السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت فى إحدى الجرائد مقال أعجبنى كثيرا
بعنوان ... سرطان الروح
وسوف أعرضه عليكم كما قرأته
فتقول كاتبة المقال ......
الخليه فى حالتها الطبيعيه وقبل أن تتحول إلى خليه سرطانيه
هى عباره عن جزيئات تجمعها منظومه واحده وهى شكل الخليه السليم
لكن إن حاد أحد جزيئاتها عن مساره أو إرتباطه بباقى زملائه من الجزيئات
فقدت الخليه توازنها ثم تحولت إلى شكل غير منتظم وهذا السب الحقيقى
لإصابة الخليه بالسرطان
السرطان كمرض لا تكمن خطورته فى أنه يؤدى إلى الموت ...
بل خطورته فى الفتره التى يعيشها المريض من ألام بدنيه ونفسيه رهيبه قبل وفاته
وإن كان المريض مقرر له العذاب سيظل هكذا حتى أن تأتى ساعته بدون أسباب
هكذا أيضا سرطان المشاعر أو الروح عندما تصيب الإنسان ...
من هنا تبدأ الحدوته
قصة إرتباط نفسى ليس حبا ولا عشقا ,بل حدوته تعدت كل تفاصيل هذه المراحل
فالحب أمره هين عندما يصيبه سكته قلبيه أو دماغيه ...
لحظتها يصبح الأمر محسوما بسبب خيانة أحد الأطراف للأخر
أو تعديه الحد المسموح له بحيث يصيب كرامة نصفه الأخر
أو لأسباب أخرى كثيرة ....
والعشق أيضا ربما يتوقف عن الحياة بموقف يصيب الأثنين بجرح ليس له دواء فيتم الإنفصال
بينما الإرتباط النفسى القائم على نظرية الأشياء المطلقه بمعنى الحب يصبح مطلقا
والعشق كذلك ... أيضا العطاء ...
والمصلحه ليس لها وجود من الأساس ....
والتسامح متوفر بدون أن يأخذ من أحد الأطراف مجهودا لتنفيذه
الإرتباط النفسى يتحول إلى تشابه عقلى بدرجه ملفته
تشابه فى كل تفصيله تدور بداخل قلب وعقل كل من الطرفين
لدرجة تسمح لكل منهما بالتواصل عن بعد وأن يشعر كلاهما ببعضهما عن بعد
حتى المزاج العام الذى يحكمهما أثناء اليوم يقترب ويتشابه بشكل كبير
توأم الروح .. هو إنسانه أو إنسان تقابله فى العمر مره وفى الأغلب لا تقابله حتى تموت ..
إذن هى فرصه تأتيك مره إماتقتنصها أو تفرط فيها
وبالتأكيد أنت الخاسر ..
توأم الروح هو الوحيد القادر على أن يصنع منك إنسانا
مختلفا ومميزا ومبدعا على كل المستويات
هو الإنسان الذى تعيشه طوال يومك وتبدأ وتنتهى من عنده الحياه
ثم تستقر بثقتك العمياء فيه
فتوأم الروح لا يمكن له أن يكذب أو يغدر أو تستقبل منه خيانه
توأم الروح الوحيد الذى تتلقى منه أى شىء وأنت مبتسم مصدقا واثقا فيما يقوله
لا تشعر معه لحظه فى إنه سيحدث بكرامتك مكروها أو خدشا..
الوحيد الذى تنحنى أرضا أمامه لتقبل قدميه
ويملأك الشعور بالتقصير تجاهه برغم هذا
الوحيد الذى تتمنى له السلامه بنفس الدرجه التى تتمناها
لأحد أفراد أسرتك أو أبنائك وبدون أن تنتظر مقابلا
توأم الروح ...هو من تصدى بكل المقاييس حسابات البشر العاديه
ليصبح وجوده مجرد من الماديات وحسابات الورقه والقلم
وهو الذى يديرك وينظمك نفسيا بدون أن تشعر لكنك تصبح معه فى أمان
الأمان الذى ربما نفتقده كثيرا ونحن نجلس بين أفراد أسرتنا أو أقرب أصدقائنا
توأم الروح هو من يوفر لك الحلول المنطقيه طوال الوقت
متحملا معك الكثير من المخاطر والإساءه وسوء الظن من المحيطين بك
يتحمل معك بكل حب ألام يتسبب فيها لك بعض البشر
يتحمل معك أزماتك النفسيه والشعور بالحزن أو الأكتئاب بصدر رحب
فهو ليس مجبرا على ذلك ولا يستطيع التخلى عنك
وكأنك نفسه التى يتعامل معها أثناء الأزمات
هكذا توأم الروح الذى مهما حلمنا ووصلنا فى أحلامنا إلى أقصى درجات التمنى فيها
لن نصل إلى نصف ما نجده لديه فى الحقيقه
لذلك أقول
إنه فرصه تأتى مره واحده ومن الغباء التضحيه بها لمجرد وجود شكوك حول إكتمال هذه العلاقه
أو ظهور من يقصد إفساد هذه العلاقه
لا يقيدها ما تقيد به العلاقات الأخرى العاديه
بل يتوجها نوع من المشاعر أكبر وأشمل وأعظم
من أن نصفها بكلمات الناس التى يستخدمونها فى حواديت الحب العابره
أو حتى بلغة المحبين المعتاده
توأم الروح ... ظهوره فى الحياه ليس صدفه
بل ترتيب إلهى فمن من البشر يستطيع التدخل أو أن يفسد ما صنعته القدره الألهيه
وبرغم هذا .. وكل ما سبق وتكلمنا عنه
بإختصار فى وجود حاله نادره بين البشر ..
إلا إنه أحيانا يحيد أحد الطرفين .. كما حاد من قبل أحد جزيئات الخليه السليمه
وتخلى عن وجوده وسط مكانه الطبيعى .. فيصبح الأمر غير مصدق ولا منطقى ولا مقبول
فيصاب الإنسان وقتها بسرطان الروح ..
متمنيا الموت من شدة الألم أو عودة إنتظام خلاياه مره أخرى
وبقدره إلهيه أيضا