ملف/ بيني وبينك : (حديث يخصني.. ويخصك فقط)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بيني وبينك
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بيني وبينك.. هذا حديث خاص بيننا فقط.. لا نريد احداً أن
يتدخل أو يسمع..
لأنه حديث يخصني.. ويخصك فقط..
(1)
هاتف ليلة العيد
رن هاتف الجوال وأنا في أوج انشغالي بتهيئة البيت استعداداً لاستقبال العيد المبارك..
التقطت الهاتف متوقعة تهنئة من صديقة عزيزة، غير أنني فوجئت بصوت بكاء ونشيج على الطرف الآخر!!
هدأت
الصوت، وكلي وجل من عظيم المصاب الذي سيقع عليّ، فإذا بها فتاة من صديقات
حياة تبكي بحرقة وألم ممتزج بالخوف من القادم!..
(غدا سيطلقني زوجي.. لقد توعدني بأنه سيطلقني يوم العيد. وغداً هو العيد، ماذا أفعل حتى لا يطلقني؟؟..)
توقفت برهة أريد أن أستوعب فكرة الطلاق المقرون بالعيد، بادرتها ولماذا سيطلقك يوم العيد؟؟
قالت: إنه سبب تافه لا يستحق وقد اعتذرت منه كثيراً وتأسفت لكنه أصر على أنه سيطلقني يوم العيد..
سألتها ولماذا أنت خائفة من الطلاق؟ هل بينكما أولاد؟
قالت: لا،
لكن منذ تزوجته قبل سنة ونصف تقريباً وهو يمعن في إذلالي ويتصيد أخطائي
ويحاسبني على كل صغيرة وكبيرة، ويتحكم بقراراتي الشخصية، ودائماً يثبت
أنني مخطئة بحقه! وإذا بادرت بالاعتذار طالبني بتقبيل قدمه!!..
حتى يوم صباحيتي (اليوم الأول بعد الزواج) هددني بالطلاق إن لم أنفذ كل أوامره وأمشي طوع بنانه..
هنا فقط أوقفتها وطلبت منها تفسيراً لاستمرارها مع شخص يتلذذ بإهانتها ويتحكم بها.
قالت: أخشى على أهلي من صدمة طلاقي فهم مسالمون وهادئون وبعيدون عن المشاكل.
بصراحة
لم أستطع أن أكتم هذه المشكلة لأن فيها الكثير من العبر التي يجب علينا
الانتباه لها وتفتيح عقول أبنائنا وبناتنا عليها في وقت مبكر..
وفي جمعة أسرية طرحت المشكلة على الفتيات وطالبتهن بتقديم حل مناسب لها.
قلن بصوت واحد: (مشكلتها
أنها ضعيفة فيجب أن تتحمل نتيجة ضعفها ورضاها بالمهانة والذل منذ بداية
الزواج، فقد كانت بحاجة إلى الوقوف في وج** عندما تجاوز حدوده معها،
ومشكلة زوجها أنه يحتاج إلى إعادة تربية من جديد حتى يعرف كيف يحترم
الآخرين كما يطالبهم بأن يحترموه.)
الجميل في قصة تلك الفتاة أنها اجتهدت في حل مشاكلها مع زوجها دون الرجوع إلى أهلها ومعرفتهم بتفاصيل حياتها، لكن من جهة أخرى كان عليها وعلى أسرتها تثقيفها بما لها وما عليها وما هي حقوقها وما هي واجباتها..
يبدو أنها تحتاج إلى إعادة نظر فيما فعلت آنفا ومدى قدرتها على الاستمرار في ظل هذه التهديدات المتكررة...
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
............... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
**
مجلة حياة العدد (94) صفر 1429هـ
(2)
* بفلم: د. فهد بن حمد المغلوث
أحتاج إليك أبي..!
أعرف
يا أبي أن ما سأبوح به لك قد يكون قاسياً عليك بعض الشيء، بل أدرك أنه
مؤلم بالنسبة لي أيضاً، ولكن صدقني، فأنا لم أقله إلا بعد أن أعيتني الحيل
من أن تكون بجانبي، وبعد أن انتظرتُ طويلاً من أجل أن أرى منك ما يشعرني
بأبوتك، وحقوقي عليك!
ترى، أي مبررات وأي مغريات تلك التي أنستكَ إياي وأنا ابنتك التي لطالما افتخرت بك أباً،
وتجعلك تهجرني وتهجر إخوتي وتكون بعيداً عنا في اللحظة التي نكون فيها في أمس الحاجة إليك، وكأننا أبناء ناسٍ آخرين.؟
أي
أبوّة تلك التي تجعلك تقطع أواصر المحبة والتواصل معنا فلا تسأل عنا ولا
تطمئن علينا وتحمينا من تقلبات الظروف، وقسوة الأيام؟
وأنا في سن
المراهقة.. وقد تعودتُ أن أناديك فتجيبني.. من لي حينما أشعر بك تغادرني
فجأة ودون سبب واضح سوى أنك تريد أن تستمتع بحياتك بعيداً عنا، نحن فلذات
كبدك.. وكأننا حمل ثقيل عليك تريد أن تتخلص منه، وأننا سبب نكدك!
تخيل
يا أبي، أي شعور يراودني وأنا أشعر بأني جمجراوىرت من الداخل وفقدت ثقتي بنفسي
وثقة أعزّ من أملك، تخيل مشاعر الإحباط لدي وأنا أشعر بالخوف من كل إنسان،
ومع كل موقف..
آهٍ يا أبي، لو تعلم مشاعري وأنا أبوح لك بما يعتمل في خاطري تجاهك، صدقني لم أنم ليلتها..
انتابتني مشاعر غريبة لم أحس بها من قبل، مشاعر ممزوجة بالرضا كوني أخرجت
ما في قلبي لك ومشاعر الشعور بالندم كوني ضايقتك بمصارحتي دون أن أقصد،
ولكن ماذا أفعل وأنا أرى أبي الذي أفقت على الدنيا وأنا أراه، يضيع من بين
يدي؟ ماذا أفعل وأنا أشعر بأني أكاد أن أفقد مصدر الحنان والعطف الذي تبحث
عنه كل فتاة.؟
ترددتُ
كثيراً فيما قلته لك، وفكرت في نفسي قائلةً: إنه لا يبخل علينا بالمال
أبداً.. ولكن هل المال يا أبي كل شيء؟ هل يغني عن من تحب وعمن يملكون
مكانة كبيرة وغالية في قلوبنا، وعن مصدر السعادة الحقيقة.. التي هي أنت يا
أبي؟
نحن نريدك.. نريد الجلوس
معك.. وأن نشعر بأنك بجانبنا.. تتحدث معنا وتسألنا عن أحوالنا، وتتلمس
احتياجاتنا.. فذلك بالنسبة لي أجمل وأغلى شيء نحلم به، تخيل مقدار السعادة
والفخر الذين يصيباني وأنا أتحدث أمام صديقاتي عن حبك لنا وعطفك علينا
وقربك منا.. شعور غاية في الروعة..!
وتأكد
يا أبي.. أنك بغيابك.. وإهمالك لي، تجعلني أبحث عن العاطفة والحنان في
مكان آخر ومع ناس آخرين.. أناسٍ لا أضمن نواياهم وأهدافهم، فأنا في مرحلة
عمرية حساسة، قد أضعف أمام أي كلمة حلوة أو لمسة حنان من أي شخص..
خاصة تلك الذئاب البشرية التي تترصد لنا نحن الفتيات.!
أرجوك..
يا أبي، لا تغضب مني.. كل ما أطلبه أن تكون قريباً مني.. تشعرني بحنانك،
وحبك.. وسؤالك المتواصل عني.. وأن تشعرني بأنني أعني لك فعلاً الكثير
الكثير.. وأغنيني مغبة اللجوء للآخرين.. وتأكد كل التأكد.. أن الأمان
العاطفي هو ما أبحث عنه، وأتوق إليه، فهلاّ أشبعتني إيّاه..؟!
ابنتك..