ابوحسن عضو جينيس
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : من اصحابى انا من عائلة : ابو عثمان انا من سكان : منطقة الترعة الابراج : عدد الرسائل : 2068 تاريخ الميلاد : 30/11/1964 العمر : 59 العمل/الترفيه : معلم المزاج : فل الفل نقاط : 2573 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
| موضوع: قصةالمعتمد بن عباد الخميس مارس 19, 2009 6:39 pm | |
| انا اعلم ان مكانها الطبيعي مش هنا ولكن اسمحو لي ان اضعها هنا لما فيها من مواعظ وعبر وفيها جزء هيعجب الماجيك قوي وهي قصة فيها عجب وعبرة، ذكرها عدد من المؤرخين، ، وقد حصلت في بلاد الأندلس، ذكروا أن حاكماً من حكام الأندلس يقال له "ابن جهور" وكان أميراً على قرطبة أحد كبار المدن الأندلسية، حاول بعض جيرانه أن يعتدي عليه وهو "يحيى بن ذي النون حاول أن يعتدي عليه ويأخذ ملكه، فاستنجد بن جهور بأحد حكام الأندلس يقال له المعتمد بن عباد، وكان ملكاً قوياً شاعراً أديباً مشهوراً، فجاء المعتمد بن عباد وساعده وقضى على عدوه، ولكن المعتمد بن عباد لما رأى قرطبة وما فيها من المياه والبساتين والخضرة والأموال والترف، طمع فيها وبدأ يخطط للسيطرة عليها، فأدرك ذلك أمير قرطبة ابن جهور، فذكّر المعتمد بن عباد بالعهود والمواثيق التي بينهم، وذكّره بالله، لكن المعتمد بن عباد كان مصراً على احتلال قرطبة، وفعلاً تحقق للمعتمد بن عباد الاستيلاء على قرطبة بعد طول كيد وتدبير وتخطيط،
فاستولى عليها وأخذ أمراءها، وطردهم منها، وصادر أموالهم، وقتل منهم من قتل، وسجن من سجن، وخرج أمراء بنو جهور من قرطبة بلا مال ولا جاه ولا سلطان، أذلاء خائفين مذعورين، وبعدما خرجوا منها، التفت ابن جهور إلى قرطبة، هذه المدينة التي طالما تمتع بحكمها، وعرف أنه ما أخرج منها ولا تسلط عليه ابن عباد إلا بسبب دعوات المظلومين،
وبسبب الدماء التي أسالها ظلماً وعدواناً،
وبسبب الأموال التي أخذها بغير حق، وبسبب ظلمه للناس وحيفه ومعاملته لهم، عرف ابن جهور هذا فالتفت إلى قرطبة ورفع يديه إلى السماء وقال: "يا رب اللهم كما أجبت الدعاء علينا فأجب الدعاء لنا، فإننا اليوم مسلمون مظلومون" فدعا الله - عز وجل - على المعتمد بن عباد وخرج بنو جهور، وظل ابن عباد يحكم قرطبة ردحاً من الزمن، يتمتع بما فيها من الترف.
وقد بلغ الترف بالمعتمد أنه كان عنده زوجة جميلة تسمى "اعتماد" وكان المعتمد يحبها، أطلت هذه الزوجة في يوم من الأيام من أحد نوافذ القصر، فشاهدت بعض النساء القرويات يحملن على ظهورهنّ القرب وفيها السمن وغيره، يذهبن ليبعنه في الأسواق، وقد هطل المطر من السماء، وأصبحت الأرض فيها من الوحل والطين، فكانت هؤلاء النساء يطأن في الوحل والطين وعلى ظهورهنّ القرب، فأَعجب هذا المنظر هذه الزوجة و اشتهت هذه المرأة أن تخوض في الطين – نلاحظ أذواق المترفين فهي عندها من الطعام والشراب والفراش الوثير والجواهر والدرر والجواري والخدم الشيء الكثير وأشياء كثيرة لكنها اشتهت أن تحمل قربة ماء على كتفها وتخوض في الطين لتملأها مثل الجواري والخدم – ولكن أين الطين الذي ستخوض فيه زوجة الحاكم ؟؟؟ ، فقالت للمعتمد بن عباد: أريد أن أفعل مع الجواري والبنات مثل ما يفعل هؤلاء النساء، فقال ابن عباد الأمر هين، فأمر بالكافور والمسك وماء الورد فخلط بعضه ببعض، حتى صار مثل الطين في أرض القصر، طين ليس من الماء والوحل والتراب، لكنه طين من المسك والكافور وماء الورد، ووضع الطين على مسافات هائلة من الأرض ورش عليه ماء الورد
، ثم جاء بقرب وحزمها بالإبريسم، وهو نوع من الحرير، ثم أُعطيت زوجته قربةً فاخرة فيها خيوط من الحرير وصارت تحملها على كتفها وبناتها ووصيفاتها من خلفها وتمشي في ذلك الطين فحققت بذلك لذتها وتم لهنّ ما أردن،
وغضبت من المعتمد بن عباد في بعض الأيام , فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط , فقال : ولا يوم الطين ؟ فاستحيت واعتذرت 00
هذه لذات المترفين ، وماذا بعد .... ؟
إن تلك الدعوات التي خرجت من المظلوم ابن جهور ما تزال محفوظة، فما هي إلاّ فترة من الزمن وإذا بملك النصارى يهدد المعتمد بن عباد، ويطلب منه دفع الجزية والتخلي عن بعض القصور والدور فرفض، ووجد نفسه مضطراً أن يستعين بأحد حكام المرابطين وهو يوسف بن تاشفين، فأرسل إليه يستنجد به، فجاء يوسف بن تاشفين، ودخل قرطبة وخاض معركة ضد النصارى وانتصر عليهم وطردهم، وبعدما انتصر على النصارى وجد يوسف بن تاشفين نفسه مضطراً إلى السيطرة على قرطبة، فقبض على المعتمد بن عباد وأولاده، فقتل بعضهم على مرأى من أبيهم، وأودع المعتمد السجن في مدينة في المغرب تسمى "أغمات" فبقي مسجوناً فيها عشر سنوات،
ثم انتهت هذه السنوات العشر بموته، وكان فترة سجنه مجرداً من كل شيء، والقيود في يديه ورجليه، ويرى بناته اللاتي كُنَّ بالأمس يطأن في المسك والكافور، يطأن اليوم في الطين والوحل، وهنّ يغزلن للناس من أجل جمجراوىب العيش، ولا يملكن شيئاً، فبكى بكاءً مراً ثم قال يخاطب نفسه في إحدى المناسبات وقد فرح الناس واستبشروا بالعيد:
فيما مضى قدكنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيراتٍ مكاسيرا
يطأن في الطين والأوحال حافية كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
من بات بعدك في ملك يسر به فإنما بات بالأحلام مغرورا 000000000 هكذا هي الحياة,, مصائب متعاقبة,,خسائر متلاحقة,,مآس متوالية,
ومن ذا الذي تصفو مشاربه كلها,
فعياذًا بالله من الذلَّة بعد العزَّة، والقلَّة بعد الكثرة، والحور بعد الكور !
المعروف من السنن الكونية أنّ القويّ يستحوذ على الضعيف ويهينه،
وحث ربنا سبحانه على الاعتبار بما حصل للأمم السابقة وكيف أبيدت حضاراتهم وديارهم، قال تعالى (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من واق) [غافرـ 21].
ومن هذا المنطلق تقول كما قال غيرنا:
ينبغي أخذ العبرة مما حولنا مما يساهم في زيادة الإيمان والمبادرة إلى العمل الصالح.والعودة الى الدين والى مكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام إذ لا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلح به أوّلها | |
|