وقفة معك أيها الزوج
إن لك أن تعلم أن للمرأة هموماً وأحزاناً تفوق همومك وأحزانك، وأنها كائن حي رقيق تحتاج إلى من يطببها ويساعدها ويعطيها من وقته، فإذا كنت أنت ـ أيها الزوج الحنون ـ بعيداً عنها وعن مساعدتها ومداواتها، فإلى من تسعى؟ فهي لا ترتضي سواك صديقاً ولا ترتضى سواك طبيباً.
واعلم أن جلوسها في البيت لا يعني شعورها بالراحة والهدوء، فإن لديها أبناء تتعامل معهم وتربيهم لتنشئهم نشأة صالحة، وكل هذا يحتاج منها إلى جهد نفسي وقلبي وجسدي أكبر من الجهد الذي تقوم به أنت في مكتبك أو مصنعك، ولو تبادلت معها الوظيفة لما استطعت عليها ساعة من نهار، كيف لا؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل وظيفتها بالجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام". ثم نذكرك كلما وقعت عيناك على تقصير من زوجتك تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: لا يترك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر، أو قال غيره". واختم بهذه القصة ليتضح لك المقصود: "فقد روي أن رجلاً جاء إلى عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه – يشكو سوء خلق زوجته، فوقف على بابه ينتظر خروجه، فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه، وعمر ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل راجعاً، وقال إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين، فكيف حالي؟
وخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال: ما حاجتك أيها الرجل؟ فقال: ياأمير المؤمنين، جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي، فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت إذا كان هذا حال أمير المؤمين مع زوجته ، فكيف حالي؟ فقال عمر: يا أخي .. إني أحتملها لحقوق لها عليّ إنها لطباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، ويسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أحتملها لذلك.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين . .وكذلك زوجتي، قال عمر: فاحتملها يا أخي، فإنما هي مدة يسيرة".
فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيراً أو تفريطاً...
الخاتمة
وبعد هذه الجولة نضع بين أيديكم حديثين عظيمين الأول : نهديه إلى الزوج الكريم حيث يقول عليه السلام:
"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر".
فانظر إلى محاسن زوجتك كلما رأيت منها تقصيراً أو تفريطاً .. وتذكر أن أولادك بحاجة إلى حنان أمهم وهم بحاجة إلى أن يروا أبويهما ينعمان بحب ووئام ... وتفاهم وانسجام ..
وأما الحديث الثاني فلك أنت يا أم الأولاد فاسمعي إلى ما يقوله عليه أفضل الصلاة والسلام : " ونساؤكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى".
فالمرأة المسلمة التقية لا تستطيع أن تنام وزوجها عليها غضبان، فهلمي حفظك الله ضعي يديك في يده وتعاهدا على "أسرة بلا مشكلات".
* همسة : لا تنسيا أن تقولا: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا".