اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: تأدبوا ثم تعلموا ؟ الأحد نوفمبر 08, 2009 9:48 pm | |
| بســم الله الـرحمــن الرحيــم اعلم ـ أعزك الله ـ أنَّ تعلم الآداب وحسن السمت مطلب شرعي قلَّ في الناس الآن من يلتفت إليه، بل البلايا العظام لم تتوالَ علينا إلا يوم هجر الناس السمت الحسن ، وأقبلوا على العلم ولم يزينوه بحليته الواجبة فظهرت الأقوال الشاذة ، وكثرت الصراعات والخلافات ، فلم نجنِ للعلم ثمرة ، وندر في الناس أهل العلم والفضل . وقال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ : طلبت العلم فأصبت منه شيئًا ، وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا . وهذا في زمانه ـ رحمه الله ـ زمان " خير القرون " ، فكيف به إذا رأى زماننا هذا ؟ ولما تغافل الناس عن الاهتمام بالآداب الشرعية ظهر الالتزام الهش ، وصار الإقبال على المفضول ، وتُرك الفاضل ، وظهرت الانحرافات الفكرية والسلوكية والأخلاقية ؛ لأنَّ تلك الآداب ـ في حقيقة الأمر ـ حصن الالتزام والإيمان الأول فإذا تركت ترك السنن والفرائض ونقضت عرى الإيمان الواحدة تلو الأخرى . قال الحجاوي : مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمس حصون : الأول من ذهب ، والثاني من فضة ، والثالث من حديد ، والرابع من آجر، والخامس من لبن . فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللبن لا يطمع العدو في الثاني ، فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ثم الثالث حتى تخرب الحصون كلها . فكذلك الإيمان في خمس حصون : اليقين ، ثمَّ الإخلاص ، ثمَّ أداء الفرائض ، ثمَّ السنن ، ثمَّ حفظ الآداب ، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه ، وإذا ترك الآداب طمع الشيطان في السنن ، ثمَّ في الفرائض ، ثمَّ في الإخلاص ، ثمَّ في اليقين (1). فالأدب دليل على الالتزام الحقيقي ، ولذا جُعل جزءًا من أجزاء النبوة . عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الهدي الصالح والسمت والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة .(2). وكان الأدب هو المقياس الذي يقاس به الناس عند سلفنا الصالح ، فإذا لم يوافق هدي الرجل علمه تركوه ونبذوه ، فليس العلم عن كثرة المعارف وشحن الذهن بالفنون واللطائف ، وإنما العلم ما توصل به لخشية الله تعالى . قال إبراهيم النخعي ـ رحمه الله ـ : كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وصلاته وإلى حاله ، ثمَّ يأخذون عنه . قال الإمام النووي : قالوا : ولا يأخذ العلم إلا ممن كملت أهليته ، وظهرت ديانته ، وتحققت معرفته واشتهرت صيانته وسيادته (3). قال عبد الله بن المبارك : لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين علمه بالأدب (4). ولذلك كانت وصية سلفنا الصالح بتعاهد الأدب أكثر مما يتعاهد به العلم . قال أبو عبد الله البلخي : أدب العلم أكثر من العلم . والأدب شرط لحصول العلم ، يلزم من وجوده الوجود ، ويلزم من عدمه العدم ، فلا علم لمن لا أدب له . قيل : العون لمن لا عون له الأدب . وقال الأحنف بن قيس : الأدب نور العقل كما أنَّ النار نور البصر . ومن ثمَّ فإنك لا تتعجب أن يفرد أهل العلم مصنفات مستقلة في بيان الآداب الشرعية ، " مثل : الآداب الحميدة والأخلاق النفيسة لابن جرير الطبري (ت 311هـ ) ، " جامع بيان العلم وفضله " لابن عبد البر ( ت 463هـ) ، و" الآداب الشرعية والمصالح المرعية " لابن مفلح الحنبلي (ت 763هـ) وغيرها من الكتب النافعة الماتعة . فيا أيها المتفقه : تأدب قبل أن تتعلم ، فإنك لن تنال من العلم طرفًا إذا لم تنل من الأدب أطرافه . واعلم ـ أعزك الله ـ أنَّ تهذيب النفس ، وإصلاح خللها ليس بالأمر اليسير إلا من وفقه الله تعالى ، فاصلح ما بينك وبين الله يستقم حالك _________ (1)غذاء الألباب للسفاريني (1/37) ط مؤسسة قرطبة . (2) أخرجه أبو داود (4776) ك الأدب، باب الوقار وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3996) . (3)المجموع (1/36) ط دار الفكر . (4)ذكره الحاكم في تاريخه . | |
|
شمس مصر الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 3041 تاريخ الميلاد : 12/08/1982 العمر : 42 العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة المزاج : الحمد لله نقاط : 3747 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: رد: تأدبوا ثم تعلموا ؟ الأحد نوفمبر 08, 2009 9:56 pm | |
| | |
|
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: رد: تأدبوا ثم تعلموا ؟ الأحد نوفمبر 08, 2009 10:01 pm | |
| | |
|
تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: تأدبوا ثم تعلموا ؟ الإثنين نوفمبر 09, 2009 4:54 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المقياس الذي يقاس به الناس عند سلفنا الصالح ، فإذا لم يوافق هدي الرجل علمه تركوه ونبذوه ، فليس العلم عن كثرة المعارف وشحن الذهن بالفنون واللطائف ، وإنما العلم ما توصل به لخشية الله تعالى . | |
|