واضح إن الاشقاء في الجزائر عاوزين »يجرجرونا« لأن نحرق استاد القاهرة، ونولع فيهم نار، ونقفل الدكان بالضبة والمفتاح والشمع الأحمر.. حتي يتهيأ لهم الطريق إلي المونديال، دون أن يلعبوا المباراة.. أو إذا لعبوها يخربوها بعمايلهم السوداء.
زادت ألاعيب الأخوة في الجزائر بشدة في الآونة الاخيرة، وكأنهم ينفذون خطة استفزازية محبوكة ينشدون من ورائها أهدافا خبيثة ترمي إلي اصابة الجماهير المصرية تحديدا بالهيجان العصبي الذي يصب في مصلحة الكابتن سعدان »اللي قال للعالم كله.. خللوا بالكم من عيالي لأنهم حيدبحوني إذا خسرت أمام أحفاد الفراعنة في لقاء الذهاب، والآن بدأ يشم نفسه ويحلم بما هو أكبر من طاقته وامكانياته.
عمرهم »ما حيجرجرونا«.
وإذا كانت محاولات »الجرجرة« تضاعفت كلما اتسم الشارع المصري بالهدوء وعدم الانفعال.. زادوا من تصرفاتهم الحمقاء.. وآخرها وليس أخيرها تلك الأفعال الحقيرة لعدد كبير منهم، عندما أطلوا علينا وبمنتهي الحقد والبجاحة وهم يحرقون فانلة المنتخب بطريقة غوغائية.. ويصفون رمز البلد وهو المنتخب الوطني من خلال أغنية بالراي.
أي حرامي.. وأي قلة أدب.. وما هذه الوضاعة في السلوك الذي يكشف عن كراهية لا سبب لها.
ليس هذا فقط.. وانما حولوا أبطال أفريقيا الذين كانوا يفوزون بزعامة القارة ٦٠٠٢ و ٨٠٠٢ وقت ان كان الفريق الجزائري في »الباي باي« وغير موجود علي الخريطة.. حولوا هؤلاء الأبطال إلي نسوان أو حريم، فاستبدلوا صورهم بصور فنانات وراقصات.
يبدو أنهم مذعورون وخائفون من يوم ٤١ نوفمبر فأرادوا أن يحولوه الي مباراة في قلة الأدب والجليطة، ولكن للمرة المليون.. »هيهات«.. ستظل مباراة لمدة ٠٩ دقيقة، وسيظل المصريون علي حضارتهم وتاريخهم وسلوكهم المحترم.
والسلوك المحترم اذا لم يعرفه الغوغائيون المتهورون المتربصون في الشارع الجزائري هو أن تكون المعاملة في حدود الأدب.. اما اذا استمرت قلة الأدب، فسيتغير الموقف تماما.
لقد فاض الكيل من أفعالهم السيئة.. وكلما قوبلت هذه الأفعال بالحكمة والهدوء زادوا فيها.. وكلما تحلي أحفاد الفراعنة بالصبر، تصوروا أنه ضعفا، رغم أن الفارق كبير وشاسع ولا يحتاج إلي مقارنة.. كبير لصالحنا..
فاكرين مسرحية محمد صبحي الذي دخل في حوار كوميدي مع رجل ضعيف.. قصير.. مفيش فيه نفس.. وكان يقول لصبحي كلما حذره: »ماتقدرش«!
هم بانفعالاتهم، وانفلاتهم.. لا يقولون إلا »ماتقدرش«!
وما الصورة الانفعالية.. الانفلاتية التي تابعها وشاهدها الكثيرون علي مواقع الانترنت طرفهم وحولوا فيها حسن شحاتة قاهر الأفارقة.. إلي عروس في حضن رابح سعدان مديرهم الفني، ما هي إلا قلة أدب وحقارة لن نقلل من شأن المعلم لأنه ليس رمزا لمنتخب بلد فقط وإنما لأنه نموذج للرجولة والاحترام.
انهم.. وهذه حقيقة فينبغي الاعتراف بها.. أساتذة في اثارة الآخرين، وعباقرة في الخروج عن الأصول والتقاليد، وجهابذة في اختراع الأزمات والمشاكل حتي لأنفسهم في بلادهم.. ومع ذلك كله هم في نظر من يعرفهم ليسوا أكثر من هذا الضعيف الذي كان يتحدي الفنان محمد صبحي في مسرحية »الهمجي« ويرد عليه بكلمة »ماتقدرش« مع انه يروح في »نفخة«!!
لقد اتضحت الصورة.. هناك يخرجون بمبادرات وهمية لتنويم الشارع المصري.. ثم يخرج اعلامهم وجمهورهم بعكس ذلك، وكأنها ليست محاولات لاصابة مشجعي وعشاق أحفاد الفراعنة بانفصام في الشخصية فقط، وانما لاثارة من لا يتحكمون في مشاعرهم ضد من يسيئون إلي بلدهم، ودفعهم إلي ارتكاب الخطأ.
والمدهش والعجيب في أمر الأشقاء.. انهم يتسببون في »المصايب« ويثيرون المشاكل.. وعندما يتم الرد عليهم »يهجون« وينفعلون ويتهمون الآخرين بأنهم السبب.
ما هذا الهراء والسطحية الذي يدفعهم الي طرح مبادرات .. تقابلها مبادرات أكبر وأكثر في مصر.. ثم يضربون عرض الحائط بكل ما من شأنه أن يجعل يوم ٤١ نوفمبر ليس أكثر من مباراة في كرة القدم لن تتضرر فيها كرامة الخاسر أو كبرياؤه.
علي كل الأحوال.. لايزال الاشقاء في الجزائر يحاولون قدر امكاناتهم أن »يولعوها« وأن يشعلوها نارا.. إيمانا منهم أن قدرات فريقهم وامكانات العريس رابح سعدان لا ترقي لأن يتأهلوا علي حساب أحفاد الفراعنة، لذلك يجاهدون لتخريب المباراة وحسمها بدون لعب لصالحهم لاعتقادهم أن الجماهير ستلقي عليهم الطوب والحجارة، فلا يجد الاتحاد الدولي الذي ظلم مصر بطوبة زيمبابوي إلا أن يمارس فعلته مرة أخري.
المسألة واضحة.
نحن في انتظار »الخضر« لنجري معهم مباراة كروية في جو حضاري محترم.. وباقامة كريمة ليس فيها أكل مسموم ولا كجمجراوىي ملوث.. المسألة سهلة.. والفوز عليهم سهل.
المنطق الهاديء لا يقبله إلا العقلاء.