إن الاختلاف أمر لابد منه وهو كائن قديم
ـ كان ولا يزال ـ
يعيش معنا وينبغي أن نسلِّم به ونتكيّف معه ونحاول تطويره
والانتقال به إلى الحالة الإيجابية وأن يكون هدفنا جميعاً البحث
عن الحقيقة متسلحين بنقد ذواتنا قبل نقد الآخرين سواء كان
فكراً أو رأياً أو شخصاً. اذ انه لا ينبغى لنا ان نقاطع بعضنا
البعض من مجرد اختلافنا فى موضوع معين وما اكثر المواضيع
اللتى تثير الخلاف بين الناس وبعضها
كمثل تحرير المراه ومساواه الرجل بالمراه او تعدد الزوجات مثلا
الاختلاف لا يتناقض مع العلاقات الطيبة ،
وروابط الأخوّة القائمة بين الناس على اختلاف رؤاهم ومعتقداتهم ومذاهبهم .
ورد في القرآن الكريم أن الاختلاف في عمومه غير خاضع
لمشيئة وإرادة الإنسان كما في قوله تعالى
({وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }
وقبل الخوض في بيان مشروعية الخلاف من الناحية الشرعية
، وأتمنى أن يسع
صدر القارئ لي وينظر إلى موضوعاتى التي أعتقدها فإن أعجب بها
أخذها وإلا فليترك لي شرف التعارف عليه من خلال التقاء الأفكار في عالم الحوار والنقد البناء
عندما يختلف المرء مع غيره في موقف، لا يجوز أن يكون هذا
الاختلاف مبنيّاً على الظّنّ،
وإلاّ فآثم من يظن ، وإن وقع في التّنابز بالألقاب، فهو في الفسوق واقع.
إذاً هناك أدب خالص يُطالب القرآن الكريم التمسّك به والحفاظ
عليه ولا يضير الاختلاف في الرأي، والذي يضير هو عدم التّمسّك
بالهدى القرآني فيقع من لم يلتزم به في حظيرة الفسوق والظّلم
والإثم
والمعلم اللذى علمنا الادب فى الحوار هو القران الكريم
ومن أهم تلك الآداب على الإطلاق احترام الرأي الآخر ، وعدم الجزم بصواب رأيك تجاه الطرف المقابل .