]وهناك أمور من شأنها أن تخفف عنك البلاء وتسكن حزنك ]وترفع همك وتربط على قلبك :
]أولها وأعظمها أن تتدبر قول نبينا "صلوات الله وسلامه عليه[ «[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]» (صحيح الجامع)[ ]ومن ثم إذا تصاغرت المصائب بعد مصيبتنا فى قرة أعيننا وطب قلوبنا ودواء انفسنا الصادق المصدوق نبينا خاتم النبيين والمرسلين ]فلتلجأ الى الأفعال التى من شأنها رفع البلاء أو التخفيف منه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم ]يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
](2) الصلاة[ ]فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حجمجراوىه أمر فزع إلى الصلاة. رواه أحمد.[ ][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][
عدل سابقا من قبل اميرة المنتدى في الأربعاء أغسطس 19, 2009 3:57 pm عدل 1 مرات
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء أغسطس 05, 2009 11:30 pm
والآن .............
أى الفريقين أنت بعد أن أنقسم الناس فريقين: ففريق واسع أفقه , يريد أن يرضي ربه ويخاف من عذاب يوم عسير عليه يناجي ربهم أن "اتنا فى الدنيا حسنه وفى الأخره حسنه وقنا عذاب النار" ويطلب الحسنة من الله فى الدارين ولا يحدد نوع الحسنة لأنه يثق بالله ويرجع أموره كلها له سبحانه ويترك اختيار الحسنة لله والله يختار له ما يراه وهو راض باختياره ثم يقول " ربنا افرغ علينا صبرا, وثبت اقدامنا ,وانصرنا على القوم الكافرين"
وأما الفريق الأخر ليس له هما إلا الدنيا فه حريص عليها مشغول بها ولا يذكر الله إلا عند دعائه لله بتيسير امر له من أمور الدنيا فهو كل همه الدنيا بما رحبت من متاع وعندما يدعوا الله تعالى قد يعطيه الله تعالى نصيبه من الدنيا-إذا قدر العطاء -ولا نصيب له فى الأخره على الاطلاق,. ياعبد الله ..ويا أمة الرحمن ... ادعوكم للتوكل على الحى القيوم فى كل الأوقات والأحوال فنحن لا حول ولا قوه لنا ألا بربنا وإلاهنا ومولانا (الله)
عدل سابقا من قبل اميرة المنتدى في الأربعاء أغسطس 19, 2009 3:49 pm عدل 1 مرات
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء أغسطس 05, 2009 11:36 pm
أفلا نصبر.. على بلاء حلّ بجسد مصيره إلى التراب ويكون لنا الصبر باب.. إلى جنات خلد عند مليك مقتدر
اللهم اجعلنا راضين مرضيين وارض عنا يا أرحم الراحمين
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أغسطس 17, 2009 7:43 pm
فاصبر لكل مصيبةٍ وتجلّد......... واعلم بأن المرء غير مخلّدِ
واصبر كما صبر الكرام فإنها...... نوبٌ تنوب اليوم , تُكشف في غدِ
أو ما ترى أن المصائب جمة ؟..... وترى المنية للعباد بمرصدِ
من لم يُصب ممن ترى بمصيبةٍ ؟ ... هذا سبيلٌ لست عنه بأوحدِ
فإذا ذكرت مصيبةً ومصابها ....... فاذكر مصابك بالنبي محمدِ
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أغسطس 17, 2009 7:47 pm
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،،،
إن الله تعالى خلق البشرية ، وأرسل فيها الرسل ، وأنزل الكتب ، ليبين لها طريق الحق والاستقامة ، ويحدد لها المسلك والمنهج ، فمنها من أسلم وأناب وسلك طريق الفوز والنجاة ، ومنها من كفر وجحد وابتعـد عن طريق الله وهدي الرسل ، فخسر وخاب واستحق العقوبة الإلهية 0
ولا شك أن الإنسان يعيش حياته بين صفو وكدر وجملة من الأخطار والأمراض والحوادث ، وقد قرر الشاعر هذه الحقيقة حين قال :
ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى ***من العيش مـا يصفو وما يتكدر
والله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو ، وصارما لا ينبو ، وجندا لا يهزم ، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد ، ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهـم بغير حساب ، وأخبرهم أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ، فقال تعالى :
( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
( سورة الأنفال – الآية 46 )
فظفر الصابرون بهذه المعية بخيري الدنيا والآخرة ، وفازوا بها ، وبنعمه الباطنة والظاهرة ، وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين ، فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون :
والمسلم يعيش في الحياة وتعترضه الأخطار والحوادث ، ولا يصيبه منها إلا ما كتب الله له ، وإذا أصابه ما يصيبه فإن ذلك قضاء الله وقدره ولحكمة ربانية اقتضتها الإرادة الإلهية المبنية على علم الله الواسع بأحوال عباده ، وما يقتضيه ذلك العلم من مصالح خاصة وعامة للعباد ، قد تعود المصلحة إلى المصاب نفسه وقد تعود إلى أهله وأوليائه وقد تعود إلى مجتمعه 0 ثم إن الأخطار المحيطة بالإنسان قد تصيبه فيكون ذلك نتيجة قضاء الله وقدره وقد تخطئه فيكون ذلك من دفع الله ولطفه بعبده ، قال تعالى في حق العبد :
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( قال بعض الصالحين : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك ، يا بني القدر سبع ، والسبع لا يأكل الميتة ! ) ( زاد المعاد - 4 / 194 ) 0
ولا بد للمسلم أن يعتقد جازما أن طريقه ليس ممهدا ، ولا سهلا ميسرا ، إنما تكتنفه الصعاب ، ويواجه في سيره الكثير من العقبات 0 والابتلاء من الوقفات التي لا بد أن تعترض هذا الطريق ، وأنه لا بد من التمحيص والاختبار ليتبين الصادق من الكاذب ، فكان الابتلاء 0 وفي ذلك يخبر الحق جل وعلا في محكم كتابه :
وبالعادة يتعرض الإنسان في حياته لمظاهر وأنواع مختلفة من الابتلاء ، فيعيش بين الفرح والحزن ، والغنى والفقر ، والفرج والضيق ، والولادة والموت ، والذي يميز المسلم الحق في سمتـه أن لا يكون جاحدا لنعم الله تعالى ، فيصبر في الضراء ، ويشكر في السراء 0
ولذلك ترى أبناء الدنيا متقلبين فيها ، بين خير وشر ، ونفع وضر ، ولا ترى لهم في أيام الرخاء أنفع من الشكر والثناء ، ولا في أيام المحنة والبلاء أنجع من الصبر والدعاء 0 وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أنه ما من ليل إلا وبعده صباح ، وما من ضيق وشدة إلا وبعده فرج وخير 0
فطوبى ثم طوبى لمن وفق في الحالين للقيام بالواجبين ! وتجد أفضل شيء يفزع إليه من ابتلي بمكروه من شدة أو مرض أو هم أو غم أو أي صارف من صروف الدهر ، قراءة القرآن بتدبر وخشوع ، فإن فيه راحة وطمأنينة وسكينة للنفس الإنسانية 0
ونتيجة لمواكبة الإنسان للظروف والأحداث ، وبنظرة متفحصة متأملة إلى من عاش في الدنيا قديما وحديثا ، تجد تقلب الأحوال ، وتغيرها من حال لحال ، ومعرفة الممتحن لذلك فيه شحذ لبصيرته على الصبر ، وتقوية عزيمته على التسليم إلى مالك كل أمر ، والتفويض إلى من بيده ملك النواصي ، وإذا علم الله سبحانه وتعالى - وهو علام الغيوب - من عبده الممتحن والمبتلى صدق اللجوء إليه ، وانقطاع آماله إلا من عنده ، لم يكله إلى سعيه وجهده ونفسه ، بل ينزل عليه من عنايته وحفظه ورفقه ما تزول به الغمة والشدة ويعيش في أحسن حال 0
ولذلك جاءت الأدلة من الكتاب والسنة تبين الأجر الكبير والثواب العظيم ، الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين ، يقول تعالى في محكم كتابه :
وكما ثبت من حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( ليودن أهل العافية يوم القيامة ، أن جلودهم قرضت بالمقاريض [ قال صاحب تحفة الأحوذي : أي قطعت في الدنيا بالمقارض - جمع المقراض ] ، ليجدوا ثوابا كما وجد أهل البلاء ) ، مما يرون من ثواب أهل البلاء )
( حديث حسن - السلسلة الصحيحة 2206 )
قال المناوي : ( أي يتمنى أهل العافية في الدنيا يوم القيامة قائلين ليت جلودنا كانت قرضت بالمقاريض فلنا الثواب المعطى على البلاء ، " مما يرون من ثواب أهل البلاء " لأن الله سبحانه طهرهم في الدنيا من موادهم الخبيثة بأنواع البلايا والرزايا فلقوه وقد خلصت سبيكة إيمانهم من الخبث في دار الخبث فصلحوا حينئذ لجواره ومساكنته في دار كرامته ، فيصب عليهم فيها الأنعام صبا 0 وأما من لم يتطهر من مواده الخبيثة في دار الخبث فتطهره النار ، إذ حكمته تعالى تأبى أن يجاوره أحد في دار كرامته وهو متلطخ بخبائثه 0 ومن تحقق بعلم ذلك انفتح له باب الرضى والتسليم ، ومن ثم قال بعض العارفين لو كشف للمبتلى عن سر سريان الحكمة في البلاء لم يرض إلا به ) ( فيض القدير - 5 / 399 ) 0
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أغسطس 17, 2009 7:52 pm
وكما ثبت أيضا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )
( السلسلة الصحيحة 2280 )
قال المباركفوري : ( قوله " ما يزال البلاء بالمؤمن " أي ينزل بالمؤمن الكامل " والمؤمنة " في نفسه وماله وولده " حتى يلقى الله " أي يموت " وما عليه خطيئة " أي وليس عليه سيئة لأنها زالت بسبب البلاء ) ( تحفة الأحوذي - باختصار - 7 / 67 - 68 ) 0
فالرضى بقضاء الله وقدره يقرب إلى الله تعالى ، والصابرون المحتسبون ليس لهم جزاء إلا الجنة ، التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين ، فقد صح عن رسول الله من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال : قال تعالى في الحديث القدسي :
( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )
( متفق عليه )
يقول الشيخ عبدالله الحداد المعالج بالقرآن ورئيس وحدة الإرشاد الصحي بجمعية مكافحة التدخين والسرطان في دولة الكويت تحت عنوان " الإيمان بالقضاء والقدر " :
( لا بد من ترسيخ حقيقة أن ما أصابنا فهو بقدر من الله وهو أرحم الراحمين ، وله حكمة في ذلك ، وإذا تعزز هذا المفهوم في نفس المسلم هانت عليه كل المصائب ، ولا شك في أن الأعراض الناتجة من تأثيرات السحر أو المس أو الحسد هي من ضمن البلايا والمصائب ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس سنة 2000 م ) 0
ولنا في رسول الله أسوة حسنه ، فسيرته نموذج يقتدى به في الصبر والتحمل ، فقد لاقى الكثير في سبيل الدعوة وتبليغ الرسالة ، وتبعه من بعده الخلفاء الراشدون وتحملوا الكثير من أعباء الدعوة وتبعاتها ، ومنهم من لقي الله شهيدا محتسبا ، وسيرة الصحابة والتابعين والسلف تزخر بالأعمال العظيمة والتضحيات الكبيرة ، وصبر وتحمل مشاق تقصر عنها خطانا كثيرا ، منافحين ومدافعين عن الكتاب والسنة ، وكانت نظرتهم للدنيا وزخرفها نظرة مودع ، لا مؤمل ، علموا يقينا أن الدنيا وما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، كانوا ينشدون رضا الله سبحانه ، ويسعون للفوز بجنته ، فكانوا من أشد الناس بلاء ، كما ثبت في الحديـث الصحيح عن أخت حذيفة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله :
( أشد الناس بلاء الأنبياء الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 3 ) - باب أشد الناس بلاء )
قال المباركفوري : ( قوله " أشد الناس " أي أكثر وأصعب " بلاء " أي محنة ومصيبة " قال الأنبياء " أي هم أشد في الابتلاء لأنهم يتلذذون بالبلاء كما يتلذذ غيرهم بالنعماء ، ولأنهم لو لم يبتلوا لتوهم فيهم الألوهية ، وليتوهن على الأمة الصبر على البلية 0 ولأن من كان أشد بلاء كان أشد تضرعا والتجاء إلى الله تعالى " ثم الأمثل فالأمثل " قال الحافظ : الأمثل أفعل من المثالة والجمع أماثل وهم الفضلاء 0 وقال ابن الملك : أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى رتبة ومنزلة 0 يعني من هو أقرب إلى الله بلاؤه ليكون ثوابه أكثر ) ( تحفة الأحوذي – 7 / 66 - 67 ) 0
وحديث عطاء بن رباح - رضي الله عنه - مثل يقتدى به على التحمل والصبر ونيل رضا الله سبحانه ، تلك الصحابية الجليلة العفيفة الطاهرة ( أم زفر ) كانت تصرع وتتكشف فذهبت إلى رسول الله تشكو حالها وتصف له داءها ، فأوصاها بالصبر والاحتساب وبشرها بالجنة 0
والتسخط من قضاء الله وقدره يوجب سخط الله وعقوبته ، والرضى به يجني لصاحبه الخير الكثير والسعادة الأبدية والفوز بالجنة ، كما ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :
( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط )
( السلسلـة الصحيحة 146 )
قال المباركفوري : ( قوله " إن عظم الجزاء " أي كثرته " مع عظم البلاء " فمن كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم " ابتلاهم " أي اختبرهم بالمحن والرزايا " فمن رضي " بما ابتلاه به " فله الرضى " منه تعالى وجزيل الثواب " ومن سخط " بكسر الخاء أي كره بلاء الله وفزع ولم يرض بقضائه " فله السخط " منه تعالى وأليم العذاب ، ومن يعمل سوءا يجز به ، والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه ) ( تحفة الأحوذي - 7 / 65 – 66 ) 0
وهكذا يجب أن يكون حال المسلم ، يصبر ويحتسب ولا يلجأ إلا لخالقه سبحانه ، فيسأله الشفاء ويرضى بالقضاء ويتذكر الموت والبعث والنشور وتطاير الصحف ، ثم هل إلى الجنة أم إلى النار ؟ إن تفكر في ذلك سيعلم آنذاك أن الابتلاء نعمة ، والصبر فوز وعافية ، والقنوط خسران ونقمة 0
ولا شك أن لدفع البلاء عن العبد مجموعة من الأسباب منها :
1)- لطف الله بعبده ورحمته إياه ، خاصة إن كان العبد قوي الإيمان بخالقه ، شديد التعلق بربه 0
2)- حفظ العبد ربه ، قال :
( احفظ الله يحفظك )
3)- التعرف إلى الله في الرخاء بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، كما ثبت من حديث ابن عباس وأبي سعيد - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله :
( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة 000 الحديث )
( صحيح الجامع 2961 )
قال المناوي : ( " تعرف " بشد الراء " إلى الله " أي تحبب وتقرب إليه بطاعته والشكر على سابغ نعمته ، والصبر تحت مر أقضيته وصدق الالتجاء الخالص قبل نزول بليته " في الرخاء " أي في الدعة والأمن والنعمة وسعة العمر وصحة البدن فالزم الطاعات والإنفاق في القربات حتى تكون متصفا عنده بذلك معروفا به " يعرفك في الشدة " بتفريجها عنك وجعله لك من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا بما سلف من ذلك التعرف ، كما وقع للثلاثة الذين أووا إلى الغار 0 فإذا تعرفت إليه في الرخاء والاختيار جازاك عليه عند الشدائد والاضطرار بمدد توفيقه وخفى لطفه كما أخبر تعالى عن يونس- عليه الصلاة والسلام- بقوله : ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ ) " سورة الصافات – الآية 143 " يعني قبل البلاء بخلاف فرعون لما تنكر إلى ربه في حال رخائه لم ينجه اللجوء عند بلائه فقال تعالى : ( ءالأنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ) " سورة يونس - جزء من الآية 91 " ) ( فيض القدير- 3 / 251 ) 0
4)- التقرب إلى الله تعالى بالصدقات ، فإن صدقة السر تدفع غضب الرب وتداوي المرض ، كما ثبت من حديث عبدالله بن جعفر وأبي سعيد – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله :
( صدقة السر تطفئ غضب الرب )
( السلسلة الصحيحة 1908 )
قال المناوي : ( يمكن حمل إطفاء الغضب على المنع من إنزال المكروه في الدنيا ووخامة العاقبة في العقبى من إطلاق السبب على المسبب ، كأنه نفي الغضب وأراد الحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في العقبى 0قال بعضهم : المعنى المقصود في هذا الموضع الحث على إخفاء الصدقة ) ( فيض القدير – باختصار - 4 / 193 ) 0
وقد ثبت من حديـث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :
( داووا مرضاكم بالصدقة )
( صحيح الجامع 3358 )
قال المناوي : ( فإن الطب نوعان ، جسماني وروحاني فأرشد النبي إلى الأول ، وأشار إلى الثاني فأمر بمداواة المرضى بالصدقة ، ونبه بها على بقية أخواتها من القرب كإغاثة ملهوف وإعانة مكروب ، وقد جرب ذلك الموفقون فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية ، ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه ! والنبي طبيب القلوب ، فمن وجد عنده كمال استعداد إلى الإقبال على رب العباد أمره بالطب الروحاني ومن رآه على خلاف ذلك وصف له ما يليق من الأدوية الحسية ) ( فيض القدير - 3 / 515 ) 0
5)- الإكثار من الأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة 0
6)- الالتجاء إلى الله تعالى والتعلق به ، والاعتقاد بأنه المعطي والمانع ، وأن النفع والضر بيده سبحانه وتعالى وحده دون سواه من سائر الخلق 0
تلك وقفات جميلة بها عزاء وتسلية لمن أصابته مصيبة أو هم ، أو غم أو كرب ، والتأمل في تلك الوقفات والتدبر في معانيها ، يعطي نقاء وصفاء للنفس البشرية فيهذبها ويصقلها بالأدب الإسلامي حيث تدرك آنذاك أن الله سبحانه قد من عليها بنعم لا تعد ولا تحصى ، وأعظمها وأجلهـا نعمة الدين ، فالواجب يحتم الرضاء بقضاء الله ، وشكره على نعمه وسائر فضله ، والتفكر بالجزاء والأجر والثواب ، سائلين المولى سبحانه وتعالى الصبر والثبات في الدنيا وعند الممات 0
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين أغسطس 17, 2009 9:56 pm
سبحان الله
هذا الموضوع يكاد ان قراته بالكامل
تسلم ايدك
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء أغسطس 19, 2009 3:22 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في هذه الدنيا لم نخلق للراحة والعافية، إنما خلقنا للكد والتعب:{ لقد خلقنا الإنسان في كبد}. فلسنا في جنات عدن، كلا، بل نحن في دنيا، الأصل فيها الشر والبلاء، كما قال عليه الصلاة والسلام: - ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالما ومتعلما). [ابن ماجة، صحيح الجامع 3414] فلا بد إذن، أن يمسنا من خيرها وشرها القدر المكتوب، لا مفر من ذلك. فالناس كلهم يصيبهم من بلائها وكدها ونكدها، لكن يختلفون في أنواع البلايا التي تقع عليهم: فهذا مصيبته في بدنه.. وآخر في نفسه.. وثالث في أهله وولده.. ورابع في ماله. [ وهكذا.. لا يوجد أحد إلا وهو مبتلى، إن لم يبتل اليوم فغدا ].. فهذه قاعدة تشمل جميع البشر، وإن أظهروا البشر والسرور، ولو كان أحد سالما من مصائب الدنيا، لكان النبي أولى الناس بذلك، لكن الواقع أن الأنبياء هم أكثر الناس بلاء. - قال سعد بن وقاص: قلت: يا رسول! أي الناس أشد بلاء؟، قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان دينه صُلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد، حتى يتركه يمشي على الأرض، ما عليه خطيئة). [الترمذي بنحوه في الزهد، باب: ما جاء في الصبر على البلاء]. - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر، إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباءة فيحبو بها، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء، كما تفرحون بالرخاء). [رواه أحمد في الزهد] وهذا أيوب عليه السلام أصيب في ماله وولده وجسده، كان له من الحرث والأنعام شيء كثير، وأولاد كثير، ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله، وذهب عن آخره، ثم ابتلي في جسده بالجذام فلم يبق منه سليم، سوى قلبه ولسانه، يذكر الله بهما، حتى عافه الجليس، وأفرد ناحية من البلد، ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه، سوى زوجته، كانت تقوم بأمره، ثم قال: - (أحمدك رب الأرباب، الذي أحسنت إلي، أعطيتني المال والولد، فلم يبق من قلبي شعبة إلا وقد دخله ذلك، فأخذت ذلك كله مني، وفرغت قلبي، ليس يحول بيني وبينك شيء، لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت حسدني). فلقي إبليس من ذلك شيئا منكرا، فمكث كذلك أكثر من سبع سنين صابرا يرى ما هو فيه نعمة وأجرا وثوابا حتى سمع من يقول: "ما أصابه ما أصابه، إلا بذنب عظيم أصابه". فعند ذلك قال: - { ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }. فلما توجه بالشكوى إلى ربه سبحانه استجاب الله له: - { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}. أي وجعلناه في ذلك قدوة؛ لئلا يظن أهل البلاء، إنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا، وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك. (تفسير ابن كثير 5/353) إن الله قدر على العباد هذه المصائب ليبلوهم أيهم أحسن عملا، وأكثر صبرا واحتسابا، فإن المحن: كفارات للذنوب، ومعظمات للثواب، وتمحيص للإيمان، واختبار للصدق، فهي التي تبين المؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب: - {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }. والحقيقة: أنه ربما كان من الواجب على الإنسان أن يخاف، إن هو سلم من بلايا الدنيا، فإن السالم المعافى قد لا يأمن أن يكون مستدرجا ممكورا به، قال تعالى: - { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد}. إذن الأصل في المؤمن أن يبتلى، وقد قال رسول الله: - (الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر). [رواه مسلم، مختصر مسلم2079]
* * * فإذا علمنا هذا وفهمناه: يجب علينا أن نوطن أنفسنا على تحمل ما يصيبنا، دون جزع أو شكوى إلى غير الله. فالنفس إذا تهيأت لقبول ما يصيبها: تسرت وتصبرت، وعرفت أن جزعها لا يقدم ولا يؤخر ولا يخفف من المصاب. والأمل في الله تعالى، وحسن الظن به، باب الفرج وزوال المحن.. واليأس والقنوط من أسباب فساد الحياة.. فلذا كان التفاؤل خيرا، كما أن التشاؤم شر، وقد جاء النهي عن التشاؤم، واستحباب التفاؤل؛ لأن التفاؤل حسن ظن برب العالمين، والتشاؤم سوء ظن برب العالمين، واليائس والقانط سيء الظن بالله تعالى، وهو ذنب عظيم لم يصف الله به إلا: المشركين، والمنافقين، والكافرين، والضالين. قال تعالى: - { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنم وساءت مصيرا}. - { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين }. - { قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون }.. إذن مهما ركبتنا الآلام والأمراض، فالصبر وحسن الظن الله تعالى وقطع اليأس واجب. فإذا فعلنا ذلك سلمنا من كل تلك البلايا.
* * *
عدل سابقا من قبل اميرة المنتدى في الأربعاء أغسطس 19, 2009 3:30 pm عدل 1 مرات
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء أغسطس 19, 2009 3:27 pm
ثم إنه لا بد أن نفكر بعدل وإنصاف في نعم الله علينا، ونقارن بلايانا بها، فمهما أصابتنا المصائب فإن نعم الله علينا أكثر وأجل: - فإذا كانت المصيبة في المال، أليس من نعمة الله تعالى أنه لم يجعلها في البدن ؟. - فإذا كانت مصيبتنا في بعض البدن، أليس نعمة الله أنه لم يجعلها في كل البدن ؟. - وإذا كان في كل البدن، أليس نعمة أنه لم يجعلها في العقل؟. - وإذا كانت في العقل، أليس نعمة أنه لم يجعلها في الدين؟. فمهما نظرنا وجدنا: بعض ما يصيبنا أهون من بعض. هذا وإن الدنيا فترة امتحان، فلو عشنا كل ساعاتها في محن ومصائب، دون توقف أو راحة، لما كان ذلك غريبا ولا عجيبا؛ حيث إن فترة الامتحان لابد أن تكون كذلك، والراحة والسلامة لا تكون إلا بعد الامتحان، أي بعد الدنيا.. في الآخرة. لكن رحمة الله تأبى إلا أن تنالنا وتغمرنا حتى في دار الامتحان، فلا بد أن كل منا يجد ساعات فيها الروح والسعادة والعافية، ولو كان يعاني المر والكد والنكد، فقد تكون هنالك أشياء تكدر علينا حياتنا، لكن هل كل أحوالنا كذلك؟: - أليس هنالك شيء صحيح وجميل نعيش فيه؟. - من لم يجد الغنى: أليس يجد الصحة، والأهل، والولد، والسكن، والأمن ؟. - من لم يجد الولد: أليس يجد الصحة، والطعام، والسكن، والأمن، والمال ؟. - من لم يجد الصحة: أليس يجد، الأهل، والولد، والمال، والأمن، والسكن؟. ألسنا في نعم لا تحصى؟، فأين نحن من ذكر هذه النعم؟، لم لا نذكر إلا مصائبنا، وكأن كل حياتنا كذلك؟..
* * *
يقول تعالى: - {وما أصابكم من مصيبة فما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. - {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} بعض المصائب سببها الذنوب، فالإقلاع عنها سبب في زوال تلك المصائب، ومن رحمة الله أنه يعجل بها في الدنيا، فعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة.. قال تعالى: - {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }.
* * *
إن الصبر على أقدار الله تعالى واجب فرض، لقوله تعالى: - { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}. وإن الصبر له أسباب معينة عليه فمن ذلك: أولا: كثرة ذكر الله تعالى، خاصة الاستغفار والتوبة وقول: - ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). أي لا تحول من حال إلى أخرى، ولا قوة على ذلك إلا بالله تعالى، فهو كنز من كنوز الجنة، تحمل عن المهمومين همومهم، وتزيح عنهم أمثال الجبال من الكرب.
- كذلك الإكثار من قول: ( يا مقلب القلوب!، ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب!، صرف قلبي على طاعتك). - والدعاء بدعاء أيوب عليه السلام: { ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }. - { ربي إني مسني الشيطان بنصب وعذاب}. - وبدعاء يونس عليه السلام: { فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. - وبدعاء أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام: { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. فحري بمن دعا بدعائهم أن يستجاب له، كما أجيب دعاؤهم. - وقد كان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام في الكرب والهم: ( الله ربي ولا أشرك به شيئا). فأصل المصائب أن يكون في القلب غير الله. وكذلك يدعو بقوله: - ( اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت). - وقوله: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من ضلع الدين وقهر الرجال). ثانيا: من الأسباب المعينة على الصبر: كثرة النظر في سير الصابرين، كأيوب عليه السلام. ثالثا: زيارة: المرضى، والمصابين، والفقراء. فإن من نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته. يقول أرحم الراحمين: - { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الله، أءله مع الله؟، قليلا ما تذكرون}. - {قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب}. - {قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}.
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: لعله خيراً الخميس أغسطس 20, 2009 3:10 pm
عجباً لمكروب غفل عن خمسة أيات
قال الإمام البصري: عجباً لمكروب غفل عن خمس آيات من كتاب الله عز وجل وعلم فوائدها. قال تعالى:
" كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك. وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً" فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟! وأمر بحبس الوزير. فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"، ومكث الوزير فترة طويلة في السجن. وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع, فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك. ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه لصاحبه فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك... فكان في صنع الله كل الخير"
في هذه القصة ألطف رسالة لكل مبتلى كي يطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله عز وجل ويكن على يقين أن في هذا الابتلاء الخير له في الدنيا والآخرة
قولوا سبحان اللة والحمدلله والله أكبر ولاحول ولاقوة الا بالله
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس أغسطس 20, 2009 4:04 pm
جزاكى الله خيرا
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس سبتمبر 03, 2009 2:15 pm
وقال سبحانه : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة نسأل الله أن يجعلنا وإخواننا من الصابرين إنه جواد كريم . ومما ورد في الأحاديث في الصبر على البلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة " رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة .
وبعض الناس يظن أن هذا الذي يصاب بالأمراض ونحوها مغضوب عليه وليس الأمر كذلك فإنه قد يبتلى بالمرض والمصائب من هو من أعز الناس عند الله وأحبهم إليه كالأنبياء والرسل وغيرهم من الصالحين كما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء " الحديث وكما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم في مكة وفي يوم أحد وغزوة الأحزاب وعند موته صلى الله عليه وسلم وكما حصل لنبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام ، ولنبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ، وذلك ليرفع شأنهم ويعظم أجورهم وليكونوا أسوة صالحة للمبتلين بعدهم .
وقد يبتلى الإنسان بالسراء كالمال العظيم والنساء والأولاد وغير ذلك فلا ينبغي أن يظن أنه بذلك يكون محبوبا عند الله إذا لم يكن مستقيما على طاعته ، فقد يكون من حصل له ذلك محبوبا ، وقد يكون مبغوضا ، والأحوال تختلف والمحبة عند الله ليست بالجاه والأولاد والمال والمناصب وإنما تكون المحبة عند الله بالعمل الصالح والتقوى لله والإنابة إليه والقيام بحقه وكل من كان أكمل تقوى كان أحب إلى الله .
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وإنما يعطي الإيمان والدين من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه " فمن ابتلى بالكفر والمعاصي فهذا دليل على أنه مبغوض عند الله على حسب حاله
ثم أيضا قد يكون الابتلاء استدراجا فقد يبتلى بالنعم يستدرج بها حتى يقع في الشر وفيما هو أسوأ من حاله الأولى قال تعال : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ) روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معصيته فاعلم أنما هو استدراج " ثم قرأ قوله تعالى : ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) أي آيسون من كل خير والعياذ بالله .
ويقول جل وعلا : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ )
وقد يبتلى الناس بالأسقام والأمراض ونحو ذلك لا عن بغض ولكن لحكمة بالغة منها رفع الدرجات وحط الخطايا كما تقدم بيان ذلك .
:::المصدر: فتاوى من موقع الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمهُ الله :::
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس سبتمبر 03, 2009 2:16 pm
[center]آداب الصبر
[/center]
قال الإمام ابن قدامة –رحمه الله- ومن آداب الصبر:
§ استعماله في أول صدمة؛ لقوله -صلى الله عليه واله وسلم-:)إنما الصبر عند الصدمة الأولى( حديث صحيح.
§ ومن الآداب الاسترجاع عند المصيبة، لحديث أم سلمة -رضي الله عنها-، وهو من رواية مسلم.
§ ومن الآداب سكون الجوارح واللسان، فأما البكاء فجائز، قال بعض الحكماء: الجزع لا يرد الفائت، ولكن يسر الشامت § ومن حسن الصبر أن لا يظهر أثر المصيبة على المصاب، كما فعلت أم سُلَيم امرأة أبي طلحة لما مات ابنها، وحديثها مشهور في صحيح "مسلم"، قال الله –تعالى-: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 156].وإذا كانت المصيبة مما يمكن كتمانها، فكتمانها من نعم الله -عزَّ وجل- الخفية، قال علي –رضي- الله عنه: من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك، ولا تذكر مصيبتك.وقال رجل للإمام أحمد: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ قال: بخير في عافية. فقال له: حممت البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك، لا تخرجني إلى ما أكره. المرجع: مختصر منهاج القاصدين (بتصرف) للإمام: ابن قدامة المقدسي –رحمه الله-
عدل سابقا من قبل اميرة المنتدى في الأربعاء سبتمبر 09, 2009 10:55 pm عدل 1 مرات
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس سبتمبر 03, 2009 3:49 pm
جزاكى الله خير على هذه الموسوعة
تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الخميس سبتمبر 03, 2009 4:53 pm
جزاكم الله خيرا :afro:
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الجمعة سبتمبر 04, 2009 10:45 pm
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها)) [رواه مسلم]
عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يافتى، ألا أهب لك، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن، واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)) [صححه الألباني في السنة]
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال: (( يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) [صححه الترمذي في سننه]
عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: (( ما يكون عندي من خير لا أدخره عنكم، وإنه من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر.)) [البخاري]
عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (( إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)) فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها. [البخاري]
عن صهيب بن سنان الرومي القرشي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له.وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له)) [مسلم]
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين سبتمبر 07, 2009 11:54 pm
اولا شكرا لمروركم جميعا ويارب يكون الموضوع
افاد الجميع
ايه رايكو اكمل ولا الموضوع كده هيطول اوى
وجزاكم الله خيرا
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 1:17 pm
اعتقد لو كملتى هتبقى سلسلة جميلة
Eng/Reda عضو جديد
عدد الرسائل : 4 نقاط : 4 تاريخ التسجيل : 27/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 6:15 pm
فصبر جميل صير لا شكوي فيه لبشر انما شكوي الحزن لله انظر صبر يعقوب عليه السلام الصبرالجميل فيه رجاء "فصبر جميل عسي الله أن يأتيني بهم جميعا"
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 11:53 pm
الحمد لله الصبور الشكور ، العلي الكبير ، السميع البصير ، جرت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور ، وأسمعت دعوته لليوم الموعود أصحاب القبور ، قدّر مقادير الخلائق وآجالهم ، وكتب آثارهم وأعمالهم ، وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور . القاهر القادرُ فكل عسير عليه يسير ، وهو المولى ، فنعم المولى ونعم النصير ، يسبِّح له ما فغي السموات وما في الأرض ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 0 وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، جلّ عن الشبيه والنظير ، وتعالى عن الشريك والظهير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير 0 وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، خيرته من بريته ، وصفوته من خليقته ، أعرف الخلق به ، وأعظمهم له خشية ، أسلم قلبه وقالبه لربه ، وأناب إليه في كل أمره ، وقضى حياته عبادة وجهادا وصبرا ومصابرة حتى أتاه اليقين ، وما من خير إلا دلَّ أمته عليه ، وما من شر إلا حذَّرها منه ، وما مات وطائر يطير بجناحيه في السماء إلا وأعطانا منه خبرا ، فاللهم صلِّ عليه وسلم ، وبارك وأنعم ، وأجزه خير الجزاء وأوفاه ، وأعلاه وأسناه ، واحشرنا اللهم في زمرته يوم يقوم الأشهاد . واجعلنا من أتباع سنته ، وحماة شريعته ، وتوفنا على ذلك غير مبدلين ولا مضيعين ، آمين ، آمين
أيها الأحبة الأجلاء : هذه تذكرة لأولي الألباب وتسلية لكل محزون ومصاب ، تشرح صدره ، وتجلب صبره ، وتهون خطبه ، وتنفس كربه . وهي وقفات مع آي الكتاب العظيم ، وأحاديث المصطفى الكريم ، وتجوالٌ في سير عباد الله الصالحين ، ممن ألمت بهم المصائب ، وحلت بهم الكوارث والفواجع ، فثبتوا وصبروا ، وحمدوا ربهم وشكروا ، فكانوا مضرب المثل في الرضا بمرِّ القضا ، والصبر على ما كتب الله عليهم من عظيم البلا . إنها تسليةٌ لكل مكروب ومنكوب ، وعزاءٌ لمن حلت به مصيبة ، ونزلت به فجيعة . دعونا – أيها الإخوة والأخوات – نسير وإياكم في أفياء هذه الكلمات ، ونقف مع عبرها وآياتها وقفات ووقفات ، فلعل كلمة منها تقع في قلب مكروب طال حزنه ، وغشيه من الهم ما غشيه ، فتسليه وتعزيه ، وتصبره وتثبته . أيها الأخ المكروب ، أيها المحزون المهموم :
إني أعزيك لا أني على ثقة *** من الحياة ، ولكن سنة الديـن فما المعزَّى بباقٍ بعد ميِّتـهِ *** ولا المعزِّي ، ولو عاشا إلى حينِ
فأسلم إليَّ قلبك – وفقك الله- ، وأنصت إلى هذا الحديث ، فلعل الله أن يجمع لك به بين سعادة الدنيا ونعيمِ الآخرة ، وما ذلك على الله بعزيز .وتأمل معي هذه الوقفات ، ففيها آيات وعظات ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأربعاء سبتمبر 09, 2009 10:41 pm
الوقفة الأولى : الابتلاء سنة الله في خلقه . هي سنة علينا وعلى من سبقنا ، ومن سيأتي بعدنا { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } . إن الدنيا – أخي – دار امتحان واختبار ، وأسقام وأكدار .
فالمرء رهن مصائب لا تنقضي *** حتى يوسَّد جسمه في رمسه فمؤجلُ يلقى الردى في غيره *** ومعجل يلقى الردى في نفسه
== تذكر أخي المكروب أن هناك خلقاً غيرك ممن حلت بهم المصائب ، فلست وحدك في ساحة الابتلاء ؛ بل لا أبالغ إذا قلت : إنه لا يوجد أحد إلا ولديه ما يُهِمُّه ويحزنه .
كل من لاقيت يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن؟
== إن الدار التي ليس فيها كدر ولا حزن ، هي الجنة جعلني الله وإياك من أهلها . نعم تلك المَحَلَّة التي يكون فيها النعيم والسرور سرمدياً أبدياً ، لا يحول ولا يزول . وأهلها في فرح دائم ، ومتعة باقية { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } فاصبر وصابر لها واحصد ما استطعت من الحسنات فلعلك أن تظفر بها وتكون من أهلها . == إن هذه الدنيا أيها الحبيب مليئة بالهموم والأكدار قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إن لكل فرحة ترحة ، وما مليء بيت فرحاً إلا مليء ترحا" وقال ابن سيرين : "ما ضحكٌ إلا كان بعده بكاء ".
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الجمعة سبتمبر 11, 2009 11:22 pm
الوقفة الثانية : سبب المصيبة إن المصيبة حين تحل بالعبد فلابدَّ أن يكون لنزولها سب ، وهذا السببُ في غالب الأمر لأجل ما كان من العبد من معصية اجترحتها يداه ، أو تفريطٍ في طاعة مولاه . قال تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } ، وقال سبحانه : { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } 0 == وروى الطبري وصححه الألباني عن البراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اختلج عرقُ (أي اضطرب ولا تحرك عرق) ولا عينُ إلا بذنب ، وما يدفع الله أكثر " 0 == قال ابن سيرين – رحمه الله – " إني لأعلم الذنب الذي حرمت به قيام الليل أربعة أشهر ذاك ني قلت لرجل : يا مفلس " !! قال أبو سليمان الداراني : " قلّت ذنوبهم فعرفوا من أين أوتوا وكثرت ذنوبناً فلم ندر من أين نؤتى " والله المستعان . == وسار أحد العلماء ومعه أحد طلابه فمرَّت امرأة فأطلق الطالب بصره فيها ، فقال الشيخ : " والله لتجدنَّ غبها ولو بعد حين " فنسيَ القرآن بعد أربعين سنة ، وقد كان حافظاً له . نعوذ بالله من سخطه وعقابه 0
الوقفة الثالثة : من أسرار الابتلاء وحكمه ذكر ابن القيم – رحمه الله – بعضها في إغاثة اللهفان : ومنها : حصول الإخلاص في الدعاء ، وصدق الإنابة إلى الله ، والالتجاء وشدة التضرع بمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ...} ومن فوائد الابتلاء : تمحيص الذنوب والسيئات ، وبلوغ الدرجات العلية في الجنات "إلى آخر ما ذكر رحمه الله . == روي أنه كان في زمن حاتم الأصم رجل يقال له : معاذ الكبير . أصابته مصيبة ، فجزع منها وأمر بإحضار النائحات وكسر الأواني . فسمعه حاتم فذهب إلى تعزيته مع تلامذته ، وأمر تلميذاً له . فقال : إذا جلست فاسألني عن قوله تعالى : { إن الإنسان لربه لكنود } فسأله فقال حاتم : ليس هذا موضع السؤال . فسأله ثانيا ، وثالثا . فقال : معناه أن الإنسان لكفور ، عداد للمصائب ، نساء للنعم ، مثل معاذ هذا ، ان الله تعالى متعه بالنعم خمسين سنة ، فلم يجمع الناس عليها شاكراً لله عز وجل . فلما أصابته مصيبة جمع الناس يشكو من الله تعالى ؟!! فقال معاذ : بلى ، إن معاذاً لكنود عداد للمصائب نساء للنعم . فأمر بإخراج النائحات وتاب عن ذلك .
تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
موضوع: رد: فصبر جميل السبت سبتمبر 12, 2009 5:19 pm
قصة نبي الله أيوب
قال ابن إسحاق: كان رجلاً من الروم وهو أيوب بن موص بن زارح بن العيص بن إجمجراوى بن إبراهيم الخليل.
وقال غيره: هو أيوب بن موص بن رعويل بن العيص بن إجمجراوى بن يعقوب. وقيل غير ذلك في نسبه.
وحكى ابن عساكر أن أمه بنت لوط عليه السلام. وقيل كان أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام يوم ألقي في النار فلم تحرقه.
والمشهور الأول، لأنه من ذرية إبراهيم كما قررنا عند قوله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ ...} الآيات [الأنعام: 84].
من أن الصحيح أن الضمير عائد على إبراهيم دون نوح عليهما السلام.
وهو من الأنبياء المنصوص على الإيحاء إليهم في سورة النساء في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ} الآية [النساء: 163].
فالصحيح أنه من سلالة العيص بن إجمجراوى، وامرأته قيل: اسمها ليا بنت يعقوب، وقيل: رحمه بنت أفرائيم، وقيل: منشا بن يوسف بن يعقوب، وهذا أشهر فلهذا ذكرناه هاهنا. ثم نعطف بذكر أنبياء بني إسرائيل بعد ذكر قصته إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان.
وروى ابن عساكر من طريق الكلبي أنه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، ثم إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهرون، ثم إلياس، ثم اليسع، ثم عرفي بن سويلخ بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب، ثم يونس بن متي من بني يعقوب، ثم أيوب بن زراح بن آموص بن لبفرز بن العيص بن إجمجراوى بن إبراهيم. (ج/ص: 1/ 255)
وفي بعض هذا الترتيب نظر، فإن هوداً وصالحاً المشهور أنهما بعد نوح، وقبل إبراهيم، والله أعلم.
قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم: كان أيوب رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه، من الأنعام، والعبيد، والمواشي، والأراضي المتسعة بأرض البثينة من أرض حوران.
وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له، وكان له أولاد وأهلون كثير، فسلب من ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بها، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه.
وطال مرضه حتى عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده، وألقي على مجمجراوىلة خارجها، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها، وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه، فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، وتقوم بمصلحته.
وضُعف حالها، وقل ما لها، حتى كانت تخدم الناس بالأجر، لتطعمه وتقود بأوده رضي الله عنها وأرضاها، وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد، وما يختص بها من المصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد، وخدمة الناس بعد السعادة، والنعمة، والخدمة، والحرمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه)).
ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام إلا صبراً واحتساباً وحمداً وشكراً، حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه السلام، ويضرب المثل أيضاً بما حصل له من أنواع البلايا.
وقد روي عن وهب بن منبه وغيره من علماء بني إسرائيل، في قصة أيوب، خبر طويل في كيفية ذهاب ماله، وولده، وبلائه في جسده، والله أعلم بصحته.
وعن مجاهد أنه قال: كان أيوب عليه السلام أول من أصابه الجدري، وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال؛ فزعم وهب أنه ابتلي ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص. وقال أنس: ابتلي سبع سنين وأشهراً، وألقى على مجمجراوىلة لبني إسرائيل تختلف الدواب في جسده، حتى فرَّج الله عنه، وعظم له الأجر، وأحسن الثناء عليه. (ج/ص: 1/ 256)
وقال حميد: مكث في بلواه ثمانية عشرة سنة. وقال السدي: تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحاً، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة، فجزعت من هذا الكلام، وكانت تخدم الناس بالأجر وتطعم أيوب عليه السلام.
ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب، خوفاً أن ينالهم من بلائه، أو تعديهم بمخالطته، فلما لم تجد أحداً يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها، بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره.
فقالت: خدمت به أناساً فلما كان الغد لم تجد أحداً، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام، فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً قال في دعائه: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: كان لأيوب أخوان، فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط.
قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعاناً وأنا أعلم مكان جائع فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان.
ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار، فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان.
ثم قال: اللهم بعزتك وخر ساجداً، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه.
وقال ابن أبي حاتم وابن جرير جميعاً: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبئنا ابن وهب، أخبرني نافع بن يزيد عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: يعلم الله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين.
قال له صاحبه: وما ذاك؟
قال: منذ ثماني عشر سنة لم يرحمه ربه فكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له.
فقال أيوب: لا أدري ما تقول غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق)).
قال: ((وكان يخرج في حاجته فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42] فاستبطأته فتلقته تنظر، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى، فوالله على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً، قال: فإني أنا هو)). (ج/ص: 1/ 257)
قال: ((وكان له أندران: أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض)).
هذا لفظ ابن جرير، وهكذا رواه بتمامه ابن حبان في (صحيحه) عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن حرملة، عن ابن وهب به. وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفاً.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أنبأنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية، وجاءت امرأته فلم تعرفه.
فقالت: يا عبد الله هذا المبتلى الذي كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب، وجعلت تكلمه ساعة.
قال: ولعل أنا أيوب.
قالت: أتسخر مني يا عبد الله؟
فقال: ويحك أنا أيوب، قد رد الله عليّ جسدي.
قال ابن عباس: ورد الله عليه ماله وولده بأعيانهم ومثلهم معهم.
وقال وهب بن منبه: أوحى الله إليه: قد رددت عليك أهلك، ومالك، ومثلهم معهم فاغتسل بهذا الماء فإن فيه شفاءك، وقرب عن صحابتك قرباناً، واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك. رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبو زرعة، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه جراداً من ذهب، فجعل يأخذ بيده ويجعل في ثوبه قال: فقيل له يا أيوب أما تشبع؟ قال: يا رب ومن يشبع من رحمتك)).
وهكذا رواه الإمام أحمد، عن أبي داود الطيالسي، وعبد الصمد عن همام عن قتادة به.
ورواه ابن حبان في (صحيحه)، عن عبد الله بن محمد الأزدي، عن إجمجراوى بن راهويه، عن عبد الصمد به. ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب، وهو على شرط الصحيح، فالله أعلم.
وقال الإمام أحمد: ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أرسل على أيوب رجل من جراد من ذهب فجعل يقبضها في ثوبه، فقيل: يا أيوب ألم يكفك ما أعطيناك؟ قال: أي رب ومن يستغني عن فضلك.
هذا موقوف وقد روي عن أبي هريرة من وجه أخر مرفوعاً.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((بينما أيوب يغتسل عرياناً خرّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه عز وجل: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى.
قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك)).
رواه البخاري من حديث عبد الرزاق به. (ج/ص: 1/ 258)
وقوله: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} أي: اضرب الأرض برجلك فامتثل ما أمر به، فأنبع الله له عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض، الذي كان في جسده ظاهراً وباطناً، وأبدله الله بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة، وجمالاً تاماً، ومالاً كثيراً حتى صب له من المال صباً مطراً عظيماً جراداً من ذهب.
وأخلف الله له أهله كما قال تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} [الأنبياء: 84] فقيل: أحياهم الله بأعيانهم، وقيل: آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة.
وقوله: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} أي: رفعنا عنه شدته، وكشفنا ما به من ضر رحمة منا به، ورأفة وإحساناً.
{وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} أي: تذكرة لمن ابتلي في جسده أو ماله أو ولده، فله أسوة بنبي الله أيوب حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب، حتى فرج الله عنه.
ومن فهم من هذا اسم امرأته فقال: هي رحمة من هذه الآية، فقد أبعد النجعة، وأغرق النزع.
وقال الضحاك عن ابن عباس: رد الله إليها شبابها، وزادها حتى ولدت له ستة وعشرون ولداً ذكراً.
وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية، ثم غيروا بعده دين إبراهيم.
وقوله: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44] هذه رخصة من الله تعالى لعبده ورسوله أيوب عليه السلام، فيما كان من حلفه ليضربن امرأته مائة سوط فقيل: حلفه ذلك لبيعها ضفائرها. وقيل: لأنه عرضها الشيطان في صورة طبيب يصف لها دواء لأيوب، فأتته فأخبرته فعرف أنه الشيطان، فحلف ليضربها مائة سوط.
فلما عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثاً، وهو كالعثكال الذي يجمع الشماريخ فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة، ويكون هذا منزلا منزلة الضرب بمائة سوط، ويبر ولا يحنث، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه، ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة المكابدة الصديقة، البارة الراشدة، رضي الله عنها.
ولهذا عقب الله هذه الرخصة وعللها بقوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}. (ج/ص: 1/ 259)
وقد استعمل كثير من الفقهاء هذه الرخصة في باب الإيمان والنذور، وتوسع آخرون فيها حتى وضعوا كتاب الحيل في الخلاص من الإيمان، وصدوره بهذه الآية الكريمة وأتوا فيه بأشياء من العجائب والغرائب، وسنذكر طرفاً من ذلك في كتاب الأحكام عند الوصول إليه إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر ابن جرير وغيره من علماء التاريخ: أن أيوب عليه السلام لما توفي كان عمره ثلاثاً وتسعين سنة، وقيل: إنه عاش أكثر من ذلك، وقد روى ليث عن مجاهد ما معناه: أن الله يحتج يوم القيامة بسليمان عليه السلام على الأغنياء، وبيوسف عليه السلام على الأرقاء، وبأيوب عليه السلام على أهل البلاء، رواه ابن عساكر بمعناه.
وأنه أوصى إلى ولده حومل، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل فالله أعلم. ومات ابنه هذا وكان نبياً فيما يزعمون، وكان عمره من السنين خمسا وسبعين، ولنذكر ههنا قصة ذي الكفل إذ قال بعضهم إنه ابن أيوب عليها السلام.
قصة ذي الكفل الذي زعم قوم أنه ابن أيوب
قال الله تعالى بعد قصة أيوب في سورة الأنبياء: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [85-86].
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً في سورة ص: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ} [ص: 45-48].
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه، مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام، وهذا هو المشهور. وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً، وحكماً مقسطاً عادلاً، وتوقف ابن جرير في ذلك، فالله أعلم.
وروى ابن جرير، وابن أبي نجيح عن مجاهد: أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً، وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيه أمرهم، ويقضي بينهم بالعدل، فسمى ذا الكفل.
وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق داود بن أبي هند، عن مجاهد أنه قال: لما كبر اليسع قال: لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي، حتى أنظر كيف يعمل. (ج/ص: 1/ 260)
فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب.
قال: فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا.
فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟
قال: نعم.
قال: فردهم ذلك اليوم، وقال مثلها اليوم الآخر.
فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال: أنا. فاستخلفه. قال: فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان فأعياهم ذلك، فقال: دعوني وإياه، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النومة فدق الباب، فقال: من هذا؟
قال: شيخ كبير مظلوم.
قال: فقام ففتح الباب، فجعل يقص عليه فقال: إن بيني وبين قومي خصومة، وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا، حتى حضر الرواح وذهبت القائلة، وقال: إذا رحت فأتني آخذ لك بحقك.
فانطلق وراح.
فكان في مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره، فقام يتبعه، فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه، فلما رجع إلى القائلة فأخذ مضجعه، أتاه فدق الباب فقال من هذا؟
فقال: الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فأتني؟
فقال: إنهم أخبث قوم، إذا عرفوا أنك قاعد قالوا نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني.
قال: فانطلق فإذا رحت فأتني، قال ففاتته القائلة فراح فجعل ينتظر فلا يراه، وشق عليه النعاس فقال لبعض أهله: لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق علي النوم، فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل: وراءك وراءك، فقال: إني قد أتيته أمس، فذكرت له أمري.
فقال: لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه، فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها، فإذا هو في البيت، وإذا هو يدق الباب من داخل، قال: فاستيقظ الرجل فقال: يا فلان ألم آمرك قال: أما من قبلي والله فلم تؤت فانظر من أين أتيت؟
قال: فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه، وإذا الرجل معه في البيت فعرفه، فقال: أعدو الله؟
قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت ما ترى لأغضبنك، فعصمك الله مني، فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به.
وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً، عن ابن عباس قريباً من هذا السياق.
وهكذا روي عن عبد الله بن الحارث، ومحمد بن قيس، وابن حجيرة الأكبر، وغيرهم من السلف نحو هذا.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الجماهر، أنبأنا سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن كنانة بن الأخنس قال: سمعت الأشعري - يعني أبا موسى رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر يقول: ما كان ذو الكفل نبياً ولكن كان رجل صالح، يصلي كل يوم مائة صلاة، فتكفل له ذو الكفل من بعده يصلي كل يوم مائة صلاة فسمى ذا الكفل.
ورواه ابن جرير من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال: قال أبو موسى الأشعري فذكره منقطعاً. (ج/ص: 1/ 261)
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعد مولى طلحة، عن ابن عمر قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين - حتى عد سبع مرار - ولكن قد سمعته أكثر من ذلك قال:
((كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله، فأتته مرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال: لها ما يبكيك أأكرهتك؟
قالت: لا، ولكن هذا عمل لم أعمله قط، وإنما حملتني عليه الحاجة، قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط، ثم نزل فقال: اذهبي بالدنانير لك.
ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل أبداً فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه قد غفر الله لكفل)).
ورواه الترمذي من حديث الأعمش به وقال حسن.
وذكر أن بعضهم رواه فوقفه على ابن عمر فهو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر فإن سعداً هذا قال أبو حاتم: لا أعرفه إلا بحديث واحد، ووثقه ابن حبان، ولم يرو عنه سوى عبد الله بن عبد الله الرازي هذا، فالله أعلم.
كما رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والبزار من حديث عوفي الأعرابي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: ما أهلك الله قوماً بعذاب من السماء أو من الأرض بعد ما أنزلت التوراة على وجه الأرض، غير القرية التي مسخوا قردة. ألم ترَ أن الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى} ورفعه البزار في رواية له. والأشبه والله أعلم وقفه، فدل على أن كل أمة أهلكت بعامة قبل موسى عليه السلام فمنهم:
أصحاب الرس.
قال الله تعالى في سورة الفرقان: {وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً * وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلّاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً} [الفرقان: 38-39].
وقال تعالى في سورة ق: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} [ق: 12-14]. (ج/ص: 1/ 262)
وهذا السياق والذي قبله يدل على أنهم أهلكوا ودمروا وتبروا وهو الهلاك. وهذا يرد اختيار ابن جرير من أنهم أصحاب الأخدود الذين ذكروا في سورة البروج، لأن أولئك عند ابن إجمجراوى وجماعة كانوا بعد المسيح عليه السلام، وفيه نظر أيضاً.
وروى ابن جرير قال: قال ابن عباس: أصحاب الرس؛ أهل قرية من قرى ثمود. وقد ذكر الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر في أول تاريخه عند ذكر بناء دمشق، عن تاريخ أبي القاسم عبد الله بن عبد الله بن جرداد وغيره:
أن أصحاب الرس كانوا بحضور، فبعث الله إليهم نبياً يقال له: حنظلة بن صفوان، فكذبوه وقتلوه، فسار عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح بولده من الرس فنزل الأحقاف، وأهلك الله أصحاب الرس، وانتشروا في اليمن كلها، وفشوا مع ذلك في الأرض كلها، حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح دمشق وبني مدينتها، وسماها جيرون، وهي إرم ذات العماد.
وليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق، فبعث الله هود بن عبد الله بن رباح بن خالد بن الحلود بن عاد إلى عاد، يعني أولاد عاد بالأحقاف، فكذبوه وأهلكهم الله عز وجل، فهذا يقتضي أن أصحاب الرس قبل عاد بدهور متطاولة. فالله أعلم.
وروى ابن أبي حاتم، عن أبي بكر بن أبي عاصم، عن أبيه، عن شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: الرس: بئر بآذربيجان.
وقال الثوري، عن أبي بكر، عن عكرمة قال: الرس: بئر رسوا فيها نبيهم، أي دفنوه فيها.
وقال ابن جريج: قال عكرمة: أصحاب الرس بفلج، وهم أصحاب ياسين.
وقال قتادة: فلج من قرى اليمامة، قلت: فإن كانوا أصحاب ياسين كما زعمه عكرمة، فقد أهلكوا بعامة، قال الله تعالى في قصتهم: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} [يس: 29] وستأتي قصتهم بعد هؤلاء، وإن كانوا غيرهم وهو الظاهر فقد أهلكوا أيضاً وتبروا. وعلى كل تقدير فينافي ما ذكره ابن جرير.
وقد ذكر أبو بكر محمد بن الحسن النقاش: أن أصحاب الرس كانت لهم بئر ترويهم، وتكفي أرضهم جميعها، وكان لهم ملك عادل حسن السيرة، فلما مات وجدوا عليه وجداً عظيماً، فلما كان بعد أيام تصور لهم الشيطان في صورته، وقال:
إني لم أمت، ولكن تغيبت عنكم حتى أرى صنيعكم، ففرحوا أشد الفرح وأمر بضرب حجاب بينهم وبينه، وأخبرهم أنه لا يموت أبداً، فصدق به أكثرهم وافتتنوا به وعبدوه، فبعث الله فيهم نبياً، وأخبرهم أن هذا شيطان يخاطبهم من وراء الحجاب، ونهاهم عن عبادته، وأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له. (ج/ص: 1/ 263)
قال السهيلي: وكان يوحى إليه في النوم، وكان اسمه حنظلة بن صفوان، فعدوا عليه فقتلوه وألقوه في البئر، فغار ماؤها وعطشوا بعد ريهم، ويبست أشجارهم وانقطعت ثمارهم، وخربت ديارهم، وتبدلوا بعد الأنس بالوحشة، وبعد الاجتماع بالفرقة، وهلكوا عن آخرهم، وسكن في مساكنهم الجن والوحوش، فلا يسمع ببقاعهم إلا عزيف الجن، وزئير الأسد، وصوت الضباع.
فأما ما رواه - أعني - ابن جرير، عن محمد بن حميد، عن سلمة، عن ابن إجمجراوى، عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الأسود)).
وذلك أن الله تعالى بعث نبياً إلى أهل قرية فلم يؤمن به من أهلها إلا ذلك الأسود.
ثم إن أهل القرية عدوا على النبي، فحفروا له بئراً فألقوه فيها، ثم أطبقوا عليه بحجر أصم قال: فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره، ثم يأتي بحطبه فيبيعه ويشتري به طعاماً وشراباً، ثم يأتي به إلى ذلك البئر فيرفع تلك الصخرة ويعينه الله عليها، ويدلي إليه طعامه وشرابه، ثم يردها كما كانت.
قال: فكان كذلك ما شاء الله أن يكون، ثم إنه ذهب يوماً يحتطب كما كان يصنع، فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها، فلما أراد أن يحتملها وجد سنة فاضطجع ينام، فضرب الله على أذنه سبع سنين نائماً، ثم إنه هب فتمطى وتحول لشقه الآخر، فاضطجع فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى.
ثم إنه هب واحتمل حزمته، ولا يحسب أنه نام إلا ساعة من نهار، فجاء إلى القرية فباع حزمته، ثم اشترى طعاماً وشراباً كما كان يصنع. ثم إنه ذهب إلى الحفرة إلى موضوعها الذي كانت فيه، فالتمسه فلم يجده، وقد كان بدا لقومه فيه بداء فاستخرجوه وآمنوا به وصدقوه.
قال: فكان نبيهم يسألهم عن ذلك الأسود ما فعل فيقولون له: ما ندري حتى قبض الله النبي عليه السلام، وأهب الأسود من نومه بعد ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن ذلك الأسود لأول من يدخل الجنة)).
فإنه حديث مرسل ومثله فيه نظر. ولعل بسط قصته من كلام محمد بن كعب القرظي، والله أعلم. (ج/ص: 1/ 264)
ثم قد رده ابن جرير نفسه وقال: لا يجوز أن يحمل هؤلاء على أنهم أصحاب الرس المذكورون في القرآن، قال: لأن الله أخبر عن أصحاب الرس أنه أهلكهم، وهؤلاء قد بدا لهم فآمنوا بنبيهم، اللهم إلا أن يكون حدثت لهم أحداث، آمنوا بالنبي بعد هلاك آبائهم والله أعلم. ثم اختار أنهم أصحاب الأخدود وهو ضعيف لما تقدم، ولما ذكر في قصة أصحاب الأخدود حيث توعدوا بالعذاب في الآخرة إن لم يتوبوا ولم يذكر هلاكهم، وقد صرح بهلاك أصحاب الرس والله أعلم.
اشتهر عن كثير من السلف والخلف أن هذه القرية أنطاكية. رواه ابن إجمجراوى فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وكذا روي عن بريدة بن الحصيب، وعكرمة، وقتادة، والزهري، وغيرهم.
قال ابن إجمجراوى فيما بلغه عن ابن عباس، وكعب، ووهب أنهم قالوا: وكان لها ملك اسمه انطيخس بن انطيخس وكان يعبد الأصنام. فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل وهم: صادق ومصدوق وشلوم، فكذبهم.
وهذا ظاهر أنهم رسل من الله عز وجل، وزعم قتادة أنهم كانوا رسلاً من المسيح. وكذا قال ابن جرير عن وهب، عن ابن سليمان، عن شعيب الجبائي: كان اسم المرسلين الأوليين: شمعون ويوحنا، واسم الثالث بولس، والقرية أنطاكية. (ج/ص: 1/ 265)
وهذا القول ضعيف جداً: لأن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين، كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح في ذلك الوقت. ولهذا كانت إحدى المدن الأربع التي تكون فيها بتاركة النصارى، وهن: أنطاكية، والقدس، واسكندرية، ورومية، ثم بعدها إلى القسطنطينية ولم يهلكوا.
وأهل هذه القرية المذكورة في القرآن أهلكوا كما قال في آخر قصتها، بعد قتلهم صديق المرسلين: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} لكن إن كانت الرسل الثلاثة المذكورون في القرآن، بعثوا إلى أهل أنطاكية قديماً، فكذبوهم وأهلكهم الله ثم عمرت بعد ذلك. فلما كان في زمن المسيح آمنوا برسله إليهم فلا يمنع هذا، والله أعلم.
فأما القول بأن هذه القصة المذكورة في القرآن هي قصة أصحاب المسيح فضعيف لما تقدم، ولأن ظاهر سياق القرآن يقتضي أن هؤلاء الرسل من عند الله.
قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً} يعني لقومك يا محمد.
{فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ} فردوا عليهم بأنهم بشر مثلهم، كما قالت الأمم الكافرة لرسلهم يستبعدون أن يبعث الله نبياً بشرياً، فأجابوهم بأن الله يعلم أنا رسله إليكم، ولو كنا كذبنا عليه لعاقبنا وانتقم منا أشد الانتقام.
{وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} أي: إنما علينا أي نبلغكم ما أرسلنا به إليكم والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} أي: تشاءمنا بما جئتمونا به.
{قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ} أي: يدعونكم إلى الحق المحض بلا أجرة ولا جعالة. ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن عبادة ما سواه مما لا ينفع شيئاً لا في الدنيا ولا في الآخرة.
{إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي: إن تركت عبادة الله وعبدت معه ما سواه.
ثم قال مخاطباً للرسل: {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} قيل: فاستمعوا مقالتي واشهدوا لي بها عند ربكم. وقيل معناه فاسمعوا يا قومي إيماني برسل الله جهرة، فعند ذلك قتلوه. قيل: رجماً، وقيل: عضاً، وقيل: وثبوا إليه وثبة رجل واحد فقتلوه. (ج/ص: 1/ 266)
وحكى ابن إجمجراوى عن بعض أصحابه، عن ابن مسعود قال: وطئوه بأرجلهم حتى أخرجوا قصبته من دبره.
وقد روى الثوري، عن عاصم الأحول، عن أبي مجلز: كان اسم هذا الرجل حبيب بن مري، ثم قيل: كان نجاراً، وقيل: حبالاً، وقيل: إسكافياً، وقيل: قصاراً، وقيل: كان يتعبد في غار هناك، فالله أعلم.
وعن ابن عباس كان حبيب النجار قد أسرع فيه الجذام، وكان كثير الصدقة قتله قومه. ولهذا قال تعالى: {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} يعني لما قتله قومه أدخله الله الجنة، فلما رأى فيها من النضرة والسرور قال: {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} يعني ليؤمنوا بما آمنت به فيحصل لهم ما حصل لي.
قال ابن عباس: نصح قومه في حياته {يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} وبعد مماته {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} رواه ابن أبي حاتم، وكذلك قال قتادة: لا يلقى المؤمن إلا ناصحاً، لا يلقى غاشاً لما عاين ما عاين من كرامة الله.
{ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} تمنى والله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله، وما هو عليه. قال قتادة: فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله. {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}.
وقوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} أي: ما احتجنا في الانتقام منهم إلى إنزال جند من السماء عليهم. هذا معنى ما رواه ابن إجمجراوى عن بعض أصحابه، عن ابن مسعود.
قال مجاهد وقتادة: وما أنزل عليهم جنداً أي: رسالة أخرى.
قال ابن جرير: والأول أولى.
قلت: وأقوى ولهذا قال: {وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} أي: وما كنا نحتاج في الانتقام إلى هذا، حين كذبوا رسلنا وقتلوا ولينا. {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}
قال المفسرون: بعث الله إليهم جبريل عليه السلام، فأخذ بعضادتي الباب الذي لبلدهم ثم صاح بهم صيحة واحدة، فإذا هم خامدون أي: قد أخمدت أصواتهم، وسكنت حركاتهم، ولم يبق منهم عين تطرف.
وهذا كله مما يدل على أن هذه القرية ليست أنطاكية، لأن هؤلاء أهلكوا بتكذيبهم رسل الله إليهم، وأهل أنطاكية آمنوا واتبعوا رسل المسيح من الحواريين إليهم، فلهذا قيل إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح. (ج/ص: 1/ 267)
فأما الحديث الذي رواه الطبراني من حديث حسين الأشقري، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى: يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى: صاحب يس، والسابق إلى محمد: علي بن أبي طالب}.
فإنه حديث لا يثبت؛ لأن حسيناً هذا متروك، وشيعي من الغلاة، وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية، والله أعلم.
قصة يونس
قال الله تعالى في سورة يونس: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98].
وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87-88].
وقال تعالى في سورة نون: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القلم: 48-50].
قال أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله عز وجل فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث.
قال ابن مسعود، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد من السلف والخلف: فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات والأمهاب، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي، فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب، الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم. (ج/ص: 1/ 268)
ولهذا قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} أي: هلاّ وجدت فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها، فدل على أنه لم يقع ذلك بل كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ: 34].
وقد اختلف المفسرون هل ينفعهم هذا الإيمان في الدار الآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي، كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟ على قولين؛ الأظهر من السياق: نعم والله أعلم. كما قال تعالى: {لَمَّا آمَنُوا} وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: 147] وهذا المتاع إلى حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي، والله أعلم.
وقد كانوا مائة ألف لا محالة، واختلفوا في الزيادة فعن مكحول عشرة آلاف.
وروى الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم من حديث زهير عمن سمع أبا العالية: حدثني أبي بن كعب أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} قال: يزيدون عشرين ألفاً، فلولا هذا الرجل المبهم لكان هذا الحديث فاصلاً في هذا الباب.
وعن ابن عباس: كانوا مائة ألف وثلاثين ألفاً، وعنه: وبضعة وثلاثين ألفاً، وعنه: وبضعة وأربعين ألفاً، وقال سعيد بن جبير: كانوا مائة ألف وسبعين ألفاً.
واختلفوا هل كان إرساله إليهم قبل الحوت أو بعده، أو هما أمتان على ثلاثة أقوال: هي مبسوطة في التفسير. والمقصود أنه عليه السلام لما ذهب مغاضباً بسبب قومه، ركب سفينة في البحر، فلجت بهم واضطربت وماجت بهم، وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون، على ما ذكره المفسرون.
قالوا: فاشتوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليتحفظوا منه. فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله يونس، فلم يسمحوا به فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً، فشمر ليخلع ثيابه ويلقى بنفسه فأبوا عليه ذلك. ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضاً، لما يريده الله به من الأمر العظيم.
وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر، وبعث الله عز وجل حوتاً عظيماً من البحر الأخضر فالتقمه، وأمره الله تعالى أن لا يأكل له لحماً، ولا يهشم له عظماً، فليس لك برزق. فأخذه فطاف به البحار كلها، وقيل: إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه. قالوا: ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات، فحرك جوارحه فتحركت فإذا هو حي، فخر لله ساجداً وقال: يا رب اتخذت لك مسجداً لم يعبدك أحد في مثله.
وقد اختلفوا في مقدار لبثه في بطنه. فقال مجالد، عن الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية. وقال قتادة: مكث فيه ثلاثاً. وقال جعفر الصادق: سبعة أيام. ويشهد له شعر أمية بن أبي الصلت:
وأنت بفضل منك نجيت يونسا * وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وقال سعيد بن أبي الحسن، وأبو مالك: مكث في جوفه أربعين يوماً، والله أعلم كم مقدار ما لبث فيه.
والمقصود أنه لما جعل الحوت يطوف به في قرار البحار اللجية، ويقتحم به لجج الموج الأحاجي، فسمع تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى، ورب السموات السبع والأرضين السبع، وما بينها وما تحت الثرى.
فعند ذلك وهنالك قال ما قال: بلسان الحال والمقال، كما أخبر عنه ذو العزة والجلال الذي يعلم السر والنجوى، ويكشف الضر والبلوى، سامع الأصوات وإن ضعفت، وعالم الخفيات وإن دقت، ومجيب الدعوات وإن عظمت، حيث قال في كتابه المبين المنزل على رسوله الأمين، وهو أصدق القائلين ورب العالمين وإله المرسلين:
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ} إلى أهله {مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87-88] {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أن نضيق. وقيل معناه: نقدر من التقدير وهي لغة مشهورة قدَر وقدّر كما قال الشاعر:
فلا عائدٌ ذاك الزمانُ الذي مضى * تباركتَ ما يقدَرْ يكن فلك الأمر.
{فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} قال ابن مسعود، وابن عباس، و
اميرة المنتدى اميرة المنتدى
عدد الرسائل : 1768 نقاط : 2732 تاريخ التسجيل : 07/03/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الأحد سبتمبر 13, 2009 11:41 pm
جزاك الله خيرا على التعاون
احنا وقفنا مع بعض لحد: الوقفة الثالثة : من أسرار الابتلاء وحكمه
[size=16]الوقفة الرابعة : إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله ... وأولئك هم المهتدون} قال صلى الله عليه وسلم : " ما رُزِقَ عبدُ عطاء خيراً له ولا أوسعَ من الصبر " رواه الحاكم وصححه الألباني أما مصيبة المرض ، فإن الله جعلها تذكرة وتنبيهاً للمؤمن ، ليعود إلى ربَّه ، وتنكسرَ نفسُه بين يديه جل وعلا . وقد جعل الله الأجور الوفيرة لمن صبر على مرضه الذي نزل به . == والمرض إما أن يكون حسياً عضوياً ، أو يكونَ مرضاً نفسياً ، والأمراض في كلَّ منهما تتفاوتُ درجاتُها ، ولكنْ على قدر المشقة والألم يكون الأجر والجزاء . فإذا حلَّ بك مرض – صغيراً أو كبيراً – فاصبر عليه صبر الراضي بقضاء الله وقدره ،
وتذكر ما أعده الله للصابرين على ما أصابهم من الأمراض والأوجاع ، ومن ذلك مثلا : • ما رواه البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ ( تعب ) وَلَا وَصَبٍ ( مرض ) وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " وفي هذا الحديث دلالة على أن المرض النفسي كالبدني في تكفير السيئات . • في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِه)ِ بَلَغَتْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوْ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا " . • َوفي المسند أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فَكُلَّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ أَلَسْتَ تَنْصَبُ أَلَسْتَ تَحْزَنُ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ قَالَ بَلَى قَالَ فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ" . • في صحيح مسلم عن جَابِر بن عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيَّبِ فَقَالَ مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيَّبِ تُزَفْزِفِينَ قَالَتْ الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا فَقَالَ لَا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيد " == والمرض خير للإنسان ، وعلامة من علامات الإيمان ، وأما من لم يصب بالمرض ولا بشيء من الأسقام فذاك نذير خطر ، وعلامة شر . • جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ وَرَقُهُ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُكَفِّئُهَا فَإِذَا سَكَنَتْ اعْتَدَلَتْ وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ " . وفي المسند وصححه أحمد شاكر وشعيب الأرناؤوط عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَخَذَتْكَ أُمُّ مِلْدَمٍ قَطُّ قَالَ وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ قَالَ حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ قَالَ مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ قَالَ فَهَلْ أَخَذَكَ هَذَا الصُّدَاعُ قَطُّ قَالَ وَمَا هَذَا الصُّدَاعُ قَالَ عِرْقٌ يَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ قَالَ مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " == وفي كتاب الزهد لهنّاد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضِهم قلبا ، وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا ، وأمرضهم جسما ، وايم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان " . == الشيخ ابن باز يبكي لعدم إصابته بالمرض !! == ومن أعظم المصائب التي تقع كثيرا ويحسن الحديث عن فضل الصبر عليها واحتساب الأجر في حق من حلت به : المصيبة بفقد الأولاد والأحباب فلا شك أنها من أعظم البلاء على النفس وموتُ الولد خاصة (ذكراً كان أو أنثى) فجيعةٌ وأيُّ فجيعة ، ومن ذاق الفراق عرف طعمَه المر قال بعضهم :
بُنيَّ إن عدمتُك في حياتي *** فلن أعدِمك ذخراً في المعادِ وكنتَ حُشاشتي وجلاءَ همَّي *** وإلفي والمفرَّجَ عن فؤادي
• ففقد الولد لا شك أنه من أشد البلاء وأقساه فالولد قطعة من والديه ولهذا جاء في سنن الترمذي وحسنه الألباني عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد " ولكن نقول : أيها المبتلى بفقد ولده : كان ما كان ، وذهب ولدك فما أنت صانع ؟! وإلى أين المفر والمشتكى ؟ مالك إلا الصبرُ الجميل ، الصبر الذي لا شكوى فيه ، والرضا والتسليم بما كتب الله ، فتلك وديعة الله عندك ، وقد استردها ، ونحن ملكُه وعبيده ، والخلقُ خلقُه ، والأمر أمرُه .فاصبر وصابر 0
اصبر لكل مصيبة وتجلَّدِ *** واعلم بأن المرء غير مخلَّد واصبر كما صبر الكرامُ فإنها *** نُوَبٌ تنوب اليوم تكشف في غدِ وإذا أتَتك مصيبة تَشجى لها *** فاذكر مصابك بالنبي محمد
== وههنا أيها المفجوع بفقد ولده جملة من المبشرات لمن صبر على ما أصابه ، لعلَّها أن تسلَّيَك وتعزيَك ، وتنفس عنك شيئاً من همومك وأحزانك • وفي سنن النسائي ومسند الإمام احمد بسند صححه الألباني معاوية بن قرة يحدث عن أبيه قال : ( قصة الأب وابنه الذي مات ) • في سنن ابن ماجه وحسنه الألباني عن عتبة بن عبد السلمي فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل " • وعند ابن ماجة وصححه الألباني عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته "
[/size]
صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
موضوع: رد: فصبر جميل الإثنين سبتمبر 14, 2009 3:10 pm