طفلي حافظ للقرآن...
*********
هذه الأمنية تداعب فكر كل أم...
أن يكون ابنها حافظاً للقرآن عاملاً به..
ولكن لا يمكن الوصول إليها بالتمنى والأحلام.. أو بالتكاسل والكلام...
هذه الأمنية لا تكون إلا بالعزيمة الثابتة الصادقة والجهد الكبير المضاعف..
في السطور التالية سطرت لك بعض الخطوات التي تعينك بإذن الله على أن يكون ابنك حافظاً لكتاب الله تعالى عاملاً به...
وهي خطوات مجربة جربها العديد من الأمهات ممن حولي....
وإذا طبقت بقلب صادق راغب فإنها ستثمر بعون الله تعالى...
***************
* منذ بلوغ طفلك من العمر عامين (أؤكد عامين ولا يعتبر الطفل في هذا السن صغيراً على الحفظ) أحضري شريطا مسجلاً بسور جزء عم، واجعليه مشغلاً طيلة اليوم ، وطفلك يلعب، ويأكل، ويشرب، سواءً كان منتبهاً أم لا (وأحب أن أنبه بأن هذا هو السر في الحفظ فلا يصح القول بأنه لن يسمع الشريط لأنه يلعب أو يأكل أو غير ذلك).
* استمري في تشغيل الشريط مدة شهر تقريباً طيلة اليوم بعد ذلك - وأنت تعملين في المطبخ أو تقومين بأي عمل لا يحتاج إلى تركيز- اجلسي طفلك واجعليه يسمع لك إحدى السور القصيرة، طبعاً في البداية لا بد أن تستمري في القراءة معه وسترين أنه معتاد على القراءة فقد لمجرد سماعه للشريط - ولا بد أن تركزي على سورة واحدة فقط.
* بعد أسبوع - أو على حسب مدى استيعاب الطفل - انتقلي إلى السورة الأخرى واحرصي على التسميع يومياً للسورة الجديدة والسورة السابقة حتى لا ينساها الطفل.
أحب أن أهمس هنا بأنه ليس من المعقول أن تتوقعي أن الطفل سيحفظ من خلال التسميع مرة واحدة في اليوم أو حتى مرتين أو ثلاثة بل عشرات المرات في اليوم حتى وأنت تلبسينه ملابسه، وتذكري.. القرآن غالي.. ويستحق كل عناء.
* تستمر هذه الطريقة في التسميع حتى نهاية الجزء - وأركز كثيراً على مراجعة ما سبق حفظه حتى لا يتفلت- وستلاحظين أن طفلك في هذا السن لديه القدرة على الحفظ بشكل كبير.
* إذا أنهى طفلك جزء عم فانتقلى إلى الجزء الذي يليه بنفس الطريقة - لا بد من الشريط- ، واحرصي دوماً على أن تستمري في القراءة مع طفلك فهذا يثبت الحفظ أكثر.
* عندما يبدأ طفلك بتعلم القراءة اجعليه يقرأ لك ما سبق له حفظه نظراً في المصحف، وذلك حتى يثبت الحفظ أكثر ويتعلم طفلك مكان الآية في الصفحة وتأكدي دائماً من أنه متابع للآية التي يقرؤها ودربيه على ذلك.
* في سن المدرسة سيكون طفلك قد تمكن بعون الله من حفظ العديد من الأجزاء فابدئي بتعليمه التجويد بطريقة مبسطة وذلك بأن تجودي له الآيات حين تقرئينها معه ولذلك أكبر الأثر في أن يعتاد طفلك على التجويد (وخاصة أنه يستمع في الشريط لشيخ يتقن أيضاً التجويد).
* كل كبر ابنك كلما ازدادت أهمية أن تذكريه بفضل هذا القرآن وأن تهتمي بتفسير بعض الآيات له، وكلما رأيت منه تكاسلاً عن الحفظ فذكريه بشعوره عندما يختم القرآن وناديه دائماً يا حافظ القرآن ليتشجع على الحفظ ويشعر بالفخر.
* بإذن الله وإذا تواصلت جهودك فإن ابنك سيتم حفظ القرآن قبل تخرجه من المرحلة الابتدائية ولا تقولي بأن هذا صعب ومستحيل، بل إنه ممكن بالعزيمة والإصرار والرغبة الصادقة.
******************
همسات...
أولاً: للشريط دور كبير في الحفظ بل إنه هو الأساس في سرعة الحفظ وإنك ستلاحظين أن ابنك سيحاول تذكر صوت الشيخ كلما نسي آية أو كلمة لذلك لتحرصي أشد الحرص على اختيار الشيخ المناسب والذي يروق لابنك سماعه لأن ذلك أدعى لسرعة الحفظ والتذكر.
ثانياً: التشجيع مهم جداً لتزداد سرعة ابنك في الحفظ مثلاً أخبري ابنك أنك ستشترين له هدية قيمة يرغب فيها منذ مدة (وحدديها له) إذا أتم حفظ القرآن، سترين أن هذا سيدفع ابنك بقوة إلى الحفظ ولكن انتبهي ونبهيه بأنه لا يحفظ القرآن لأجل هذه الهدية بل لأجل ماهو أعظم، لأجل الجنة..
ثالثاً: أنت أيتها الأم... أنت مفتاح النجاح بعد الله تعالى، القرآن غالي ولا يمكن الحصول عليه بكل سهولة، كم من العناء ستكابدينه في هذا الطريق وكم من سبل سيسلكها الشيطان إلى نفسك ليحرضك على التكاسل والتوقف، تخيلي نفسك وأنت ترتدين تاج الكرامة يوم القيامة، ماهو شعورك حينها؟؟ وهل ستتذكرين العناء الذين تكبدتيه؟..
لتكن همتك في القمة وتذكري دائماً....
(لا نحقق الأعمال بالتمنيات إنما بالإرادة نصنع المعجزات).