اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: كم توقفت أمام هذه الكلمات عاجزا الأحد نوفمبر 08, 2009 11:06 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد النبي سيد ولد آدم أجمعين ، أما بعد ....، إخواني في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روى الصحابي الجليل عمار بن ياسر _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم _كان يدعو بهذه الكلمات فيقول : اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ،وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ،وأسألك القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيما لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضاء بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين (الحديث أخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان واللالكائي وغيرهم ) كم توقفت أمام هذه الكلمات عاجزا ، وما أزال حتى هذه اللحظة لا أعرف من أين أبدأ ؟! ، ولا ماذا أقول ؟! ، أشعر أنني أريد أن أكتب شيئا أحس به عندما أقرأها أتعجب كيف أطاق قلبه _ صلى الله عليه وسلم _ كل هذه المعاني العظيمة الجامعة لخير الدنيا والآخرة ، وكيف صاغها في هذه الكلمات التي تأخذ بشغاف القلب على قلة مبانيها ، وخفة ألفاظها ، لا أدري هل أعجب من استسلام النبي _صلى الله عليه وسلم _ لله تعالى في دعائه ، أم أعجب مما ألمحه من ثقته بالله وعزمه في سؤاله ، وكأنه موقن بأن الله سيعطيه ما طلب وزيادة . كثيرة هي الحكم البالغة ، والآلاء الباهرة التي نستخلصها من هذا الدعاء الجليل ، فأسأل الله أن يعينني على الوقوف على أصول فوائد هذا الدعاء الجليل ، دون الميل إلى الإسهاب الممل ، أو الوقوع في الاختصار المخل ، والله أسأل أن يجعل ما أكتبه في ميزان حسناتي يوم الدين وأن ينفع به من شاء من عباده المؤمنين . وهذا أوان الشروع في المقصود أولا : فضل الدعاء ومكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته _ رضي الله عنهم_ فهو القائل صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير (( الدعاء هو العبادة ثم قرأ " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " )) فالدعاء يظهر حقيقة توكل العبد على الله وتفويض أمره إليه سبحانه وعدم التعلق بغيره جل جلاله وكذلك يظهر الدعاء استحضار العبد قرب ربه منه فهو أقرب إليه من كل الأسباب قال جل ذكره : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) وإن من الشؤم إعراض الناس عن سؤال الله حاجاتهم وهو المالك لكل شيئ وهو القادر على كل شيئ بينما يلجأون إلى غيرهم وهم لا يملكون لهم نفعا ولا ضرا ففي حديث عائشة قالت يا رسول الله ! ابن جدعان . كان في الجاهلية يصل الرحم .ويطعم المسكين . فهل ذاك نافعه ؟ قال " لا ينفعه . إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " لذلك تجد أن الدعاء سلاح الأنبياء والصالحين قال سبحانه عنهم : (( ..... إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )) (الانبياء:90) (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )) (السجدة:16) ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم أنه كان يرشد الناس أن يسألوا الله في كل شيء قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله )) ثانيا : من أدب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقدم الثناء على الله تعالى قبل سؤاله ، أو يعلن عجزه واعتماده عليه جل ذكره قبل طلب حاجته وقد وجدنا جملة من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم محفوفة بهذا الأدب الجليل بل ويتأكد هذا الأدب حتى يوم القيامة ففي حديث الشفاعة العظمى : ((فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا محمد أنت رسول الله ، وخاتم الأنبياء ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب ، أمتي يا رب )) ثالثا : مشروعية التوسل بأسماء الله وصفاته كأن نقول بعلمك بحكمتك بعزتك بقدرتك ... رابعا : أن دعاء المؤمنين ربهم أن يحييهم ويطيل أعمارهم من أجل فعل الطاعات مشروع لا محذور فيه أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يتمنى أحدكم الموت ، ولا يدع به من قبل أن يأتيه ، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله . وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا )) خامسا : أن دعاء المؤمنين ربهم أن يقبض أرواحهم إن كان في علم الله أن في حياتهم شرا أو خافوا على أنفسهم الفتنة وضياع الدين مشروع لا محذور فيه فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده ! لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ، ويقول : يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر . وليس به الدين إلا البلاء )) وروى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((اثنتان يكرهما ابن آدم : يكره الموت - والموت خير للمؤمن من الفتنة - ، ويكره قلة المال - وقلة المال أقل للحساب)) وقال سبحانه وتعالى حاكيا عن مريم عليها السلام أنها قالت عندما جاءها المخاض في مولد المسيح عليه السلام ((قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا )) قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : ((فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز تَمَنِّي الْمَوْت عِنْد الْفِتْنَة فَإِنَّهَا عَرَفَتْ أَنَّهَا سَتُبْتَلَى وَتُمْتَحَن بِهَذَا الْمَوْلُود الَّذِي لَا يَحْمِل النَّاس أَمْرهَا فِيهِ عَلَى السَّدَاد وَلَا يُصَدِّقُونَهَا فِي خَبَرهَا وَبَعْدَمَا كَانَتْ عِنْدهمْ عَابِدَة نَاسِكَة تُصْبِح عِنْدهمْ فِيمَا يَظُنُّونَ عَاهِرَة زَانِيَة)) وقال عند تفسير قوله تعالى : (( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )) (( فَعِنْد حُلُول الْفِتَن فِي الدِّين يَجُوز سُؤَال الْمَوْت وَلِهَذَا قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي آخِر خِلَافَته لَمَّا رَأَى أَنَّ الْأُمُور لَا تَجْتَمِع لَهُ وَلَا يَزْدَاد الْأَمْر إِلَّا شِدَّة فَقَالَ : اللَّهُمَّ خُذْنِي إِلَيْك فَقَدْ سَئِمْتهمْ وَسَئِمُونِي وَقَالَ الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه لَمَّا وَقَعَتْ لَهُ تِلْكَ الْفِتْنَة وَجَرَى لَهُ مَعَ أَمِير خُرَاسَان مَا جَرَى قَالَ : اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي إِلَيْك )) وروى ابن جرير بإسناده عن ابن عباس قال قَالَ ابْن عَبَّاس : اشْتَاقَ إِلَى لِقَاء رَبّه , وَأَحَبَّ أَنْ يَلْحَق بِهِ وَبِآبَائِهِ , فَدَعَا اللَّه أَنْ يَتَوَفَّاهُ وَيُلْحِقَهُ بِهِمْ , وَلَمْ يَسْأَلْ نَبِيّ قَطُّ الْمَوْت غَيْر يُوسُف , فَقَالَ : " رَبّ قَدْ آتَيْتنِي مِنَ الْمُلْك وَعَلَّمْتنِي مِنْ تَأْوِيل الْأَحَادِيث ".. الْآيَة قلت : وكل ما سبق إن كان يعترض عليه بأنه حكاية حال لا يستفاد منها حكما إلا أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يطلب الوفاة بقيدها المذكور يرقى بهذه الحكايات إلى درجة المشروعية في ملتنا فلا يدعى أن هذا من شريعة غيرنا سادسا : الترغيب في خشيته سبحانه في الغيب والشهادة والاستعانة بالله في تحقيق ذلك فإن الإنسان لا ينتفع بالموعظة إلا إذا كان يخشى الله ويخافه قال جل ذكره (( سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى )) (الأعلى:10) من أجل ذلك تقدم هذا السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم لعظيم فضل الخشية على أصحابها ولما كان الناس في الغالب يخشون الله في الإعلان خص الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم خشية الله في الغيب بمزيد عناية حتى لا يتربى الناس على النفاق فقال سبحانه : (( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )) (الملك:12) وجزاء خشية الله عظيم وجليل من مغفرة الله وحسن أجره وعطائه قال جل ذكره : (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )) (الرحمن:46) سابعا : الترغيب في قول الحق في كل حال والاستعانة بالله في تحقيق ذلك قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ((ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا . فقلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم)) وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : (( يا أيها الناس عدلت شهادة الزور شركا بالله ثلاثا ثم قرأ " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " ..)) وقال : (( ألا أخبركم بأكبر الكبائر . قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس ، فقال : ألا وقول الزور . فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت فعلى كل مسلم أن يعالج لسانه فلا يقول إلا خيرا في كل حال قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش فقالوا إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق وفي حديث أبي أمامة الباهلي قال عليه الصلاة والسلام أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمنترك الكذب وإن كان مازحا فإن ضبط الإنسان للسانه عنوان على فلاحه فلا يكذب ولا يغتب ولا يمشي بالنميمة ولا يقول إلا حقا فمن سعى في حفظ لسانه فهذه البشرى له ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد أن رضي الله عنه قال رسول الله : ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) ثامنا : الترغيب في الاقتصاد على كل حال والاستعانة بالله على ذلك فإن في ذلك صلاح حياة الناس ومعاشهم وهي صفة عباد الله الصالحين قال جل ذكره : (( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً )) (الفرقان:67) وفي ذلك دليل على رحمة الله بعباده وعدم تضييقه عليهم وفيه دليل على طلب النبي صلى الله عليه وسلم الحياة الكريمة الطيبة لنفسه ولمن سلك سبيله فمن تابع هديه حصل من الدنيا على خيرها وبركتها تاسعا : سؤال الله النعيم الدائم وقرة العين التي لا تنقطع وبرد العيش بعد الموت ولا يكون ذلك إلا في نعيم الآخرة فإن كل نعيم دونها زائل لا يدوم لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة )) عاشرا : الرضا بقضاء الله بعد حلوله والاستعانة بالله على ذلك إيمانا به سبحانه وثقة بما عنده وتسليما لأمره ويقينا بأن الخير فيه وهذا الباب من أعظم أبواب الديانة وعليه يمتحن دين الناس وإيمانهم وعند الابتلاء يبرز من يرضى ممن يسخط فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط قال سبحانه : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ...)) (الأحزاب:36) وقال جل ذكره : (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (النساء:65) حادي عشر : إن للنظر إلى وجه الله عز وجل لذة لا يدركها إلا المؤمنون وأن أعظم منن الله على عباده المؤمنين أنهم ينظرون لوجهه يوم القيامة فما أعطوا شيئا من النعيم أحب إليهم ولا أعظم عندهم من ذلك فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إذا دخل أهل الجنة الجنة ، نودوا : يا أهل الجنة ، إن لكم موعدا لم تروه ، فقالوا : ما هو ؟ ألم تبيض وجوهنا ، وتزحزحنا عن النار ، وتدخلنا الجنة ؟ فيكشف الحجاب : فينظرون الله تعالى . فوالله ماأعطاهم الله شيئا أحب إليهم منه ، ثم قرأ (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ... )) قال سبحانه : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ = إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) (القيامة:23-24 ) وأكبر حرمان يعاقب به المجرمون هو الحرمان من رؤية وجه الله تعالى قال جل وعلا : (( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )) (المطففين:15) ثاني عشر : سؤال الله الخلاص من الفتن والنجاة من الشرور والضرر ولقاء الله سالمين من الزيغ والميل وكانت هذه دعوة الأنبياء والصالحين من قبل فقد أخبرنا الله قولهم : (( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً .... )) (آل عمران:8) وفي حديث اختصام الملأ الأعلى أن الله تعالى قال للنبي صلوات الله وسلامه عليه ((يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون)) ثالث عشر : أن للإيمان زينة والزينة منها الباطن والظاهر فالزينة الباطنة حسن الاعتقاد في الله عز وجل وتحرك النفس والقلب بسائر العبادات القلبية إليه وتلك الزينة تعطي للقلب بشاشة لا تفارقه ولا تتركه يتزحزح عن دينه وأما الزينة الظاهرة فأعمال الجوارح بالإيمان وأقوال اللسان بالإسلام سؤال الله هذه الزينة والاستعانة بالله في تحصيلها هو سمت المؤمنين في طلب الاستقامة ولا يقدره إلا الصالحين الذين يعلمون أن التوفيق للأعمال الصالحة إنما هو من عند الله قال جل ذكره : (( .... وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) (هود:88) وقال سبحانه : (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ... )) (لأعراف:43) رابع عشر :: استحضار أن العبد لا يكون هاديا لغيره ولا مهديا في نفسه إلا بعون الله وتوفيقه لذلك سأل النبي عليه الصلاة والسلام ربه أن يجعله كذلك وأن يعينه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الناس إلى طريق الله جل وعلا فعلى من أراد أن يكون داعيا إلى الله على حق وهاديا بإذنه للخلق أن يسأل الله أن يجعله هاديا والله يعينه على ما أراد إن كان مخلصا ويصلح به من شاء من عباده إن شاء سبحانه فهذه جملة من الفوائد لا توفي هذا الحديث حقه لكن أسأل الله ألا يحرمني الأجر والثواب وأن يجزي خيرا من قرأ هذه الكلمات فانتفع بها فدعى لي بخير ولو في نفسه وفقكم الله تعالى أخوكم الداعي لكم بالخيرات أبو ضياء الدين المصري منقول
| |
|
RAUL الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 1320 تاريخ الميلاد : 01/06/1991 العمر : 33 العمل/الترفيه : 0143724796 المزاج : الحمدلله تمام نقاط : 1708 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
| موضوع: رد: كم توقفت أمام هذه الكلمات عاجزا الأحد نوفمبر 08, 2009 11:15 am | |
| | |
|
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: رد: كم توقفت أمام هذه الكلمات عاجزا الأحد نوفمبر 08, 2009 6:46 pm | |
| | |
|
تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: كم توقفت أمام هذه الكلمات عاجزا الإثنين نوفمبر 09, 2009 4:49 am | |
| | |
|
شمس مصر الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 3041 تاريخ الميلاد : 12/08/1982 العمر : 42 العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة المزاج : الحمد لله نقاط : 3747 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: رد: كم توقفت أمام هذه الكلمات عاجزا الإثنين نوفمبر 09, 2009 4:53 am | |
| | |
|