.000 ) ألف دولار
أو أكثر أو أقل. فما الحكم هنا ؟ علماً بأن البعض يزعم بأن هناك فتاوى
تجيز خديعة الكافر وأخذ المال منه . ثانياً: التاجر الصادق الذي يلتزم
بالقانون في عمله لا يستطيع المنافسة وبالتالي خسارته حتمية, كون الذي زور
وغش واستورد نفس بضاعته تصبح قيمة بضاعته صفراً, فيبيعها بأي ثمن, فكيف
للتاجر النظامي أن ينافسه ؟ فيتساءل بعض التجار: بأن هناك رشاوى لا بد
منها حتى ولو كان عملك نظامياً, فهل له أن يزيد في قيمة الفاتورة بقدر
قيمة الرشاوى, مثلاً خمسة في المائة. وهل يمكن له إبقاء قيمة الفاتورة
نظامية ولكن يزور نوعية البضاعة كي تدخل على البلد, فيستفيد من أخذ
الدولار بسعر الدولة؛ كي يستطيع المنافسة وبالتالي العمل ؟! وأود أن أشير
هنا إلى أن هذا الفعل من قبل البعض قد أساء بشكل كبير على اقتصاد البلد
وعملته الوطنية وسبب نوعاً من الحساسية من قبل أبناء البلد تجاه العرب
والمسلمين, وأعطى صورة مشينة لنا حيث أظهرنا بمظهر السارقين. نحن في أمس
الحاجة لمعرفة الفتوى لهذه المسألة حتى لا يخالطنا الحرام, خاصة أننا في
بلد قل فيه أهل العلم .




الجواب :
الحمد لله
أولا :
ما ذكرته من قيام بعض التجار بإحضار بضائع غير مشمولة بالقانون المشار إليه ،
وتسجيلها بأسماء بضائع أخرى يشملها القانون ، والتلاعب بقيمة الفواتير ، بغية
الحصول على الدعم الحكومي ، كل ذلك من الكذب والغش والتزوير ، وهو محرم ، سواء كان
مع مسلم أو كافر .
والمسلم إذا دخل بلاد الكفار بأمان ، لم يجز له أن يأخذ شيئا من أموالهم ، وإلا كان
خائنا آثما ، فلا يُلتفت إلى ما يشاع من الفتاوى الجاهلة في هذا الباب .
ودخول البلد بتأشيرة الزيارة أو الإقامة له حكم الدخول بأمان ، لأن معنى هذه
التأشيرة التي تمنحها الدولة : أن الدولة قد التزمت تجاه صاحب هذه التأشيرة بتأمينه
والدفاع عنه وعن ماله ، والتزمت بأن تحميه فلا يعتدي عليه أحد .
وإذا كانت تلك الدولة قد أمَّنت المسلم إذا دخل إليها ، فيجب أن يؤمنها هو أيضاً ،
فلا يعتدي عليها أو على أحد من أهلها .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (9/237) : "من دخل إلى أرض العدو بأمان , لم
يخنهم في مالهم , ولم يعاملهم بالربا .
أما تحريم الربا في دار الحرب , فقد ذكرناه في الربا , مع أن قول الله تعالى :
(وحرم الربا) وسائر الآيات والأخبار الدالة على تحريم الربا عامة تتناول الربا في
كل مكان وزمان .
وأما خيانتهم , فمحرمة ; لأنهم إنما أعطوه الأمان مشروطا بتركه خيانتهم , وأمنه
إياهم من نفسه , وإن لم يكن ذلك مذكورا في اللفظ , فهو معلوم في المعنى , ولذلك من
جاءنا منهم بأمان , فخاننا , كان ناقضا لعهده . فإذا ثبت هذا , لم تحل له خيانتهم ,
لأنه غدر , ولا يصلح في ديننا الغدر , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(المسلمون عند شروطهم) . فإن خانهم , أو سرق منهم , أو اقترض شيئا وجب عليه رد ما
أخذ إلى أربابه , فإن جاء أربابه إلى دار الإسلام بأمان أو إيمان , رده عليهم ,
وإلا بعث به إليهم ; لأنه أخذه على وجه حرم عليه أخذه , فلزمه رد ما أخذ , كما لو
أخذه من مال مسلم " انتهى .
وقال في "الدر المختار" مع حاشية ابن عابدين (4/166) : "[إذا] دخل مسلم دار الحرب
بأمان حرُم تعرضه لشيء من دم ومال وفرج منهم ، إذ المسلمون عند شروطهم " انتهى .
وينظر : "الموسوعة الفقهية" (20/190)، (31/144) ، وفيها حكاية الاتفاق على تحريم
الغدر والخيانة ممن دخل دار الحرب بأمان.
ثانيا :
لا يجوز لأحد من التجار أن يزوّر في قيمة الفواتير أو نوع البضاعة ، ولو كان ذلك
لتدارك ما ذكرته من الخسارة ، فإن هذا غاية ما يريده الشيطان من الفساد والإفساد ،
وهو ارتكاب البعض للحرام ، وجر الآخرين إليه بمثل هذه الذرائع .
فالواجب تقوى الله تعالى والوقوف عند حدوده ، وطلب الرزق الحلال ، وعدم مشايعة أهل
الباطل على باطلهم ، لا سيما وقد كان هذا سببا للتشنيع على المسلمين والحط عليهم ،
والتنفير من دعوتهم .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

سؤال  وجواب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سؤال وجواب   سؤال  وجواب Emptyالجمعة أكتوبر 23, 2009 9:00 pm

الذهاب إلى حلاق يشغّل الأغاني
ما حكم الذهاب إلى الحلاقين الذين يشغلون الأغاني .
علما أنني اذكر الله في قلبي ؟ ولا أعرف حلاقاً قريباً لا يشغل الأغاني إلا بعض من تكون حلاقته غير جيدة .

الحمد لله

لا يجوز لك سماع الأغاني عند الذهاب إلى مثل هؤلاء ، والواجب عليك إذا رفعوا صوت الموسيقى وأذاعوها في المحل وأنت موجود أن تنكر عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأكثر الحلاقين يستجيب للناصح ، وهذا أمر مجرَّب ، فإن امتثل الحلاق لطلبك وإلا فاذهب إلى غيره وستجد إن شاء الله من يفي بالغرض ، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً .

والله الموفق

وصلى الله على نبينا محمد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سؤال وجواب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال وجواب
» جميع اسئلة سؤال وجواب لمادة الفيزياء الصف الثالث الثانوى للاربعة سنوات السابقة
» سؤال وجه الي
» سؤال محيرني؟؟؟؟؟؟؟
» سؤال حيرنى وحبيت تشاركونى فى قراءت اجابته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: