قصة حياتك تنقضي بموتك فلا يذهب معك أحد.
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَاتَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ: 30]
قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18]
ذكرالشيخ محمد حسان
(في شريط سكرة الموت في سلسلةأحداث النهاية)
قصة موت أحدهم ممن هم في زماننا هذا فيقول:
"كان
في مسجدنا شاب معنا فتغيب عنا يوماً ما فسألنا عنه فقيل لنا أن والده قد
توفي. فقابلته وسألته عن قصة موت والده لأذكر بها الناس فقال إنها عجيبة،
لقد كان والدي قوي فتي، لم يصب بمرضٍ قط، وفي يوم وفاته وبعد تناول طعامه
أخذ يشعر بألم في معدته، فذهب إلى دورةالمياه ونحن نسمع صراخه وتقيؤه ثم
سكت فجأة ففتحنا عليه الباب فوجدنا رأسه في المرحاض وقد فاضت روحه.
يا اللــــه! إنما الأعمال بالخواتيم...
فسألته: بالله عليك ماذا كان والدك يفعل في حياته؟
قال:لم يصل لله أبدا.
فقلت:لا. اذهب واسأل والدتك ما أمره.
فذهبوقال:قالت لي والدتي يا بني لقد كان أبوك يتعامل بالربا فيقرض الألف ويقبضها ألفاوخمسمائة.
فيا الله أكل الحرام في حياته فانظروا ماذا أكل عند موته...!!
فالخاتمة ميراث الأعمال، والقصص كثيرة لا مجال لحصرها،
ومن تلكم القصص روى مسؤول في مغسلة الموتى في المنطقة
الشرقية في السعودية عن فتى غسلوه وعمره ثلاثة عشرة سنة ورأوا العجب مما
يبشّر بحسن الخاتمة.
فسألت أحدالموجودين:ءأنت أباه؟
فقال:لاأنا
إمام مسجدهم، وهذا الفتى من جماعة المسجد، وإن كان للمسجد أربعة أعمدة
فهوخامسهم، كثير الصمت والذكر لله، قليل الكلام. حلم به والده ورأت والدته
الرؤيا نفسها متواترة، وقد كان فيها أنه في حديقة خضراء يعلو رأسه تاج،فقالوا له:ما فعل بك ربك؟
قال:رضي عني وعن والدي ووالدتي وجدتي...
يا الله! شتان بين هذا وذاك.
فعودة إلى ذي بدء، فإن كنت لابدّ مذنبا فلا تجعل سيئتك تتخطاك إلى غيرك فتصبح سيئة جارية تموت أنت وهي تجري وترفع لك ميزان السيئات.
فوالله إن هذا لهو الخسران المبين.
أخي الحبيب.. إن هذه الخطايا ما سلمنا منها
فنحن المذنبون أبناءالمذنبين.. ولكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر
ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا. أتدري كيف ذلك؟
كمثل المغني الذي مات ولم يتب ولازالت شرائطه وحفلاته تباعوتتداول في الأسواق فتفسد هذا وذاك.
كم هو مسكين خلّ وأخلّ وعاقبته إن لم يرحمه الله خسران مبين.
{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِيُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100]
فيا أيها المسلم الموحد:عد
إلى فطرتك السليمة السوية وتب إلى بارئ السموات والأراضين توبة نصوحًا
تنفعك يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلامن أتى الله بقلب سليم.
أخي المسلم:قد أفلح عبد حاسب نفسه اليوم قبل أن يحاسب... وألزمها المحجة قبل الندامة..
فلنستعد ليوم الرحيل.. ولتستكثر من زاد الآخرة.. وإياك والغفلة والتسويف، فيهما أهلك إبليس الخلائق.. وأوردهم النيرانَ!
قدم لنفسـك توبــة مرجــــوة *** قبـل الممـات وقبـل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنهــا *** ذخـــــر وغنـم للمنيــب المحسـن
والظن في جميع المسلمين والمسلمات أنهم ممن يبالون لغضب الله ورضاه ويحملون هم الذنب ويبغون عفو ربهم وضاه
فاللهم اهد المسلمين والمسلمات وسدد خطاهم وأعذهم من شرور
أنفسهم وألهمهم الرشد والهدى والتقى والعفاف وفعل الطاعات والبعد عن
المنكرات.
والسلام على النبي الأمين محمد بن عبدالله الرسول الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»رواه مسلم في التوبة (2759)،وأحمد في المسند (19529)،
في حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله عز وجل بها الذنوب ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى: «يا ابن آدم إنكما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة». رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبلأن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
قم فاغتسل وتوضأ وصل ركعتين توبة وإنابة إلى الله سبحانه وكن صادقا فيهما وعاهده واطلب منه سبحانه ألا يعيدك إلى ما كنت عليه.