ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : بالصدفة انا من عائلة : انا من عائله اخرى انا من سكان : منطقة اخرى فى جمجرة الابراج : عدد الرسائل : 265 تاريخ الميلاد : 09/12/2000 العمر : 23 العمل/الترفيه : طالب المزاج : النت والرسم نقاط : 384 تاريخ التسجيل : 22/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء ديسمبر 02, 2009 5:11 pm
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الجمعة ديسمبر 11, 2009 9:47 pm
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين ديسمبر 14, 2009 2:54 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( الوابل الصيب ، ص 49 – 50 ) ( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر ! ، فإنَّ الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه ) انتهى . وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - في ( زاد المعاد ، 4 / 10 – 11 ) : ( ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقولُ أكابر الأطباء ، ولم تصِلْ إليها علومُهُم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين ديسمبر 14, 2009 6:26 pm
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء ديسمبر 16, 2009 10:12 pm
من فـضـــــــــائـل الـصبــــــــر
من صبر وحمد الله على وفاة ابنه بنى الله له بيتاً في الجنة وسماه بيت الحمد. ( رواه والترمذي وحسنه الألباني).
من ابتلي بفقد البصر فصبر عوضه الله الجنة. ( رواه البخاري).
ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها. ( متفق عليه).
ما من مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. ( متفق عليه).
من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن فقال رجل أو ثنتان يا رسول الله قال أو ثنتان فقال رجل أو واحدة يا رسول الله قال أو واحدة. (رواه الإمام أحمد).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيدًا. ( رواه مسلم). ( اللأواء مهموز ممدود هي شدة الضيق)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء. ( رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني).
ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها). إلا أجره في مصيبته وأخلف له خيرا منها. ( رواه مسلم).
تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء ديسمبر 16, 2009 11:55 pm
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس ديسمبر 17, 2009 7:34 am
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين ديسمبر 21, 2009 9:15 pm
[size=29]أمور تعين على العفو والصبر على الأذى
[size=21]قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء: 1- أن يشهد أن الله -سبحانه وتعالى- خالق أفعال العباد؛ فانظر إلى الذي سلَّطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترِح من الهمِّ والغمِّ.
2- أن يشهد ذنوبه، وأنَّ الله إنما سلطهم عليه بذنبه، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه، ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار؛ فاعلم أنَّ مصيبته حقيقية، وإذا تاب واستغفر وقال هذا بذنوبي؛ صارت في حقِّه نعمة.
3- أن يشهد العبد حُسن الثواب الذي وعده الله لمن عفا وصَبر، كما قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].
4- أن يعلم أنَّه ما انتقم أحدٌ قطُّ لنفسه إلا أورثه ذلك ذلًا يجده في نفسه، فإذا عفا؛ أعزه الله –تعالى-.
وهذا مما أخبر به الصادق والمصدوق، حيث يقول: (ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا)، فالعزُّ الحاصل له بالعفو أحبُّ إليه وأنفع من العزِّ الحاصل له بالانتقام، فإنَّ هذا عِزٌّ في الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذلًّا، والعفو ذلٌّ في الظاهر، وهو يُورِث العزَّ باطنًا وظاهرًا.
5- وهي من أعظم الفوائد: أن يشهد أنَّ الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب، وأن من عفا عن الناس؛ عفا الله عنه، ومن غَفَر لهم؛ غفر الله له.
6- أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام وطلب المقابلة؛ ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبُه، وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه، ولعلَّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفا وصفح؛ فرغَ قلبُه وجسمهُ لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.
7- أنه إن أوذي على ما فعله لله، أو على ما أُمِر به من طاعته، ونهي عنه من معصيته؛ وجب عليه الصبر، ولم يكن له الانتقام، فإنَّه قد أُوذِي في الله، فأجره على الله، فإنه من كان في الله تَلَفُهُ؛ كان على الله خَلَفُه.
8- أن يشهد معيَّة الله ومحبته له إذا صبر.
ومن كان الله معه؛ دفع عنه أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفعه عنه أحد من خلقه، قال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، وقال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
9- أن يعلم أنَّه إن صبر؛ فالله ناصره ولا بد؛ فالله وكيل من صبر، وأحال ظالمه على الله، ومن انتصر لنفسه؛ وكَلَه الله إلى نفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصِرُه الله خير الناصرين إلى من ناصِرُه نفسه أعجز الناصرين وأضعفه؟
10- أنَّ من اعتاد الانتقام ولم يصبر؛ لا بد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما ولا إرادة، وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق؛ فإن الغضب يخرُجُ بصاحبه إلى حدٍّ لا يعقل ما يقول ويفعل، فبينما هو مظلوم ينتظر النَّصرَ والعزَّ، إذ انقلب ظالمًا ينتظر المقت والعقوبة.
11- أن هذه المظلمة التي ظُلِمها هي سببٌ لتكفير سيئته، أو رفع درجته، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفِّرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.
12- أنه إذا عفا عن خصمه؛ استشعرت نفس خصمِه أنه فوقه، وأنه قد ربح عليه، فلا يزال يرى نفسه دونه، وكفى بهذا فضلًا وشرفًا للعفو.
المرجع: الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- شرح وتحقيق الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد -حفظه الله-
[/size]
[/size]
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين ديسمبر 21, 2009 10:43 pm
كان عنوانها بالحقيقه " داعيةُ على سريرهـ " .. نعم داعيةُ على سريرهـ ..
تدور مجرياتها حول شخص إسمه : إبراهيم ناصر ..
فلقد إبتلاه الله - عز وجل - بإعاقه في جسده منذ نعومة أظفاره .. حيثُ أكتشف والديه بأنه مُصاب بــــِ (( ضمور في عضلاته )) لايتحرك منه سوى أنامله ورأسه . . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . كانت أُمنية هذا الشخص المُعاق أن يقابل الشيخ نبيل العوضي.. فتم الترتيب من قبل والد إبراهيم وأخيه محمد مع الشيخ نبيل العوضي دون علم إبراهيم با الأمر .. وهاهوالشيخ يغادر مطار الكويت متوجهاً نحو البحرين . . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . أعرف كيف كان شعور إبراهيم وهو يرى الشيخ نبيل العوضي يفتح باب غرفته ليشاهده أمامه بعد أن كانت أمنية أصبحت حقيقة يراها بعينه ،لكن حتما لو أن إبراهيم تحدث لما عرف كيف يصل لنا شعوره في تلك اللحظات التيكان ينتظرها منذ زمن . . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . . شــــووووفوا بالله ملامحه وشلووون تهللت أسارير وجه . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . شـــــــــــآإآإآإآإآإآهدو تواضع الشيخ نبيل عسى الله يسعده . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . وبدأ حديث الشيخ نبيل العوضي مع إبراهيم حول الدعوة عبر الشبكة العنكبوتية والجهود التي يبذلها فيها وذكر له بعض القصص والمواقف . . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . . وفي أثناء تصوير الحلقة سأل الشيخ نبيل العوضي سؤال لإبراهيم هذا السؤال جعل إبراهيم تعود به إلى ذكريات كثيرة قلب منخلالها مواجع وهو يتذكر مشاهد من حياته ومعاناة تعجبت الأيام من صبره ، جعلت إبراهيم يجهش بالبكاء بل بكى بكاء مريراً . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . .
إن بغيتو تعرفون بأيش سأله الشيخ .. إرجعوا لعنوان الموضوع .. قاله الشيخ :. ياإبراهيم .. لو إن الله معطيك الصحه والعافيه .. ماذا تتمنى ؟؟.. فبكى حتى أبكى الشيخ وأبوهـ وأخوهـ محمدوكل من با الغرفه .. حتى المصور نفسه بكى .. وكانت إجابته " والله ياشيخ لكنت أديت صلاتي في المسجد على أكمل وجه .. وأستخدمت ها النعمه بما يرضي الله سبحانه " .. الله أكبر يا إبراهيم ... والله إنك أخجلتني من ربي ومن نفسي قسماً بالله العلي العظيم . . ثم ودع الشيخ نبيل العوضي إبراهيم وأسرته محققا أمنيته ومشجعا له أن يستمع في الدعوة إلى الله عز وجل ويصبر ويحتسب ويكون عون الوالديه . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . . أخيرا، لاتبخلون على إبراهيم بالدعاء فهو بجد مثال حقيقي للشاب الورع ..حماه الله ووفقه لما يحب ويرضى . . . وأحب أشكر كل من نشر هذا الموضوع وخصوصا صاحب الموضوع اللي نشره للخير عسى الله يوفقه.
بارك الله للشيخ نبيل العوضي على هذه اللفته الجميله منه ونسأل الله له العون وان يجزاه الله خير الجزاء منقول ولا تنسونا دعائكم
the lion الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 1750 تاريخ الميلاد : 22/10/1983 العمر : 41 العمل/الترفيه : الرسم- الكتابة - الموسيقي -النت المزاج : الحمد لله نقاط : 2287 تاريخ التسجيل : 12/05/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء ديسمبر 23, 2009 7:31 pm
أو في زوجه أو في أي قريب أو حبيب له. [center]: إلى كل الذى ضاقت عليه الأرض برحابها إلى أن ضاقت عليه نفسه : إلى كل الذى قصد كل باب وأغلقت دونه الأبواب : إلى كل الذى تشعبت به الطرق .. وتقطعت به السبل : انطق هذه الكلمة : انطقها بقلبك قبل أن ينطقها لسانك : انطقها بدمع عينيك..قبل أن تنطقها شفتيك : انطقها بكل جوارحك ,,,, قلهـــا:
يـــــــــآرب
[/center]
كلمة غير كل الكلمات
: [center]يـآرب : عبارة أبلغ من كل العـبـارات : يـآرب : يعرف معناها كل ضعيف لم يجد من يأخذ بحقه قالها وعينه تذرف الدمعات : يعرف معناها: كل مظلوم ..استنصر كل من حوله فلم ينصروه قالها وقلبه قد امتلأ بالعبرات : كل ذي حاجة.. طرق الأبواب وأوصد دونه كل باب : كل مريض عجز عنه الأطباء وطال عليه البلاء حتى يأس منه كل من حوله... : فتفيض الروح بالكلمة فتخرج من النفس إلى القلب ثم تسري في كل ذرة من كيان الجسد حتى تصل إلى الفم وتنطلق من اللسان لتزلزل الأركان وتتحرر من العين الدمعات راجية : فتغير قوانين الحياة. : فيشفى المريض ... الذى خانه الدواء عن الشفاء.. وعجز عنه علم الأطباء : ويقوى الضعيف.. وينتصر المظلوم.. ويعز من كان ذليلاً.. ويغنى من كان فقيرا.. ويشفى من كان مريضا.. : وينال ذي الحاجة حاجته بعدما علم أي الأبواب أحق بالطرق : وكيف لا ؟؟؟ وهو القائل: ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويصرف السوء )
[/center]
وهو القائل:
( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوةالداعي إذا دعانى )
وهو القائل:
( وقال ربكم ادعونى أستجب لكم )
: فلما نرجو غيره...ونطرق باب سواه ؟؟؟ : فالأمر له من قبل ومن بعد وإليه ترجع عاقبة الأمور : أيها العاصي . أنب وقل يـآرب : أيها المبتلى . احتسب وقل يـآرب : أيها الضعيف. اصبر وقل يـآرب : أيها المؤمن.. اخواني وأخواتي هلموا قولوا يـا رب : يـآرب أنت أعلم بالحال
وأنت أرحم الراحمين
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: يا ربـــي رحمـــاك .... أي ابتلاء أشد من هذا ؟؟!!! دعواتـكم دعواتــكم الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 1:32 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلاتبخلوا بكتابة دعاء [أنقل إليكم هذه القصة التي قرأتها الآن في بريد الجمعة ببريد الأهرام]
وقد آلمتني أشد الألم .. وقد نقلتها إليكم لنكثف الدعاء للابنة الغالية بالشفاء
فلعل الله يستجيب دعواتنا لها في هذه الأيام المباركةولمن يملك المساعدة بأي وسيلة فذلك عن طريق جريدة الأهرام
وتطبيقاً لقول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه :
مريم, طفلتي التي لم تبلغ السادسة, زهرتي, التي لم يكتمل نضجها, فجأة, تذبل أوراقها أمامنا يوما بعد يوم, ونحن عاجزون, بلا حيلة, أو قرار!!.
سيدي.. أكتب إليكم بعد أن اسودت الدنيا في عيني, ولم يعد لي أمل سوي في رحمة ربي, التي وسعت كل شيء, ثم بابكم, الذي فرج هموم كثير من المكروبين.
ستون يوما قضيتها في حياة تشبه الموت, حيث لا نوم, ولا طعام, ولاشراب.. فابنتي, وقرة عيني, هدية السماء بعد طول انتظار, يفترسها مرض لعين, يشقيها, ويشقينا, يدمعها, ويدمينا.. نحن نحيا, ولكنها حياة بطعم الموت!.
مريم, طفلتي التي لم تبلغ السادسة, زهرتي, التي لم يكتمل نضجها, فجأة, تذبل أوراقها أمامنا يوما بعد يوم, ونحن عاجزون, بلا حيلة, أو قرار!!.
البداية كانت عادية, مجرد ارتفاع في درجة الحرارة, سارعت بعدها إلي الطبيب, الذي كتب أدوية ومضادات حيوية, ولكن لم تهبط حرارة مريم, ولم يحدث الدواء أثرا, بل زادت الحالة سوءا, وأصابت الطفلة رعشة غريبة.. ومن هنا بدأت المأساة.
ثلاثة أيام طفنا فيها علي أربعة مستشفيات خاصة بالمهندسين, كانت ابنتي فيها حقلا للتجارب, بلا فائدة, حتي تطورت الحالة للأسوأ, وبدأت ابنتي تشعر بآلام غريبة, في جسدها, بل ببركان ثأئر بداخلها!!.
البركان الثائر ظهرت آثاره سريعا.. فقاعات في حجم ثمار الليمون بدأت الانتشار في جسد ابنتي, من أظافر قدميها, وحتي منابت شعرها, وما هي إلا دقائق معدودة, ثم تنفجر, وتخلف وراءها آلاما مبرحة, وعذابا أليما للطفلة, حتي غطت الحروق معظم جسدها, وتاهت معالم مريم تماما, وانحبست أنفاسنا جميعا.. ما هذا, وماذا يحدث؟!.
لا تستغرب سيدي إذا قلت لك, إننا حتي الآن لم نجد إجابة شافية عن هذا السؤال, ولا تندهش إذا أخبرتك أن مسئولا بأحد هذه المستشفيات, التي ذقنا فيها الأمرين, لم يمتلك الجرأة ليدخل حجرة ابنتي, وخشي علي نفسه من هول المنظر, ونصحنا بنقلها فورا إلي مستشفي أبوالريش, أو قصر العيني, فربما نجد هناك تفسيرا, فلم يسبق له في حياته أن رأي حالة كهذه!!.
هدانا الله إلي نقل الطفلة إلي مستشفي الأطفال بجامعة عين شمس, وسبحان الله, وجدنا رعاية وحسن استقبال كنا في أمس الحاجة إليهما, وبعد تحاليل كثيرة, وسط آلام ودموع غزيرة, اتفق الأطباء علي أن مريم مصابة بأحد أمراض المناعة, ولا دواء له سوي في كورس علاجي بمجموعة من الحقن, تكلفة الواحدة, ألف وثلاثمائة جنيه!.. وعلي الرغم من ارتفاع ثمن هذه الحقن, فقد كان العثور عليها, أصعب من تدبير ثمنها, فهذه حقنة نشتريها من صيدلية شهيرة بالقاهرة, وأخري نسافر إلي الإسكندرية للعثور عليها, ولكن كان الجميع يتسابق لخدمة مريم, فالحالة لا تحتاج إلي توصية, حسب تعبير مدير المستشفي نفسه.
لا تنزعج سيدي, أنت وقراؤك, من وصفي للحالة, ولكني أصر علي ذلك ليعلم الجميع كيف يكون الابتلاء, وليدركوا قيمة قول رسول الله صلي الله عليه وسلم:نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ, ويكفي أن أقول لك إن ابنتي قد وصل بها الحال إلي أن تفحم جميع جسدها تقريبا, وأصبحت لا تحتمل حتي ملاءة السرير التي تحتها, وبدأ جلدها يتساقط, حتي رموش عينيها, وحواجبها, بل إنها لم تعد تري, فعيناها, كستهما الحروق.. وأقسم لك سيدي أنها سمعت في إحدي المرات صوت أبيها, وهمت لتأخذه في حضنها, وتلمست ملامح وجهه بيديها, وهي تبكي وتقول أنا مش شايفاك يابابا!!.
وجاء الأطباء من مختلف التخصصات, فهذا للجلدية, وذاك للتجميل, وآخر للباطنة, الكل يحاول أن يوقف ما ينهشه المرض من جسد الطفلة, وفي الوقت نفسه, علاج ما لحقه الأذي.. وبعد شهر تقريبا, واستقرار الحالة نسبيا, وأعني توقف التجمعات التي كانت تحترق بجسد ابنتي, دخلنا في متاهة أخري, فكثرة الأدوية والكورتيزون جعلت ابنتي تتورم وكأنها بالونة منفوخة!.. وطمأننا الأطباء, فما نحن فيه, أخف مما كنا فيه, وبدأنا في رحلة علاج الآثار المترتبة علي المرض, ويكفي أن أخبرك سيدي أنني ووالد مريم وجدتها وعدد من أقاربنا, قد أصابنا الإعياء والتعب, من السهر والمتابعة, فأحد المراهم كانت تدهن به عينيها كل خمس دقائق طوال اليوم, فهل هناك من يتخيل ذلك, خاصة أن الطفلة لم تكن تسمح لأحد سوانا بأن يدهن لها جسدها!!.
تحملنا جميعا, وبشرنا أنفسنا بالشفاء, ولو طال انتظاره, ولكن جاءتنا الصدمة, فالمرض عاد بشدة مرة أخري, ووجدت نفسي في ساعة متأخرة من الليل, وإذا بنفس الفقاعات الملتهبة تخرج مرة أخري من جسد ابنتي, ثم تحترق, لتخرج أخري, أصابتني حالة هستيرية, وخرجت أصرخ بأعلي صوتي: يارب!!.
كان لدي يقين دائما ـ ومازال ـ بأن الله تعالي يرعي مريم وأنه لن يتركنا, وبالفعل حضر مسئولو العناية المركزة خصيصا في هذا الوقت المتأخر, لمتابعة الحالة, وقرروا أن نعيد نفس الكورس العلاجي مرة أخري, هذا هو الحل الوحيد, لإيقاف هذا الوحش المفترس الذي ينهش جسد الطفلة البريئة!!.
يا الله, نفس الحقن ونفس الدوخة مرة أخري!!.
تحملنا, ويعلم الله وحده, كيف مرت علينا هذه الأيام, حتي بدأ المرض يدخل إلي جحره مرة أخري, ويكمن البركان الثائر داخل ابنتي.. ولكن أصبح لدينا بقايا طفلة, جسد مهلهل, وأعضاء أصابها الوهن!!.. كبد وطحال متضخمان, وأورام تملأ الجسد, وحروق في كل بقعة, وعينان لا يعلم ما بهما سوي من خلقهما, والمصيبة الأكبر هي حالة الرعب التي نعيشها من المجهول الذي نحن في انتظاره, هل سيعود مرة أخري؟.. وإن لم يعد فماذا نفعل بهذه الطفلة التي كانت؟.
لم نترك طبيبا سمعنا عنه إلا وسألناه عن الحل, ولا مجيب, فماذا نفعل بالله عليكم؟
كلما اقترب مني اليأس, وضاقت الدنيا في عيني, رحت في غيبوبة, لكني سرعان ما أفيق علي دعاء جدة مريم, وهي تصلي:يارب.. ليس لنا سواك, فلا تضيعنا!!. رد محرر الصفحة * سيدتي... تفقد كل الكلمات معناها إذا وجهتها إلي أم تتحدث عن آلام فلذة كبدها.. فأي كلام يجدي وأنت ترين كل هذا الألم يغزو جسد طفلة بريئة رقيقة مثل مريم, فيدميها ويحرقها ويغيب ملامحها فيسرق ضحكتها ولعبها وفرحها بالحياة.
الجسم السقيم سجان فما بالنا بقسوة هذا السجن علي جسد نحيل لم يكتمل نموه أو تنضج ملامحه.
أحس بإيمانك وأتفهم صبرك, ولكني أيضا أتفهم حجم الألم الذي يسكن بيتكم وأنتم ترون تلك الزهرة تضمر وتذبل أمام عيونكم ولاترون أملا, والأطباء أنفسهم عاجزون عن كشف سر هذا المرض.
فهل يعود الأمل مرة أخري إلي مريم وأسرتها من خلال أي طبيب أو مستشفي أو حالة مشابهة ليقدم لنا خريطة طريق لإنقاذ مريم وفهم هذا المرض الغامض.
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد يناير 24, 2010 10:52 pm
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الهدف من الخطبة رفع الروح المعنوية، ومواجهة حالة اليأس والإحباط عند كثير من الناس، والتي أصابتهم بسبب كثرة الابتلاءات والأزمات التي يتعرضون لها، وذلك من خلال بيان أهمية الإيمان بقضاء الله وقدره، وترسيخ معنى حكمة الله سبحانه وتعالى في تقدير ذلك على العباد .
عناصر الخطبة:
1ـ المقدمة:
بيان أن أعظم سبب في وقوع هذه الابتلاءات هو المعاصي والذنوب: قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير)(الشورى:30).
ـ التنبيه على ما في الآية من معاني عظيمة، لاسيما قوله -تعالى-: (وَيَعْفُو عَنْ كَثِير) وكيف أن الله يسترنا ويعفو عنا كثيراً.
ـ قال -تعالى-: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الروم:41).
ـ بيان ما جاء في الآية من أن الابتلاءات فيها كثير من الفوائد للعباد، وفيها أنها نذير لهم ليرجعوا عن الكفر والفساد.
عدد الرسائل : 246 نقاط : 271 تاريخ التسجيل : 07/04/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين يناير 25, 2010 7:40 am
وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل السبت أبريل 17, 2010 10:31 pm
البلاء !!
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أصبتُ بمصيبةٍ إلاَّ ونظرتُ أنَّ الله تعالى أنعم عليَّ فيها بثلاث نِعَم : الأولى.. أن الله تعالى هوَّنها عليَّ ولم يصبني بأعظم منها وهو قادر على ذلك . والثانية.. أنَّ الله تعالى جعلها في دنياي ولم يجعلها في ديني وهو قادرٌ على ذلك . والثالثة.. أنَّ الله تعالى يُثيبني عليها يوم القيامة . * وقال سفيان الثوري: لم يفقه عندنا من لم يَعُدّ البلاء نعمة والرخاء مصيبة . * وقال وهب بن منبه: إذا سُلِك بك طريقُ البلاء سُلِك بك طريق الأنبياء . * وقال مطرف: ما نزل بي مكروهٌ قط فاستعظمتُه إلاَّ ذكرتُ ذنوبي فاستصغرتُه .
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أبريل 26, 2010 12:09 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى ,
ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدا ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله أحدا ,
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه غيوث الندى وليوث العدى,
صلاة وسلاما دائمين من اليوم إلي أن يبعث الناس غدا
أما بعد فهذا الجزء الخامس من سلسلة من أقوال السلف بعنوان: علو الهمه في الصبر
· الصبر جواد لا يكبو .. وصارما لا ينبو .. وجندا لا يهزم .. وحصنا لا يهدم . · قال شيح الإسلام ابن تيمية : إنما تنال الإمامة بالصبر واليقين. · قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه : أفضل عيش أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما.
· قال علي بن أبي طالب : الصبر مطية لا تكبو. · وقال الحسن : الصبر كنز من كنز الجنة ، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده.
· قال ابن القيم : الإنسان منا إذا غلب صبره باعث الهوى والشهوة التحق بالملائكة .. وإذا غلب باعث الهوى والشهوة صبره التحق بالشياطين.
· الصبر على ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، وصبر عن معصية الله ، وصبر على امتحان الله.
· قال سليمان بن القاسم : كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). · قال ابن القيم : الصبر على طاعته والصبر عن معصيته أكمل من الصبر على أقداره ، فإن الصبر فيها صبر اختيار ومحبة ، والصبر على أحكامه الكونية صبر ضرورة .
· قال ابن تيمية : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه. · قال مغيرة : ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد . · وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم · كان الإمام أحمد يئن في مرضه ، فلما أخبروه أن طاووساً يقول : إنّ أنين المريض شكوى ، ما أنّ حتى مات ... رحمة الله عليه من صابر.
· أصيب مطرف بن عبدالله في ابن له فأتاه قوم يعزونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا ثم قال : إني لأستحي من الله أن أتضعضع لمصيبة .
· وهذه زوجة فتح الموصلي انقطعت إصبعها فضحكت فقال لها بعض من معها : أتضحكين . وقد انقطع إصبعك ؟ فقالت : حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها.
· عن يونس بن يزيد : سألت ربيعة بن أبي عبدالرحمن ما منتهى الصبر؟ قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه.
· وقال قيس بن الحجاج في قوله تعالى (فاصبر صبرا جميلا) : أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو.
· ملكت دموع العين حتى رددتها إلى ناظري فالعين في القلب تدمع
· قال ابن عباس : ما قام أحد بدين الله كله إلا إبراهيم –عليه السلام - قدّم بدنه للنيران .. وطعامه للضيفان .. وولده للقربان. · وأخيرا .. فالله قد بشّر الصابرين بثلاث بشارات في قوله تعالى : ( وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
أسالكم الدعاء بظهر الغيب
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد أغسطس 01, 2010 9:30 pm
في البلاء عافية .... ورحمات كتبه/دكتور ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
تختلف نظرة الناس إلى حقيقة معنى البلاء والعافية تفاوتاً عظيماً، فأكثرهم يرون في كثرة المال وصحة البدن وسعة الجاه عافية، وفي نقص المال والمرض وخمول الجاه بلاءً، مع أن القرآن قد نص على أن السرَّاء والضرَّاء كلاهما بلاء وفتنة قال -تعالى-: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (الأنبياء:35) وقال -تعالى-(وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف:168)، وقد قال بعض الصحابة استيعاباً منهم للنظرة الصحيحة إلى قضية البلاء والعافية "ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر"، فقد يكون في العافية في الظاهر أو في حس أكثر الناس أنواع من البلاء والفتنة أعظم خطراً عليهم من نقص المال أو الجاه أو الصحة أو الحرية، وقد يبتليهم الله بشيء من هذا النقص ليعافيهم من بلاءات عديدة توشك أن تهلكهم، فيجعل الله لعباده المؤمنين في البلاء وعافية وفي الألم لذة، وفي النقص كمالات ورحمات، وفي الكسر جبراً، وفي الذل عزاً (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (166) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157) فنعم العِدلان، ونعمت العلاوة!
وقال -تعالى- (ولَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحزاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب:22) فقالوا وعدنا ولم يقولوا توعدنا أو حتى أخبرنا، وذلك لأن البلاء فيه عطايا الزيادة من الإيمان والإسلام، ومن صلاح أحوال الباطن والظاهر، ومن اليقظة من الغفلة، وتجديد الحياة للقلب من أمراض الحياة الراتبة التي يغرق فيها أكثر قلوب الخلق إلا من رحمه الله، حتى يفتح للقلب نافذة يبصر بها ما كان أمامه و لا يبصره، من ملكوت السماوات والأرض، ومن قرب الآخرة وسرعة زوال الدنيا، ومن آثار عزة الله وقدرته وقهره لعباده حتى يتعافى القلب بأنواع من العافية ويرحم بأنواع من الرحمات.
فمن أنواع هذه العافية التي في ضمن البلاء:
أن يعافى الإنسان من أن ينظر إلى أن النعم مُستَحقة له بمجرد الوجود وأنها غير قابلة للسلب مع نسيان الآخرة والحساب والغفلة عن الشكر، مما قد يصل بالمرء إلى الشك في البعث والجزاء كما وقع من صاحب الجنتين فقال (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً) (الكهف:35-36). وأكثر الناس يرون نعم الله عليهم من حقوقهم الثابتة التي لو لم يعطوها لكانوا مظلومين فيقولون ذلك بلسان الحال أو المقال، وهذا من أعظم أسباب زوال الشكر وعدم تقدير النعمة حق قدرها.
كما أنهم يرون جريان النعم كل يوم بل كل ساعة مما يقتضي في ظنهم بقاءها إلى الأبد (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً) فيحصل العجب والكبر والظن بأن الإنسان هو مصدر النعمة وصاحبها وحتى لو كانت موهوبة له فهو يستحقها وجوباً وإلزاماً (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى) (فصلت:50)، وكما قال قارون: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) (القصص:78)
وكل هذا من الكفر والضلال الذي يعافى منه الإنسان بشيء يسير من النقص والحرمان يتذكر به أنه لا يملك ولا يستحق ولا يقدر، وأنه في كل لحظة مفتقر إلى ربه ومولاه، كما خلقه يرزقه وينعم عليه ويهبه كرماً منه وجوداً، ورحمة منه وفضلاَ، والله ذو الفضل العظيم.
ومن أنواع العافية التي في ضمن البلاء أن يعافى الإنسان من استصغار النعم وعدم تقديرها، والتعود على وجودها مما يمنع شهودها ثم يمنع شكرها.
ولو تأمل الإنسان كم ذكرنا الله في نعمة الليل والنهار في القرآن لعلم كم نحن مقصرون في شكر هذه النعم (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) (إبراهيم:33)، فأكثر الناس لا يعدون الليل والنهار نعمة فلا يشكرونها، وإنما يدرك قدر هذه النعمة من حرم منها، كمن وضع في مكان مغلق لا يرى منه شمساً ولا قمراً، ولا يعرف فيه ليلاً ولا نهاراً، فإذا حرم الإنسان من مثل هذه النعمة برهة من الزمن عافاه الله من عدم شهودها وعدم شكرها.
وكم ذكرنا الله بنعمة الاستقرار على الأرض (أَمْ مَنْ جَعَلَ الأرض قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النمل:61)، وإنما يدرك الناس هذه النعمة إذا مادت الأرض بهم وتزلزلت ولو لثوان معدودة، فعندها يدركون قدر هذه النعمة.
وكذلك نعمة الاعتدال (يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار:6،7)، ونعمة جريان الدم في العروق حتى يصل إلى أصغر شريان، ثم إلى الشعيرات الدموية التي يتعجب الإنسان من صنعها إذا يسر الله له تأملها أو رؤيتها بالأجهزة الحديثة وأنواع الأشعة ونحوها، وهذه الشرايين التي قد لا يزيد قطر الواحد منها عن ملليمتر لو سد شيء منها لتعطلت وظيفة الجزء الذي يغذيه، وربما مات هذا الجزء فاضطربت حياة الإنسان إن كان قلب أو مخ أو رئة أو رجل أو أذن أو عين، فإذا بالإنسان يفقد ما كان يرفل فيه من نعمة كان غافلاً عنها.
فإذا أنعم الله عليه بالشهود علم أنه وإن حرم واحدة منها -إن حرم- فهو مغمور في ملايين النعم -دون مبالغة- في كل لحظة من لحظات حياته، حتى يعجز عن عدها ويشعر بالتقصير في شكرها، كما يتأكد لديه شهود فقره وعجزه وضعفه وشهود غنى ربه -سبحانه- وقدرته وقوته وقهره وعزته وحكمته وملكه.
فهل صنعت أيها الإنسان في نفسك خلية واحدة فما فوقها، بل قل ما دونها؟
وهل أنت الذي تحافظ على أدائها ووظيفتها في أجزاء أجهزة الجسم المختلفة منذ تكونت وأنت نطفة ثم علقة ثم مضغة؟ وهي من ذلك التاريخ تعمل إلى الآن دون تدخل منك، فالرزق يأيتها من خالقها، لا تستطيع إيصاله لو أراد أن يمنع هو وصوله (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (فاطر2،3)
فالعافية الحقيقية أن يعافى الإنسان من غروره بنفسه، ومن ظنه أنه يملك وأنه مستغن بنفسه قائم بها مما يدفعه للطغيان (كَلا إِنَّ الإنسان لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) (العلق:6،7) حتى يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
ومن أنواع العافية في البلاء أن يعافى الإنسان من الغفلة من أن عذاب الله شديد، ومن نسيان هول الآخرة مما يتمادى به في الغي والضلال، ولو ذاق بعض العذاب الأدنى في الدنيا لعلم خطر ما هو مقدم عليه فيرجع عن غيه وضلاله (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدنى دُونَ الْعَذَابِ الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة:21).
ولقد جعل الله في الدنيا من أنواع الألم والضيق والكرب ما يتعظ به العقلاء وأولو الألباب ويعلمون ما عند الله من العذاب فيخافون سوء الحساب، قال -تعالى- عن نار الدنيا (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ) (الواقعة:73). فألم نار الدنيا يذكر بعظم نار الآخرة، وسجن الدنيا يذكر بسجن الآخرة، وأمراض الدنيا تذكر بآلام أهل النار في عذابهم بالطعام والشراب، بل بالنَفَس (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأثيم (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ(49) (الدخان: 43-49)، قال -تعالى-: (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (محمد:15)، وقال -تعالى-: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ والأرض إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(107) (هود) نعوذ بالله من عذاب النار.
ومن أنواع العافية والرحمة التي في البلاء قصر الأمل والاستعداد للرحيل عن الدنيا، فمهما كانت الكلمات مؤثرة والمواعظ بليغة لم تؤثر في الإنسان مثل تأثير التجربة العملية بالبلاء وزوال لذات الدنيا، وتقهقر كل هذه اللذات إلى أولويات متأخرة أو منعدمة باختلال شيء واحد من وظائف الإنسان الحياتية اليومية من سمع أو بصر أو كلام أو حركة يد أو رجل أو استقرار معدة أو كلى دون ألم، قال -تعالى-: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمل فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الحجر:3)
فالبلاء من أعظم ما يوقظ الإنسان من غفلته ويجعله كما أمر النبي -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) (رواه الترمذي وصححه الألباني).
ومن أنواع الرحمة التي في البلاء رحمة قلوب المؤمنين للمبتلى وشفقتهم عليه ودعاؤهم له وعيادتهم له، وتضاعف حبهم له لما جعل الله قلوب المؤمنين عامرة بالرحمة والألفة والود(أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، وكما وصفهم النبي -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-: (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) (صححه الألباني)، فينتفع المبتلى والمعافى والداعي والمدعو له، والزائر والمزور بزيادة الإيمان في الدنيا والأجر في الآخرة.
ومن أنواع الرحمة في البلاء ما جعل الله فيه من علامة محبته وزيادتها مع الصبر والرضا، كما قال النبي -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) (رواه الترمذي وصححه الألباني).
وكذلك ما فيه من الأجر العظيم الذي لا تبلغه أعمال المؤمنين في تكفير السيئات ورفع الدرجات كما قال النبي -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-:(لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وأهله وماله حتى يلقى الله عز وجل وما عليه خطيئة) (صحيح الأدب المفرد) مع ما يكتبه الله لعبده إذا مرض أو سافر من أجر ما كان يعمله صحيحاً مقيماً، وكذا إذا ما عجز عن طاعة وهو يحب فعلها كتبها الله له كما قال النبي -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-:(إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم شركوكم في الأجر حبسهم العذر) (رواه ابن ماجة وصححه الألباني)، فيجعل الله ذلك سبباً لوصول عبده إلى دار السلام التي يجد فيها العافية بغير بلاء واللذة بغير ألم، والنعيم بغير نقص ولا حول.
نسأل الله الجنة بغير حساب ولا عذاب، ونسأله مرافقة نبيه -[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]- وسائر النبيين الصديقين والشهداء والصالحين
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس أغسطس 19, 2010 3:35 pm
حلاوة الابتلاء
هل أنت مُبتلى ؟
من منا لم تدر عليه نوائب الدهر ؟
من منا لم يذق آلام الحسرة أو الفراق ؟
من منا لم يُصب بمرض أو أفقدته مصيبة الموت عزيزا لديه ؟
من منا لم يكن مُبتلىً في يوم من الأيام ؟
كُلنــا هذا الإنسان ....
نعم أحبتي في الله ... كُلنا مُبتلون في حياتنا الدنيا ، ما بين مريض ومُصاب وحزين ، حتى هؤلاء الذين نظن لوهلة أنهم قد حازوا مُتع الدنيا ونعيمها فإنهم في كثير من الأحيان يكونون أشد الناس ابتلاءً وحُزنا ، فليس كل مُنعمٍ بسعيد وليس كل فقيرٍ بتعيس .
وليتضح الكلام أكثر فعلينا بداية أن نوضح معنى الابتلاء .
ما هو الابتلاء ؟
الابتلاء هو الاختبار والمحنة ، والشائع بيننا أن الابتلاء يكون دائما في صورة شر أو مصيبة تُصيب شخصا ما ، ولكن هذا نصف أنواع الابتلاء فقط !!!
فهناك النصف الآخر وهو الابتلاء بالنعم ... نعم أحبتي النعمة في أحيانٍ كثيرة قد تكون ابتلاءً من الله ولكننا بتفكيرنا القاصر وأفقنا الضيق لا نُدرك هذا إلا متأخراً ، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم : " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ " ... سورة الفجر (16،15) .
و قال أيضا : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ " ... سورة التغابن (14) .
أرأيتم أحبتي أن إكرام الله لنا وإسباغه نعمه علينا قد يكون ابتلاءً منه لنا كما هو الحال إذا ما قلّ رزقنا وضاقت بنا الأرض بما رحبت ؟!!!
قد يتبادر إلى أذهانكم الآن أن الابتلاء كله شر (خيره وشره) ، ولكن الله ليس بظلام للعبيد ، والأمر الذي يتراءى لنا خيرا دنيويا قد يكون شرا لنا ، والذي نراه شرا مُحدقا قد يأتي من ورائه الخير الكثير ، فكيف نعرف أن ما بين أيدينا من ابتلاء هو خير أم شر ؟!!!
وهذه الإجابة متروكة لكم أحبتي ، فأنتم وحدكم من تستطيعون توصيف علاقتكم بالله لتُحددوا ما إذا كان الابتلاء الواقع عليكم هو خير من الله أو عقاب لكم ، وصدقوني ... في كلٍ خير .
إذن فلنُحسن الظن بالله تعالى ولنسبح معا في بحور رحمته لنتذوق معا حلاوة الابتلاء .
قد يبدو صدى الكلمة غريباً للوهلة الأولى فكيف يكون للابتلاء حلاوة ؟!!!
بمقاييس الدنيا الابتلاء لا يأتي إلا بكل حزن وحسرة ، ولكن هيا بنا أحبتي نترفع عن دُنيانا ونرتقي بأرواحنا لنرى الوجه الآخر للابتلاء ، الوجه الذي لم يره إلا من رحم ربي من البشر الذين أدركوا المعنى الحقيقي له ، الوجه الذي جعل من أسس اليقين والإيمان في عقيدتنا أن نقول دائما : الحمد لله على كل حال ، الوجه الذي يجعلنا نبتسم في أوقات شدتنا لنُشهد الله تعالى ثم خلقه أجميعن – إنساً وجناً وملائكةً – أننا راضون بقَدَرِ الله وقضائه فينا ، الوجه الآخر للابتلاء والذي رآه الأنبياء والرسل من قبل فبذلوا كل رخيص وغالٍ في سبيل الدعوة إلى الله .
آدم ابتلاه الله في ابنيه فقتل أحدهما الآخر
ورسول الله نوح ابتلاه الله في أهل قريته يدعوهم ألف عام ولا يستجيبون له وكان ابنه من المُغرقين
وخليل الرحمن إبراهيم ابتلاه الله في نفسه عندما ألقاه النمروذ في النار الحارقة ، ثم ابتلاه في ابنه إسماعيل عندما أمره بذبحه
ونبي الله يعقوب ابتلاه الله بفقدان أحب أبنائه إليه وبكى حتى ابيضت عيناه
أما ابنه يوسف فقد كانت حياته منذ الصغر سلسلة من الابتلاءات والمحن لا يعلمها إلا الله
وما نحن بغافلين عن رسل الله موسى وعيسى ونبينا الحبيب محمد وما مروا به في حياتهم من ابتلاءات
فما كان السبب الرئيسي وراء ابتسامهم في وجه الشدائد ؟
ولماذا تحملوا ما لا يُطيقه أي إنسان آخر مع التأكيد على أنهم بشر مثلنا ؟
ما الذي رأوه بأعينهم الربانية فأصبحوا غير مُبالين بالدنيا وما فيها ؟
لقد رأوا الوجه الآخر للابتلاء ... لقد ذاقوا بقلوبهم حلاوة الابتلاء فصغر في أعينهم كل ألم وحزن ومُصاب ، وعلى نهجهم سار أتباعهم والصحابة والتابعين ، حتى ابتعدنا نحن وحاد بنا الطريق إلى حيث عميت أبصارنا وقلوبنا عن رؤية الخير ، وصدق الله حين قال : " فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " ... سورة الحج (46)
حلاوة الابتلاء :
إذا أردتم أن تتذوقوا معنا حلاوة الابتلاء فلتُطبقوا هذه الأمثلة على أنفسكم وحتما قد مر كل منا بأكثر من مثال واحد من هذه الأمثلة :
1- أدعو الله ولا يُستجاب لي :
بداية فلتعلموا أحبتي أن الدعاء هو روح العبادة ، فقد قال تعالى في كتابه الكريم : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " ... سورة غافر (60) ، فقد ربط الله في آية واحدة ما بين الدعاء وعبادته ، واعتبر أن من يرفضون الدعاء هم المُستكبرون عن عبادته جل وعلا ، فلا تتركوا الدعاء مهما تأخرت الإجابة وإلا كنتم من المُستكبرين الخاسرين ، واعلموا أن الدعاء الصالح يُجيبه الله ولكن بالصورة التي تُناسب الداعي وتُحقق له مصلحة كبيرة ، وبما أننا لا نعلم الغيب فإننا لا نعلم ما هو الخير لنا ، فقط رب العزة وحده يعلم ما إذا كان دعاؤنا خيرا لنا أم شرا ، ولأنه الرحمن الرحيم فقد جعل استجابة الدعاء على ثلاث صورٍ مختلفة في التطبيق ولكنها متفقة في الهدف ، ألا وهو الخير ولا شيء غير الخير للداعي ، وكما قال عُلماؤنا الأجلاء فإن لاستجابة الدعاء صور ثلاث :
الصورة الأولى : أن يُعطيك الله ما دعوت من أجله كما هو ويبارك لك فيه .
الصورة الثانية : ألاّ يُعطيك الله ما طلبت ولكنه برحمته يرفع عنك ابتلاءً قد خرج من اللوح المحفوظ إلى حيز التنفيذ ، فيلتقي الابتلاء الهابط إليك بدعوتك ويعتركان ما بين السماء والأرض حتى قيام الساعة كما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : الدعاء والقدر يحتجان ... حديث صحيح ، فإذا كنت حزينا على دعوة لم تأتك كما تُريد فاعلم أن الله قد رفع بها ابتلاء عنك ، فاشكر الله واحمده حمدا طيبا كثيرا مُباركا فيه ، وكُن على يقينٍ تامٍ أن الله سيعوضك خيرا من دعوتك هذه ، ولربما كان وراء تحقيق هذه الدعوة باباً من أبواب الشر لا تراه أنت ولكن الله يراه فأراد أن يحميك بما يعلم مما لا تعلم أنت .
الصورة الثالثة : أن يدخر الله لك هذه الدعوة إلى يوم الحساب لأنه أعلم بك من نفسك ، ويعلم أنك ستحتاج إليها يوم القيامة حتى تزيد من رصيد حسناتك ، حتى أن المؤمنين يوم القيامة يتمنون أن الله لم يستجب لأي من دعواتهم في الدنيا من فرط تعويض الله لهم في الآخرة .
2- مشاكلي وأحزاني كثيرة :
أحبتي كُلنا لنا همومنا ومشاكلنا ، ويجب أن نواجه أنفسنا بأن الحياة الدنيا ليست للراحة بل هي للعمل والتعب والنصب كما قال تعالى : " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ " ... سورة البلد (4) .
لكن من خلف هذه الهموم ومن قلب الحزن تولد الرحمة والمغفرة ، قد يتساءل البعض : ماذا يُريد الله من ابتلائنا ؟
ونقول لهم : إن الله غني عنا جميعا ، ولكنه يعلم مالا نعلم ، ويرى مالا نرى ، ويجب أن نحمد الله على نعمة الابتلاء ، نعم أحبتي الابتلاء في حد ذاته نعمة لمن يفهمها ويُقدرها ، ألم تسمعوا قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفّر الله بها من خطاياه ... صحيح البخاري ؟
ألا تُحبون أن يُكَفّر الله عنكم خطاياكم وذنوبكم التي اقترفتموها بجهل ودون علم ؟!!!
قد تُخطيء وتعصى الله وأنت لا تُدرك حجم معصيتك ، فتسبق رحمة الله غضبه ويبتليك ليُكفر عنك هذا الذنب ، وعلى قدر ابتلائك تكون منزلتك عند الله حتى يتحقق فيك قول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة ... حديث حسن صحيح ، وكأن الله من شدة حبه لك أراد أن يُطهرك من ذنوبك في الدنيا بالابتلاءات حتى تلقاه يوم القيامة بحسناتك فقط ، فيرحمك برحمته ويدخلك جنته دون حساب أو سابقة عذاب ، فيجب أن نتعلم أن نحمد الله في السراء والضراء لأن أمر الله كله خير ، وقضاء الله للمؤمن لا يأتي إلا بخير كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : عجبتُ لقضاء الله تعالى للمؤمن ، إن قضى له بالسراء رضي وكان خيرا له ، وإن قضى له بالضراء رضي وكان خيرا له ... رواه مسلم ، فهل أنت مؤمن حقا أخي الكريم ؟
وليس تكفير الذنوب فقط هو الخير الآتي من وراء الابتلاءات ، فنحن مُطالبون بالصبر على الابتلاء ، والصبر من عزم الأمور كما قال لقمان لابنه : " وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " ... سورة لقمان (17) ، وقد يقول قائل : أن الصبر ما هو إلا طبع يوجد لدى البعض ولا يوجد عند الآخرين ، فنقول له : إن الصبر طبعٌ فعلا ولكنه طبعٌ مُكتسب من الممكن تعلمه مثل العلم والحلم لقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتق الشر يوقه ... صحيح الجامع ، فإذا توكلت على الله وقررت أن تكون من الصابرين على الابتلاء حقا فأبشر بقول الله تعالى فيك : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ " ... سورة الزمر (10) ، والله ليس بكاذب أحبتي – تعالى الله عما يصفون – فقوله الحق ولا حق إلا قوله ، فإذا قال أن الصابرين يدخلون الجنة دون عقاب أو حساب ، فهذا ما يناله الصابرون يقينا بإذن الله تعالى .
3- ظُلمتُ ولم يأتنِ حقي :
أخي الكريم يا من ظُلمت وسُرق منك حقك أمام عينيك ولم تستطع فعل شيء ... ألا يكفيك أن ينظر الله تعالى إلى دعوتك ويقول لها : وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين ؟
ألا تعلم أن سهام الليل لا تُخطيء أبدا وتصل إلى الله دون حجاب أو مَلك يرفعها له ؟
ألم يصلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ... صحيح البخاري ؟
كيف تجزع ولك رب لا ينام عن المظالم ويردها إلى أهلها ؟!!!
كيف تحزن لما وقع عليك من ظلم وقد فُزت بذنبٍ مغفور وحقٍ عائد وربٍ غير غضبان ؟!!!
وعلى الناحية الأخرى فاز ظالمك بذنب لن يغفره الله له حتى تعفو أنت عنه ، ومظلمة ستظل في عنقه حتى يوم الحساب ، وربّ غيرُ راضٍ عنه .
أيكما فاز وأيكما خسر ؟
لا تحكم بنظرة دنيوية بل احكم بحكم الله تعالى .
4- مريضٌ منذ فترة وتعبت :
أبشر يا من اُبتُليت بمرضٍ أتعبك وأنهك قواك فصبرت عليه
أبشر بسيل من الحسنات يُكفر عنك سيئاتك
أبشر بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة ، أي أن الله يحط عنه ذنوبه بهذا المرض .
ألا تكفيك هذه البشريات لتصبر على مرضك فتنال أعظم الأجر ؟
واعلم أن جسدك ما هو إلا أمانة عندك وليس ملكك ، وصاحب الأمانة له حرية التصرف فيها ، ولا نملك إلا أن نحافظ له عليها حتى يسترجعها وهو راضٍ عنا بإذن الله تعالى .
5- كبرتُ في السن ولم أتزوج بعد :
حبيبتي يا من كبر بك السن ولم تتزوجي بعد ... هل سألتِ نفسك يوما عن الحكمة من تأخر زواجك حتى الآن ؟
فربما يكون بقائك دون زواج هو الخير لكِ وأنتِ لا تعلمين
ربنا يمرض أبوكِ أو أمكِ فلا يجدون من يعولهم سواكِ
ربما يستعملك الله لخدمة دينه بطريقة ما لا يصلح فيها أن يكون لكِ زوج أو أبناء
ولكن كوني على يقين تام بأن الزواج رزقٌ من عند الله قد يكون مكتوب لكِ وقد يكون غير مكتوب ، واعلمي أن الله عندما قسم الأرزاق على العباد ساوى بيننا في المجموع النهائي ، ولكن اختلفنا في نسب المضمون ...
فهناك من تزوجت وحُرمت من نعمة الأبناء
وأخرى تزوجت وأنجبت ولكنها ابتُليت بزوج لا يتقِ الله فيها
وهناك من لم تتزوج ولكن الله أعطاها العلم الغزير لتنفع نفسها ومن حولها ، وغيرها جاهلة
وأخرى لم تتزوج أيضا ولكن الله وضع محبتها في قلوب من حولها وغيرها مكروه
وثالثة لم تتزوج وأنعم الله عليها بالصحة والعافية وغيرها مريضة لا تجد من يخدمها
ورابعة تزوجت وطُلقت ... ولا يخفى عليكِ نظرة المجتمع للمرأة المطلقة
فاحمدي الله أختاه ولا تفكري في أن تأخر زواجك شرٌ ، بل هو خير لكِ ولكن لا تعلمين ، وتذكري دائما قول الله تعالى : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " ... سورة الطلاق (3،2) .
أحبتي وبعد هذا العرض اليسير ...
هل تذوقتم حلاوة الابتلاء ؟
هل أحصيتم ما أنتم فيه من نعمة ؟
هل أدركتم أن الابتلاء قد يكون فيه الخير الكثير لكم ؟
الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا ما تأخر ابتلاء أحدهم وظل مُنعما لفترة طويلة ظن أن الله غاضب عليه ، وأنه يمهله ليأخذه أخذ عزيز مُقتدر ، فإذا ما ابتلاه حمد الله وارتاح أنه مازال من المُصابين بمكفرات الذنوب من الابتلاءات .
فلتصدح ألسنتنا دائما بحمد الله ....
فيا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك