اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: سؤال حيرنى وحبيت تشاركونى فى قراءت اجابته السبت يناير 02, 2010 10:36 pm | |
| حقيقة النفس البشرية
تحذير!!
الحقائق التي ستتعرّف عليها في هذه الصفحة تعتبر في غاية الأهمية لكل إنسان ٍ عاقل يبحث لنفسه عن سعادة حقيقية ودائمة وعن مغزى وجوده على كوكب الأرض!
هل واجهتك بعض الأحاسيس التالية؟ - ملل كبير من الحياة - قلق مستمر بالمستقبل - خوف دائم من الموت - عصبية زائدة مع الآخرين - تشتت الأفكار والأهداف في الحياة
سنبدأ حديثنا الهام بسؤال بسيط ..
حدث ذلك على مراحل متتالية , الحزمة الضوئية التي صدرت عن الأزهار الصفراء عبرت من خلال قزحية عينك لتنعكس على الشبكية في مؤخرة العين , ثم تحوّل الضوء الذي نقلته الخلايا العصبية إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى نقطة صغيرة جداً تقع في مؤخرة المخ يُطلق عليها مركز الإبصار. يستقبل مركز الإبصار هذه الإشارات الكهربائية ويحوّلها بعد عدّة عمليات إلى صورة كاملة , أي أنّ عملية الرؤية تمت في هذه البقعة شديدة الصغر الموجودة في مؤخرة المخ , وهي بقعة مظلمة جداً لا ترى النّور أبداً ! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كيف تتم بقية الحواس ؟
ما نتلقاه عن طريق عملية السمع واللمس والتذوق والشمّ ينتقل إلى المخ في شكل إشارات كهربائية , ويتم إدراكه في المركز الخاص بكل حاسية من هذه الحواس.
الأذن الخارجية تجمع الموجات الصوتية المحيطة بها وتوصلها إلى الأذن الوسطى , ثم تنقل الأذن الوسطى الذبذات الصوتية التي تلقتها إلى الأذن الداخلية , وتقوم الأذن الداخلية بتحويل هذه الذبذبات إلى إشارات كهربائية ثم ترسلها إلى المخ , تتم عملية السمع في مركز السمع بالمخ , مع أنه معزول عن مصدر الصوت الخارجي .
أما إدراكنا للروائح التي نستنشقها فهو يتحقق بنفس الطريقة , فالذرات المتطايرة من زهرةٍ ما تصل إلى المستقبلات التي تقع على الشعيرات الدقيقة متناهية الصّغر في منطقة تجويف الأنف , ثم يحدث لها ما يشبه التفاعل . هذا التفاعل ينتقل إلى المخ على شكل إشارات كهربائية , يتلقاها المخ على هيئة رائحة, وكما هو الحال بالنسبة إلى حاسة السمع والبصر , فإن الذرات المتطايرة لا تصل إلى المخ أبداً. أما الذي يصل إلى المخ فهو مجرد إشارات كهربائية
الم الإشارات الكهربائية
إنّ كل المعلومات التي نعرفها عن العالم الذي نعيش فيه تصل إلينا عن طريق حواسنا الخمس , فالعالم الذي نعرفه يتكون مما نراه بأعيننا , وما تلمسه أيدينا, وما تستنشقه أنوفنا , وتتذوقه ألسنتنا وتسمعه آذاننا.
هل المخ هو الذي يرى ويُدرك؟
لو قمنا بتحليل المخ , فسنجد أنه لا يوجد فيه سوى دهون وبروتينات , وهذه المكونات نفسها توجد في كثير من الأعضاء الحيّة الأخرى , أي أنه لا يوجد في قطعة اللحم التي نطلق عليها ”المخ“ ما يجعلنا نرى صوراً مختلفة , أو ما يُشكل لدينا الوعي , أو يوجـِد لدى كلٍ منا الكيان الذي نسميه ”أنا“ أو ”نفسي“.
كائن أرقى من المادة بكثير
لو فكرنا جيداً , هل كل ما نشاهده حولنا من صوّر , نراها داخل المخ؟ هل الذرات إذن هي التي ترى هذه الصوّر؟ وهي ذرات عمياء, صمّاء, لا وعي لها ولا ادراك ... ولماذا اكتسبت بعض الذرات هذه الخاصية ولم تكتسبها غيرها من الذرات؟ وهل كل ما نفعله من تفكير, وفهم وإدراك وتذكـّر وشعور بالسعادة أو الحزن يتكون من تفاعلات كهربائية ميكانيكية بين هذه الذرات؟ عندما نفكر في هذه الأسئلة نجد أنه من غير المُجدي أن نحاول البحث عن الإرادة في الذرات. فمن الواضح أن الكائن الذي يرى ويسمع ويشعر هو كائن أرقى من المادة بكثير. هذا الكائن هو كائن ”حيّ“ وليس مجرد مادة أو صورة لمادة. وهذا الكائن يربط بين المُدركات الحسيّة التي أمامه مستخدماً جسده المادي.
هل هذا الكائن الراقي هو الروح أم النفس؟
اختلف الناس في مُسمّى النفس والروح , هل هما شيءٌ واحد أم شيئان مختلفان؟ البعض قال أنهما شيءٌ واحد , والبعض قال أنهما مختلفان , والبعض الآخر قال أنهما شيءٌ واحد ولكنه يُسمى نفساً إذا دخل الجسد ويُسمى روحاً إذا خرج من الجسد , ولكل فريق منهم يوجد بعض الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي.
وبعد بحثٍ طويل وتفكيرٍ عميق بجميع الإحتمالات أيها الأقرب إلى الصحة والمنطق , وأيها ينطبق عليه الأدلة الأكثر والأقوى من القرآن والسنة , استقر بنا الرأي أن الروح والنفس هما شيئان مختلفان , وأن الإنسان يتكون من ثلاث مكونات أساسية هي النفس والروح والجسد وهي مترابطة معاً , وسنحاول شرح الأسباب التي جعلتنا نرجح هذا الإحتمال على غيره بإذن الله وعونه.
الروح هي التي تبعث الحياة في خلايا الجسد
الروح هي القوة المحركة لكافة أجهزة وخلايا جسم الإنسان , وبواسطتها تتم تغذية وحركة وقيام وحياة هذا الجسد , ولولا الروح لتوقـّف الجسد عن الحركة ولأصبح خامداً لا حراك فيه شأنه شأن سائر الجمادات.
” فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ” الحجر :29
” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ” الإسراء : 85
” وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ” الأنبياء :91
” ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ” السجدة : 9
النفس هي المُخاطبة والمُكلفة دوماً في القرآن
النفس هي الأساس في الإنسان وما الجسد إلا ثوباً للنفس ترتديه كي يكون الوسيط ما بينها وبين العالم المادي من خلال الحواس الخمس , أما الروح فهي التي تجعل خلايا الجسد حيّة , وهي التي تجعل القلب ينبض والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات اللاإرادية.
” الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ” غافر : 17
” يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ “ الحشر : 18
” لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ” البقرة : 286
” كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ” الأنبياء : 35
تشبيه الإنسان بالسيّارة مع سائقها
كي يَسهَل علينا فهم العلاقة بين النفس والروح والجسد , سنـُشبه مكونات الإنسان الثلاث الرئيسية بالسيارة مع سائقها
السيّارة وهيكلها = جسد الإنسان السائق = النفس الطاقة التي تـُحرّك السيّارة = الروح
- لا يُعتبر هيكل السيارة سوى وسيط بين السائق وعالمه الخارجي المحيط به , كذلك جسد الإنسان يُعتبر وسيط بين النفس والعالم الأرضي المادي. - لا يُمكن أن تستجيب السيارة للمؤثرات الخارجية إذا خرج منها السائق , كذلك لا يُمكن للجسد فاقد الوعي أو النائم أن يستجيب للمؤثرات الخارجية إذا خرجت النفس منه. - عند خروج السائق من سيارته تبقى هناك علاقة معينة تربطهم , سيعود إليها في الحال إذا ما شعر بوجود أي مؤثر عليها , كذلك النفس تربطها علاقة ما بالجسد , ستعود إليه بأسرع وقت (بمشيئة الله) إذا أصابه مؤثر ما.
عند خروج السائق من سيّارته
- الذي يشعر ويُدرك ويفكر ليس هيكل السيارة ولا طاقتها بل السائق وحده, كذلك النفس في الإنسان هي التي تشعر وتفكر وتدرك باستخدامها أعضاء الجسد التي تحركها الروح وتبعث في خلاياها الحياة. - انعدام وانقطاع الطاقة عن السيارة يعني النهاية لها مع بقاء سائقها يتحرك مشياً على الأقدام , كذلك انقطاع أو خروج الروح من الجسد يعني النهاية للجسد مع بقاء النفس تتحرك وتحيا بطريقة أخرى! - إجراء عملية جراحية للإنسان ونقل أو زراعة أي عضو جديد لجسده بدل عضو مريض منه , يُشبه إلى حدٍ كبير صيانة وتصليح السيارة واستبدال القطعة التالفة منها بقطعة جديدة.
ماذا يحدث للإنسان أثناء النوم؟
عندما ينام الإنسان , يُصبح كأنه جثة هامدة , مع أن قلبه لا يزال ينبض ودمه يسري في العروق ورئتيه تعملان دون توقف , هو يغوص أثناء نومه في عالم آخر : عالم الأحلام الغريب , ما الذي يحدث معه بالضبط؟ هل تخرج روحه من جسده أم تخرج نفسه وتبقى روحه؟
” اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” الزمر : 42
تبقى روح الإنسان في الجسد أثناء نومه بدليل أن قلبه لا يتوقف عن العمل , أما فقدان الوعي والإدراك للإنسان النائم فسببه هو خروج النفس من الجسد. خروج الروح من الجسد يعني الموت للجسد أما خروج النفس من الجسد فيعني النوم وفقدان الوعي للجسد مع بقاء الوعي والإدراك للنفس في عالمٍ آخر مجهول!
لماذا تخرج النفس من الجسد خلال النوم؟
النفس لا تتعب ولا تهرم ولا تحتاج للراحة التي يحتاجها جسد الإنسان , لهذا السبب تخرج النفس من الجسد في كل مرة ينام فيها الإنسان , بينما تقل العمليات التي تحدث بين خلايا الإنسان بسبب النوم والراحة . أما النفس فتكون خلال النوم في عالم آخر مجهول قد يكون هذا العالم شبيه بحياة البرزخ يُذكرنا به عزّ وجل في كل ليلة ننام فيها عسانا نتفكّر أكثر ونتذكر الموت والبعث!
” أَن تَقُولَ نَفْسٌ يحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ” الزمر : 56
النفس مكلفة بالعمل فقط عندما تكون داخل الجسد , ذلك يعني أن النفس غير مُكلفة أو مسؤولة عن الأعمال التي تقوم بها خلال النوم مهما كانت سيئة!
ولأن الإنسان ينام ثلث حياته تقريباً, فلا يبقى لديه للعمل إلا ثلثي حياته!
القبر هو مصير جسد الإنسان الزائل!
ما الهدف من الحياة إن كان الموت هو المصير؟!
لا مغزى ولا هدف ولا طعم لحياة الإنسان إذا حقاً هو انتهى واندثر بالموت , ولكن هل حقاً يندثر الإنسان من الوجود؟! وهل تختـفي جميع مكوناته؟
لا يندثر من الإنسان عند موته سوى جسده المادي الذي يعود إلى تراب , الأصل الذي خـُلق منه جسد الإنسان, أمّا الروح التي نـُفخت من الله فتعود إلى الملكوت الأعلى , ولا يتبقى من الإنسان سوى النفس التي كانت تشعر وتدرك والتي تنتقل بموت الجسد إلى المرحلة الرابعة من حياتها , مرحلة حياة البرزخ وهي المرحلة الوسيطة بين دار الدنيا ودار الآخرة , هي مرحلة العلم اليقين والتي لا يُمكن فيها العمل , اليقين بأن حياة الدنيا ما كانت الإ دارٌ للعمل!
” حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ , لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ” المؤمنون 99- 100
ما هي المراحل الثلاث التي تسبق حياة البرزخ؟
المرحلة الأولى : هي حياة النفس بلا جسد أو روح , حياة يصعب علينا تصوّر كيفيتها , وفي هذه المرحلة خُلقت النفوس البشرية دفعة واحدة , وفيها شهدنا على أنفسنا خلق ذريتنا من ظهور بني آدم , وعندما سألنا الخالق "ألست بربكم؟", نطقنا وقلنا ” بلى” , وشهدت الملائكة على شهادتنا!
” وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـذَا غَافِلِينَ , أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ”
المرحلة الثانية : حياة الرحم
وهي أقصر مرحلة نمُرُّ بها , خلال هذه المرحلة تـُنفخ الروح في جسد الجنين وترسل النفس إليه . نحن لا نتذكر شيئاً من هذه المرحلة رغم أنها حقاً كانت!
” هُوَ الذي خَلقكُم مِن ترَاب ثمَّ مِن نـُطفة ثمَّ مِن عَلقة ثمَّ يُخرجُكم طفلا “ غافر:67
يجب أن نتفكر جيداً في قدرة الله سُبحانه في خلقنا في هذه المرحلة والتي تمكنّا من مشاهدتها بأعيُننا , كي نعلم علم اليقين بعظمة الخالق وقدرته !
المرحلة الثالثة : حياة الأرض
وهي من أهم وأخطر المراحل التي نمرُّ بها , لأننا سنحاسب على جميع أعمالنا التي نقوم بها , السنين التي نعيشها في هذه المرحلة محدودة ولا تتجاوز في الغالب السبعين سنة , ويتركزعملنا بكثرة في فترة الشباب بين سن العشرين وسن الخمسين , أي حوالي ثلاثين سنة فقط من حياتنا في المرحلة الثالثة!
وإذا طرحنا من هذه السنين فترة النوم التي لا نـُحاسب عليها, فسيبقى لنا فقط عشرين سنة للعمل الحقيقي. سنكون الخاسرين الحقيقيين لو لم نستغل هذه الفترة القصيرة من حياتنا في عمل كل ما يُمكن أن يزيد من رصيد حسناتنا في حياة الآخرة , الحياة الوحيدة التي سنتذوق فيها إن شاء الله طعم السعادة الحقيقي والدائم!
الأرض ورغبات النفس البشرية
يجب أن نعلم خلال حياتنا في هذه المرحلة أن الأرض وجميع ما تحتويه لا يُمكن أن تـُشبع رغبات النفس البشرية اللا محدودة , حتى لو امتلكت النفس البشرية كنوز الأرض جميعها , فلن تهدأ ولن ترتاح لأنها تعلم أن الجسد الذي ترتديه يتعب ويمرض ويهرم ويتآكل مع مرور الزمن , مما يعني أن الموت قادم لا محال!
لن تهدأ النفس البشرية على هذه الأرض إلا إذا إمتلكت جميع أسباب السعادة المادية بالمال الوفير غير المُنقطع والصحة والراحة الدائمة للجسد والشباب المتجدد للجسد بدون أيّ هرم أو موت, حياة يستحيل أن تتواجد على كوكب الأرض الزائل !!
العلقة السوداء والنفس البشرية
يتوارث بني آدم علقة سوداء صغيرة في القلب تؤثر في طبيعة النفس البشرية , ومن خلال هذه العلقة يتمكن الشيطان من بث وسواسه إلى داخل النفس البشرية , وتختلف شدة وقوة هذه العلقة من إنسان لإنسان بإختلاف حياة الإنسان وطريقة استخدامه لحواسه الخمس.
العلقة السوداء تنمو مع نمو الجسد , وتكون صغيرة جداً في قلب الطفل , ولا يتمكن الشيطان من البدء ببث وسواسه إلا عندما تصبح بحجم معيّن. قد يكون سبب هذه العلقة السوداء هو الخطيئة الأولى لسيدنا آدم عندما تمكـّن إبليس من إقناعه بالأكل من الشجرة التي نُهي عن الإقتراب منها!
إستخراج العلقة السوداء من قلب الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
العلقة السوداء هي حقيقة وموجودة في قلوب جميع البشر , والحديث الشريف الذي روى قصة شق صدر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يلعب مع الغلمان يُعتبر دليل صريح على حقيقة العلقة السوداء وعلى أنها تساعد الشيطان في بث وسواسه إلى نفوسنا التي لا تشبع رغباتها جميع ما في الأرض !
حدّثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :
” أَنَّ رَسُولَ اللّهِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ. فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً. فَقَالَ: هذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ. ثُمَّ لأَمَهُ. ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ. وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدا قَدْ قُتِلَ. فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقَعُ اللَّوْنِ. قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ”. صحيح مسلم – باب الإسراء : كتاب الإيمان
تطهير النفس البشرية من العلقة السوداء!
يجب أن نستغل كل يوم من حياتنا باستخدام حواسنا بالطريقة التي تـُطهّر نفوسنا من آثار العلقة السوداء الخطيرة , وأن نحرص كل الحرص أن لا يصل إلى نفوسنا ما يُمكن أن يُدنسها أو يزيد من تشعّب العلقة السوداء , لأن حدوث ذلك سيُمكن الشيطان من السيطرة على تصرفات النفس , لتصبح نفس أمارة بالسوء!
يزيد مُعظم الناس من تشعّب العلقة السوداء في قلوبهم خلال حياتهم اليومية وهم لا يشعرون بخطورة هذا الأمر عليهم في المستقبل والكثيرون لا يفكرون أو يحاولون استخدام الطرق الكثيرة التي تساهم في تطهير النفس البشرية من خطورة مرض العلقة السوداء!
القَسَم الإلهي العظيم حول تطهير النفس البشرية
ولتأكيد شدة خطورة هذا الأمر من ضرورة تطهير وتزكية النفس البشرية , أقسم الله تعالى في كتابه الكريم بسبع مخلوقات عظيمة في قسم واحد أنه : الوحيد الذي قد فاز هو من زكّى وطهّر نفسه والوحيد الذي قد خسر هو من دسّى نفسه !
" وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا , وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا , وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا , وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا , وَالسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا , وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا , وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا , فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ,قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا , وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا “ سورة الشمس 1-10
1- الشمس 2- القمر 3- النهار 4- الليل 5- السماء 6- الأرض 7- النفس
هل حقاً تريد أن تكون من الفائزين؟
كم مضى من عمرك حتى الآن ؟ كم سنة بقي من شبابك؟ هل تجاوزت نصف عمرك؟ هل تفكـّر جدياً بتزكية نفسك وتطهيرها من الخبائث؟ هل تريد حقاً التخلص من آثار العلقة السوداء والتي من خلالها يتحكم الشيطان بك؟
ما المطلوب مني أن أقوم به كي أكون حقاً من الفائزين؟
المطلوب منا تزكية النفس بكل الوسائل الممكنة خلال فترة حياتنا خاصة فترة الشباب !
أفضل الوسائل لتطهير النفس هي :
* الصلاة والصيام والزكاة والحج * قراءة القرآن الكريم * قراءة الكتب الدينية والإسلامية
| |
|
RAUL الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 1320 تاريخ الميلاد : 01/06/1991 العمر : 33 العمل/الترفيه : 0143724796 المزاج : الحمدلله تمام نقاط : 1708 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
| موضوع: رد: سؤال حيرنى وحبيت تشاركونى فى قراءت اجابته الإثنين يناير 04, 2010 6:59 pm | |
| | |
|
شمس مصر الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 3041 تاريخ الميلاد : 12/08/1982 العمر : 42 العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة المزاج : الحمد لله نقاط : 3747 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
| موضوع: رد: سؤال حيرنى وحبيت تشاركونى فى قراءت اجابته الإثنين يناير 04, 2010 8:19 pm | |
| يارب.....ان لم ترحمنى فهل عند غيرك رحمة التمسها؟ ان لم تغفر فهل هناك من يغفر الذنوب سواك يا اغنى الاغنياء عن عذابى انا افقر الفقراء الى عفوك
| |
|