الشيطان فى خطر

كان الفيلسوف جالسا في غرفته وعلى مكتبة وسط سكون الليل مستغرقا في تفكيره واذ بجرس التليفون يدق
الفيلسوف : الو .. الو ... مين حضرتك؟
المتصل : اريد مقابلتك في امر هام
الفيلسوف : الان ... من حضرتك ؟
المتصل : انا ...... الشيطان
الفيلسوف : ما هذا المزاح ... في هذا الوقت المتأخر من الليل صفاقة وقلة ذوق !!!
يغلق الهاتف ثم يسمع دقات الباب فيفتح ليجده امامه ....... الشيطان
كان بملابسه الحمراء وجسده النحيل عيناه لامعتان وله قرنين صغيرين على رأسه ثم قال بأدب :
اعرف انها صفاقة وقلة ذوق زيارتي في هذا الوقت ولكن الأمر هام
الفيلسوف في فزع : أنت !؟ أنت الشيطان الذي نقرأ ونسمع عنه ؟!!
قال الشيطان : نعم انا من تذكرونه دائما بالخير ... اعرف انك من اكبر الفلاسفه وعملك هو التفكير لذلك اتيت لك كي تفكر لي
الفيلسوف : انا ؟!! افكر لك انت ؟!
الشيطان : نعم فكر لي في حل يخرجني من المصيبه الي انا واقع بها في الخطر الداهم الذي يهددني وينذر بنهايتي
الفيلسوف : مصيبه وخطر عليك انت ؟ وما هو هذا الخطر ؟
الشيطان : الحـرب !!!!!!!!
الفيلسوف : الحرب تهددك أنت ؟! ظننت انك من يوسس للناس بالحرب والنزاع
الشيطان : وهل انا بهذا الغباء !! الحرب تهدد بزال البشرية وموت الناس
يعني نهايتي فهم عملي وموتهم يعني القيامة وعذابي ونهايتي !!! هل انا مغفل
لأحطم العالم وأنتحر معه ؟!!!!! أريدك ان تفكر لي في طريقة لمنع الحرب
الفيلسوف : وهل يصعب عليك ان توسوس للناس ان يوقفوا حروبهم ؟!!!
الشيطان : فعلت ولم أفلح !!!
الفيلسوف : الأمر بسيط ولدي أفكاري .... ولكن دعنا اولا نتفق على الثمن !!
الشيطان : ثمن ماذا انت تفعل ذلك لخدمة البشرية !!
الفيلسوف : الم تات الي في هذا الوقت لاترك عملي وافكر لك اني اكتب كل
اعمالي للانسانية لكن ذلك لم يمنع ان اتقاضى اجر عن اعمالي !!!! فلماذا
تريدني ان افكر بالمجان ؟! انا عندي بيت اولاد واسره افكر بها
الشيطان : انت متزوج اذن ؟ انا لم اجرب هذا الامر ابدا
الفيلسوف : الم يخطر ببالك ان تتزوج؟
الشيطان : فات اوان هذا الامر..........
هنا تدخل زوجة الفيلسوف وهي تصرخ فيه : اما كفى قراءة اليست الكهرباء هذة بنقود ؟؟؟؟؟؟؟؟
من الذي سيدفع كل هذا الحساب ؟ من جيبك ام من فلوس الشهر ؟ انت رجل مشاكس وعنيد تريد ان تسير البيت على هواك وبكلامك انت ......
الشيطان للفيلسوف : خذ راحتك في الكلام معها فهي لا تراني
الفيلسوف : الا يجب ان يكون لي في البيت رأي ؟!
الزوجه : لا .. رأيك تضعه في كتبك اما هنا فتضع نقودك فقط !!! انت تخفي عني كل المال الذي يصل الي يديك
الفيلسوف : ما هذة التهمه وكيف اخفي عنك ولك انف تشم رائحة المال كما يشم الحاوي رائحة الثعابين ؟!!
الزوجة : ليس هناك ثعبان الا لسانك الذي يقطر سم
الفيلسوف : سمي لا يؤثر فيكي على اي حال
هنا تدخل الشيطان وقال للفيلسوف : هل هذا هو الزواج !!!! فقال له الفيلسوف : نعم لطيف جدا اليس كذلك !!!
فقالت الزوجة : انا اعرف من معنا في الغرفه !!!!
اندهش الشيطان وقال للفيلسوف: كيف شمت رائحتي ، انت تعلم جيدا اني هنا بمحض الصدفه
الزوجة : الشيطان هو الذي بيننا الآن وهو يوسوس لي ان القيك بهذة المحبره
الشيطان قال للفيلسوف نافيا : ياللظلم ...... انا!!!!!!!! أتصدق ما تقول عني ؟!!!!!!!!!
الزوجة لزوجها وقد رفعت المحبره بيديها : صدقني سأفعل ان لم تسلم لي بلا قيد او شرط
الفيلسوف مستنجدا بالشيطان : ما رأيك ؟
الشيطان : يا خيبة أملي فيك جئتك لتساعدني برأيك وفكرك فتطلب مني المساعده .... أرأسك هذا الذي سيفكر في منع الحرب !!!
الفيلسوف : انقذني لا تنصرف وتتركني ...... ساعدني
فقال الشيطان : يا خيبة أملي فيك ...... دعني اذهب لانقذ نفسي اولا

ثم يهرول هاربا من الباب ويلوح بالوداع

تلخيص عن رواية
الشيطان في خطر
للكاتب الكبير / توفيق الحكيم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دميله يا تباشير

واشكرك على حسن التنسيق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]