الاستاذ / أرتيوم كابشوك
بعد التحية
كراهية الاسلام .. وجهة نظر روسية
جريدة المصري اليوم هي جريدة مصرية مملوكة للقطاع الخاص تعبر عن وجهة نظر السادة أصحاب المصالح ، نشرت يوم 27/10/2009 خبرا تحت عنوان
دريسدن …. مدينة ألمانية هادئة .. حولها المهاجرون الروس إلي بؤرة ل "كراهية الإسلام "
وتحديدا في الصفحة الخامسة من الجريدة ، و الموضوع بإختصار شديد يتناول قصة مصرية تسمي " مروة الشربيني " قتلت علي يد ألماني بقاعة إحدي المحاكم الإلمانية ، و تناولت الصحف المصرية القصة بكل زواياها القريبة و البعيدة ، و عندما نقول المواطن المصري ، فأنه غالبا لا يقرأ سوي العناوين العريضة من الصحيفة ، فلنتأمل العنوان ذا البنط العريض و كأنه إعلان هام ، فهو يضع في الواجهة دريسدن مدينة المانية مثلها مثل باقي المدن الالمانية ، و علي حسب قول الصحيفة هادئة أنا لم أشاهد ألمانيا و لا أعرف الهدوء الذي تصفه تلك الصحيفة لكن كلمة هادئه هنا و في هذا الموضع و بالتحديد بعد كلمة ألمانية توحي إليك بأن كل مدينة ألمانية هي هادئة .. هذا هو منطق الكلمة و المدلول ، حيث أن التلاعب بالكلمات هنا ليس الهدف منه جذب نظر القارئ إلي الموضوع و لكن بهدف وضع القارئ بزاوية معينة فلنتأمل ما جاء بعد كلمة هادئة .. حولها المهاجرون الروس .. و الهجرة معناها أنتقال الشخص من مكان إلي آخر بهدف المعيشة و بالتالي تنتقل مع هذا الشخص المهاجر عاداته و تقاليده و وحياته ، فلا يمكن فصل ماضي إنسان عن حاضره لمجرد إنتقاله من مكان إلي آخر أو محاولة تغييير طباعة أو عاداته أو تقاليده أو ما تربي عليه هذا الشخص ، فعنوان المقال " حولها المهاجرون الروس إلي بؤرة ل " كراهية الإسلام " و كأن الروسي عندما أنتقل من روسيا إلي غيرها من بلدان العالم أنتزع جزءا من كراهية روسيا للإسلام ووزعها معه في سائر أقطار العالم ، و هذه نتيجة أخري منطقية لعنوان المقال الصحفي ، لكن هل الروسي الذي يعيش في هولندا مثلا له نفس الكراهية للإسلام ، أو الروسي الذي يعيش في مصر له نفس الكراهية للإسلام ، هل يكون هذا السؤال منطقيا ، و روسيا التي ساعدت مصر في بناء السد العالي و بناء مجمع الحديد و الصلب و مجمع الالومنيوم بنجع حمادي و تسليح الجيش المصري ، و بناء بحيرة ناصر التي ساعدت شعب مصر في تخطي السنوات العجاف سنوات القحط و عدم نزول الماء هل يمكن أن تدعي الصحيفة بأن روسيا تكره الإسلام و المسلمين كما يوحي العنوان بذلك ؟ و بأن الروسي المهاجر جلب معه كراهية الاسلام من روسيا ، بل أنني لا أدعي بأن قناة المانيا لا تخفي كراهيتها للعرب و المسلمين بالرغم من إنها ناطقة باللغة العربية و كثيرا من المشاهدين عزفوا عن هذه القناة بسبب إنحيازها تجاه الصهاينة ، خاصة في الحرب علي غزة ، إذن أستخلص من هذا بأن الكراهية جاءت من أن هذا الشخص ألماني و ليس "مهاجر روسي " ، و بأي مدي يمكن أن تتلاعب الصحيفة بألفاظ يفهم منها المواطن المصري بأن من قتل مروة هو مهاجر روسي و ليس ألمانيا و بأن ألمانيا من دم مروة بريئة , و بأن ألمانيا مدينة هادئة مثل درسدن و تستطرد المقال في مقام آخر و تذكر " و علي الرغم من تلك العبارات التي تحمل كراهية لكل ما هو عربي و مسلم إلا أن عددا من المواطنين الألمان أكدوا للمصري اليوم معناتهم من هؤلاء المهاجرين الروس ، الذين منحتهم الحكومة الألمانية جنسيتها فباتوا عبئا عليها ، مشددين علي أن هؤلاء الروس هم أشد النازيين تطرفا في ألمانيا ليس هذا فحسب بل وصل الامر ببعض المواطنين الي المطالبة بضرورة طردهم ، و كأن الصحيفة هي القاضي و الجلاد ، فهي تنشد عبارات تدل علي أن من أرتكب الجريمة هو روسي و ليس ألمانيا ، للمرة الثانية أو الثالثة و بأن هناك من هم مواطنين ألمان يطالبون بضرورة طردهم ، بالله عليكم أليس من أرتكب الجريمة ألمانيا ، لكن لماذا الحملة ضد روسيا في تلك الصحف سؤال !؟