المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره
اهلا وسهلا بك فى منتدى جمجره
اذا كنت زائرا فتفضل بالتسجيل بالضغط على كلمة تسجيل
وان كنت عضوا فتفضل بالدخول


مع تحيات مدير الموقع
صـلاح سامى صلاح
المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره
اهلا وسهلا بك فى منتدى جمجره
اذا كنت زائرا فتفضل بالتسجيل بالضغط على كلمة تسجيل
وان كنت عضوا فتفضل بالدخول


مع تحيات مدير الموقع
صـلاح سامى صلاح
المنتدى الاول لخدمة اهالى قرية جمجره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انت الداعيه

اذهب الى الأسفل 
+5
شمس مصر
اميرة المنتدى
RAUL
صلاح سامى
تباشير الصباح
9 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

انت الداعيه - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انت الداعيه   انت الداعيه - صفحة 3 Emptyالسبت نوفمبر 21, 2009 11:44 pm

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعــد:

أيها الإخوة الكرام: أيها الإخوة الحضور! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مهما تكلمنا في هذه المحاضرة ومهما تحدثنا فنحن مقصرون، ولن نثني على الله عز وجل حق الثناء، فالله جل وعلا له الأسماء الحسنى والصفات العلى، نثبت كل الأسماء وكل الصفات لله جل وعلا على ما تليق به: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

موسى عليه السلام كلم الله جل وعلا مباشرة، فكان كليم الله، وبعد أن كلم الله اشتاق لرؤيته، والنظر إليه، فطلب من ربه هذا الطلب: قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف:143] أريد رؤيتك وأشتاق لرؤيتك، قال الله جل وعلا: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143] في هذه الدنيا لن يراه أحد.

أما يوم القيامة فيراه المؤمنون: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23].. قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ [الأعراف:143] انظروا إلى الشرط الذي اشترطه الله على موسى قال: انظر إلى الجبل الأصم الشامخ العظيم إن أطاق رؤيتي فسوف تراني، فإذا بالرب جل وعلا يتجلى للجبل قال ابن عباس : [قدر رأس الإصبع ] فإذا بالجبل العظيم يندك ولا يبقى من الجبل شيء.

وموسى لما رأى المنظر خر على الأرض صعقاً، ولما أفاق: قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ [الأعراف:143].

قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف:143].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

سعة ملك الله عز وجل

هل من ترك الصلاة قدر الله حق قدره؟
هل من أكل الربا قدر الله حق قدره؟

يقول الله جل وعلا لمن أكل الربا: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279] قال ابن عباس ترجمان القرآن: [يأتي يوم القيامة فيعطى رمح ويقال له يوم القيامة: بارز ربك ] حارب الله جل وعلا، لأنه أكل الربا في هذه الدنيا: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

يقول بشر رحمه الله: [لو تفكر الناس في عظمة الله جل وعلا ما عصوا ربهم جل وعلا ].

يقول سعد بن بلال : لا تنظر إلى صغر المعصية -لا تقل ليس فيها شيء أن أنظر إلى فلانة أو أتكلم معها أو أختلي بها، أو أسمع الأغاني، أو أنام عن الصلاة، أو أعق الوالدين، أو أقطع الأرحام- ولكن انظر إلى من عصيت تعرف قدر المعصية، ولو عرف الناس قدر عظمة الله ما عصوا ربهم جل وعلا.

أرأيت هذه السماوات السبع، والكون كله، نحن على الأرض لا شيء، والأرض في المجموعة الشمسية لا شيء، والمجموعة الشمسية في المجرة لا شيء، والمجرة ضمن المجرات لا شيء، فنحن نقطة في فضاء كامل لا نراه، يقيس علماء الفلك الآن الفضاء بالسنوات الضوئية، شيء عجيب وكون فسيح حتى نصل إلى السماء الدنيا، ثم بين كل سماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، ثم بين كل سماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام.

أرأيت هذه السماوات العظيمة وهذا الكون الكبير الفسيح هذا كله بالنسبة إلى كرسي الرحمن كحلقة ملقاة في أرضٍ فلاة -أي في صحراء- هذا الكون كله والسماوات السبع كحلقة، أرأيت؟! أتخيلت؟! أتصورت؟!

نحن ماذا نساوي داخل هذه الحلقة؟ لاشيء.

ثم اعلم أن هذا الكرسي بالنسبة لعرش الرحمن جل وعلا كالحلقة بالنسبة للغلاة -الصحراء- تخيل وتصور!! الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]. يعلم ما توسوس به كل نفس، يسمع دبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [البقرة:255] أعظم آية فيها صفة الرب اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] حي لا يموت، حي لا ينام، قيوم: قائمٌ بنفسه مقيم لغيره، ما من دابة إلا وهو آخذ بناصيتها الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255].

اطلاع الله تعالى على عباده

تقول عائشة : (جاءتنا المجادلة -المجادلة التي في سورة قد سمع الله- تشتكي إلى رسول الله من زوجها، تقول عائشة : وليس بيني وبينها إلا ستارٌ رقيق، تقول: لا أسمع بعض كلامها، وإذا بالرب ينزل: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة:1] ) لا تظن عندما تختلي بنفسك في معصية أو تغترب عن الأرض؛ لتعصي الله جل وعلا، أو تغلق على نفسك الباب وتطفئ الأضواء لتعصي لا تظن أن الله قد غفل عنك:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب


ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب


لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب


الإمام أحمد بن حنبل لما سمع هذه الأبيات ترك مجلس العلم، ودخل في غرفة وأغلق الباب على نفسه، وانتظره طلابه فلم يخرج، فجاءوا إلى الغرفة يريدون طرق الباب، فسمعوا الإمام أحمد يردد هذه الأبيات وهو يبكي.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب


ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب


لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب


فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توباتنا فنتوب


يقول وهب رحمه الله: [خف الله على قدر قدرته عليك ] خف من الله.

زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه وعن أبيه وجده: كان إذا توضأ اصفر لونه، فيقولون له: لم يصفر لونك عند الوضوء؟ بعض الناس يكبر للصلاة ولا يدري عن الصلاة شيئاً، هذا الرجل إذا توضأ اصفر لونه قالوا: لم؟ قال: [أتدرون بين يدي من أقف؟! أقف بين يدي الله.. أقف بين يدي الله ] أين الذين يكبرون للصلاة وقلوبهم في الأسواق وفي الدنيا وشهواتها؟ تجده يسمع قول الله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4] والقلب ما زال في الدنيا: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:67] وأدع هذه الآية إلى آخر المحاضرة.

التحدي بخلق الذباب

شاب كان جالساً في الطريق يمر ملكٌ طاغية ظالم فاجر طاغوت يعبده الناس من دون الله، وكان الشاب صالحاً متديناً، فرأى الناس يتجمعون حول هذا الملك الطاغية كلٌ منهم يتقرب إليه، ويتوسل إليه، ويريد منه القربى والزلفى وأموراً من الدنيا، فنظر إلى الناس، ونظر إلى هذا الملك وحوله الجنود، وحوله الحرس.
فإذا ذبابة تطير حول الملك، كلما اقتربت ووقفت على وجهه هشها من حوله، فذهبت ثم رجعت والناس يتعجبون، كلما أراد إزالتها ذهبت الذبابة ثم رجعت على وجه الملك والناس يستغربون، ذبابة ما استطاع دفعها!

فإذا بالشاب المسلم الصالح يستغل الموقف، فإذا به يرتل قول الله أعوذ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [الحج:73] كل الناس يستمعون، فالله يضرب مثلاً ويقول للناس استمعوا لهذا المثل، واسمع إلى هذا المثل: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً [الحج:73] الله أكبر! أرأيت هذا المثل في هذا الموقف؟ أرأيت هذا الملك وجنده بل كل من في الأرض جميعاً الشرق والغرب بالتكنولوجيا التي اكتشفوها ووصلوا بها إلى القمر ودخلوا إلى الأرض وكسروا الذرة، هل يستطيعون أن يخلقوا ذبابة واحدة، تحدٍ من الله: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ [الحج:73] هذا التحدي الأول.

التحدي الثاني: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً [الحج:73] لو أن الذباب يأخذ شيئاً من طعامهم أو شيئاً من شرابهم فإن كل أهل الأرض ما يسترجعونه؛ لأن الذباب حشرة إذا دخل الطعام مباشرة في جوفها يتحلل الطعام ويتغير مباشرة ويتفكك: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:73-74].

فإذا بالناس كل منهم يكبر ويقولون: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله والله أكبر! وانفض الناس عن ذلك الملك: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].

رسالة إلى كل غافل

أخي الكريم: يا من تنام عن الصلاة!
أخي العزيز: يا من هجرت القرآن!

أختي الفاضلة: يا من مازلت تترددين هل تتحجبن أو لا تتحجبن؟

إلى الغافل عن أوامر الله ونواهيه

أخي الفاضل: يا من مازلت تبيع الحرام، أو تشتري الحرام، أو تأكل الحرام، نحن لا نتعامل مع بشر، نحن نتعامل مع رب البشر جل وعلا، الذي قال عن نفسه: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28] الله أكبر! الله يحذر البشر نفسه، ومازال بعض الناس في غيبته وغفلته.
وبعض الناس لا ينتبه، أتعرف متى ينتبه؟! إذا كان ملك الموت عند رأسه، فهنا يتذكر ويقول: قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99] الآن عرفت ربك؟ الآن عرفت قدر الله عز وجل؟ أليجمع أموالاً؟ ينظر أفلاماً ومسلسلات؟ يتمتع ببيته الجديد؟ أو يعانق زوجته وحبيبته؟ أو يقبل أولاده؟ لا. نسي الدنيا كلها، ويريد شيئاً واحداً: لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100].



إلى الغافل عن عظمة الله

يوماً من الأيام والنبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فإذا به يقول لهم: (تسمعون ما أسمع؟ قالوا: لا يا رسول الله ) واسمعوا هذا الحديث، وأريد كل واحدٍ منكم أن يتصوره، قال: (أطت السماء ) والأطيط: هو صوت الحمل على الناقة إذا كان ثقيلاً ومشت الناقة يظهر له صوت، بعضكم لعله سمع أو يتخيل هذا الصوت، وأي حمل على السماء؟ (أطت السماء وحق لها أن تئط ) ما الذي حدث؟ ما الذي جرى؟ السماء العظيمة فيها حمل ثقيل، أتعرف ما الذي فيها؟ (ما من موضع شبرٍ إلا وفيه ملك ساجدٌ أو راكع ) الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! (ما من موضع شبرٍ إلا وفيه ملك ساجد أو راكع ).
هؤلاء الملائكة الذين لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] إذا بعثوا يوم القيامة تعرف ماذا يقولون؟

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك! لا يعصون الله، حياتهم عبادة، وركوع وسجود وتنفيذ لأوامر الله، لا يعصون الله ما أمرهم، يسبحون الله ولا يفترون، ثم ما عبدناك حق عبادتك، تعرف لماذا؟ تعرف لِمَ؟

لأن تقديرهم لله أعظم من تقديرنا لله، بعضنا يَمنُّ على الله أنه صلى خمس صلوات في المسجد، ماذا تعني خمس صلوات؟! لا شيء، كانت خمسين فجعلها الله خمساً، وهي خمس في العمل خمسون في الميزان، ومع هذا يَمنُّ على الله أنه صلاها في اليوم والليلة، يَمنُّ على الله إذا حج بيت الله، يَمنُّ على الله إذا صام الإثنين والخميس: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17].

أرأيت أو أسمعت بوصف أفضل الملائكة جبريل؟ جبريل له ستمائة جناح؛ كل جناح يغطي الأفق كله، فتخيل، وتصور!

هذا جبريل صاح صيحة دمر قرية كاملة.

جبريل بطرف جناحه قلب قرية على رأسها.

جبريل هذا المخلوق العظيم رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج في السماء السابعة كالحلس البالي، كالثوب الخلق، تعرف لِمَ؟ لأن جبريل قد اقترب من الله فزاد خوفاً وهلعاً: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:67].

أرأيت السماوات السبع العظيمة؟ يطويها الرب جل وعلا كطي السجل للكتب: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ [غافر:15] الله، ذُو الْعَرْشِ [غافر:15] الله يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ [غافر:15] يوم القيامة يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ [غافر:16] كل الناس حفاة عراة، ويقبض الرب عز وجل الأرض بيمينه والسماوات بيده الأخرى وكلتا يديه يمين، فيقول للخليقة كلها: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ من يرد عليه، من يجرأ أن يرد على الله في ذلك اليوم؟

أين ملوك الأرض؟ أين السلاطين؟ أين المتجبرون على أمر الله؟ على شرع الله؟ على دين الله؟ أين المتكبرون عن السجود لله عز وجل؟

يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16].

نماذج للغافلين

شرف لك -يا عبد الله- أنك تطبق أوامر الله، وتسجد لله، كم من الناس في الدنيا اليوم محروم عن السجود لله؟ كم من الناس اليوم لا يعرف ربه؟ ولا يعرف ملة يهتدي بها في هذه الدنيا؟ أسمعت إلى ذلك الشاعر الذي يقول:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ثم أبصرت قدامي طريقاً فمشيت

لست أدري لست أدري

شئت هذا أم أبيت

لست أدري



نعم هو لا يدري من أين جاء؟ ولا يدري إلى أين المصير؟ هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ [الإنسان:1-2] من الذي خلقه؟ الله.

أرأيت إلى العالم المتحضر: رجل حصل على شهادة فوق الدكتوراه، ولعله بروفيسور ولعل عنده من علوم الدنيا ما عنده؛ لكنه يسجد لبقرة، أو يدعي أنه لا إله في الأرض، أو يعبد شهوته وهواه.. سبحان الله!


وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ


يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [الروم:7] في يوم القيامة عندما يجمع الله الأولين والآخرين، يأتي الناس إلى أبي البشر ليشفع لهم فيقولون له: أنت أبونا، وأنت أول من خلقك الله اشفع لنا عند ربك ، ماذا يقول آدم؟ ماذا يقول نوح؟ ماذا يقول إبراهيم؟ ماذا يقول موسى؟ ماذا يقول عيسى؟ أتعرف ماذا يقولون؟
كلهم يقولون: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، اذهبوا إلى إبراهيم، اذهبوا إلى موسى، اذهبوا إلى عيسى، اذهبوا إلى محمدٍ عليه الصلاة والسلام ، هل يقول اذهبوا إلى غيري؟

تقف الشفاعة عنده، فإذا به يقول -بأبي هو وأمي-: أنا لها.. أنا لها.. أنا لها.. فيذهب إلى ربه جل وعلا فيخر ساجداً بين يديه، ولا يحق لأحد أن يقوم هذا المقام إلا هو، فيخر ساجداً ويلهمه الله عز وجل تسابيح وتحاميد ما كان يقولها في الدنيا، ثم يقول الله عز وجل لحبيبه ولخليله محمدٍ عليه الصلاة والسلام: (يا محمد! ارفع رأسك وسل تُعط واشفع تشفع ) تظنه ماذا يقول؟ هل يطلب النجاة لنفسه؟ هل يطلب النجاة لأولاده وأحبابه فقط؟ يقول: (اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي، اللهم أمتي أمتي ).

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:1-2].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67].. (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ) أسمعت بهذا الحديث؟ الله يكلمك ويكلم كل الناس، بعض الناس لقلة إيمانه وضعف يقينه يقول الله يكلم كل البشر؟ نعم، أليس الرب جل وعلا الآن يسمعنا جميعاً؟ لو كل واحد في الأرض دعا ربه لسمعه الله، بل كل واحدٍ في الصلاة في مشارق الأرض ومغاربها إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، يرد الله عليه فيقول: حمدني عبدي، الرب جل وعلا عظيم.

فإذا بالرب جل وعلا يكلمك (ما منكم من أحد ألا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ) لا توجد واسطة، (فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ) هل قدم قيام الليل؟ هل قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل قدم صيام النافلة؟ هل قدم الصدقات والزكاة؟ هل قدم الدعاء والذكر؟ أم ماذا قدم؟ هل قدم النوم عن الصلاة؟ هل قدم النظر إلى النساء والخلوة بهن؟ هل قدم استماع الأغاني والطرب؟ كل شيء فعله في الدنيا يراه، قال الله: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:4].

لا تنظر إلى صغر المعصية، لا تقل صغيرة، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، الواحد منا اليوم إذا كان في مجمعٍ من الناس يستحي أن يعصي ربه، أمام والده يستحي أن يرتكب بعض المنكرات، أمام إخوانه، أمام شيخ المسجد، أمام بعض الصالحين يستحي من بعض المعاصي، لكن إذا لم يكن أحدٌ يراه لا يستحي من الله جل وعلا: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:1] ألا يعلم هذا الرجل وهذا العاصي بتلك العاصية أن الله عز وجل مطلع عليه فيها، أن الله يراه.

عمر بن الخطاب يتجول في الصباح الباكر فإذا به يسمع امرأة تقول لابنتها: امذقي اللبن بالماء، قالت البنت الصغيرة: يا أماه! إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد منع الناس من مذق الماء باللبن، فقالت أمها: إن أمير المؤمنين الآن لا يرانا، كل الناس يمذقون فامذقي يا بنية! فقالت البنت المؤمنة: إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ [المجادلة:7] الله يرى ويسمع.

يا عبد الله: هل فكرت أن ترجع إلى الله؟ يا من تتوجه بيديك وقلبك إلى البشر، هلا توجهت إلى الله؟ هلا كنت صادقاً في توجهك إلى الله؟

أمن يجيب المضطر إذا دعاه

رجل تاجر كان يوصل براحلته من مكان إلى آخر، فإذا به -اسمع ما الذي حدث- يركب على راحلته رجل، وقال له: أوصلني، قال: إلى أين؟ قال: أوصلني إلى بلد الفلاني، قال: أوصلك، يقول: وأثناء الطريق دخلنا وادٍ مظلم، ورأيت جماجم الناس متناثرة، يقول: فخفت، وعلمت أن في الأمر شيئاً، يقول: فقال لي: انزل عن البغلة، قال: ماذا تريد؟ قال: فأشهر سكيناً قال: أريد قتلك، يقول: فهربت منه، يقول: فتبعني حتى قبض عليّ، ثم قلت له: يا فلان خذ البغلة وما عليها واتركني أعيش، قال: أما المال والبغلة فهي لي، أما أنا فأريد قتلك، قال: فإن كان ولابد فدعني أصلي ركعتين قبل أن تقتلني، قال: لك ذلك، ولكن أوجز فيهما.
يقول: فكبرت للصلاة، ومن شدة الخوف نسيت القرآن كله، ولم أتذكر إلا آية واحدة، أي آية؟ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:6] يقول: وما إن انتهيت من الصلاة إلا وجاء فارس من قلب الوادي قد أشهر رمحه يقول: فلما اقترب ضرب الرجل في قلبه فلم يخطئه فخر صريعا، فقلت: سبحان الله! من أنت؟ فقال لي: أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه، الله أكبر!

الله أكبر بكرة وأصيلا وله الثناء مرتلاً وجميلا


الله أكبر كلما هتفت به مهج العباد وسبحته طويلا


الله أكبر ما تطوف محرم بالبيت أو لبى له تبتيلا


الله أكبر في السماوات العلى والأرض حيث تجاوبت تهليلا


الله أكبر! الله أكبر! وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67].

أخي العزيز: أختي الفاضلة! أتعرف أن الرب العظيم الجليل الكبير المتعال يحب عبده إذا رجع إليه؟ أتعلم أن الله العظيم يفرح إذا أقبل عبده إليه تائباً؟ لو أمضى سنوات من حياته في المعاصي، وأسرف على نفسه بالذنوب، وأكثر من الذنوب والمعاصي، ثم أراد أن يرجع إلى الله قبله الله، وأحبه، وفرح به إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]؟

من أنا حتى يحبني الله؟ من أنا حتى يفرح الله عز وجل بي؟ أنا الذي أذنبت وأسرفت وأكثرت من المعاصي والذنوب، ولطالما عصيت الله، والآن يحبني الله؟ نعم. لو رجعت وتبت وندمت على ما مضى فإن الله عز وجل يحبك.

رجل من بني إسرائيل عَبَدَ الله أربعين سنة؛ ثم انتكس فعصى ربه أربعين عاماً، ثم بعد أربعين سنة من المعصية أراد التوبة، فقال وهو يبكي ويدعو: رب عبدتك أربعين عاماً، وعصيتك أربعين عاماً، فهل لي من توبة إن أنا رجعت إليك؟ فإذا به يسمع هاتفاً يقول له: عبدي عبدتنا فقربناك، وعصيتنا فأمهلناك، وإن رجعت إلينا قبلناك وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:8].. وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67].

أسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا الحديث وهذا المجلس في موازين أعمالنا.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

انت الداعيه - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انت الداعيه   انت الداعيه - صفحة 3 Emptyالسبت نوفمبر 21, 2009 11:45 pm

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد: البركة هي: شيء من خير يجعله الله تعالى في بعض مخلوقاته.
والبركة كلها لله تعالى ومنه، وهو المبارك جل وعز بيده الخير كله، والبركة كلها له، وهو سبحانه يختص بعض خلقه بما يشاء من الخير والفضل والبركة كالرسل والأنبياء والملائكة وبعض الصالحين. قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [(33) سورة آل عمران]، وقال تعالى عن عيسى - عليه السلام -: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} [(30 - 31) سورة مريم]، وكذلك فضل الله بعض الأماكن على بعض، وبارك فيها كمكة والمدينة والمسجد الأقصى، وفضل بعض الأزمنة على بعض وبارك فيها، كشهر رمضان وليلة القدر وعشر ذي الحجة ويوم الجمعة، وأيضاً فقد أوجد - جل وتعالى - البركة في الأشياء كالمطر والسحور ونحوها. وإليك أخي المسلم تفصيل هذا الإجمال:
فالقرآن، كله بركة قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [(155) سورة الأنعام]، وقال سبحانه: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} [(50) سورة الأنبياء]. قال ابن القيم - رحمه الله -: "وهو أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء لكثرة خيره ومنافعه ووجوه البركة فيه".

ويقول صاحب الظلال - رحمه الله - وهو يصف بركة القرآن: "إنه مبارك في أصله، باركه الله وهو ينزله من عنده، ومبارك في محله، الذي علم الله أنه له أهل وهو قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ومبارك في حجمه ومحتواه، فإن هو إلا صفحات قلائل، ولكنه يحوي من المدلولات والإيحاءات والمؤثرات والتوجيهات في كل فقرة منه ما لا تحتويه عشرات الكتب، وإنه لمبارك في أثره وهو يخاطب الفطرة البشرية بجملتها خطاباً مباشراً عجيباً لطيف المدخل، فيفعل فيها ما لا يفعله قول قائل" انتهى كلامه - رحمه الله -.
ومن بركات القرآن أنه رقية، وأنه دواء وشفاء ولكن كثير من عباد الله حرموا أنفسهم هذا الخير.
يقول ابن القيم عن نفسه: "مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيباً ولا دواءً فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثيراً منهم يبرأ سريعاً".
ثم يقول - رحمه الله -: "ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الآيات والأدعية التي يستشفى بها، ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعى قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره. فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل". انتهى [الجواب الكافي ص 5].
أيها المسلمون: أما عن بركة الأشخاص فهناك أشخاص مباركون، ففي مقدمتهم وعلى رأسهم أفضل الأنبياء وسيد الأولين والآخرين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع، روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله اصطفى كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بين هاشم)) فله - عليه الصلاة والسلام - فضائل عظيمة ومزايا كريمة أنعم الله تعالى عليه بها، فزادته شرفاً وفضلاً وبركة.
ومن أعظم بركاته - عليه الصلاة والسلام - هذا الدين الذي بعث به، فمن قبلها سعد في الدنيا والآخرة، ومن ردّها خسر الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [(107) سورة الأنبياء]، وما هذا النكد وهذا الشقاء الذي تعيشه البشرية إلا لبعدها عن هذه الرسالة الخالدة.
أضف إلى ذلك صوراً من بركاته - صلى الله عليه وسلم - الحسية: من تكثيره الطعام، ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة, وإبراؤه المرضى، وبركته في إجابة الله تعالى لدعائه صلوات ربي وسلامه عليه.
وهناك أيها الأحبة، الصالحون من البشر، الذين هم أولياء الله - عز وجل -، وهؤلاء أيضاً بركة على أنفسهم وعلى غيرهم، وفي مقدمة هؤلاء العلماء والدعاة وطلاب العلم العاملين المخلصين، هؤلاء هم صفوة المجتمع، فهم مستقيمون في جميع أحوالهم، وهم مطيعون لربهم، أخلاقهم حسنة، نفوسهم طيبة، فكيف يكون هؤلاء بركة على المجتمع؟ يكون ذلك من وجوه عديدة:
منها: أنهم هم الدعاة بين الناس إلى الخير، وهم الآمرون بالمعروف والناهين عن المنكر، وهم الذين يقومون بواجب النصيحة. وكل هذا بركة على الناس.
ومنها: أنهم يعرفون الناس بدينهم وبأحكامه وتشريعاته وآدابه، فهم ورثة الأنبياء في هذا الباب.
ومن بركتهم: الدعاء للناس، فهم يدعون للفساق والمنحرفين بالهداية، ويدعون للمؤمنين المستقيمين بالتوفيق والمغفرة، ونحو ذلك. ولا يخفى الأثر العظيم النافع للدعاء دنيا وآخرة.
يقول ابن القيم: "النافع هو المبارك، وأنفع الأشياء أبركها، والمبارك من الناس أينما كان هو الذي يُنتفع به حيث حل".
فيا أخي المسلم: احرص أن تلحق بركب هؤلاء، فإن لم يكن فلا أقل من أن تدافع عنهم وتدعو لهم، ولا ترضى بأية أذية تلحق بهم، فهم بركة المجتمع، وما يدريك أن الله دفع عنا ألواناً من الشرور والنقم والعذاب بسبب هؤلاء، وبركتهم وصلاحهم ودعائهم قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [(117) سورة هود]. ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)) وفي رواية ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)). والحديث واضح، وهو أن من أسباب رفع العقاب عن الناس، الأخذ على يد الظالم وتغيير المنكر فالسؤال الآن: تغيير المنكرات ومقاومتها ومدافعتها، والنصح، والأخذ على يد الظالم، هذه من سمات من؟ هل هي من سمات المغنيين، أم من خصائص اللاعبين والرياضيين؟ أم تغيير المنكرات من صميم عمل الممثلين؟.
إنه كما نعلم جميعاً من سمات الصالحين، ومن أخص خصائص الدعاة وطلاب العلم، بل إن رفع العذاب عن الناس ببركة هؤلاء قد يشمل حتى الكفار إذا كانوا بين أظهر المؤمنين. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "قد يدفع الله العذاب عن الكفار والفجار لئلا يصيب من بينهم من المؤمنين ممن لا يستحق العذاب" ثم استدل - رحمه الله - على كلامه هذا بقوله تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا} [(25) سورة الفتح] أي لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم {لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [(25) سورة الفتح] فلولا الضعفاء -والكلام ما يزال لشيخ الإسلام- فلولا الضعفاء المؤمنين الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار عذب الله الكفار". انتهى.
فلنتق الله أيها المسلمون، ولنحافظ على هذه الثلة الخيرة بيننا، فهم بركة المجتمع، ولنفخر بكثرة وجود الصالحين في مجتمعنا، فببركتهم ودعوتهم سينصر الله هذه الأمة، روى البخاري في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)) وفي رواية النسائي ((إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها وبدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)) قال أهل العلم: سبب تخصيص الضعفاء؛ لأنهم أشد إخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعاً في العبادة، لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا.
نعم أيها الأحبة: إن علماءنا ودعاتنا وطلاب العلم فينا، والأُناس الطيبين الصالحين هم بركة مجتمعنا ولله الحمد، إن منافعهم عديدة، وخيرهم كثير، ونفعهم مستمر فنسأل الله - جل وتعالى - أن يكثر سوادهم، وأن يحفظهم، وأن يزيدهم عدداً وإيماناً وعلما وتوفيقا. ونحن وإن لم نصل إليهم بعلمهم وجهادهم وبلاءهم، فنسأله سبحانه أن يحشرنا معهم بحبنا لهم.
أيها المسلمون: ومما جاء الشرع أيضاً ببركته: مكة {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [(96) سورة آل عمران]، ووجه البركة، أن الطواف بالبيت فيه مغفرة للذنوب فهذه بركة، والصلاة فيه بمائة ألف صلاة، وأي بركة أعظم من هذا، وجعله سبحانه مباركاً لتضاعف العمل فيه، بل قد صح عنه - عليه الصلاة والسلام - قوله: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)). وقال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) فأي بركة أكثر وأعظم من هذا؛ بل قد ذكر بعض أهل العلم بأن من بركات الحرم قول الله تعالى: {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} [(57) سورة القصص].
وأيضاً مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدينة مباركة، الصلاة في مسجدها بألف صلاة، وفيها روضة من رياض الجنة. وصلاة ركعتين في مسجد قباء كأجر عمرة، وينبت بين لابتيها تمر العجوة، من تصبّح بسبع تمرات منها لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر، وعلى أنقابها ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، وكيف لا يكون للمدينة كل هذه البركة وقد دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في البخاري: ((اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة)) بل من بركتها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً)). قال العلماء: "في هذا الحديث دلالات ظاهرة على فضل سكنى المدينة، والصبر على شدائدها وضيق العيش فيها، وإن هذا الفضل باق مستمر إلى يوم القيامة".
وأيضاً مما ورد في الشرع بركته: أرض الشام، فأرض الشام أرض مباركة قال - جل وتعالى - في شأن انتقال بني إسرائيل إلى الشام: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [(137) سورة الأعراف] وقال تعالى مخبراً عن هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى الشام {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [(71) سورة الأنبياء] فأرض الشام أرض مباركة ولا عبرة بالفترة الحالية من عمر الزمن، سواء كان فيمن يحكمها أو يعش فيها أو حتى وجود اليهود على أرضها، فكل هذا فترة مؤقتة. وكذلك أرض اليمن أرض مباركة بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم بارك لنا في يمننا))، ولا عبرة أيضاً بوضعها الحالي وما تعيشه من أوضاع، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية)).
وأيضاً مما ورد في الشرع أن فيه البركة المطر: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا} [(9) سورة ق].
وأيضاً: شجرة الزيتون قال تعالى: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [(35) سورة النــور].
وأيضاً: الخيل قال - صلى الله عليه وسلم -: ((البركة في نواصي الخيل)). [البخاري].
وهذه البركة لارتباطها بالجهاد في سبيل الله: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [(60) سورة الأنفال] قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم)) [رواه البخاري].
وأيضاً النخل قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)). والمراد بها النخلة.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة...)) [رواه أبو داود].
وأيضاً: الاجتماع على الطعام فإن الله يبارك فيه، وأيضاً لعق الأصابع قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة))، وأيضاً بركة السحور: ((تسحروا فإن في السحور بركة))، وأيضاً ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها لمباركة هي طعام طُعم وشفاء سقم)).
وأيضاً التبكير قال - صلى الله عليه وسلم - ((بورك لأمتي في بكورها إلا فليعلم أولئك الذين ينامون إلى نصف النهار أنهم قد حرموا أنفسهم بركة ذلك اليوم)).
وأيضاً يا معاشر التجار الصدق في البيع ((فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)).
فنسأل الله - جل وتعالى - أن يبارك لنا في أموالنا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله...
أما بعد: البركة أيها الأحبة يمنحها ويسلبها المولى جل تعالى، إن العبرة ليست بما تملك من مقومات المادة، وليست العبرة بما تملك من طاقات وقُدرات، إذا سلبت البركة من كل ذلك، بل إن القليل من المادة، والقليل من الطاقات مع بركة الله، تفعل الأعاجيب.
فأنت قد تُعطي الملايين، لكن تنزع منها البركة، تجد شقاءها في الدنيا قبل الآخرة، تملك الملايين، لكن لا تتمتع بها؛ لأن البركة منزوعة، وقد لا يكون معك إلا راتبك الذي لا يوصلك لآخر الشهر، لكن يبارك الله في هذا القليل فتعيش حياة الملوك أنت وأولادك.
رجلان، الأول له عشرة من الولد، والثاني ليس له إلا بنت واحدة، تُنزع البركة من الأول، فهؤلاء العشرة لا ينفعونه بشيء، بل ربما هم سبب المتاعب التي يعيشها، والنكد الذي يعيشه، ربما مَرِضْ ولا أحد من العشرة يُحس به، أو يلتفت إليه، يمر اليومان والثلاثة والأسبوع، ولا أحد يسلم عليه، إنهم عشرة، لكن بدون بركة.
والثاني: يطرح الله البركة في هذه البنت، فتكون قرة عينيَ والديها في الدنيا، تقوم بحقهما، وترعى شؤونهما مع أنها متزوجة ولها بيتها ومسئولياتها، ومع ذلك هي على صلة مستمرة بهما يومياً، على الأقل ترفع سماعة الهاتف كل ليلة قبل أن تنام لكي تطمئن عليهما، إنها المنحة الإلهية التي لا تُشترى بالمال، ولا يجلبها الملك والسلطان، وإنما هي بيد من بيده ملكوت كل شيء.
ثم هناك رجلان آخران :
الأول: محسوب على كبار العلماء، بل ربما هو أحد أعضاء هيئتها.
والثاني: طالب علم في أول الطريق.
تجد أن الأول مع ما أوتي من مكانة علمية واجتماعية، وربما عمّر خمسين أو ستين بل ربما سبعين سنة، لكن لم يستفد منه أحد لا أثر له، لا وجود له في الوسط الذي يعيش فيه، حتى الحارة التي هو يسكنها لم يستفيدوا من علمه، نعم إنه مكانه، ومنصبه، لكن بدون بركة. والثاني: طالب العلم هذا لم يعرفه الناس إلا من سبع أو ثمان سنوات، لو ألقى درساً بسيطاً هنا، لوزعت أشرطته بعد ثلاثة أيام في الصين وكندا ودول أوربا، وانتفع الناس بها شرقاً وغرباً. إنها البركة الإلهية التي لا تشترى بالمال، ولا تكسبها القبيلة ولا العشيرة ولا تجلبها المناصب والهيئات.
اعلم يا عبد الله أن هذا الباب لو أغلقه الله عليك ثم فتح لك كل أبواب الدنيا، من مال وولد وجاه وسلطان وصحة، فوالله ما هو بنافعك بشيء إنما يكون معها الضيق والكرب والشدة والقلق والعناء.
واعلم يا عبد الله، بأن الله لو فتح لك باب البركة فابشر بكل خير، مع قلة الراتب، وضيق المسكن، وانعدام الولد، وضعف الجاه.
أيها المسلمون: وبعد كل هذا كيف نحصل على البركة؟

إن طريقها واحد لا يتعدد، والحصول عليه لا يتغير قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [(96) سورة الأعراف].
من أراد البركة فعليه بالإيمان، الإيمان الحقيقي لا الإيمان الصوري، من أراد البركة في رزقه وماله وولده وعلمه فعليه بتقوى الله - عز وجل - في كل شيء.
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم...}، ولو أراد أهل قرية أن يُعطوا من بركات الأرض وبركات السماء فعليهم بالإيمان والتقوى. أما أن يستمر أهل القرية على المعاصي، ويستمر أهل القرية على الغناء واللهو واللعب فمن أين تأتي البركة؟
كيف يريد أهل القرية البركة في حياتهم ومعاشهم وما يزال الربا قائماً بين أظهرهم؟.
كيف يريد أهل القرية بركات من السماء والأرض وما يزال هناك مظلومون، وما يزال الغش وما يزال البدع قائماً؟.
كيف يحصل البركة لأهل هذه القرية وفساقها أكثر من صالحيها، ومنكرها أكثر من معروفها؟.

من أين تأتي البركة لأهل هذه القرية وما يزال هناك نقص كبير في عدد المصلين، وعدد المزكين، وعدد التائبين؟.
فإن لم يتغمد الله هذه القرية برحمته، فإنها مُقدمة والعياذ بالله على دمار وهلاك.
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ* أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ* أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ* أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [(96 - 99) سورة الأعراف].
اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك من بركات السماء، ومن بركات الأرض، اللهم ارزقنا البركة في رزقنا وأموالنا وأولادنا وحياتنا كلها يا رب العالمين...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس مصر
الادارة
الادارة
شمس مصر


الرتبة : الادارة
ذكر
الابراج : الاسد
عدد الرسائل : 3041
تاريخ الميلاد : 12/08/1982
العمر : 41
العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة
المزاج : الحمد لله
نقاط : 3747
تاريخ التسجيل : 14/02/2009

انت الداعيه - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انت الداعيه   انت الداعيه - صفحة 3 Emptyالأحد نوفمبر 22, 2009 2:27 am


قومو يلا اتسحرو عشان تصومو
بجد الايام دى تستاهل نصومها
واللى يخش الموضوع دة وهو فاطر ينوى بسرعة
يصوم عشان الثواب يعم على الكل
واللى يقابل حد من صحابة يقولة يمكن ناسى يمكن محتاج تشجيع
ممكن تقولى طب وانت صايم هقولك اة والغيظة فيك بس اعمل زيي
ياجماعة لازم نشجع بعض فى المنتدى دة وفى اى مكان تتواجد الجماعة
وكل سنة والشعب العربى والمصرى بخير
عام سعيد علينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

انت الداعيه - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انت الداعيه   انت الداعيه - صفحة 3 Emptyالأحد نوفمبر 22, 2009 4:31 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تباشير الصباح
عضو جينيس
عضو جينيس
تباشير الصباح


ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2637
تاريخ الميلاد : 10/01/1983
العمر : 41
المزاج : صابر وراضى
نقاط : 3796
تاريخ التسجيل : 28/08/2009

انت الداعيه - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: انت الداعيه   انت الداعيه - صفحة 3 Emptyالإثنين نوفمبر 23, 2009 3:23 pm