[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شرح الصورة: حث رجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي الحكومة السويسرية على إعادة النظر في مسألة حظر بناء المآذن (Keystone)
لليوم الثاني على التوالي، تواصل صدور ردود الفعل العربية والإسلامية الغاضبة والمستاءة من موافقة أغلبية الناخبين السويسريين على مقترح يدعو إلى إقرار حظر بناء المآذن في الدستور الفدرالي ودعت هيئات ومنظمات اقليمية وشخصيات سياسية ودينية الحكومة السويسرية إلى إعادة النظر في القرار.وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية
عمرو موسى اليوم قرار حظر بناء المآذن في سويسرا قائلا إن "هذا التصرف يمس بحقوق الذين يدينون بالدين الاسلامي ويقيمون في سويسرا ولهم كل الحق في أن يقيموا عباداتهم في مساجدهم" هناك. وأوضح موسى في تصريح للصحافيين في القاهرة أن مثل هذا الحق يأتي "وفقا لقواعد حقوق الانسان واحتراما للحقوق الأساسية للمسلمين في سويسرا".
وأعرب موسى عن أمله في أن يتم معالجة هذا الموقف "باللجوء الى الجهات المسؤولة والمحاكم المعنية بحقوق الانسان"، مشيرا إلى أنه تلقى اليوم (الثلاثاء 1 ديسمبر) اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري جرى خلاله تناول هذا الأمر لافتا الى أن الوزيرة السويسرية "ستصل الى المنطقة قريبا في جولة للتباحث حول هذا الموضوع".
وفي تونس، قال
عبد العزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) إنه حزين جدا لتصويت الناخبين في سويسرا على قرار منع بناء المآذن. وقال التويجري في تصريحات نشرتها صحيفة محلية يوم 1 ديسمبر إنه "حزين جدا" بسبب هذا القرار مضيفا "هي روح ضيقة وغير متسامحة ونحن نعيش في مجتمع يمارس حرية الشعائر الدينية." ومضى قائلا ان هذا التصرف يدل على التعصب والانغلاق وهو بالتالي قرار خاطىء "لا يخدم التعايش وحوار الحضارات". وأضاف التويجري "لقد صدمنا بهذا القرار خاصة وأن سويسرا من الدول المحايدة والمعروفة بتفتحها على الاخر."
وفي أنقرة، دعا رئيس الوزراء التركي
رجب طيب اردوغان سويسرا إلى إصلاح ما وصفه "الخطأ" بمنعها بناء المآذن. محذرا من "تصاعد العنصرية في اوروبا"، مشيرا الى انه "ما كان يجب ان تحال هذه القضية على الاستفتاء الشعبي". وقال اردوغان في كلمة القاها امام البرلمان التركي يوم الاثنين 30 نوفمبر "من واجبنا دعوتهم الى التراجع عن هذا الخطأ في اقرب الآجال"، واكد الى ان "كراهية الاسلام تشكل جريمة ضد الانسانية". من جانبها، أعربت وزارة الخارجية التركية يوم الثلاثاء 1 ديسمبر عن "خيبة أملها" إزاء نتائج الاستفتاء وقالت الوزارة فى بيان لها "إن القرار يعد تطورا خطيرا مناهضا للقيم الانسانية الاساسية والحريات والتنوع الثقافى والتسامح واحترام حقوق الانسان الاساسية التى تحمل أهمية كبيرة للهدوء المجتمعي والسلام". وتجدر الاشارة إلى أن هناك 100 ألف تركى يعيشون فى سويسرا التى يبلغ فيها عدد المسلمين ما يقرب من 350 ألف مسلم.
وفي سراييفو، اتهم
المفتي العام للبوسنة والهرسك الشيخ مصطفى تسيريتش اليوم سويسرا بالتعدي على حقوق الانسان بقرارها منع بناء ماذن المساجد على اراضيها. وقال في تصريح لوسائل الإعلام المحلية "إن هذا القرار هو اعتداء سافر على حرية ممارسة الشعائر الدينية"، مبينا ان تنظيم سويسرا لاستفتاء حول هذا الموضوع هو بحد ذاته تجاهل للحقوق الدينية للمقيمين على اراضيها وخاصة المسلمين منهم.
واستغرب تسيريتش لجوء سويسرا لهذا الاستفتاء الذي يتناقض مع الأعراف الدولية التي تمنح لكل انسان ممارسة حقوقه الدينية دون تقييد مشيرا الى ان ما قامت به سويسرا هو سابقة يمكن ان تستخدمها باقي دول العالم وخاصة الاوروبية للحد من الحرية الدينية لسكان تلك البلاد. واوضح أنه بالرغم من أن قرار سويسرا حظر بناء الماذن فيها لا يعني منع بناء المساجد لكن قرارها هذا يضع علامات تساؤل كثيرة حول مبادىء الحرية التي تتفاخر بها سويسرا التي بنيت أصلا على مبدأ التعددية.
وفي إسلام أباد، انتقدت
باكستان بشدة القرار الخاص بمنع بناء المآذن في سويسرا وأوضح بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية يوم الثلاثاء 1 ديسمبر أن "نتيجة الإستفتاء الذي أجري في سويسرا لا تخدم الجهود الدولية المبذولة للانسجام والتسامح بين الأديان حول العالم". وأعرب المتحدث عن أمله في أن "تتعامل الحكومة السويسرية مع القضية بحكمة وأن توقف تطبيق هذا القرار في البلاد".
وفي القاهرة، أعربت
المؤسسة الدينية فى مصر، ممثلة فى الأزهر الشريف وجامعته ووزارة الأوقاف ودار الافتاء، عن استنكارها لحظر بناء المآذن فى سويسرا بناء على الإستفتاء الذي أجرى هناك أمس الأول. ووصف بيان صادر عن المؤسسة الدينية فى مصر هذا الحظر بأنه "يؤدى إلى بذر بذور الكراهية والتمييز ضد المسلمين فى سويسرا". وأكد البيان أن "المسلمين فى سويسرا لم يصدر عنهم أى تصرف يعكر صفو العلاقات بينهم وبين المجتمع السويسري"، وحث على "ضرورة تدارك هذا الحظر من أجل تجنب الآثار السيئة التى قد تنتج عنه".
وكان
مفتي مصر الشيخ علي جمعة أعرب عن شجبه واستنكاره لتمرير مبادرة حظر المآذن وقال في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية "لقد سمعنا بأسى بالغ عن هذه المبادرة التي لا تعتبر هجوما على حرية الاعتقاد فحسب ، بل أيضا محاولة لإهانة مشاعر المجتمع الإسلامي داخل سويسرا وخارجها". كما أعرب عن قلقه البالغ بشأن هذه السابقة الخطيرة التي يمكن أن تعمق من مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين لأنه لن يشمل إلا أماكن عبادتهم ، في حين أن المباني التابعة لجميع الديانات الأخرى لم تتعرض لأي تقييد.
من ناحيته دان
المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والإغاثة القرار واعتبره في بيان أصدره في القاهرة "هجوما غير مبرر على حرية الاعتقاد وتعميقا لمشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين في حين أن المباني التابعة للديانات الأخرى لم تتعرض لأي تقييد". وذكر أن نتائج الاستفتاء السويسري "تبين مدى تحرك قوى التطرف في أوروبا في الاتجاه الخطأ في مواقفها وسياساتها تجاه الاسلام والمسلمين في أوروبا". ورأى المجلس أن "نتائج الاستفتاء تعد سابقة خطيرة تدعو المسلمين الى تكثيف العمل والتحرك ضد الأفكار الخاطئة التي يروجها هذا اليمين المتطرف".
من جهة أخرى، دان
قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات سماحة الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي، منع بناء المآذن في سويسرا بناء على نتيجة استفتاء أجرته السلطات الفدرالية، واصفاً القرار بأنه انتهاك خطير لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها الشرائع الإلهية وانتهاكاً للحرية الدينية التي كفلتها الاتفاقية الدولية لحقوق الإنسان، وبأنه إساءة ليس لمسلمي سويسرا فحسب بل لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم وأكثر من ثلاثين مليون مسلم يعيشون في أوروبا، وعنصرية وتطرف ديني وتحريض ضد المسلمين في أوروبا .
وطالب قاضي قضاة فلسطين الحكومة السويسرية والإتحاد الأوروبي إعلان رفضهما هذا الاستفتاء العنصري وعدم الرضوخ لمطالب الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعمل على إثارة الفتن الدينية والنعرات الطائفية وتعميق الكراهية والبغضاء وتأجيج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات وتهدم الجهود التي تبذل لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب، مشيراً إلى أن دوائر معادية للأديان هي التي تقف وراء هذه القرار.
من جهته، استهجن
المفتي العام للقدس المحتلة والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، يوم الثلاثاء 1 ديسمبر نتيجة الإستفتاء الشعبي في سويسرا، وعبر المفتي في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، عن أسفه الشديد لإعطاء ذلك القرار صفة الإجماع الشعبي، ما فتح المجال واسعا للآراء المتطرفة التي تناهض الإسلام وتحاربه. وثمن الشيخ حسين الأصوات الأوروبية والعالمية التي شجبت هذا القرار، مشددا على أن القرار السويسري يشكل إساءة بالغة تضاف إلى مسلسل الإساءات المتكررة المنضوية تحت غطاء حرية التعبير. ودعا المسلمين الى القيام بواجبهم نحو "نصرة إسلامهم ورسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم- بكل الوسائل والأساليب العقلانية والحضارية، التي تنسجم مع الصورة الحقيقية المشرقة لإسلامنا الحنيف، وطالب بوقفة عالمية صارمة تجاه الإساءة للأديان والرموز الدينية".
وفي بيروت، وصف
مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني قرار منع بناء المآذن في سويسرا بأنه يشجع ثقافة صراع الحضارات في وقت يجب أن نعمل فيه جميعا على تشجيع احترام وتفهم الآخر. ورأى أن الإستفتاء السويسري يشكل انتهاكا لحرية المعتقد، ولا يخدم ثقافة العيش المشترك بل يغذي ثقافة القلق والكراهية في مجتمع كان مضرب المثل في الحياد الإيجابي في العالم. وناشد منظمة المؤتمر الإسلامي أن تبادر لاستصدار تشريع دولي من الأمم المتحدة يحظر أي نوع من أنواع انتهاك الحريات الدينية، لوضع حدٍّ لهذه الانتهاكات وتشجيعا لقيم حوار الحضارات في العالم.
وفي لقاء مع سفير سويسرا في لبنان فرنسوا باراس، اطلع
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على حيثيات الاستفتاء الشعبي السويسري بمنع بناء المآذن في سويسرا وتسلم البيان الرسمي للحكومة السويسرية إزاء هذا الموضوع. ودعا الشيخ قبلان الى إزالة كل الإلتباسات والهواجس التي تعيق فهم الإسلام من قبل الغربيين عموما وشعب سويسرا خصوصا ولاسيما ان الإسلام دين الانفتاح والحوار والتواصل والتعاون مع الآخرين، وقال "نحن نريد ان تظل سويسرا بلدا مستقرا وآمنا ونرفض تعكير الأجواء بين المسلمين والشعوب الغربية عموما والشعب السويسري خصوصا"، ودعا قبلان الحكومة السويسرية إلى "معالجة الأمر بحكمة وروية ولا سيما أن سويسرا بلد التعاون بين الأديان المتعددة، ونحن نريد من حكومة سويسرا أن تحتضن الجميع ولا نريد لسويسرا الا الخير والسلام والاطمئنان".
من ناحيتها، اشارت
هيئة علماء بيروت الى الاستغراب والدهشة التي اثارتها الخطوة التي اقدمت عليها بلاد ترفع شعارات الحرية في ممارسة الشعائر الدينية وحرية المعتقد لكافة الاديان . واكدت الهيئة ان الحملات الاعلامية والاعلانية الكثيفة والمستفزة بإيحاءاتها التشويهية والعنصرية تبعث على الحقد والكراهية ورفض قبول الآخر ما يستدعي الكثير من التأسف. واعتبرت الهيئة ان هذا السلوك الذي يتنافى مع شعارات الحرية التي يكفلها النظام في بلد معروف لا سيما في قضايا المعتقد فيه استعداء واهانة لمشاعر الملايين من المسلمين في شتى انحاء العالم. ودعت الهيئة كل دعاة الحوار والتلاقي بين الشعوب وبالخصوص اصحاب هذه الدعوة الى اعادة النظر في هذه الخطوة لانها ستنعكس سلبا على وضع الكنائس في البلدان الاسلامية كما حذرت من مغبة التمادي فيها لان من شأن ذلك ان يؤدي الى اتساع دائرتها . وأكدت الهيئة اخيرا على احترامها الالتزام بحق التعبير عن حرية المعتقد خصوصا الديانات السماوية في مقابل حفظ حقوق المسلمين.
وفي بغداد، وصف الشيخ الدكتور عبد اللطيف الهميم
الأمين العام لجماعة علماء ومثقفي العراق الاستفتاء الذي أجرته سويسرا بشأن حظر بناء مآذن جديدة بأنه "إجراء يعمق الشعور بعدم المساواة بين السويسريين وينقله إلى حالة قانونية ودستورية ويخل بالتزام سويسرا بالمواثيق الدولية التي وقعت عليها بشأن ضمان حقوق الإنسان ومنع التمييز ضده بسبب اللون و العرق والمعتقد . وطالب منظمة المؤتمر الإسلامي بتحمل مسؤوليتها في التبصير بهذا المسلك المنحرف عن القيم الإنسانية.. كما طالب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان باتخاذ المناسب من القرارات لكي تذعن سويسرا إلى احترام المواثيق الإنسانية التي وقعت عليها والالتزام بتعهداتها إزاء شرعة حقوق الإنسان.
وفي الكويت، أدان السيد محمد باقر المهري
وكيل المراجع الدينية في الكويت بشدة حظر انشاء مآذن للمساجد في سويسرا. وقال في بيان نشر يوم 1 ديسمبر، إن مبادرة حجمجراوى الشعب اليميني السويسري المتطرف بشأن حظر انشاء المآذن تخالف المادة 72 من الدستور السويسري، التي تعطي الحريات للأديان وتحكم العلاقات بين الدول والديانات. واضاف السيد المهري: "مع الأسف الشديد جاءت نتيجة الاستفتاء الشعبي يوم الاحد الماضي مخيبة للآمال، حيث صوت حوالي 57 في المئة بالموافقة على منع بناء المآذن"، وأشار إلى أن "حوالي نصف مليون مسلم يعيش في سويسرا ملتزمون بالقوانين والمواطنة الصالحة، وهذا التعديل للدستور قد يهدم جسور العلاقات الاقتصادية السويسرية مع الدول الاسلامية والعربية، ويشكل إحراجا كبيرا للحكومة المحايدة، وقد يخدم هذا الاستفتاء الدوائر المتطرفة". وطالب السيد المهري الحكومة السويسرية بأن "تقف بكل ما لديها من إمكانيات قانونية ضد هذا الإجراء حفاظا على مصالحها وحضارتها كونها من الدول الراقية التي تخدم الاديان وحقوق الانسان".
وفي الرباط، أعرب
المجلس العلمي الأعلى لعلماء المسلمين في المغرب عن استنكاره لما أعلن عنه في سويسرا من منع بناء المآذن. وقال في بيان له إن "المجلس العلمي الأعلى لا يسعه إلا أن يستنكر هذا التوجه مهما كان مصدره ويرى فيه نوعا من أنواع التطرف والإقصاء". وأكد المجلس أن هذا الحظر "مناقض للصورة الحضارية التي لدى المسلمين عن سويسرا"، معربا عن أمله في أن "يبتكر الحكماء في هذا البلد أسلوبا يؤدي إلى إبطال هذا المنع".