يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ))
كأن الثريــا علقــت بجـبـيـنـــه
وفي جيده الشعرى وفي وجهه القمر
عليه جلال المجد لو أن وجهه
أضاء بليل هــلل البــــدو والحضـر
طاهرا صلى الله عليه وسلم مطهرا لأن الله غسل قلبه بماء الحياة فصار أبيض نقيا وقد أذهب الله من صدره كل غيظ وحسد وحقد وغل وغش فصار أرحم الناس قاطبة وابرهم كافة وأكرمهم جمعيا فعم حلمه وكرمه وطيبه وجوده الحاضر والبادي القريب والبعيد (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))
وإذا رحمت فأنت أم أو أب
هذان في الدنيا هم الرحماء
وإذا سخوت بلغت بالجود المدى
وفعـلت مالـم تفــعـل الأنــواء
وإذا صبحت رأى الوفاء مجسما
في بردك الأصحاب والخلطاء
وأبديت حلمك للسفينة مداريا
حتى يضيق بحــلمـك السفــهــاء
طاهرا مطهرا لذلك قال (( لا تغضب ، لا تحاسدوا ، لا تدابروا ، لا تقاطعوا . بل كان صلى الله عليه وسلم أعدل الناس ..
وكان الجمال يفتخر أنه في محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله كتب له جمال الظاهر والباطن .. كان أجمل الناس وجها وأبهاهم محيا وأزهرهم جبينا وأنورهم طلعة .. رقيق البشرة طيب الرائحة زكي الشذا عرقه كالجمان وأنفاسه كالمسك .
يقول أنس رضي الله عنه : ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عنبرا أزكى من رائحته يصافحه الرجل فيجد رائحته آثار الطيب في كفه أياما عديدة من أثر مصافحته .. وكان يخرج للعيد بأبي هو وأمي بحلة حمراء زاهية باهية بوجه طليق بشوش أجمل من العيد فكان عيد الصحابة رؤيته وسماع حديثه والتمتع بصحبته لأنه طاهرا مطهرا ..
وتعجز الكلمات والألفاظ عن المواصلة أأسكت ؟
*الساكت عن الحق شيطان أخرس *
سأتحامل وأكمل المسير وأقول أنه مبشرا (( وبشر المؤمنين بأن لهم متن الله فضلا كبيرا )) ومما قال (( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا )) (( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )) فقد أتى بالبشارة الكبرى وهي الإيمان بالله بل بشر بجنة عرضها السماوات والأرض .. والكثير من بشاراته بأبي هو وأمي
إن البريــة يوم مبعـث أحـمــد
نظر الإله لها فبدل حالها
بل كرم الإنسان يوم اختار من
خير البرية نجمها وهلاله