عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: فصبر جميل السبت أبريل 18, 2009 10:35 pm
بسم الله الرحمن الرحيم وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ { [البقرة-157] . صدق الله العظيم والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتُلي بأنواع من البلاء، فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
فلا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء، وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة لكثيرٍ منها : فمرة يُبتلى بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم . وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زلـلُه أكبر من صوابه، ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها – عياذاً بالله . ومن هنا كانت كتابة هذه الرسالة لتسلية كل مصاب مهما بلغ مصابه، أبيِّن له من خلالها بعض حِكم البلاء العظيمة التي ربما غفل عنها بعض الناس – هداهم الله– ونسوا أو تناسوا أن الله لا يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا. وأن على المؤمن أن ينظر إلى البلاء– سواءً كان فقداناً للمال أو الصحة أو الأحبة- من خلال نصوص الكتاب والسنة على أنه:
أولاً : امتحان وابتلاء : نعم امتحان وابتلاء، فنحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كل يوم تدعى الحياة، فكل ما فيهـا امتحان وابتلاء : المال فيها امتحان، والزوجة والأولاد امتحان، والغنى والفقر امتحان، والصحة والمرض امتحان، وكلنا ممتحن في كل ما نملك وفي كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله، قال تعالى : } كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ { [ الأنبياء : 35 ] . وقال جل ذكره: } أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَـاذِبِينَ { [ العنكبوت : 2-3 ] . فأنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتُليت، وأنت أيها المريض ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى شُـفيت . وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن . وكيف لا وفي الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…" [ رواه البخاري ] . كما أنه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان . ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله – عياذاً بالله . ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال : " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه " .
ثانياً : قسمة وقدر : إنَّ الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: } نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم فِى الحَياةِ الدنيَا { [الزخرف : 32 ] . فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكل شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَ بما قسم الله لك يا عبد الله ، ولا تجزع للمرض، ولا تكره القدر، ولا تسب الدهر، فإن الدقائق والثوانـي والأنفاس كلها بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، فيُمرِض من يشاء، ويعافي من يشاء، ويبتلي من يشاء } أَلاَ لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ { [الأعراف : 54]. – بلى سبحانه وتعالى . وما دام الأمر كذلك فسلِّم أمرك لله أيها المبتلى، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن من يريد أن تكون الحياة على حال واحدة، فكأنما يريد أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواه وما يشتهيه. وهيهات هيهات .
يـــا صـــاحب الهمِّ إنَّ الهم منفـرجٌ أبشِر بخيرٍ فـــــــــإنَّ الفــــــــارج الله اليــأس يقطع أحيــاناً بصــاحبــــه لا تيـــأسنَّ فـــــــــــإنَّ الكـــــــافي الله اللـه يُحدِث بعـد العســــر ميســـرة لا تجـــزعــــــنَّ فــــــإن القاســــم الله إذا بُـــليـت فثِقْ بالله وارضَ بـــــه إنَّ الذي يكشــــف البلــــوى هــــو الله واللهِ ما لكَ غير الله من أحــــــــــدٍ
فحسبُك الله في كــــــــــــــــــلٍ لك الله
اكمل ولا ايه
عدل سابقا من قبل اميرةحبى انا في الخميس أبريل 23, 2009 11:47 am عدل 1 مرات
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد أبريل 19, 2009 9:52 am
شغل عالى من انسان غير عادى
ابوحسن عضو جينيس
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : من اصحابى انا من عائلة : ابو عثمان انا من سكان : منطقة الترعة الابراج : عدد الرسائل : 2068 تاريخ الميلاد : 30/11/1964 العمر : 59 العمل/الترفيه : معلم المزاج : فل الفل نقاط : 2573 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد أبريل 19, 2009 10:12 am
بارك الله فيكي واقر بكي عين والديك
سما عضو جديد
الابراج : عدد الرسائل : 46 تاريخ الميلاد : 03/05/1980 العمر : 44 الموقع : /gamgara.ahlamountada.com العمل/الترفيه : لسة ربنا مقدرش المزاج : عال العال نقاط : 59 تاريخ التسجيل : 12/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد أبريل 19, 2009 10:40 am
[b]الله يبارك فيكى يا اميرة ويبارك عليكى ونريد المزيد :)
شمس مصر الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 3041 تاريخ الميلاد : 12/08/1982 العمر : 42 العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة المزاج : الحمد لله نقاط : 3747 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد أبريل 19, 2009 1:04 pm
طبعااااا تكملى وهودة عايزة كلام مواضيعك بتبسطنا
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أبريل 20, 2009 11:29 am
ربنا يحقظكو من كل شر
اشكركم جميعا
ثالثاً : خير ونعمة بشرط :
وأياً كانت هذه القسمة وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن وليس لأحد غيره، ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء . وفي الحديث الصحيح : "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له" [ رواه مسلم ] .
وما أصدق الشاعر إذ يقول :
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ...........ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
لذا فاعلم يا عبد الله أنه إنَّما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك . وليس كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله يعلم وأنت لا تعلم .
لئن كان بعض الصبر مُرًّا مذاقُه ..............فقد يُجتنى من بعده الثمرُ الحلوُ
يقول بعض السلف : "إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة . وإن نزلت بك ولـم تصبر، فقد أُصبت بمصيبتين : فقدان المحبوب، وفقدان الثواب" . ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله تعالى :} وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ فَإِن أَصَابَهُ خَيرٌ اطمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ خَسِرَ الدنيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ{ [الحج: 11 ] .
كُن في أمورك مُعرضاً................ وكل الأمور إلى القَضَا
وأبشِـر بخيرٍ عـــاجــــلٍ ............تنسـى بـه ما قـد مضـى
فلـــرُبَّ أمـــرٍ مســخــطٍ ............لك في عواقبـه الرضا
رابعاً : محطة تمحيص وتكفير :
نعم، الابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحات ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس ، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها. وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ – وهما المرض والتعب – ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [ متفق عليه ] .
فالأجر ثابت يا عبد الله، على كل ألمٍ نفسي أو حسي يشعر به المؤمن إذا صبر واحتسب. فقد جاء في كتب السنة "أن النبي r دخل على أم السائب رضي الله عنها، فقال لها: ما لكِ تزفزِفين ؟ قالت : الحمى لا بارك الله فيها. فقال : لا تسبي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كمـــا يذهب الكير خبث الحديد" [ رواه مسلم ] . وفي الحديث عن النبي r أنه قال : "ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" [ متفق عليه ]. فهنيئاً للصابرين المحتسبين .
للموضوع بقيه
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أبريل 20, 2009 11:55 am
الله الله الله الله عليكى تسلم ايديكى بجد
الفيديو روعة واجمل من روعة
شغل القبسات اللى فى قناة الناس ده مش ممكن
ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب
وسالم ابو الفتوح ومحمود المصرى اللى مش موجود فى الفيديو
وحبيى الدكتور صفوت حجازى والروعة الدكتور حازم شومان
واجمجراوى الحوينى مع انى ميعجبنيش كلامه عن عمرو خالد
بس بجد روعة روعة يا اميرة
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء أبريل 21, 2009 8:45 am
خامساً : رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات :
إن البلاء يعتري المسلم فيمحو منه – بإذن الله- أدران الذنوب والمعاصي إن كان مذنباً مخطئاً - وكل ابن آدم خطَّاء كما مرَّ معك – وإن لم يكن كذلك فإن البلاء يرفع درجاته ويبوِّئه أعلى المنازل في الجنة . وقد جاء في الحديث أن الله عز وجل يقول لملائكته إذا قبضوا روح ولد عبده: "قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول: ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع . فيقول : ابنوا لعبدي بيتـاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد" [ رواه أحمد وحسنه الألباني ] . ويقول سبحانه في الحديث القدسي: "ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" [ رواه البخاري ].
بل ترفع درجات المؤمن حينما يُبتلى بما هــو أقل من ذلك، ففي الحديث أن النبي r قال : "ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة" [ رواه مسلم ].
إذاً هي درجة تلو درجة ليبلِّغه الله منزلته في الجنة، والتـي يكون تبليغه إياها بفضل الله، ثم بفضل صبره على البلاء، والله عز وجل يقول : } إنمَا يُوَفى الصـابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ{ [ الزمر: 10] .
عَطِيَّتُه إذا أعــطى ســـرورٌ ...............وإن أخـــذ الذي أعطى أثابــا
فأيُّ النعمتين أعمٌّ فضلاً............... وأحمــد في عواقبهـا إيـابــــــا
أنِعمتُه التي أهـــدت سروراً............ أم الأخرى التي أهـــدت ثوابـــا
بل الأخرى وإن نزلت بكرهٍ........... أحقُّ بشكرِ مَن صبر احتسابا
سادساً : علامة حب ورأفة :
إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .
يقول ابن القيم رحمه الله : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة …" إلى آخر ما قال.
ولا شك – أخي الحبيب-أنَّ نزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة . وكيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته . يقول المصطفى r : "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] . وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة – عياذاً بالله .
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء أبريل 21, 2009 11:15 am
تسلم ايدك وايه التنوع ده وكمان الشيخ الشعراوى
يا اميرة خلى بالك ان شاء الله ربنا هيجزيكى خير على كل الاستفادة اللى انتى
بتقدميها للناس دى وان شاء الله هتلاقيه يوم القيامة بس لبقى افتكرى اخوكى ميسى
يعنى ما انا برده اللى عامل المنتدى يعنى لو اى حسنات ولا ساعتها مش هتعرفينى
شمس مصر الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 3041 تاريخ الميلاد : 12/08/1982 العمر : 42 العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة المزاج : الحمد لله نقاط : 3747 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء أبريل 21, 2009 12:46 pm
تسلم ايدك
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء أبريل 22, 2009 11:38 am
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
سابعاً : دروس وذكرى :
في البلاء دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء- ومن أهمها ما يلي :
الدرس الأول : أنَّ البلاء - أخي المسلم - درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل، يطلعك عملياً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
الدرس الثاني : أن البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا،في حياة لا مرض فيها ولا تعب :} وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ { [ العنكبوت : 64] . أما هذه الدنيا فنكد وجهد وكبد: } لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِى كَبَدٍ { [البلد : 4] . فهذا شأن الدنيا فبينما هي مُقبلة إذا بها مدبرة، وبينما هي ضاحكة إذا بها عابسة. فما أسرع العبوس من ابتسامتها، و مــا أسرع القطع من وصلها، وما أسرع البلاء من نعمائها.
فهذه طبيعتها، ولكنك تنسى – أخي الحبيب – فيأتي البلاء فيذكرك بحقيقتها؛ لتستعد للآخرة، ويقول لك :
قصورها ذهبٌ والمسك تـربتــها...........والزعــفران حشيشٌ نابتٌ فيها
الدرس الثالث: أنَّ البلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالعافية. فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدِّرها حق قدرها. وصدق من قال : "الصحة تاجٌ على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" . ومَن غير المبتلى يعرف أنَّ الدنيا كلمة ليس لها معنىً إلا العافية ؟ .
الدرس الرابع : أن البلاء يذكِّرنا، فلا نفرح فرحـاً يطغينا، ولا نأسى أسىً يفنينا. فإن الله عز وجل يقول : } مَا أَصَابَ مِن مصِيبَةٍ فِى الأرضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُم إِلا فِى كِتابٍ من قَبلِ أَن نبرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لكَيلاَ تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفرَحُوا بِمَا آتاكُم وَاللهُ لاَ يُحِب كُل مُختَالٍ فَخُورٍ{ [ الحديد : 22-23 ].
الدرس الخامس : أنَّ البلاء يذكرك بعيوب نفسك لتتوب منها، والله عز وجل يقول : } وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ { [النساء : 79]. ويقول سبحانه } وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ { [الشورى : 30] .
فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر، فإنَّ الله تعالى يقول : } وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ { [ السجدة : 21 ] . والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها .
الدرس السادس : أنَّ البلاء درس تربوي عملي يربينا علـى الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء . فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيــع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقـدار الله المؤلمة . وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى : } وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ عَظِيمٍ { [ فصلت : 35 ] .
وختاماً لهذه الدروس، أظنُّـك – أخي الحبيب – توافقني الرأي بأنَّ هذه الدروس الستة، لا يمكن أن نأخذها من غير بلاء؛ إذ هي من قبل أن نُصَاب بالبلاء لا تعدو
أن تكون حبراً على ورق، أو كلاماً نظرياً يطير به الهوى، فإذا نزل بنا البلاء واجتزناه بنجاح صارت واقعاً عملياً نعيشه،وهذا من حِكَم البلاء.
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس أبريل 23, 2009 3:23 pm
قصص وعبر :
لما فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين الحكمةَ الشرعية للبلاء، كانوا أفضل منَّا حالاً معه، وضربوا لنا أروع المثل في الصبر والعزاء والاحتساب، وإليك أمثلة على ذلك :
1- يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء، فلما سُئِل عن ذلك قال : "ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنَّـه لم يكن في ديني، وأنَّـه لم يكن أكبر منه، وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر، وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".
2-أصيب عروة بن الذبير رحمه الله في قدمه؛ فقرر الأطباء قطعها، فقطعت . فما زاد على أن قال: "اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد أبقيت، وإن ابتليت فقد عافيت" . فلما كان من الغد ركلت بغلةٌ ابنه محمداً – وهو أحب أبنائه إليه ، وكان شاباً يافعاً – فمات من حينه، فجاءه الخبر بموته، فما زاد على أن قال مثل ما قال في الأولى، فلما سُئِل عن ذلك قال : "كان لي أربعة أطراف فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة، وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً وأبقى لي ستة . وعافاني فيما مضى من حياتي ثم ابتلاني اليوم بما ترون، أفلا أحمده على ذلك ؟!" .
هكذا كانوا رضي الله عنهم أجمعين، وألحقنا بهم في فسيح جناته. فهلاَّ تشبَّهنا بهم .
فتشبَّهوا إن لم تكونوا مثلهم إنَّ التشبُّه بالكــرام فلاح
وختاماً أخي الحبيب : لا تنس :
لا تنس أن تبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.
ولا تنس ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .
ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! . واعلم بأنَّـك:
إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما
تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم
ولا تنس إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمد الله أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .
ولا تنس أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم .
ولا تنس أنَّه مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال r : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" [ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .
ولا تنس إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ أن تقول : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها. فإنَّـك إن قلت ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.
ولا تنس أن لا يأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : } فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً{ [ الشرح : 5-6 ] . ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: } وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…{ [ الزمر : 8 ] .
ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ . فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .
وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به، وهو قول الحق جلَّ وعلا: } وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ{ [البقرة-157] .
وأخيراً، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً مـن الصابرين على البلاء.. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس أبريل 23, 2009 3:41 pm
انا بخش الموضوع ده فقط عشان حاجتين اتنين بس
الشيخ محمد حسان
والفيديو
تسلم ايدك
ابوحسن عضو جينيس
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : من اصحابى انا من عائلة : ابو عثمان انا من سكان : منطقة الترعة الابراج : عدد الرسائل : 2068 تاريخ الميلاد : 30/11/1964 العمر : 59 العمل/الترفيه : معلم المزاج : فل الفل نقاط : 2573 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس أبريل 23, 2009 5:28 pm
اخنا معانا محترفين ربنا يبارك فيكم جميعا
RAUL الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 1320 تاريخ الميلاد : 01/06/1991 العمر : 33 العمل/الترفيه : 0143724796 المزاج : الحمدلله تمام نقاط : 1708 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الجمعة أبريل 24, 2009 12:23 pm
ربنا يبارك فيكم جميعا
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
عدل سابقا من قبل اميرة المنتدى في الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 11:26 pm عدل 2 مرات
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء مايو 05, 2009 11:07 am
الصبر وتحديات العصر ما أحوج الأمة في مثل هذه الأيام التي علا الباطل واستشرى، وتكالب عليها العدو، فأجلب عليها بخيله ورَجلِه، وظن المسلمون بربهم الظنون في أنه لا نصر ولا عود للأمة إلى مجدها وكرامتها، ما أحوجنا إلى الصبر والتصبر والمصابرة وهذه وصية الله للمؤمنين: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، فأمر بالصبر وهو حال الصابر في نفسه، والمصابرة وهي حاله في الصبر مع خصمه، والمرابطة وهي الثبات واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة، فقد يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يفعل ذلك كله بلا تقوى، فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى، وأن الفلاح موقوف عليها، فقال سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الأمة بأنها تلقى بعده أثرةً وأمورًا صعابًا، فحثهم على الصبر حتى يلقوه صلى الله عليه وسلم على حوضه يوم القيامة، ففي الصحيحين من حديث أُسيد بن حضير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض». فالصبر: حبس النفس على ما تكره. وأما حقيقته: فهو الخلق الفاضل الذي يمنع صاحبه من أن يأتي بقبيح من الأقوال والأفعال. أقسام الصبر وأنواعه أولاً: الصبر على طاعة الله: كإسباغ الوضوء على المكاره. ثانيًا: الصبر عن معصية الله: مثل الصبر عن النظر إلى المحرمات. ثالثًا: الصبر على أقدار الله: مثل الصبر على ما يصيب الإنسان من الابتلاءات في الأنفس والأموال والثمرات. والصبر على ثلاثة أنواع: 1- الصبر بالله: وهو الاستعانة به ورؤيته أنه هو المصبِّر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّـهِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة». يريد عينيه. 2- الصبر لله: وهو أن يكون الباعث له على الصبر محبة الله وإرادة وجهه والتقرب إليه، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. 3- الصبر مع الله: وهو دوران العبد مع مراد الله الشرعي منه، فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب». وللصبر مع الهوى والشهوات ثلاثة أحوال: 1- أن يقهر الصبر الهوى وَيُذِلَّهُ فيصير الصبر دأبًا للإنسان وعادة له، وهذه المرتبة لا يصلها إلا الصديقون الذين استقاموا. 2- أن يتغلب الهوى على الصبر حتى لا يوجد للصبر مكان في القلب، عياذًا بالله، وهذا هو أسير الخطايا. 3- أن تكون الحرب سجالاً بين الصبر والهوى. فتارة يتغلب الصبر، وأخرى يتغلب الهوى. فضل الصبر وثوابه: الصبر سراج لا ينطفئ وجواد لا يكبو، وله فوائد عظيمة؛ نذكرها بإيجاز، منها: 1- الصبر خير ما يعطاه العبد: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر». (رواه مسلم). فالصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقه، ولكن عواقبه أحلى من العسل. ونقل ابن القيم في «عدة الصابرين» عن سليمان بن القاسم قال: «كل عملٍ يعرف ثوابه إلا الصبر فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. قال: كالماء المنهمر. 2- الصبر من سمات الصادقين المتقين، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. 3- الصابرون يظفرون بمعية الله تعالى في الدنيا والآخرة، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (البقرة: 249). بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين جعل الله الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، قال ابن عيينة: «لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوسًا». 4- بشر الله الصابرين بثلاثٍ كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون، فقال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى أن قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (البقرة). 5- الصبر على القضاء خيرٌ لأهل البلاء فهو بضاعة الصديقين، فقد أخرج الترمذي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليودَّنَّ أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء». 6- الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء جزاؤه الجنة ونعم الثواب، فقد أخرج أبو داود في سننه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهًا له ثم واهًا له». (رواه أبو داود، وصححه الألباني). 7- الصابرون أهل لمحبة رب العالمين، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. يا دعاة الحق... صبرًا يقول الله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، يا ورثة الأنبياء، يا حملة لواء هذا الدين، إن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا، فإن الطريق إلى الله ليس مفروشًا بالورود، بل هو مليء بالصعاب والعقبات، فقد تعب فيه آدم، وابتلي فيه نوح، وألقي الخليل في النار، ونُشر زكريا بالمنشار، وقطع رأس يحيى، وعاين الأسى فيه نبينا محمد، عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه. والداعية إلى الله لا ييأس ولا يحزن، بل يشمر عن ساعد الجد، ويسعى بقدم الإخلاص إلى هداية الناس، ويحمل همّ هدايتهم، فهذا هو الداعية الصادق الذي لا يتعامل مع دعوته كأنها عبء يلقيه عن عاتقه، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»، ويرجع من الطائف ماشيًا وخلفه السفهاء يؤذونه وما استعجل بالدعاء على قومه، وإنما قال قولة كتبت على جبين التاريخ بأحرف من نور: «بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا». ولكن يا ليت قومي يعلمون. الدعاة والعلماء ورثة الأنبياء ؟! الداعية إلى الله وريث الأنبياء، قد يتعرض في سبيل دعوته إلى الأذى والعنت حتى يُهجر ويضيق عليه، ففي هذه الحال لا تزيد الغربةُ الداعيةَ إلا الله إلى صمودًا، ولا يستوحش فهو مستأنس بالله ويعلم أنه منصور، فالله تعالى يقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، فعلى داعية إلى الله عز وجل أن يتحلى بالصبر وليعلم يقينًا أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًا، هذه الباقة من قطوف سيرة سلفنا الصالح له فيها أسوة، قال أبو أيوب سليمان بن وهب - رحمه الله-: كنت يومًا في سجن محمد بن عبد الملك الزيات في خلافة الواثق العباسي آيسًا مهمومًا حتى وردت إليَّ رسالة من أخي الحسن بن وهب يقول فيها: مِحَنٌ أبا أيوب أنت محلها فإذا جزعت من الخطوب فمن لها فاصبر فإن الله يُعقبُ فرَجَهَ ولعلها أن تنجلي ولعلها وعسى تكون قريبة من حيث لا ترجو وتمحو من جديدك ذلها قال: فتفاءلت لذلك وقويت نفسي فكتبت إليه: صبرتني ووعظتني وأنا لها وستنجلي، بل لا أقول لعلها ويحلها من كان صاحب عقدها ثقةً به أن كان يملك حلها فنصر الله آتٍ بما لا يخطر على بال بشر، والعاقبةُ عند الله للمتقين الصابرين، فاللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عدل سابقا من قبل اميرةحبى انا في الثلاثاء مايو 26, 2009 2:34 pm عدل 1 مرات
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء مايو 05, 2009 12:48 pm
جزاك الله خيرا يا اميرة على كل ما تقدميه
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين مايو 18, 2009 11:55 am
بشر الصابرين بالفوز في عليين والظهور على الكافرين
إذا كان الوعظ بالصبر جميلا في كل حين، فإنه في شهر الصبر ألذ مذاقا وأقوم قيلا، ذلك أن الإيمان شطران: نصفه صبر، ونصفه شكر.
وهو بمنزلة الرأس من الجسد، وبمكان العينين من الجوارح.. فقد جاء في صحيح مسلم أن "الصبر ضياء" فهو كالشمس في الكون ينير القلوب وينزل فيها السكينة ويصلح بال المؤمنين.
معنى الصبر
إن الصبر له من اسمه حظ، فهو مر مذاقه.. لكن عواقبه أحلى من الشهد.. فهو في اللغة الحبس والكف، وفي الاصطلاح قد اختلفت عبارات العلماء في التعبير عنه، وإن كان جوهرها واحدا.. ومما نقله ابن القيم في مدارج السالكين أنه: "حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية".
أنواع الصبر ومراتبه
ومن الجدير بالذكر أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر بالله، وصبر لله، وصبر مع الله.
أما الأول: فهو الاستعانة بالله اعتقادا أنه المصبر، بدليل قوله سبحانه وتعالى: "واصبر وما صبرك إلا بالله".
وأما الثاني: فهو الصبر تقربا إلى الله وإعرابا عن محبته، فقد جعل أمر المؤمن كله له خيرا، سواء أصابته سراء أو ضراء، فهو عز وجل يبلوكم بالشر والخير فتنة.
وأما الثالث: فهو الصبر على تكاليف هذا الدين بحيث لا يفتقد أحدنا عند الطاعة، ولا يراه ربه في الراتعين حول الحمى أو الواقعين فيه.
ولا بد من التنبيه أيضا إلى أن الصبر خمس مراتب: الصابر والمصطبر والمتصبر والصبور والصبار، وهي درجات بعضها فوق بعض من حيث درجة الاحتمال وعظيم الأجر.
والناظر في القرآن الكريم يجد الحديث عن الصبر ومشتقاته قد جاء في نحو من تسعين آية: تأمر به حينا، وتثني على أهله حينا آخر، تعدهم بالمحبة والمعية، وتزف البشرى بالجنة وبالأجر العظيم الذي يوفى لهم بغير حساب.
نماذج الصابرين
ولعل أفضل تجليات الصبر ما نجده في صبر الأنبياء، فقد وصف ربنا تبارك وتعالى عبده أيوب بأنه صابر أواب وأثنى عليه في ذلك حال ضره، وإن صبر سيدنا يوسف على مراودة امرأة العزيز له مع شدة فحولته وكثرة الإغراء أفضل بمراحل من صبر أيوب عليهما الصلاة والسلام.. فكان جزاؤه أن يمكن في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.. فإنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وإذا نظرنا إلى صبر أبيه يعقوب على فقده ثم على احتجاز أخيه بتهمة السرقة، وجدناه صبرا جميلا لا شكوى فيه لغير الله.. لكن الأعظم منه صبر سيدنا إبراهيم وإسماعيل على أمر الله حيث أسلما وتله للجبين.
ولكل نبي نماذج من الصبر هداهم الله إليها فبهداهم اقتده أيها المسلم فردا وأمة.
وصيتي لورثة الأنبياء
من هنا فإن على ورثة الأنبياء الذين يحملون لواء الدعوة والجهاد أن يتخذوا من الصبر مطية إلى بلوغ المقاصد والفوز بالمغفرة والرضوان وجنة لهم فيها نعم مقيم.. وأن الصوم فرضه ونفله هو شطر الصبر، فلنكثر منه إيمانا واحتسابا حتى نتجلد لما يصيبنا من الظمأ والنصب والمخمصة، ولا يكون مثلنا كأولئك الذين شربوا منه إلا قليلا منهم، ففاتهم بذلك شرف القتال تحت راية طالوت، وأفلت منهم عظيم الثواب بفتح فلسطين وتحريرها من المجرمين جالوت وجنوده.
وفي الختام، فإنني أوصي نفسي وإخواني وأمتي أن يستعينوا بالصبر ويسعوا إلى التحقق به حتى يصلوا إلى أعلى مراتبه، وأن يصبروا على استنهاض الأمة بالتعليم والتربية وبالتحريض والتعبئة، وباصطحاب القرآن قياما في الليل ودراسة في طرفي النهار، مع الإلمام بقصص الأنبياء والصحابة والسلف الصالحين، أولئك الذين كان المنشار يوضع في مفرق رأس أحدهم، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه فما يصدهم ذلك عن دينهم والعاقبة للمتقين.
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس مايو 21, 2009 9:12 am
•¦×¦• عندما يعانق ثلج الصبر جمرة المصيبة .. فإنها تتلاشى •¦×¦•
نحن بشر في طريق الحياة سائرين .. قد نكون من التائبين العابدين الصائمين .. أو من الذين في درب الضلال سائرين ..!! تأخذنا الغفلة في دروبها أو يحتضننا الايمان بين أضلعه وسواءا كنا من هذا النوع أو النوع الآخر .. فإننا معرضون لأبتلائات من رب العالمين موت .. ألم .. جرح .. رحيل .. خسارة .. مرض ....... الخ ..! فالابتلاء للمؤمن اختبار وتخفيف ذنوب .. وللعاصي تنبيه وتذكير بقوة الله عز وجل ..!! . عندمـآ يعــانق ثلـج الصبـر جمرة المصيبـة ...
فـآنهـآ تتلآشى .. كمـآ الدخـآن وعندما يلهج لسان العبد بعبارة : حسبنا الله ونعم الوكيل ويوقن بالايه الكريمة ( وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم ) فإن الله يلهمه الصبر والسلوان .. وينزل السكينة على قلبه مهما بلغت قوة مصيبته .. وعظم ألمه .. ويُجزل له الأجر والثواب بإذنه تعالى ..
فمن أي نوع نحن ؟؟
هل من من إذا أصابتنا المصيبة نعينا الحظوظ ؟ ولطمنا الخدود ؟ وشققنا الجيوب ؟ ويئسنا من رحمته تعالى ؟ ولايزال لساننا ينطق بلماذا أنا بالذات !!؟؟ أم نحن من من إذا أصابتنا المصيبة احتسبنا الاجر عند رب العالمين ؟ وشكرنا وصبرنا ؟ فمن أي الفريقين تنتمي أنت ؟؟ . . فعندما يتوفى الله عز وجل قريب عزيز لديك .. أو تخسر كل أموالك في الاسهم .. أو يصيبك مرض خطير لا شفاء منه .. أو تفشل في دراستك .. أو تغلق الدنيا أبوابها في وجهك .. أو يتركك حبيب أو يهجرك صديق أو يوجعك أخ .. .......................... الخ ..
ماذا تفعل ؟؟ . . فالسؤال الذي يعود ليفرض نفسه بين سطور هذا الموضوع ... . عندما تصيبك المصيبة ويبتليك الله عز وجل في مالك بدنك حياتك .. فما هو موقفك ؟ أتبكي وتشكي وتيأس ؟؟ أم تصبر وتحتسب الأجر من الله عز وجل ؟؟ . . ~ دعــاء ~
أدعو الله عز وجل بكل اسم هو له أن يبعد عنكم الهموم والأحزان .. ويعطيكم من لذاته ماطاب .. ويزيل الهمومـ من قلوبكم الطيبة .. والأحزان من أرواحكم النقية .. انه على كل شيء قدير ..
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء مايو 26, 2009 12:08 pm
الصبر ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري). فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي. فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [متفق عليه]. أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة. *** أسلم عمار بن ياسر وأبوه ياسر وأمه سمية -رضي الله عنهم- وعلم الكفار بإسلامهم، فأخذوهم جميعًا، وظلوا يعذبونهم عذابًا شديدًا، فلما مرَّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، قال لهم: (صبرًا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة) [الحاكم]. وصبر آل ياسر، وتحملوا ما أصابهم من العذاب، حتى مات الأب والأم من شدة العذاب، واستشهد الابن بعد ذلك في إحدى المعارك؛ ليكونوا جميعًا من السابقين إلى الجنة، الضاربين أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى. ما هو الصبر؟ الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته. يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153]. الصبر خلق الأنبياء: ضرب أنبياء الله -صلوات الله عليهم- أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله، وقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاق في سبيل نشر الإسلام، وكان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل. يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه]. وقد وصف الله -تعالى- كثيرًا من أنبيائه بالصبر، فقال تعالى: {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين . وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين} [الأنبياء: 85-86]. وقال الله تعالى: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} [الأحقاف: 35]. وأولو العزم من الرسل هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -عليهم صلوات الله وسلامه-. وقال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وآذوا في سبيلي حتى أتاهم نصرنا} [الأنعام: 34]. وقال تعالى عن نبيه أيوب: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب} [ص: 44]، فقد كان أيوب -عليه السلام- رجلا كثير المال والأهل، فابتلاه الله واختبره في ذلك كله، فأصابته الأمراض، وظل ملازمًا لفراش المرض سنوات طويلة، وفقد ماله وأولاده، ولم يبْقَ له إلا زوجته التي وقفت بجانبه صابرة محتسبة وفيةً له. وكان أيوب مثلا عظيمًا في الصبر، فقد كان مؤمنًا بأن ذلك قضاء الله، وظل لسانه ذاكرًا، وقلبه شاكرًا، فأمره الله أن يضرب الأرض برجله ففعل، فأخرج الله له عين ماء باردة، وأمره أن يغتسل ويشرب منها، ففعل، فأذهب الله عنه الألم والأذى والمرض، وأبدله صحة وجمالا ومالا كثيرًا، وعوَّضه بأولاد صالحين جزاءً له على صبره، قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} [ص: 43]. فضل الصبر: أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: {وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]. ويقول: {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر) [متفق عليه]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه]. أنواع الصبر: الصبر أنواع كثيرة، منها: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على المرض، والصبر على المصائب، والصبر على الفقر، والصبر على أذى الناس.. إلخ. الصبر على الطاعة: فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الكهف: 28]. ويقول تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132]. الصبر عن المعصية: المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله -عز وجل-) [الطبراني]. الصبر على المرض: إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له). [الطبراني]. وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة، فالسيدة أم زُفَر -رضي الله عنها- كانت مريضة بالصَّرَع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ). فاختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة. [متفق عليه]. ويقول تعالى في الحديث القدسي: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر، عوضتُه منهما الجنة) [البخاري]. الصبر على المصائب: المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو أهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) [البخاري]. وقد مرَّت أعرابية على بعض الناس، فوجدتهم يصرخون، فقالت: ما هذا؟ فقيل لها: مات لهم إنسان. فقالت: ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبقضائه يتبرمون (يضيقون)، وعن ثوابه يرغبون (يبتعدون). وقال الإمام علي: إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)، وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر وذنب). الصبر على ضيق الحياة: المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة -رضي الله عنها- تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء. [متفق عليه]. الصبر على أذى الناس: قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [الترمذي]. الصبر المكروه: الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا. والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، أما الصبر المحمود فهو الصبر على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه، أو بلاء ليس فيه ضرر بالشرع. أما إذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا. قال الله -تعالى-: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا} [النساء: 97]. الأمور التي تعين على الصبر: * معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها. * معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى. * التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 96]. * اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: {فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا} [الشرح: 5-6]. * الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله -تعالى-: {واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال: 46]. * الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله. * الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22-23]. الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.
عدل سابقا من قبل اميرةحبى انا في الثلاثاء مايو 26, 2009 2:30 pm عدل 1 مرات
شمس مصر الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 3041 تاريخ الميلاد : 12/08/1982 العمر : 42 العمل/الترفيه : عضو مجلس ادارة بمركز شباب جمجرة الجديدة المزاج : الحمد لله نقاط : 3747 تاريخ التسجيل : 14/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء مايو 26, 2009 12:23 pm
مشكورررررررررررة
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء مايو 26, 2009 1:31 pm
noooooooooooo comment
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء يونيو 02, 2009 11:42 am
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمواقف الأنبياء نقاط ضياء منيرة تبين للمؤمن عبر الزمان والمكان حقيقة العبودية، وتعرّفه بحكمة الله -تعالى-، وترشده إلى التعامل مع الواقع الذي يعيش فيه، الواقع المليء بأنواع الآلام والأحزان، كما هو مليء بأنواع الفرح والسرور، ويعيش الإنسان بين هذه وذاك في حياته كلها من أول وجوده فيها إلى أن يرحل بين لذة وألم، ولين فرح وحزن والله -تعالى- يداول الأيام بين الناس، لكن مواقف الأنبياء تبين للمؤمن ما يفعل حين يواجه شيئاً من ذلك.
ومعرفة الأسماء والصفات هي الركن الركين في إيمان المؤمن، فهو دائما يفزع إلى الله ويلجأ إليه، لأنه يعلم حكمته وحمده وملكه وقدرته وعظمته، لا يعلمه مجرد كلمات تقال، ولكنه يشعر بها ويشهد آثارها كالشمس في وضح النهار، ولكن أكثر الناس تعمى قلوبهم فلا يشهدونها، ولو تأملت أي صفة من صفات الله، وتدبرت ما حولك من الكون لعلمت يقيناً أن آثارها أوضح من شمس النهار، فمثلاً صفة الرحمة من صفات الله -تعالى-، فهو الرحمن الرحيم، وهما اسمان من أسمائه الحسنى، وكتب -سبحانه- على نفسه الرحمة، ولو تأملنا ما في قلوب الخلق من رحمات ينشئها الله -تعالى- من العدم، كرحمة الأب لبنيه، والأم لأولاده، ولم يكن لهم بهم قبل ذلك فكر، ولا يخطر على بالهم وجود هؤلاء الأولاد، ثم يخلق الله الأولاد، ويخلق في قلب الأب والأم من الرحمة ما يدلك على اتصاف الله بهذه الصفة أعظم مما يتراحم به الخلائق فيما بينهم، وانظر إلى آثار رحمته بالأرزاق التي أعطاهم إياها، مما هيأ لم من أسباب المعاش واستمرار الحياة، ومما هيأ لهم من نزول المطر وجريان الأنهار ونبت الزرع الثمار، واستمرار أنواع اللذات لهم، فانظر إلى آثار رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء.
فما من مخلوق إلا وله منها نصيب، حتى الكافر يناله من هذا النوع من الرحمة نصيب.
ثم تدبر ما في قلوب المؤمنين من حبه -تعالى- ومعرفته، واللجوء إليه، والخوف منه، والتعبد له، ولاستسلام لشرعه.
تدبر ما أنعم الله -تعالى- به عليهم من هذه الرحمة الخاصة، الرحمة بالإسلام، والرحمة بالدين، أم عليهم النعمة، ورحمهم رحمة كانوا قبلها في ضلال مبين، معذبين يحيون حياة فيها من النكد والشقاء والتعب ما يكون سبباً في أنواع الآلام والمحن، ثم قد منَّ الله عليهم ببعثة رسله الكرام، وتزكية أنفسهم بما ربوهم به، فشهد من ذلك رحمة واسعة، وإذا قلت ربِّ ارحمني لم تقصد فقط أن يزيل ألمك إن كنت متألماً، أو جوعك، أو عطشك، ولم تقصد فقط أن يفرج كربك، أو يقضي عنك دينك، إنما تقصد في المقام الأول أن يأخذ بقلبك وناصيتك إليه، حتى تعرفه وتحبه وتلجأ إليه وتعظمه وتعبده، فأنت بذلك ترحم في الدنيا والآخرة أوسع الرحمات، رغم ما يكون عندك من الألم.
والذي يجسد لك هذا الأمر لتستحضره وترى آثاره مواقف الأنبياء -صلوات الله عليهم أجمعين-. هذه المواقف تغير من سلوكنا إذا تدبرناها، وتأسينا بها.
ومن المواقف التي تهز المؤمن موقف يعقوب -عليه السلام- في الشكوى إلى الله، والناس يتفاوتون تفاوتاً عظيماً في إدراك ما تضمنه هذه المواقف من معانٍ إيمانية، فمن الناس من يمر عليها دون أن يفقه منها شيئاً أو يأخذها كقصة يتسلى بها، ولكن هذه المواقف تهز وجدان المؤمن.
نتناول موقف يعقوب -عليه السلام- حين جاءه خبر قاس شديد، وهو خبر ابنه الثاني، أنه أُخذ رقيقاً، وأنه قد سرق، وهذه أشد، وهو يعلم عنه أنه لا يمكن أن يكون كذلك، ثم بعد ذلك أنه قد أصبح عبداً ولن يعود إليه ثانية، فقد أخذه عزيز مصر أسيراً لديه، بعد أن أقر إخوته بأن الشريعة عندهم أن من سرق شيئاً فهو جزاؤه، والتزموا له بذلك، وما يظنون أن أحداً منهم يسرق، خاصة بنيامين الابن الحبيب الثاني إلى يعقوب -عليه السلام-، الذي كان يسلي له نفسه عن ابنه يوسف أكرم الناس، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إجمجراوى بن إبراهيم خليل الله» [رواه البخاري].
فكان يسلي نفسه به، فإذا به يأتيه خبر شديد، كيف يمر عليه؟ وكيف يصدقه؟ وهو لابد أن يكذب. {يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} [يوسف: الآية 81]. ما كنا نعلم ذلك حتى لا نلتزم بأنه يكون رقيقاً {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} [سورة يوسف: 82]. ومن أين ليعقوب أن يسأل بعد الكبر؟ فهل سوف يذهب إلى مصر ليتحقق من صدق بنيه؟!، ثم يعلمون أنه لا يفعل ذلك {وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [يوسف: 82]، وهذه أقرب ليعلم صدقهم، لكن كان الأمر أبعد من أن يكون هناك محاولة للتجربة. وليس فقط أنه فقد ابنه الثاني، بل والثالث لم يرجع حيث قال: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [يوسف: الآية 80].
فتجدد عنده الحزن القديم، والعجيب أن يصيب يعقوب -عليه السلام- حزن وهم وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وهو كريم على الله -تعالى-، وله من المنازل العالية والفضائل السامية ما يرفعه إلى أعلى المقامات، مقامات الأنبياء والرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، لكن يقدر الله -تعالى- له من الحزن والألم ما يجعلك في أي موقف من مواقف حياتك إذا وجدت ألماً وحزناً فقارنته بما أصابه يتضاءل أمرك ويتضاءل حزنك بالنسبة إلى ما أصاب يعقوبعليه السلام