|
|
| احسن القصص | |
|
+3the lion صلاح سامى تباشير الصباح 7 مشترك | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:54 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]واستعينوا بالصبر والصلاةقال تعالى: [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] (البقرة 45) للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، فهي خير الأعمال كما قال صـلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية، قال جل وعلا [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ] (العنكبوت 45) ، والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة، كما أنها علاج فعال للجسم أيضا، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد: " إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.. الحديث"، فالصلاة بحق نموذج نوراني يؤكد عظمة المنهج القرآني لهذا الدين ! يحكي لنا (م.س) من المملكة السعودية قصته لم أكن أعرف طريق المسجد رغم أن والدي كان شيخا يعلم القرآن، فقد أفسدني المال الذي كان متوفرا بين يدي وأبعدني عن طريق الله، ثم أراد الله أن أصاب في حادث سيارة أفقدني القدرة على السير تماما، وأكد الأطباء أنه لا يوجد سبب واضح لهذه الإعاقة إلا أن تكون صدمة عصبية أودت بقدرتي على الحركة، وفي أحد الأيام كنت في طريقي إلى صديقي الجديد، ذلك الكرسي المتحرك الذي أنتقل إليه بمجرد تركي لسيارتي المجهزة للمعاقين، وقبل أن يضعني أخي فوق الكرسي أذن المؤذن لصلاة المغرب، كان صوته جميلا لامس قلبي فجأة وهز وجداني بشدة، وكأني أول مرة أستمـع إلى الآذان في حياتي، دمعت عيناي، وتعجب أخي وأنا أطلب منه أن يأخذني إلى المسجد لأصلي مع الجماعة" مرت أيام طويلة وأنا أواظب على الصلاة في المسجد، حتى صلاة الفجر لم أتركها تفوتني، ورغم معاناتي الشديدة فقد هممت ألا أتراجع أبدا عن طريق العودة إلى الله، وفي إحدى الليالي وقبل صلاة الفجر رأيت أبي في المنام وقد قام من قبره وربت على كتفي وأنا أبكي وقال لي: يا بني لا تحزن لقد غفر الله لي بسببك، فتهللت جدا لهذه البشرى ورحت أصلي وأسجد لله شكرا، وقد تكررت رؤياي هذه عدة مرات . وبعد سنوات كنت أصلي الفجر في المسجد المجاور لبيتنا، وكنت جالسا على الكرسي في نهاية الصف الأول، راح الإمام يدعو طويلا دعاء القنوت، ورق قلبي كثيرا لدعائه وانهمرت دموعي، ووجدت جسدي يرتعش وقلبي يكاد يقفز من صدري، وشعرت باقتراب الموت مني، هدأت فجأة وأكملت صلاتي وبعد أن سلمت قمت من فوق الكرسي وأزحته جانبا لأقف على قدمي لأصلي ركعتي شكر لله . جاء المصلون من حولي يهنئونني، واختلطت دموعهم بدموعي، وكانت فرحتي بصدق مشاعرهم لا توصف، وجاء الإمام ليهمس في أذني وهو يعانقني: إياك أن تنسى فضل الله عليك ورحمته بك فإن حدثتك نفسك بمعصية الله فلتعد إلى الكرسي ولا تتركه أبدا حتى تؤدبها ! | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:55 am | |
| واستعينوا بالصبر والصلاة
قال تعالى: [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] (البقرة 45) للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، فهي خير الأعمال كما قال صـلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية، قال جل وعلا [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ] (العنكبوت 45) ، والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة، كما أنها علاج فعال للجسم أيضا، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد: " إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.. الحديث"، فالصلاة بحق نموذج نوراني يؤكد عظمة المنهج القرآني لهذا الدين !
يحكي لنا (م.س) من المملكة السعودية قصته لم أكن أعرف طريق المسجد رغم أن والدي كان شيخا يعلم القرآن، فقد أفسدني المال الذي كان متوفرا بين يدي وأبعدني عن طريق الله، ثم أراد الله أن أصاب في حادث سيارة أفقدني القدرة على السير تماما، وأكد الأطباء أنه لا يوجد سبب واضح لهذه الإعاقة إلا أن تكون صدمة عصبية أودت بقدرتي على الحركة، وفي أحد الأيام كنت في طريقي إلى صديقي الجديد، ذلك الكرسي المتحرك الذي أنتقل إليه بمجرد تركي لسيارتي المجهزة للمعاقين، وقبل أن يضعني أخي فوق الكرسي أذن المؤذن لصلاة المغرب، كان صوته جميلا لامس قلبي فجأة وهز وجداني بشدة، وكأني أول مرة أستمـع إلى الآذان في حياتي، دمعت عيناي، وتعجب أخي وأنا أطلب منه أن يأخذني إلى المسجد لأصلي مع الجماعة" مرت أيام طويلة وأنا أواظب على الصلاة في المسجد، حتى صلاة الفجر لم أتركها تفوتني، ورغم معاناتي الشديدة فقد هممت ألا أتراجع أبدا عن طريق العودة إلى الله، وفي إحدى الليالي وقبل صلاة الفجر رأيت أبي في المنام وقد قام من قبره وربت على كتفي وأنا أبكي وقال لي: يا بني لا تحزن لقد غفر الله لي بسببك، فتهللت جدا لهذه البشرى ورحت أصلي وأسجد لله شكرا، وقد تكررت رؤياي هذه عدة مرات . وبعد سنوات كنت أصلي الفجر في المسجد المجاور لبيتنا، وكنت جالسا على الكرسي في نهاية الصف الأول، راح الإمام يدعو طويلا دعاء القنوت، ورق قلبي كثيرا لدعائه وانهمرت دموعي، ووجدت جسدي يرتعش وقلبي يكاد يقفز من صدري، وشعرت باقتراب الموت مني، هدأت فجأة وأكملت صلاتي وبعد أن سلمت قمت من فوق الكرسي وأزحته جانبا لأقف على قدمي لأصلي ركعتي شكر لله . جاء المصلون من حولي يهنئونني، واختلطت دموعهم بدموعي، وكانت فرحتي بصدق مشاعرهم لا توصف، وجاء الإمام ليهمس في أذني وهو يعانقني: إياك أن تنسى فضل الله عليك ورحمته بك فإن حدثتك نفسك بمعصية الله فلتعد إلى الكرسي ولا تتركه أبدا حتى تؤدبها ! | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:55 am | |
| توبة الشيخ أحمد القطان
الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين، والخطباء المعروفين، يروي قصة توبته فيقول: إن في الحياة تجاربا وعبرا ودروسا … لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلبة حائرة … لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية - ولا تربية - ثمانية عشر عاما. وتخرجت بلا دين.. وأخذت ألتفت يمينا وشمالا: أين الطريق ؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثا؟ .. أحس فراغا في نفسي وظلاما وكآبة.. أفر إلى البر.. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء. ولكني أعود حزينا كئيبا. وتخرجت من معهد المعلمين سنة 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحجمجراوى الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم. والنفخ فيها. وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا في نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر. وما قلت كلمة إلا وطبلوا وزمروا حولها.. وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فردا ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب ثم يدخلون عليه من هذا المدخل.. رأوني أميل إلى الشعر والأدب فتعهدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة.. ثم أخذوا يدسون السم في الدسم. يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون: اختر ماشئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتبا فاخرة أوراقا مصقولة.. طباعة أنيقة عناوينها: "أصول الفلسفة الماركسية" "المبادئ الشيوعية" وهكذا بدأوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية، فإذا جلست معهم على طاولة قديمة تهتز.. أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال.. فإذا مر رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا: انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك.. وسيأتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرى التي بدأت وستستمر.. إننا الآن نهيئها في "ظفار" ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائدا من قوادها. وبينما أنا أسمع هذا الكلام أحس أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشئ لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى .. يدور .. فإن وضعت به دقيقا مباركا أخرج لك الطحين الطيب وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى.. ويقدر الله - سبحانه وتعالى - بعد ثلاثة شهور أن نلتقي رئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر، وغاب شهرا ثم عاد.وفي تلك الليلة ،أخذوا يستهزئون بأذان الفجر.. كانت الجلسة تمتد من العشاء إلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل "التفسير المادي للتاريخ" و"الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال" .. ثم يقولون كلاما أمرره على فطرتي السليمة التي لاتزال .. فلا يمر .. أحسن أنه يصطدم ويصطك ولكن الحياء يمنعني أن أناقش فأراهم عباقرة .. مفكرين .. أدباء .. شعراء .. مؤلفين كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت. ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر فلما قال "الله أكبر" أخذوا ينكتون على الله ثم لما قال المؤذن "أشهد أن محمدا رسول الله" أخذوا ينكتون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وهنا بدأ الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي وإذا أراد الله خيرا بعبده بعد أن أراه الظلمات يسر له أسباب ذلك إذ قال رئيس الخلية: لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر هو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقا كاملا. فقلت: عجبا.. ما علامة ذلك؟!!. قال: " إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضا ، وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه.. " هكذا يقول.. والله يحابه يوم القيامة فلما قال ذلك نزلت ظلمة على عيني وانقباض في قلبي وقلت في نفسي: أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه ثورة؟!! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي!! ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له: يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فماذا لا تدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال:"إنني ما أزال أعاني من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية. وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جميعا.. ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء فقدر الله أن ألتقي بإخوة في "ديوانية". كانوا يحافظون على الصلاة… وبعد صلاة العصر يذهبون إلى ساحل البحر ثم يعودون وأقصى ما يفعلونه من مأثم أنهم يلعبون "الورقة". ويقدر الله أن يأتي أحدهم إلي ويقول: يا أخ أحمد يذكرون أن شيخا من مصر اسمه "حسن أيوب" جاء إلى الكويت ويمدحون جرأته وخطبته، ألا تأتي معي؟ قالها من باب حب الاستطلاع.. فقلت: هيا بنا.. وذهبت معه وتوضأت ودخلت المسجد وجلست وصليت المغرب ثم بدأ يتكلم وكان يتكلم واقفا لا يرضى أن يجلس على كرسي وكان شيخا كبيرا ، شاب شعر رأسه ولحيته ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لا بسيوف من خشب ، وبعد أن فرغ من خطبته أحسست أني خرجت من عالم إلى عالم آخر.. من ظلمات إلى نور ولأول مرة أعرف طريقي الصحيح وأعرف هدفي في الحياة ولماذا خلقت ؟! وماذا يراد مني! وإلى أين مصيري؟ وبدأت لا استطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلم عليه. ثم عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي فقلت له: اسكت وسترى انطباعي بعد أيام.. عدت في الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذت أسمعها إلى أن طلعت الشمس ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأرده ثم طعام الغداء وأنا أسمع وأبكي بكاء حارا وأحس أني قد ولدت من جديد ودخلت عالما آخر وأحببت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصار هو مثلي الأعلى وقدوتي وبدأت أنكب على سيرته قراءة وسماعا حتى حفظتها من مولده إلى وفاته -صلى الله عليه وسلم- فأحسست أنني إنسان لأول مرة في حياتي وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها…) الأنعام. نعم .. لقد كنت ميتا فأحياني الله .. ولله الفضل والمنة .. ومن هنا انطلقت مرة ثانية إلى أولئك الرفقاء الضالين المضلين ، وبدأت أدعوهم واحدا واحدا ولكن.. (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).. أما أحدهم فقد تاب بإذن الله وفضله، ثم ذهب إلى العمرة،فانقلبت به السيارة ومات وأجره على الله، وأما رئيس الخلية فقابلني بابتسامة صفراء، وأنا أناقشه أقول له : أتنكر وجود الله؟ !! فابتسم ابتسامة صفراء وقال: يا أستاذ أحمد.. إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الآن.. أما أنا فاتركني .. فإن لي طريقي ولك طريقك.. ثم صافحني وانصرفت وظل هو كما هو الآن. وأما البقية فمنهم من أصبح ممثلا، ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الأغاني وله أشرطة "فيديو" يلقي الشعر وهو سكران.. وسبحان الذي يخرج الحي من الميت.. ومن تلك اللحظة بدأت أدعو إلى الله رب العالمين.
هذه القصة ذكرها الشيخ في محاضرة له بعنوان "تجاربي في الحياة"
| |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:56 am | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:58 am | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:59 am | |
| عُـدت إلى ديني بعد أن مات صاحبي
يروي صاحبنا قصته فيقول :
كنت أتمايل طربا، وأترنح يمنة ويسرة، وأصرخ بكل صوتي وأنا أتناول مع "الشلة" الكأس تلو الكأس .. وأستمع إلى صوت "مايكل جاكسون " في ذلك المكان الموبوء ، المليء بالشياطين الذ يسمونه "الديسكو" .. كان ذلك في بلد عربي ، أهرب إليه كلما شجعني صديق أو رفيق ، فاصرف فيه مالي وصحتي ، وأبتعد عن أولادي وأهلي .. وأرتكب أعـمالا عندما أتذكرها ترتعد فرائصي ، ويتملكني شعور بالحزن والأسى ، لكن تأثير الشيطان علي أكبر من شعوري بالندم والتعب .. استمريت على هذه الحال ، وانطلق بي هوى النفس إلى أبعد من ذلك البلد العربي ، وأصبحت من عشاق أكثر من عاصمة أوروبية ، وهناك أجد الفجور بشكل مكشوف وسهل ومرن !! وفي يوم من أيام أواخـر شهر شعبان أشار علي أحد الأصدقاء بأن نسافر إلى "بانكـوك" ، وقـد عرض علي تذكـرة مجانية، وإقامة مجانية أيضا، ففرحت بذلك العرض ، وحزمت حقائبي وغادرنا إلى بانكوك حيث عشت فيها انحلالا لم أعشه طوال حياتي .. وفي ليلة حمراء، اجتمعت أنا وصديقي في أحد أماكن الفجور، وفقدنا في تلك الليلة عقولنا، حتى خرجنا ونحن نترنح ، وفي طريقنا إلى الفندق الذي نسكن فيه ، أصيب صديقي بحالة إعياء شديدة، ولم أكن في حالة عقلية تسمح لي بمساعدته ، لكني كنت أغالب نفسي فأوقفت سيارة أجرة حملتنا إلى الفندق .. وفي الفندق . . استدعي الطبيب على عجل ، وأثناءها كان صديقي يتقيا دما، فأفقت من حالتي الرثة ، وجاء الطبيب ونقل صديقي إلى المستشفى ، وبعد ثلاثة أيام من العلاج المركز، عدنا إلى أهلينا وحالة صديقي الصحية تزداد سوءاً .. وبعد يوم من وصولنا ، نقل إلى المستشفى ، ولم يبق على دخول رمضان غير أربعة أيام !!
وفي ذات مساء، ذهبت لزيارة صديقي في المستشفى ، وقبل أن أصل إلى غرفته لاحظت حركة غريبة، والقسم الذي يوجد فيه صديقي "مقلوب" على رأسه ، وقفت على الباب ، فإذا بصراخ وعويل .. لقـد مات صاحبي لتوه بعد نزيف داخلي عنيف ، فبكيت ، وخرجت من المستشفى وأنا أتخيل أنني أنا ذلك الإنسان الذي ضاعت حياته ، وانتهت في غم وشهقت بالبكاء وأنا أتوب إلى الله .. وأنا أستقبل رمضان بالعبادة والاعتكاف والقيام وقراءة القرآن ، وقد خرجت من حياة الفسق والمجون إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار، وقد كنت بعيدا عن ذلك أستمريء المجون والفجور، حتى قضى صاحبي نحبه أمامي .. فأسأل الله أن يتوب علي ! | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 3:59 am | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 4:00 am | |
| إذا أصبحت لا أنتظر المساء .. وإذا أمسيت لا أنتظر الصباح
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم .. ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم .. تبحث عنها تجدها في مصلاها .. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل !! كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عرفت به .. ومن أكثر من شيء عرف به .. لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي .. بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة .. ها هو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور .. عدت إلى فراشي .. تناديني من مصلاها .. نعم ماذا تريدين يا نورة ؟ قالت لي بنبرة حادة : لا تنامي قبل أن تصلي الفجر .. أوه ... بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الأذان الأول .. بنبرتها الحنونة - هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش .. نادتني .. تعالي يا هناء بجانبي ، لا أستطيع إطلاقاً رد طلبها .. تشعر بصفائها وصدقها .. لا شط طائعاً ستلبي .. اجلسي .. ها قد جلست ماذا لديك .. بصوت عذب رخيم: " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة" .. سكتت برهة .. ثم سألتني .. ألم تؤمني بالموت ؟ بلى مؤمنة .. ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟ بلى .. ولكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل .. يا أختي .. ألا تخافين الموت وبغتته .. انظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة .. وفلانة .. الموت لا يعرف العمر .. وليس مقياساً له .. أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم .. إني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن .. كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا هذه الإجازة .. فجأة .. تحشرج صوتها واهتز قلبي .. لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً .. إلى مكان آخر .. ربما يا هناء .. الأعمار بيد الله .. وانفجرت بالبكاء .. تفكرت في مرضها الخبيث أن الأطباء أخبروا أبي سراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً .. ولكن من أخبرها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء .. ملك تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ؟ هل تعتقدين أني أقول هذا لأنني مريضة ؟ كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .. وأنت إلى متى ستعيشين .. ربما عشرون سنة .. ربما أربعون .. ثم ماذا ؟ لمعت يداها في الظلام وهزتها بقوة .. لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار .. ألم تسمعي قول الله (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) ؟ تصبحين على خير .. هرولت مسرعة وصوتها يطرق أذني .. هداك الله .. لا تنسي الصلاة .. الثامنة صباحاً .. أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى .. لقد تردت حالة نورة .. وذهب بها أبي إلى المستشفى .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا سفر هذه السنة .. مكتوب علي البقاء هذه السنة في بيتنا .. بعد انتظار طويل .. عند الساعة الواحدة ظهراً .. هاتفنا أبي من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة .. أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير .. عباءتي في يدي .. أين السائق .. ركبنا على عجل .. أين الطريق الذي كنت أذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصير .. ماله اليوم طويل .. وطويل جداً .. أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي التفت يمنه ويسره .. زحام أصبح قاتلاً ومملاً .. أمي بجواري تدعو لها .. أنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيع وقتها أبداً .. دلفنا من الباب الخارجي للمستشفى .. هذا مريض يتأوه .. وهذا مصاب بحادث سيارة .. وثالث عيناه غائرتان .. لا تدري هل هو من أهل الدنيا أمن أهل الآخرة .. منظر عجيب لم أره من قبل .. صعدنا درجات السلم بسرعة .. إنها في غرفة العناية المركزة .. وسآخذكم إليها .. ثم واصلت الممرضة أنها بنت طيبة وطمأنت أمي في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها .. ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد .. هذه هي غرفة العناية المركزة .. وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عين أختي نورة تنظر إلى أمي واقفة بجوارها .. وبعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطيع إخفاء دموعها .. سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيراً .. دقيقتين كافية لك .. كيف حالك يا نورة .. لقد كنت بخير مساء البارحة .. ماذا جرى لك .. أجابتني بعد أن ضغطت على يدي : وأنا الآن ولله الحمد بخير .. الحمد لله واكن يديك باردة .. كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها .. أبعدته عني آسفة إذا ضايقتك . كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى: (والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) عليك يا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن قريب أول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزادي قليل !! سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت .. لم أع أين أنا .. استمرت عيناي في البكاء والانطواء في غرفتي .. مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتنا .. دخلت علي ابنة خالتي .. ابنة عمي .. أحداث سريعة .. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته .. نورة ماتت !! لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا .. يا الله .. أين أنا وماذا يجري .. عجزت حتى عن البكاء .. فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير .. وأني قبلتها .. لم أعد أتذكر إلا شيئاً واحداً .. حين نظرت إليها مسجاه .. على فراش الموت .. تذكرت قولها (التفت الساق بالساق) عرفت حقيقة أن (إلى ربك يومئذ المساق) .. لم أعرف أنيي عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة .. وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمين .. تذكرت من شاركتني همومي .. وهي تحدثني عن الموت والحساب .. الله المستعان .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها ونور لها قبرها .. هذا هو مصحفها .. وهذه سجادتها .. وهذا .. بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي .. تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة .. بكيت بكاء متواصلاً .. ودعوت الله أن يرحمني ويتوب علي ويعفو عني .. دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو .. فجأة سألت نفسي ماذا لو كنت الميتة أنا ؟ ما مصيري ؟ لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني .. بكيت بحرقة .. الله أكبر .. الله أكبر .. ها هو أذان الفجر قد ارتفع .. ولكن ما أعذبه هذه المرة .. أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله المؤذن .. لفلفت ردائي وقمت واقفة أصلي صلاة الفجر .. صليت صلاة مودع .. كما صلتها أختي من قبل وكانت آخر صلاة لها ..
إذا أصبحت لا أنتظر المساء .. وإذا أمسيت لا أنتظر الصباح | |
| | | صلاح سامى المدير العام
ايه رئيك فى موقع جمجرة : فكرة جديدة اظهرت بلدنا على الانترنت كيف تعرفت على موقع جمجرة : اخر انا من عائلة : بركات انا من سكان : منطقة وسط البلد الرتبة : الابراج : عدد الرسائل : 4125 تاريخ الميلاد : 22/03/1991 العمر : 33 الموقع : 01116450078 العمل/الترفيه : انسان مهم المزاج : الحمد لله نقاط : 4062 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الخميس نوفمبر 05, 2009 7:48 am | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الجمعة نوفمبر 06, 2009 2:12 am | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء نوفمبر 11, 2009 1:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عاشق الشهادة البراء بن مالك رضي الله عنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هو ثاني أخوين، عاشا في الله، و أعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهداً نما وأزهر مع الأيام. أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.
وأما الثاني فهو البراء بن مالك… عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره: "الله - الجنة"
ومن كان يراه وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجباً يفوق العجب... فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وإن يكن النصر آنئذٍ أجلَّ غاية... إنما كان يبحث عن الشهادة...
كانت كل أمانيه أن يموت شهيداً، ويقضى نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الحق والإسلام... من أجل هذا... لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة...
وذات يوم ذهب إخوانه يعودونه.. فقرأ وجوههم ثم قال: "لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي... لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"...! ولقد صدق الله ظنه فيه، فلم يمت البراء على فراشه، بل مات شهيداً في معركة من أروع معارك الإسلام!!!
ولقد كانت بطولة "البراء" يوم اليمامة خليقةً به... خلقيةً بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائداً قط !!! لأن جرأته وإقدامه وبحثه عن الموت كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرةً تشبه الهلاك...!!
وقف البراء "يوم اليمامة" وجيوش الإسلام تحت إمرة "خالــد" تتهيأ للنزال. وقف يتلمظ مستبطئاً تلك اللحظات التي تمر كأنها السنون، قبل أن يُصدر القائد أوامره بالزحف.
نادى خالد: "الله أكبر"، فانطلقت الصفوف المرصوصة إلى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت: "البراء بن مالك"، وراح يجندل أتباع الكذاب مسيلمة بسيفه، وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه، لم يكن جيش مسيلمة هزيلاً ولا قليلاً... بل كان أخطر جيوش الردة جميعاً...
وكان بأعداده، وبعتاده، وباستماتة مقاتليه، خطراً يفوق كل خطر… ولقد أجابوا على هجوم المسلمين بمقاومة تناهت في العنف حتى كادوا يأخذون زمام المبادرة وتتحول مقاومتهم إلى هجوم…، وكان البراء بن مالك جميل الصوت وعاليه.. وناداه القائد خالد: تكلم يا براء. فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة والدلالة والقوة، تلك هي: "يا أهل المدينة لا مدينة لكم اليوم... إنما هو الله والجنة"، كلماتٌ تدل على روح قائلها وتنبئ عن خصاله، أجل... "إنما هو الله والجنة"...!!
وفى هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر... حتى المدينة عاصمة الإسلام، والبلد الذي خلفوا فيها ديارهم ونسائهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها لأنهم إذا هزموا اليوم فلن تكون هناك مدينة، ومضى وقتٌ وعادت بعده المعركة إلى نهجها الأول... المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر... والمشركون يتساقطون في حضيض هزيمة منكره، والبراء بن مالك هناك مع إخوانه يسيرون براية محمد صلى الله عليه وسلم إلى موعدها العظيم... واندفع المشركون إلى الوراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها وأغلقوا أبوابها... وهنا علا صوت البراء: "يا معشر المسلمين: احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"...!!! ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، اعتلى هو الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب للمسلمين!! واقتحمته جيوش المسلمين… ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني نفسه به...!!!
وصدق أبو بكر رضي الله عنه: "احرص عل الموت توهب لك الحياة" صحيحٌ أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعاً وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، لقد ظل بعد المعركة شهراً كاملاً يُشرف خالد بن الوليد بنفسه على تمريضه…
ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة… وفى إحدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم المسلمين إلى كل وحشيه دنيئة يستطيعونها... فاستعملوا كلاليب مثبته في أطراف سلاسل محماة بالنار، يلقونها من حصونهم فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكاً...
وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وُكل إليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون... ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة فتعلق بأنس... ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه، إذ كانت تتوهج لهباً وناراً… وأبصر البراء المشهد... فأسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحماة تصعد به على سطح جدار الحصن... وقبض على السلسلة بيده وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها...!! ونجا أنس و ألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما...!!
لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقى هيكلهما مُسْمَرّاً محترقاً...!! وقضى البطل فترة علاج أخرى في علاج بطئ حتى برئ… أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته...؟؟
وها هي موقعة: "تستر" تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس، وتبدأ الحرب بالمبارزة فيَصرعُ البراء وحده مائة مبارز من الفرس... ثم تلتحم الجيوش ويتساقط القتلى سريعاً من الفريقين كليهما في كثره كاثره... ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلوا وجهه ابتسامة هادئة كضوء الفجر... وتقبض يمناه على حثيثة تراب مضمخة بدمه الطهور وسيفه مدد إلى جواره... قوياً غير مثلوم... سوياً غير ملكوم... لقد بلغ المسافر داره… وأنهى مع إخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم. {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء نوفمبر 11, 2009 1:51 pm | |
|
google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
|
|
اسلمت الشفاء رضي الله عنها قبل الهجرة وهي من المهاجرات الاول ومن المؤمنات المبايعات وهي المذكروه في الايه12 من سورة الممتحنة. وكانت رضي الله عنها من عقلاء النساء وفضلائهن وكانت علما من اعلام الاسلام وتربة خصبة للعلم والايمان. تزوجت الشفاء رضي الله عنها من ابي حثمة بن حذيفة بن عدي فرزقها الله منه بولدها سليمان بن ابي حثمة. وكانت الشفاء رضي الله عنها ممن تعلمن القراءه والكتابه في مكة قبل الاسلام ولما اسلمت اخذت بتعليم ذلك الى نساء المسلمين مبتغية بذلك الاجر والثواب فكانت بذلك اول معلمة في الاسلام وكان ممن علمتهن الشفاء حفصه بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها. فقد ورد في الحديث ان رسول الله صلي الله عليه وسلم طلب من الشفاء رضي الله عنها ان تعلم حفصة رضي الله عنها الكتابة وبعض الرقي. تقول الشفاء رضي الله عنها: دخل على رسول الله صلي الله عليه وسلم وانا عند حفصه فقال لي: (الا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة). فكانت الشفاء ترقي في الجاهلية فلما اسلمت وهاجرت قالت لرسول الله صلي الله عليه وسلم: كنت ارقي في الجاهلية وقد اردت ان اعرضها عليك. فقال عليه الصلاه والسلام فاعرضيها. قالت: فعرضتها عليه وكانت ترقي من النملة. فقال صلي الله عليه وسلم( ارقي بها وعلميها حفصة). ومما جاء في الرقية ايضا ان يقول: ( اللهم رب الناس مذهب الباس اشف انت الشافي لاشافي الا انت شفاء لايغادر سقما). هذاو قد نالت الشفاء رضي الله عنها الكثير من رعاية الرسول صلي الله عليه وسلم فخصص لها دارا في المدينة عند الحكاكين فنزلت فيها مع ابنها سليمان. وكان عليه الصلاه والسلام يزورها ويقيل عندها. وقد احبت الشفاء رسول الله عليه افضل اللاه والسلام كغيرها من المؤمنين والمؤمنات من احاديثه عليه الصلاه والسلام الكثير في امور الدين والدنيا, فكانت تدعو الى الاسلام وتنصح الجميع ولا تتواني عن تبيان الاخطاء فروي عنها ابنها سليمان وابناء ابنها ومولاها ابو اجمجراوى وحفصة ام المؤمنين وغيرهم. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدمها في الراي ويرعاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من امر السوق. وكانت هي ايضا تبادل عمر الاحترام وترى فيه الانسان المسلم الصادق والقدوة الحسنة في الاصلاح والتقوى والعدل,فقد رات فتيانا يقصدون في المشي ويتكلمون رويدا فقالت : ماهذا؟. قالوا: نساك. فقالت الشفاء رضي الله عنها : كان والله عمر اذا تكلم اسمع واذا مشى اسرع واذا ضرب اوجع. وعاشت الشفاء بقية حياتها بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم تحظى برعاية الجميع واحترامهم حتي توفيت سنه 20هـ. فرحم الله الشفاء بنت عبد الله فقد قدمت لامتها كل الخير بما اوتيته من علم ودين لتكون اسوده حسنه لكل فتاة في الاسلام. | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء نوفمبر 11, 2009 1:52 pm | |
| حفصة بنت عمر
حارسة القرآن
حفصة بنت عمر بن الخطاب أخوها
عبد الله بن عمر لأبيها
ولدت
حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي عليه الصلاة
والسلام
بخمس سنين تزوجت خنيس بن حذافة السهمي أسلم وهاجر إلى
الحبشة الهجرتين وهاجرت حفصة معه إلى المدينة فشهدا بدرا
وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات .
ولما رأى عمر أن ابنته
تأيمت لقي عثمان بن عفان فعرضها عليه فقال عثمان : مالي في النساء حاجة .
فلقي عمر رضي الله عنه أبا بكر الصديق فعرضها
عليه فسكت .
فغضب عمر ووجد على أبي بكر .
وانطلق عمر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فشكا إليه عثمان بن عفان ، وكشف
عما كان من أبي بكر بن أبي قحافة فتبسم رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان
من هو خير من حفصة .
ثم خطب رسول الله حفصة فلقي أبو بكر
عمر بن الخطاب فقال له : لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله كان
ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولو تركها لتزوجتها .
وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وزواج النبي من حفصة سنة ثلاث من الهجرة
وحفصة وعائشة رضي الله عنهما هما اللتان
تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيها :
( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل ) .
وورد أن النبي صلى
الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة ، وقت حادثة التظاهر، ثم راجعها
بأمر جبريل عليه السلام له بذلك ،
وقالت : ( إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة ) .
ثم عادت إلى الأمن والسكينة والاطمئنان بعد
أن عفا رسول صلى الله عليه وسلم عنها ، وعندما انتقل الرسول
الكريم إلى الرفيق الأعلى وخلفه أبو بكر الصديق، وكانت حفصة
هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعا لتحفظ أول مصحف
خطي للقرآن الكريم .
أقامت أم المؤمنين حفصة عاكفة على العبادة
قوامة صوامة حتى ماتت في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين
رحمها الله وادخلها فسيح جناته | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء نوفمبر 11, 2009 1:53 pm | |
| د. ديمة طارق طهبوب
إن نظرة سريعة للإصدارات المرئية و المسموعة و المكتوبة و المنتديات الإلكترونية في ميدان العلاقات الزوجية في العقد الماضي تبرهن على وجود مشكلة واضحة في الحياة الزوجية، لم تظهر بهذا الوضوح في الأجيال السابقة، ربما للسبب الذي تسوقه جداتنا بقولهن "نُزعت البركة من حياتنا"!! فعلى الرغم من أن حياتهم كانت أكثر عناء ومشقة لكنها كانت أكثر حميمية وعاطفية واستقراراً، بالطرق التي كانوا يعرفونها في زمانهم، وفيما زادت علومنا و فلسفتنا للأمور و مقدراتنا و كمالياتنا، لكن قلت مساحة الهناء والسعادة في حياتنا، و زادت مشاكلنا الزوجية وأصبحت حياتنا أكثر تكلفاً وأقل بساطة وأصبحت العلاقات الاجتماعية بيننا أكثر برودة وتصنعاً!! وفي مناسبة حدّثت صديقات أختي المجتمعات فقلت لهن: "عليكن بصاحب الخلق والدين، كل مظاهر الحياة المادية تتقلب وتتغير ويبقى الدين صمام الأمان؛ فصاحب الدين يكرمك في حال الرخاء و لا يظلمك في حال الشدة". و لكنهن سُقْن لي قصصاً و روايات تدل على جهل و سوء و ظلم أزواج يُصنّفون على أنهم أصحاب دين، و للأسف كانت حقيقة الواقع في كثير من المواقف و الأمثلة مصيبة في تصنيف الناس لهم على أنهم أصحاب دين لكن المعرفة ظاهرية لم تتجاوز إلى المعرفة العملية: هل عاشرته هل سافرت معه هل عاملته بالدينار والدرهم، وهنا تكون قد خانتهم الحصافة والمعرفة الحقيقية..!! مثل هذه المواقف تجعلنا نراجع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه"، و نتساءل: لماذا فصل الرسول -عليه الصلاة و السلام- الدين عن الخلق، و هو الذي أوتي جوامع الكلم، و كان بإمكانه لو توافق معناهما أن يعبر عنهما بكلمة واحدة؟ أهو تأكيد مضاعف على أهمية الخلق الذي يعدل أهمية الدين في الزواج؟ أم تنبيه أن المرء قد يملك من عناصر الدين و يفتقر للخلق إذا لم يحسن بدءاً فهم الدين؟ أهو جمع بين الاعتقاد في القلب و هو الدين و المعاملة في الدنيا بحسن الخلق أم هو إشارة للرجال بالذات أن الدين ربما يعطيكم حقوقاً أكثر من النساء في ظاهر الأمر هي مسؤوليات مضاعفة في الحقيقة، و إن إساءة استخدام الحق يجعل من الرجل ظالماً دكتاتوراً لا زوجاً محباً يلوي أعناق النساء كما يلوي أعناق النصوص، بينما لو اجتمع الخلق مع الدين لأصبح ميزان الخيرية و التفاضل بقدر ما يقدمه الرجل لزوجته، لا بقدر ما ينتظر منها فـَ"خيركم خيركم لأهله"، فتصبح مفاهيم القوامة تكليفاً شديد الوطأة و الحساب لا تشريفاً في استعراض المكانة و العضلات. لقد حمّلنا العصر و الحداثة و العولمة و الأزمات تبعات قاسية فتحت لنا مجالاً للتذمر و بكاء النفس و ندب الحظ؛ فالرجل يتذرع بسوء الأحوال الاقتصادية و أحوال العمل و الأمة، فيكون متنفسه الأول في أسرته و زوجته إما بتحميلهم جزءاً من اللائمة أو بتجاهل مسؤوليات المودة و الرعاية تجاههم؛ إذ يكفيه ما يعانيه من الطحن في دوامة العيش فلا مجال للاستماع لنصائح من نوع برامج البيوت السعيدة، و كيف تعبر عن حبك لزوجتك، و كيف تنشر السعادة في بيتك..الخ. و لو حاولت الزوجة حقن شيء من الحب و الرومانسية في الحياة الزوجية لكان الجواب مهلاً: نحن لم نعد مراهقين!! و كأن الحب و المودة له وقت مستقطع في الحياة لا شعور مستمر و طبيعة متجددة، و هذا سوء فهم لآية الزواج التي تتصدر دعوات الزفاف كأمر جرت عليه العادة دون أن تكون منهاج حياة للأزواج، و المتفكر في اختيار المولى سبحانه لكلمتي المودة و الرحمة في قوله في سورة الروم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً). يفهم الفرق بين الشعور القلبي العارض و هو الحب، و بين الشعور المنبثق عن السلوك العملي المستمر المقرون بالرحمة و هي المودة، و الدلالة على ذلك تفسير ابن عباس إذ قال: "المودة حب الرجل امرأته و الرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء، و ليست المودة و الرحمة لونا من الشفقة العارضة، و إنما هي نبع للرقة الدائمة، و دماثة الخلق، و شرف السيرة". إن التعذر بالفطرة الغليظة و الأوضاع السقيمة و كبر السن و الأولاد و غيرها من قوائم الأعذار الجاهزة أمر يسير، و لذلك نبهنا العلماء قائلين: لا تزال الأمة بخير ما لم يعذروا أنفسهم. من السهل أن نسفه تصرفات النساء العربيات اللواتي تعلقن بالحب المدبلج في المسلسلات التركية و الغربية، و ننعته بالبله و السطحية و الخواء دون أن ندرس الأسباب التي ألجأت نساءنا إلى التعلق بمثل نور ومهند، والتي يكمن جزء منها في فقدان الشعور بالحب والتقدير في واقع حياتهن، والذي يزيد الطين بلة موقف كثير من الرجال والأزواج أن ليس بالإمكان أحسن مما كان، ومن لم يعجبها فلتضرب رأسها بالحائط ولتشرب ماء البحر..!! و على الرغم من أن الحب أصل أصيل في ديننا وثقافتنا الإسلامية، إلاّ أننا نحجم عن تدارسه و الخوض فيه، فيما تتوجه النظم التعليمية الجديدة لاعتماد مناهج الثقافة الجنسية لأبنائنا، و هم لا يعرفون بداية كيف يحبون و يعاملون النساء ابتداء بأمهاتهم وأخواتهم و انتهاء بأزواجهم و بناتهم.. في المستقبل. إن الحب أصل أصيل في ديننا و ثقافتنا، و لذلك جعل الله كمال العلاقة بين العباد وربهم ملخصاً بشعور المحبة "يحبهم و يحبونه". لماذا لم تكن مثلاً يقدرونه أو يتبعونه أو يخافونه؟ لماذا كانت المحبة هي اختيار رب العزة لوصف العروة الوثقى والحبل المتين بينه سبحانه وبين عباده؟ يقول المفسرون: إن كمال الاتباع والعمل لا يكون إلاّ بالمحبة؛ فهي ملاك تحصيل وبلوغ الدرجات العلا والمرتقى إلى كنف الله . فطرة الرجال غليظة من الأعذار التي يقدمها الرجال حتى لا يقوموا بواجباتهم العاطفية تجاه أسرهم!! و نتساءل: هل تُنتظر العاطفة من يتيم ولطيم فقد أمه وأباه، وهما أول مدرسة تعلم الإنسان الحب، ولم يكن له إخوة ولا عضد ولا سند؟ يستوحش من ظلمة قلوب الخلق، فيتركهم للرعي وخلوة الغارات، ثم يخرج للدنيا ليغدقها بالحب والعاطفة رسولاً وزوجاً وأباً ومعلماً، ولقد علّم صلى الله عليه وسلم أن سيأتي رجال يفاخرون بالقسوة والغلظة، فدعاهم في حجة الوداع وهو يوطد آخر أركان الدين والدنيا ليعلنها مجلجلة أن "استوصوا بالنساء خيراً، فما أكرمهن إلاّ كريم وما أهانهن إلاّ ليئم". كان يُقبّل السيدة عائشة -رضي الله عنها- بين عينيها ويسابقها ويمازحها ويشاكسها، وارتفعت روحه إلى الرفيق الأعلى وهو يستاك بسواك لينته له بريقها..!! يا أيها الرجال العلم بالتعلم والحب بالتحبب، ومن يزرع الحب يحصده ومن يزرع القسوة والجلفاء يحصدهما، أو يحصد بحث زوجته عن حبٍّ وهميّ متلفز!! لسنا بحاجة لاستيراد الرومانسية ولا لدبلجتها، ولكننا بحاجة إلى إحياء تراثنا الرومانسي والاقتداء به، لينطلق الرجال كل يوم من دثار بنات خديجة وعائشة ليواجهوا أعباء الدنيا ويقارعوا منغصاتها، فإذا كانت هذه الطريق، فنعمت الرومانسية وهنيئاً للمحبين . | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء نوفمبر 11, 2009 1:54 pm | |
| 1 – الأمَةُ من إماء المدينة تنطلق به حيث شاءت: عن أنس بن مالك قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت.[1]
2 - يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ:
يقول أنس بن مالك كان النبي يدخل على أم سُلَيْم[2] يُكَنَّى أبا عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزينًا، فقال: ما لي أرى أبا عمير حزينًا؟! فقالوا: مات نُغْرُه[3] الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: "أبَا عُمَيْر، مَا فَعَلَ النُّغَيْر؟"[4]. ، ولها ابن من أبي طلحة والنغير: تصغير نغر، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، يسميه أهل المدينة "البلبل".
3 - يخصف نعله ويخيط ثوبه:
عن عائشة أنها: سئلت ما كان رسول الله يعمل في بيته قالت: كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ[5].
4 – أَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي:
عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبا بريدة يقول: بينما رسول الله يمشي جاء رجل ومعه حمار فقال: يا رسول الله اركب، وتأخر الرجل، فقال رسول الله : "لاَ أَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ لِي" قال: فإني قد جعلته لك، فركب r[6].
5 – ويمزح مع زاهر:
عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، كان يهدي للنبي الهدية من البادية فيجهزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ" وكان النبي يحبه، وكان رجلا دميمًا، فأتاه النبي يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه، وجعل النبي يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ" فقال: يا رسول الله إذًا والله تجدني كاسدًا، فقال النبي : "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ" أو قال: "لَكِن عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ"[7].
****
[1] البخاري: كتاب الأدب، باب الكبر (5724).
[2] أم سُلَيْم اسمها سهلة، ويقال: الغُمَيْصاء. كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية. فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، ثم تزوجت بعده أبو طلحة الأنصاري، وتوفيت في حدود 40هـ في خلافة معاوية. الإصابة الترجمة (12066).
[3] طائر صغير يشبه العصفور منقاره أحمر.
[4] البخاري: كتاب الأدب، باب الكُنْيَة للصبي وقبل أن يولد للرجل (5850)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته (2150)، وأبو داود (4969)، والترمذي (333).
[5] أحمد (23756)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح.
[6] رواه أبو داود: كتاب الجهاد، باب رب الدابة أحق بصدرها (2572)، وقال الشيخ الألباني: صحيح انظر صحيح الجامع (1478).
[7] رواه أحمد (12669)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء نوفمبر 11, 2009 1:55 pm | |
| الفاروق .. أنموذج في قوة الشخصية
زيد بن محمد الزعيــبر
يحتاج الحديث عن قوة الشخصية ومواصفاتها إلى خبرة علمية وتجريبية , وما أحوجنا إلى تلك الموضوعات الهامة التي تقوم آداءنا الشخصي والعام , ولقد وجدت رجلا يعتبر نموذجا مميزا لقوة الشخصية وتميز الصفات هو الفاروق عمر بن الخطاب , وقد وردت عدة صفات في وصفه نحاول أن نلقي عليها نظرة موجزة وهي :
القوة البدنية الجسمانية: فقد قال عبد اللـه بن عمر: كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالاً ، أصلع ، أشيب , وقال غيره: كان أمهق - أي خالص البياض - ، طُوالاً ، آدم ، أعْسَرَ يَسَر , وقال أبو الرجاء العطاردي: كان طويلاً جسيماً ، شديد الصلع ، شدة الحمرة ، في عارضيه خفه , و قال سِماك: كان عمر يسرع في مشيته , فهذه بعض صفات عمر ، منها الطول والجسامة ، والإسراع الذي يدل على المبادرة والإقدام ، وهذه الصفات من القوة البنيانية والجسمانية قد تساعد أحياناً في كسب الإنسان القوة في الشخصية , ولكن ولاشك أن قوة الشخصية لا تتوقف عليها بحال .
أما الصفات الأخرى الهامة للشاب القوي الشخصية فهي كثيرة : 1. قوة العلاقة باللـه عز و جل: فكان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط , حتى - يُزار - منها أياماً كما ذكر ذلك الحسن. ولذا قال عنه النبي – صلى الله عليه وسلم - كما روى ذلك الإمام مسلم : (( والذي نفسي بيده ما لَقِيك الشيطان قط سالكاً فجاً ، إلا سلك فجاً غير فَجِّك )). وما اكتسب عمر- رضي اللـه عنه - هذا الأمر إلا بقوة علاقته باللـه سبحانه , ولئن خسر الناس علاقتهم بربهم فإن شخصياتهم وآثارها وأعمالها ستصير بهدف دنيوي فارغ يسعى وراء حظ زائل , وستنكشف حقائق تلك الشخصيات عند تغير الظروف
2- العلم والفقه بالدين مع الحرص على ذلك: ولذا يقول ابن مسعود - رضي اللـه عنه -: لو أن عِلم عمر وُضِع في كفه ميزان ووُضِع عِلمُ أحياء الأرض في كفة لرجح عِلم عمر بعلمهم , فلا حزم بغير علم ولا تأثير بغير فهم وحكمة , وإنما بلغ عمر بما بلغ بعلم وقر في قلبه وظهر على جوارحه وعمله , فقد جمع بين العلم في الرأس وتطبيقه على الواقع .
3. البساطة وعدم التكلف: يقول أنس - رضي اللـه عنه- : رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه, وقال قتادة: كان عمر يلبس وهو خليفة ، جُبَّة من صوف مرقوعة بعضها بأدم , وقال عبداللـه بن عامر بن ربيعة: حججت مع عمر ، فما ضرب فسطاطاً ، ولا خِباء ، كان يلقي الكساء والنطع على الشجرة ، ويستظل تحته , فكان أنموذجا في البساطة ومثالا في عدم التكلف لازال يضرب حتى اليوم .
5. البعد عن الإعجاب بالنفس ، ولو أدى ذلك إلى إذلالها: يقول عبيد اللـه بن عمر بن حفص: إن عمر بن الخطاب حمل قربة على كتفه ، فقيل له في ذلك: فقال: إن نفسي أعجبتي فأردت أن أذلَّها , وكذا أقوياء الشخصية , يتحكمون في أنفسهم ولا تتحكم فيهم أهواؤهم ويوجهون رغباتهم ولا توجههم رغباتهم , ويؤدبون نفوسهم ويهذبونها بإبعادها عما يضرها وتقريبها مما ينفعها في الدنيا والآخرة
6. احترام حقوق الآخرين ، والورع في ذلك: ولذا قال محمد بن سيرين: قَدِم صِهرٌ لعمر عليه ، فطلب أن يعطيه عمر من بيت المال فانتهره عمر ، وقال: أردت أن ألقى اللـه ملكاً خائناً !؟ فلما كان بعد ذلك أعطاه من صلب ماله عشرة آلاف درهم.
7. الحرص على نفع الآخرين ، وخدمتهم ، ولو أدى ذلك أحياناً إلى هضم حقه: وهو خلق لا يستطيعه إلا الكبار ، قال أنس - رضي اللـه عنه- : تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرمادة؛ و كان قد حرم نفسه قال: فنقر بطنه بإصبعه ، وقال: إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس -أي غير الزيت -.
8 . قبوله النقد بصدر رحب : وما كان يسمعه من نقد لاذع لم يكن ليوفقه عن منهجه , فعن ابن عباس ، قال: لمَّا ولي عمر قيل له: لقد كان بعض الناس أن يحيد هذا الأمر عنك. قال: وما ذاك ؟ قال: يزعمون أنك فظ غليظ. قال: الحمد للـه الذي ملأ قلبي لهم رحمة، وملأ قلوبهم لي رعباً.
9 . شفافيته وعدله : فيروي أصحاب السير أن رجلا أوقفه على منبره وسأله عن ثوبه الذي يلبسه – وكان رجلا طوالا – وكيف له بثوبين ؟! فقال : قم يا عبدالله بن عمر , فقام عبد الله وبين للناس أنه قد أعطى اباه ثوبه فجمعهما في ثوب واحد , ولربما كان الرجل يوقفه ويسأله ويعاتبه وهو يستمع ويحسن ذلك ولربما جاءه بعض العامة يشتكون له من بعض أمرائهم فيأخذ الحق من الأمير للعامي سواء يسواء , ولما جاءه رسول فارس وسأل عنه , لم يجد له قصرا ولا حرسا وقيل له إنه نائم تحت ظل شجرة , فراح ونظر إليه ولكأنه خاطب نفسه فقال : عدلت فأمنت فنمت يا عمر ! | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص السبت نوفمبر 21, 2009 11:15 pm | |
| الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد: فإن الله عز وجل خلق الخلق , وجعل لكل صنف منهم حاجة عند الآخر , فالفقير محتاج للغني , والغني يحتاج للفقير , والخلق يحتاج بعضهم إلى بعض , رأى الإمام أحمد رجل يدعوا الله "اللهم لا تحجني إلا إليك " قال الإمام أحمد: دعا على نفسه بالموت , ولذالك لا يحتقر شيء من مخلوقات الله لا لصغر جسمه ولا لضعفه , فله منافعه في هذه الدنيا. ومن هذا المنطلق أحببت أن أبحث وأستقصي عن خلق من مخلوقات الله ألا وهو الطير ومن أسباب تقديم الطير على جميع الحيوانات الأسباب التالية: 1)إن أكثر الطيور غذائها الحشرات التي يتأذى 2) أن لحمه طعام للإنسان في الدنيا والآخرة , كما ذكر الله سبحانه وتعالى. 3)أنها تبعث للإنسان الراحة كلما رآها بألوانها الباهرة. 4)أنه كان يستخدم في نقل الرسائل في الماضي قبل وسائل النقل الحديثة. ومن العجيب أن الاختراعات الحديثة تحاكي ماهو موجود في الطبيعة , ومن هذه الاختراعات اختراعهم لطائرات فهم يحاكون خلقة الطير في رأسه وأجنحته وكيف يطير وكيف يهبط , وصدق الشاعر عندما قال: لله في الحركات ينتهى عجبـي * ومن عجائبه جـرى الجمـادات سبحان من جعل الطيار من جمد * كهيئة الطير يسمـو للسمـاوات ينهضُ ينْقَضُ كالبازى على عجل * وكـم يواصِِـلُ رنـاتٍ بأنـات يحكى الطُّيورَ جئاجئا واجنحـة *والرعْد يحكيه في ترديد أصوات لله ما فيه من هولٍ ومن عَجَـبٍ *ومن شيـات وءايـات وءالات والطيور أمم وجماعات وأنواع منها المهاجر ومنها المستقر ومنها الجارح ومنها غير الجارح , والطير يطلق على ما يطير في السماء. وأول ما أبداء من أصناف الطيور هو (الهدهد) وقد ورد ذكر الهدهد في القرآن في موضع واحد قال تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ }النمل20 الهدهد: طائر مشهور بقنزعته المنتصبة , ذات اللون البندقي المحمر , والمنتهي ريشاتها بالسواد وبمنقاره المقوس , ريش الرأس والرقبة بندقي محمر , والرداء يميل إلى البني. الظهر والكتف والجناحان مقلمة بمناطق سوداء وعسليّة عريضة , العجز أبيض , والذنب أسود يقطعه من الوسط شريط أبيض عريض.
طوله 25-26سنتم , وبسطته 44-47سنتم , ووزنه 51 -80 غراماً , منقاره طويل معقوف إلى الأدنى , يقتات الخنافس , والديدان , والعناكب , والحشرات. تضع الأنثى 4-8 بيضات تحضنها 15 – 19 يوماً , وتترك الفراخ العش بعد 22-28 يوماً من التفريخ. ويعتبر الهدهد من الطيور جزيلة النفع الواجب حمايتها. أسماؤه: الهدهد , الهُداهد , النّباح , أبو الأخبار , أبو سجاد , أبو ثمامة صوته: الهَدهَدة , العَندَلة , القَرقَرة , النُباح. ولنستمع لابن عباس وهو يحدث عن الهدهد حدث يوما عبد الله بن عباس وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع ابن الأزرق وكان كثير الاعتراض على ابن عباس فقال له قف يا ابن عباس غلبت اليوم قال ولم , قال إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ ترابا فيجئ الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول دررت على ابن عباس لما أجبته ثم قال له ويحك إنه إذا نزل القدر عمى البصر وذهب الحذر فقال له نافع والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبداً. ومن الفوائد التي يستاقها المؤمن من قصة سليمان عليه السلام والهدهد مايلي: أ)إنكار الهدهد لمّا رأى أمرآة تقود رجال, وهذه من الأمور التي جعلها الله فطرة في الإنس والجن والهوام, أن الرجل هو الذي يقود النساء.وفيها أيضاً حسن التدرج في الإبلاغ فقد أبلغ الهدهد سليمان من الأصغر إلى الأكبر من قيادة المرآة لرجال إلى الشرك بالله وهذا فيه حسن أدب وفطنة ب) عندما رأى الهدهد قوم سبأ يشركون بالله ذهب مباشرة إلى سليمان داعياً إلى الله , واليوم يرى العالم أقوام يعبدون البقر ولا يتحرك ساكناً. ت)نقل الهدهد الصورة كما كانت ولم يحكم عليهم , بل ترك الحكم لسليمان عليه السلام. ث) ولما أرسله سليمان إلى قوم بلقيس لم يحرف ولم يبدل بل أدى الرسالة كما كانت. ج)ولنتأمل أنهم أشركوا بالله وسجدوا لشمس ومع ذالك لم يشتمهم ولم يقبحهم , لأن السب ليس من صفات الداعية المسلم , فهوا هدفه الأول أن يقيم التوحيد. ح)واستخدم الهدهد في هذه الآية القاعدة الفقهية المشهورة "إذا تزاحمت المصالح يقدم الأعلى من المصالح " فقدم الدعوة إلى الله على الحضور عند سليمان. خ)وفي الآيات دليل على أن الذي يعلم حجة على الذي لا يعلم. د)وفي الآيات دليل على سموا أخلاق نبي الله سليمان عليه السلام , في تواضعه في قبول خبر الهدهد وحسن ظنه عندما قال { سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }النمل27. ذ)قال القرطبي: فيه دلالة على أن الأنبياء لايعلمون الغيب. ر)قال ابن العربي: وفي الآيات دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد. ز)كتاب سليمان لبلقيس قال {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30 {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل31. مع كونه ملك لم يذكر مدحاً له قبل الاسم أو بعد الاسم , بل ذكر)قال ابن العربي: وفي الآيات دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد. ز)كتاب سليمان لبلقيس قال {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30 {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل31. مع كونه ملك لم يذكر مدحاً له قبل الاسم أو بعد الاسم , بل ذكر اسمه فقط وهذا من كمال تواضعه , وكمال بلاغته. س)ذكر الهدهد {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25 , فيه أن الهدهد أعظم ما يعلم هذا الأمر فلذالك لا يرى أعظم منه في نظره. ش) لم يعاقبه لأنه اعتذر له ولا أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين. ص) قال العلماء فعل سليمان يدل على تفقده أحوال الرعية والمحافظة عليهم فانظروا إلى الهدهد وإلى صغره فإنه لم يغب عنه حاله فكيف بعظائم الملك. وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سبحان الله عدد خلقة ورضا نفسة وزنة عرشة ومداد كلماتة استغفر الله لي ولوالدي والمسلمين والمسلمات والمؤمنات والمؤنين الاحياءوالاموات الى قيام الساعة منقولة من موقع الاعجاز العلمي | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأحد نوفمبر 22, 2009 9:34 am | |
|
عجباً لمن لم ياثر فيه القرآن ويتفكر في اعجاز الخالق عز وجل
معجزات عن الجن والنملة والعرش
قال تعالى: {ولسليمان الرياح غدوّها شهر ورواحها شهر وأرسلنا له عين القطر, ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه, ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} سبأ 12.
1. الجن
خرج سليمان عليه السلام كعادته الى بيت المقدس, وكانت العاصفة شديدة, وبقي هناك في محرابه, يعبد الله حتى انتصف الليل, فلما همّ للعودة, تجلى له نور الله عز وجل, وشعر كأن روحه تهيم في تلك الأشعة النورانية, فانطلق لسانه وتحرّكت شفتاه فقال:{ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب} ص 35.
شعر سليمان عليه السلام كأنه في حلم لم يستيقظ منه الا في الصباح فعاد الى قصره وجلس على عرشه يفكر فيما رآه من محرابه, وفيما دعا به ربه. فسمع هاتفا يهتف به ويقول له: لقد استجاب الله دعاءك, وسخر لك في ملكه ما لم يسخره لغيرك.
سخر الله سبحانه عز وجل الرياح لسليمان تجري بأمره حيث يشاء فتسقط الأمطار, وتسوق السفن.
وسخر له الجن والشياطين, يعملون له ما يريد من بناء المساكن والقصور, واصلاح الأرض للزراعة, وحفر الآبار لريّها.
وأخضع الله سبحانه وتعالى لسليمان الطير والحيوان, فكان هؤلاء وهؤلاء من رعاياه المخلصين.
وكان سليمان عليه السلام عبدا شكورا, يحمد الله وكان من عباد الله المخلصين. فقال عليه السلام:
رب, بما أنعمت عليّ وعلى والديّ, سأهب نفسي لطاعتك والجهاد في سبيلك, فوفقني الى طريقك المستقيم.
سأحارب الفقر الذي يذل عبادك المخلصين.
سأعلن الحرب على الظلم الذي فتن عبيدك الأولين.
سأجاهد ما حييت المشركين بك, الخارجين عن طاعتك.
عند ذلك سمع الملائكة تقول آمين. فسجد لله القوي العزيز.
وحرص سليمان عليه السلام أن لا يفتنه الشيطان بالملك الواسع الذي وهبه الله له والقوى الخارقة التي لم يهبها الله لأحد من قبله ولا لأحد من بعده.
سخر سليمان عليه السلام كل هذه النعم التي أنعم الله بها عليه للاصلاح والتعمير, فخرجت السفن تدفعها ريح سليمان, وعادت تحمل المتاجر من البلاد النائية والجزية من ملوك الأرض والأقطار الواسعة, وقامت شياطين الجن بحفر الآبار وبنائها في الصحراء, واصلاح الأراضي المحيطة بها, وقطع الأحجار من الجبال, وبناء المدن والأمصار بشوارعها الممهدة, وميادينها الفسيحة, وجعلت في وسط كل ميدان قدرا كبيرا من الحجر المنحوت, يشبه وعاء الطعام, ولكنه عظيم الاتساع, وتأتي السحب بعد ذلك فتملؤه بمياه الأمطار, فاذا هي كبيرة عظيمة الاتساع, تكسب الميادين بهجة وجمالا فاذا أخذت المدينة زخرفها وازينت أقبل الناس على سكناها وبذر البذور في الوادي المحيط بها, وريّها بمياه الأمطار والآبار فتخضرّ الأرض, ويعم الخير, ويعيش الناس في رخاء يعبدون الله الواهب الرزاق.
وكثرت عمارة المدن, وزراعة الصحارى, وعاش بنو اسرائيل في نعيم ما رأوا مثيله في غابر الأيام والأزمان.
وكان قصر سليمان قصرا رائعا, بل يعدّ من أروع ما تمّ تشييده في هذا الوقت, فأحجاره من الرخام المرمر, وجدرانه وسقفه مموّهة بالذهب الخالص, وبالقرب من مساكن الجند وحظائر الخيل, وتحت القصر خزائن الملك في جوف الأرض, يهبطون اليها في سراديب ممتدّة بين قاعاتها, وفي نهايتها أبواب ضخمة, وقف على كل منها ماردان من عفاريت الجان.
ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان, أن الشياطين كانت تخرج كل يوم الى الجبال: بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس, وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة, ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء, فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان, ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها الى بهو القصر العظيم, فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان, لا تغمض لهما عين.
كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون, حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة, والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو منها والاقتراب منها انس ولا جان.
وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما, فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته, وفي يوم جيء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال, فلما سأل عن ذنبه قيل له: انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك.
قال سليمان: أين خبأتها أيها العفريت؟
قال الشيطان: لقد غصت مع الغائصين, وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس الانسان, ما رأى أحد مثلها في جمالها, وروعة بريقها, وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي, ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء, وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب, واختفى بين طيّات السحاب, فما استطعت اللحاق به.
قال سليمان: اذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم.
قال الشيطان: لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني, ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى.
عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما, وعالما, فرآى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ ان الشياطين لا تهتم بجمع اللآلىء بنفسها, ولا بد أنها مسخرة لملك من الانس, ولقد ساق الله اليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى, فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك, وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي الى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله عز وجل.
أمر سليمان باطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب الى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب.
2. حديث النملة
خرج سليمان يوما على صهوة جواد أشهب وعن يمينه فرسان الانس على خيول حمر, وعن يساره فرسان الجن على خيول سود, وخلفه المشاة الذين لا يحصى عددهم من الانس ومردة الجن, وانتشرت الطيور جماعات في السماء, تحجب أشعة الشمس المحرقة عن هذا الجيش العظيم الذي لم ير الناس مثله.
تحرّك الجيش الى الجنوب وظل أيام يضرب في مجاهل الصحراء حتى أشرف على وادي النمل فقالت نملة:
{ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} النمل 18.
سمع سليمان عليه السلام قولها, وفهم حديثها, فتبسّم ضاحكا من قولها وقال:
{ ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه}. النمل 19.
أحسّ سليمان بالمعجزة التي أنعم الله بها عليه وهي أنه يسمع قول نملة في باطن الأرض لا ترى بالعين المجرّدة ويفهم لغتها, ذلك أمر لا يؤتى لأحد غير سليمان عليه السلام وبمشيئة الله وقدرته عز وجل.
أمر سليمان عليه السلام فضربت الخيام, واستراح الجيش أمام وادي النمل يوما وليلة, ولمّا تهيأ الجيش بعد ذلك للرحيل, جمع فتات الطعام, فاتخذ النمل طريقه اليه ينقله الى بيوته, وتحوّل جيش سليمان عليه السلام الى طريق آخر في الصحراء, فظلوا سائرين فيها ليالي وأيّاما, ولم يصادفوا واحة ينزلون بها, أو عينا يشربون منها حتى نفذ ما كان معهم من الماء, وأقبل السقاؤون على سليمان يخبرونه حقيقة الأمر.
واستخدم سليمان عليه السلام ما أتاه الله من فضل, بل نقول أنه استخدم المعجزة التي حباه الله اياها وهي تسخير الجن له فأصدر سليمان أمره الى شياطين الجن بحفر الآبار واخراج الماء من باطن الأرض, فحفروا ولكنهم لم يجدوا ماء فأعادوا الحفر في أكثر من جهة, فما خرج الماء في واحدة منها, وعادوا الى سليمان بخيبة الأمل.
قيل لسليمان عليه السلام: ان الهدهد وحده هو الذي يعرف بفطرته أماكن الماء في طبقات الأرض, وهو الذي يستطيع أن يخبرنا عن ماء قريب من السطح.
قال سليمان لحاجبه: عليّ بالهدهد.
خرج الحاجب وعاد ليقول: ان الهدهد ليس موجودا يا مولاي.
غضب سليمان عليه السلام, وخرج يتفقد الطير, فوجد مكان الهدهد خاليا فقال:
{ ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} النمل 20.
قال الغراب: لقد رأيته ينطلق نحو الجنوب في صحبة هدهد آخر من طيور هذه الأرض.
قال سليمان: لأعذبنه عذابا شديدا, أو لأذبحنّه, أو ليأتيني بدليل قوي يبرر به سبب عصيانه أمري ومخالفته تعليماتي.
فقال "آصف" وزير سليمان عليه السلام: ان هذه أول مخالفة تصدر من طير ضعيف, كان مثالا للطاعة والولاء, ولا بد أن في الأمر سرّا.
قال سليمان: أي سر يختفي وراء غياب الهدهد؟!.
قال آصف: أخشى أن قد اقتربنا من وادي الجان, واستعملت أبالستهم السحر والخداع فأضلتنا عن مكان الماء وأسرت الهدهد حتى لا يكتشف لنا ينابيعه.
وقد أخبرني أحد الشياطين أنه سمع في جوف الجبل عزيف الجن, وحاول أن يتفقد أثرهم فما عرف طريقهم, ولا مكانهم, وأبدى خوفه من أن نكون قد وقعنا في أسر مارد جبار من شياطين الجن.
تبسّم سليمان عليه السلام لهذا الخبر العجيب, وقال: الحمد لله الذي هدانا اليهم, وان النصر لقريب.
كان أمر الماء يشغل سليمان, لأن جنوده يشعرون بالعطش وفي هذا الأمر خطر على حياتهم, فخرج عليه السلام من خيمته وأمر الريح العاصف بحمل السحب الماطرة اليه. فهبت الرياح من الشمال والجنوب, وساقت أمامها السحب ونزل المطر غزيرا من السماء, فملئت القدور والقرب والمواعين وشرب الجيش ماء عذبا, وحمدوا الله جميعا على رحمته, وجليل نعمته, وهذه معجزة من معجزات نبي الله سليمان عليه السلام.
نعود الى الهدهد الذي ترك مكانه بين الطيور, بدون اذن من سليمان عليه السلام فانه نظر الى مواعين الماء فوجدها فارغة, فخاف أن يكوت جيش سيده من العطش, فترك مكانه وأسرع الى الأمام يجدّ في البحث عن الماء, فوج طبقات الأرض كلها صخور صمّاء, ليس بها عين من عيون الماء, وصادفه في طريقه هدهد آخر مقبل من الجنوب, فتعارفا وتطوّع هدهد الجنوب, وأرشده الى ينبوع عظيم.
انطلق الهدهدان حتى أتيا واديا خصيبا, ثم وقفا يستريحان على شجرة في بستان كبير مملوء بالأشجار والورود والأزاهير وفي وسطه بحيرة واسعة, يخرج الماء اليها من عيون الأرض. فينساب في الجداول بين نبات الأرض وأشجارها.
فرح هدهد سليمان, واستأذن صديقه هدهد الجنوب أن يعود الى سيّده ليخبره بما رأى, ولكن هدهد الجنوب استوقفه وقال له: أنت لم تر الا شيئا صغيرا, فتعال معي لتشاهد عزا وملكا كبيرا خلف هذا الوادي, حتى اذا عدت الى سيّدك أخبرته بكل ما رأيت, فيكون لخبرك أثر عظيم في نفسه.
قال هدهد سليمان: وماذا تريني بعد؟
قال هدهد الجنوب: انطلق معي لتشاهد بعينيك.
طار الهدهدان وتخطيا جبلا عاليا, ثم هبطا على واد أخضر به زرع نضير, وقصور فخمة, ثم اتجها نحو قصر بديع فوق ربوة عالية, فدهش هدهد الشمال بما رأى من مناظر العز والجاه, ومظاهر الملك والسلطان, فقال لصاحبه: عجبا ما رأيت مثل هذا الا في ملك سليمان في الشمال.
قال هدهد الجنوب: وما ملك سليمان هذه بجانب ملك "بلقيس" في الجنوب, اهبط معي من هذه الفتحة لتشاهد هذه المملكة الرائعة وقومها وهم يعبدون الشمس.
هبط الهدهدان, ورأى هدهد سليمان القوم يسجدون للشمس من دون الله, فراغه ذلك, ثم ذهب به هدهد الجنوب الى قصر "بلقيس" وأراه عرشها العظيم, ثم قال له: انظر الى هذه اللؤلؤة الكبيرة, هل عند سيّدك مثلها؟
قال هدهد سليمان: كيف وصلت اليها هذه اللؤلؤة؟
قال هدهد الجنوب: جاء بها عفريت من الجن منذ شهر.
قال هدهد سليمان: اذن هذه لؤلؤة سليمان التي خطفها عفريتكم من يد الجني الذي صادها والويل لكم من سليمان.
قال هدهد الجنوب: ليس الأمر كما تظن ف "بلقيس" تملك الجن كما تملك الانس, وأخشى على ملكك أن يغترّ بقوته, ويقدم على محاربتها, فيذوق ذل الأسر والهوان على يد جنودها.
ورغم أن هدهد الجنوب بالغ في القول على علاقة الجن ببلقيس لأن هذا الأمر لم يعطى الا لسليمان عليه السلام, فقد سمع هدهد سليمان كل هذا, ورأى ما رأى, ثم عاد مسرعا الى سليمان, فوجد سحبا كثيرة تسقط الأمطار والقوم يشربون.
وصل الهدهد, هدهد سليمان, الى مقرّه, وتقدّم في ذلة وخضوع الى الملك سليمان فوجده ساخطا عليه, وخاف على نفسه سوء العاقبة.
قال سليمان: أين كنت أيها الهدهد؟ وما سبب مخالفتك أمري؛ وتركك مكانك بدون اذني؟!
قصّ الهدهد على سليمان قصته كلها.
ابتسم سليمان وقال: { سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين* اذهب بكتابي هذا فألقه اليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} النمل 27-28.
حمل الهدهد رسالة سليمان الى بلقيس وطار بها الى قصرها فوجدها جالسة على عرشها, وأمامها حاشيتها ووزراؤها فأسقط الخطاب في حجرها واختفى وراء ستار النافذة.
كانت بلقيس قد عقدت مجلس الشورى للنظر في الأخبار التي جاء بها الجن عن سليمان وجيوشه, فلما وقعت الرسالة في حجرها عجبت لذلك, ثم قرأتها على الحاضرين, جاء في الرسالة:{ انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلو عليّ وأتوني مسلمين} النمل 30-31.
فقالت لهم بلقيس:{ أفتوني في أمري}.
قالوا:{ نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين}.
قالت بلقيس:{ ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} ولقد سمعت بسليمان من قبل, ولا أرغب في حرب أخشى منها الهوان لقومي.
واني مرسلة الى سليمان بهدية, فان كان من طلاب الدنيا قنع بها ورجع عنها, وان رفضها فهو صاحب مبدأ, لا ينثني عنه, وعند ذلك نذهب اليه مسلمين قبل أن يأخذنا أسرى مقيّدين.
ذهب رسول بلقيس الى سليمان وقدّم بين يديه صندوقا مملوءا بالذهب والأحجار الكريمة.
قال سليمان: من أين هذا؟
قال: هدية من ملكتنا "بلقيس" الى الملك سليمان.
قال سليمان: { أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون} النمل 36.
{ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون} النمل 37.
عاد الرسول الى بلقيس, وأخبرها بما سمع, فأمرت قومها أن يحملوا راية بيضاء, وخرجت بهم الى سليمان عليه السلام في موكب عظيم, ولكن سليمان سيستبق وصول هذا الموكب بمعجزة تدهش لها بلقيس, ترى ما هذه المعجزة, وماذا ستكون؟
3. العرش ومعجزة الاتيان به
علم الهدهد من خلال طيرانه ورحلاته أن بلقيس خرجت, فعاد الى سليمان وأخبره بخروجها, فأمر الجن أن يعدوا لها بنيانا تنزل فيه, فبنوا صرحا من قوارير خضر, وجعلوا له طوابق من قوارير بيض, فصار كأنه الماء, وجعلوا تحت الطوابق صور دواب البحر من السمك وغيره, فأصبح الذي ينظر الى أرضه الزجاجية يظن أنها بحيرة بمائه وأسماكها.
ولما ظهر ركب " بلقيس" في الأفق البعيد, جمع سليمان أهل الرأي من الانس والجان, وقال لهم: { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}.
فوقف عفريت من الجن وقال:{ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} أي قبل أن تنتهي من مجلسك.
قال سليمان:{ سوف لا ينتهي مجلسي قبل حضورها.
قال وزيره "آصف" وكان رجلا عنده علم من الله سبحانه وتعالى:{ أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك}.
رفع سليمان عليه السلام نظره الى السماء, وسجد "آصف" ودعا ربه سبحانه وتعالى, فاذا العرش أمامهم, فلما نظر سليمان الى الأرض, ورأى العرش سرّ سرورا كثيرا, وأمر بوضعه أمامه مقلوبا.
أقبلت "بلقيس" فرأت عرشها مقلوبا أمام سليمان, وعجبت كثيرا لأنها تركته بقصرها في حراسة شديدة, ثم نظرت الى قومها فوجدتهم جميعا في ذهول.
قال سليمان: أهكذا عرشك؟
قالت: كأنه هو, ولقد أتيتك بقومي مسلمين.
قال سليمان: الآن أنت وقومك, في أمان, وستظلين مليكة قومك تصرّفين أمورهم, وتحكمينهم بما أمر الله.
طلبت "بلقيس" السماح لها بالعودة الى قومها لتبشرهم بالدين الجديد, فعرض عليها سليمان أن تستريح من عناء السفر قبل العودة فقبلت دعوته, وخرجت لتغير ملابسها في خيمتها, وذهب سليمان الى الصرح فجلس على كرسي وانتظر قدومها.
أقبلت "بلقيس" في زينتها الى مدخل الصرح, ووجدت سليمان في نهاية البهو يرحب بمقدمها, فلما نظرت الى أرضه حسبتها حوضا مملوءا بالماء, وخشيت أن تبتل ملابسها, فكشفت عن ساقيها لتخوض الماء.
قال سليمان: {انه صرح ممرّد} من قوارير زجاجية.
فخجلت من جهلها, وأقرّت لسليمان بالنبوّة, ولربه بالعظمة والقوّة,وقالت في حماسة ويقين:
ربّ, اني ظلمت نفسي بعبادة الشمس, وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
ورجعت الى قومها مؤمنة, وصارت ترسل الجزية في كل عام الى سليمان.
4. معجزة عند الموت
قضى سليمان سنواته الباقية من حياته يقود رعيته بالعدل, ويتقرّب الى ربه بالعبادة, وقد اختار لعبادته مكانا ببيت المقدس,لا يجرؤ أحد على الدنو منه ما دام هو قائم يصلي في المحراب.
فلما علم أنه حان حينه, وانتهى أجله, توكأ على عصاه, وخرج الى المسجد الأقصى, فدخل المحراب, واتجه الى الله مرتكزا على عصاه, فقبضه ملك الموت, وظل جثمانه واقفا تسنده العصا أياما, والناس والجن لا يدرون بموته, ولا يجرؤون على الاقتراب منه في محرابه, حتى تآكلت العصا, لقد أكلتها حشرة الأرض, فانكسرت العصا, ووقع الجثمان على الأرض فشاع الخبر, وشيّعته بنو اسرائيل الى مثواه, وعادوا من قبره يرددون: سبحانك اللهم! تؤتي الملك من تشاء, وتنزع الملك ممك تشاء.
هكذا كانت معجزات سليمان عليه السلام فهو يكلم النمل والطير والحيوان, ويسخر الرياح والجن بأمر ربه, وعندما يموت يموت هكذا, انها معجزات عظيمة وملك لم يؤت لأحد من بعد سليمان عليه السلام.
اللهم انا نسالك علمً نافعً لاتنسونا من دعائكم | | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الإثنين نوفمبر 30, 2009 2:31 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال الله تعالى: فى سورة البقرة الآية243: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ))
القصة: قال محمد بن إجمجراوى عن وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ))
قال ابن إجمجراوى فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله: موتوا. فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأن يتصل العصب بعضه ببعض. فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.
وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ )) قالوا: كانت قرية يقال لها: "داوردان"، قبل "واسط" وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم.
فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه: أن موتوا. فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له: حزقيل. فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه،
فأوحى الله إليه: تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له: ناد. فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي. فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ثم أوحى الله إليه؛ أن ناد: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما. فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له: ناد. فنادى: أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومى. فقاموا.
قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.
وعن ابن عباس؛ أنهم كانوا أربعة آلاف. وعنه: ثمانية آلاف. وعن أبي صالح: تسعه آلاف. وعن ابن عباس أيضا: كانوا أربعين ألفا. وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل "أذرعات". وقال ابن جريج عن عطاء: هذا مثل. يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر. وقول الجمهور أقوى؛ أن هذا وقع.
وقد روى الإمام أحمد وصاحبا "الصحيح" من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام، فذكر الحديث. يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علما؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المعني قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فرجع عمر من الشام . وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.
قال محمد بن إجمجراوى: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له: بعل. فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران. قلت: وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر؛ لأنهما يقرنان في الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة "الصافات" فتعجلنا قصته لذلك. والله أعلم. قال محمد بن إجمجراوى فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال: ثم تنبأ فيهم بعد إلياس وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام. | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء ديسمبر 09, 2009 11:11 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ذكروا في قتل يحيى عليه السلام أسبابا من أشهرها . أنا بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزوجه ,فنهاه يحيى عليه السلام على ذلك فبقي في نفسها منه. فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى, فوهبه لها , فبعثت اليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طشت الى عندها , فيقال أنها هلكت من فورها وساعاتها. وقيل :بل أحبته امرأة ذلك الملك ,وراسلته فأبى عليها , لما يئست منه تحيلت في أن استوهبته من الملك فتمنع عليها الملك ,ثم أجابها الى ذلك , فبعث من قتله واحضر اليها رأسه ودمه في طشت. وقد ورد في معناه حديث رواه اجمجراوى ابن بشر في كتابه المبتدا حيث قال : أنبأنا يعقوب الكوفي عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به رآى زكريا في السماء فسلم عليه, وقال له :(( يا أبا يحيى خبري عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو اسرائيل ؟)) قال :يا محمد أخبرك ان يحيى كان خير اهلي زومانه وكان أجملهم, و اصبحهم وجها , وكان كما قال الله تعالى {وسيدا و حصورا } وكان لا يحتاج الى النساء . فهوته امرأة الملك بني اسرائيل , وكانت بغية ,فأرسلت اليه وعصمه الله وامتنع يحيى , و أبى عليها فأجمعت على قتل يحيى ولهم عيد يجتمعون في كل عام , وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب . قال فخرج الملك العيد فقامت امرأته فشيعته وكان بها معجبا , ولم تكن تفعله في ما مضى , فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا الا أعطيتك , قالت :أريد دم يحيى بن زكريا , قال لها : سليني غيره ,قالت :هو ذاك قال:هو لك , قال:فبعثت جلاوزتها الى يحيى وهو في محرابه يصلي و أنا الى جانه اصلي قال فذبح في طشت , وحمل راسه ودمه اليها, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((فما بلغ من صبرك ؟))قال :ما انفتلت في صلاتي , قال:فلما حمل رأسه اليها فوضع بين يديها , فلما أمسوا خسف الله بالملك و اهل بيته و حشمه فلما اصبحوا قالت بنو اسرائيل قد غضب اله زكريا لي زكريا , فتاعلوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا , قال فخرجوا في طلبي ليقتلوني , وجاءني النذير فهربت منهم و ابليس أمامهم يدلهم عليو فلما تخوفت أن لا أعجزهم عرضت لي شجرة, فنادتني وقالت :الي الي وانصدعت لي ودخلت فيها. قال وجاء ابليس حتى أخد بطرف ردائي ولتامت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة وجاءت بنو اسرائيل فقال ابليس أما رأيتموه دخل هذه الشجرة هذا طرف ردائه دخلها بسحره , فقالوا نحرق هذه الشجرة , فقال ابليس شقوا بالمنشار شقا . قال فشققت مع الشجرة بالمنشار, قال له النبي صلى الله عليه وسلم :((هل وجدت له مسا أو وجعا)) قال :( لا انما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها)هذا صياق غريب جدا وحديث عجيب ورفعه منكر وفيه ما ينكر على كل حال ولم ير في شيء من أحاديث الاسراء ذكر زكريا عليه السلام الا في هذا الحديث , وانما المحفوظ في بعض ألفاظالصحيح في حديث الاسراء فمررت باببني الخالة يحيى و عيسى هما ابن الخالة على قول الجمهور ,كما هو ظاهر الحديث , فان أم يحيى أشياع بنت عمران أخت مريم بنت عمران .وقيل بل أشياع وهي امراة زكريا أم يحيى حي أخت حنة امرأة عمران أم مريم فيكون يحيى ابن خالت مريم فالله أعلم. تم اختلف في مقتل يحيى بن زكريا هل كان في المسجد الأقصى , أم بغيره على قولين :فقال الثوري عن الأعمشي عن شمر بن عطية قال:قتل على الصخرة التي ببيت المقدس سبعون نبيا منهم يحيى بن زكريا عليه السلام ,وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام:حدثنا عبد الله بن صالح بن الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ,قال قدم بخت نصر دمشق فادا هو بدم يحيى ابن زكريا يغلي, فسأل عنه فأخبروه فقتل على دمه سبعين الفا فسكن. وهذا اسناد صحيح الى سعيد بن المسيب وهو يقتضي أنه قتل بدمشق وأن قصة بخت نصر كان بعد المسيح, كما قاله عطاء و الحسن البصري فالله أعلم. وروى الحافظ ابن العساكر من طريق الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال:رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق أخرج من تحت ركن من أركان القبلة الذي يلي المحراب, مما يلي الشرق, فكانت البشرة والشعر على حاله لم يتغير, وفي رواية كأنما قتل الساعة. وذكر في بناء مسجد دمشق أنه جعل تحت العمود المعروف بعمود السكاسكة فالله أعلم. وقد روى الحافظ بن عساكر في(( المستقصى في فضائل الأقصى)) من طريق العباس بن صبح عن مروان عن سعيد بن عبد العزيز عن قاسم مولى معاوية قال:كان ملك هذه المدينة يعني دمشق هداد بن هدار ,وكان قد زوجه ابنه بابنة أخيه أريل ملكة صيدا, وقد كان من جملة ـأملاكها سوق الملوك بدمشق وهو الصغى العتيقة ,قال:وكان قد حبلف بطلاقها ثلاتا .ثم انه أراد مراجعتها , فستفتى يحيى بن زكريا فقال لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك , فحقدت عليه ,وسألت من الملك رأس يحيى بن زكريا, وذلك باشارة أمها فأبى عليها, ثم اجابها الى ذلك وبعث اليه - وهو قائم يصلي بمسجد جيرون- من أتاه براسه في صينية, فجعل الرأس يقول له :لا تحل له لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره,فأخدت المرأة الطبق فحملته على رأسها و أتت به أمها ,وهو يقول كذلك ,فلما تمثلت بين يدي امها خسف بها الى قدميها ثم الى حقويها, وجعلت أمها تولول والجواري يصرخن ويلطمن وجوههن , ثم خسف بها الى منكبيها فأمرت أمها السياف أن يضرب عنقها لتتسلى برأسها, ففعل , فلضت الأرض جثتها عند ذالك, ووقعوا في الذل و الفناء, ولم يزل دم يحيى يفور حتى قدم بختنصر فقتل عليه خمسة وسبعين ألفا .قال سعيد بن عبد العزيز وهي دم كل نبي ,ولم يزل يفور حتى وقف عنده ارميا عليه السلام فقال:أيها الدم أفنيت بني اسرائيل فاسكن بادن الله فسكن, فرفع السف وهرب من هرب من اهل دمشق الى بيت المقدس فتبعهم اليها , فقتل خلقا كتيرا لا يصحون كثرة وسبا منهم ثم رجع عنهم | |
| | | the lion الادارة
الرتبة : الادارة الابراج : عدد الرسائل : 1750 تاريخ الميلاد : 22/10/1983 العمر : 41 العمل/الترفيه : الرسم- الكتابة - الموسيقي -النت المزاج : الحمد لله نقاط : 2287 تاريخ التسجيل : 12/05/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء ديسمبر 09, 2009 11:38 pm | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأربعاء ديسمبر 09, 2009 11:53 pm | |
| | |
| | | الخبير النفسى عضو نشيط
الرتبة : سوبر ستار الابراج : عدد الرسائل : 588 تاريخ الميلاد : 20/10/1987 العمر : 37 العمل/الترفيه : بكالوريوس تجارة قسم محاسبة المزاج : الحمد للة نقاط : 474 تاريخ التسجيل : 16/02/2009
| موضوع: رد: احسن القصص السبت ديسمبر 12, 2009 7:29 pm | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص السبت ديسمبر 12, 2009 10:03 pm | |
| | |
| | | تباشير الصباح عضو جينيس
الابراج : عدد الرسائل : 2637 تاريخ الميلاد : 10/01/1983 العمر : 41 المزاج : صابر وراضى نقاط : 3796 تاريخ التسجيل : 28/08/2009
| موضوع: رد: احسن القصص الأحد ديسمبر 13, 2009 10:15 pm | |
| قال الله تعالى: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } قال الأعمش، عن المنهال بن عمرو بن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان قارون ابن عم موسى، وكذا قال: إبراهيم النخعي، وعبد الله بن الحرث بن نوفل، وسماك بن حرب، وقتادة، ومالك بن دينار، وابن جريج، وزاد فقال: هو قارون بن يصهر بن قاهث، وموسى بن عمران بن قاهث. قال ابن جريج: وهذا قول أكثر أهل العلم، أنه كان ابن عم موسى، ورد قول ابن إجمجراوى إنه كان عم موسى. قال قتادة: وكان يسمى المنور، لحسن صوته بالتوراة. ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري، فأهلكه البغي لكثرة ماله. وقال شهر بن حوشب: زاد في ثيابه شبرًا طولًا ترفعًا على قومه، وقد ذكر الله تعالى كثرة كنوزه، حتى أن مفاتيحه كان يثقل حملها على الفئام من الرجال الشداد. وقد قيل: إنها كانت من الجلود، وإنها كانت تحمل على ستين بغلا، فالله أعلم. وقد وعظه النصحاء من قومه قائلين: لا تفرح أي: لا تبطر بما أعطيت وتفخر على غيرك { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ } يقولون: لتكن همتك مصروفة لتحصيل ثواب الله في الدار الآخرة، فإنه خير وأبقى، ومع هذا { وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } أي: وتناول منها بمالك ما أحل الله لك، فتمتع لنفسك بالملاذ الطيبة الحلال. { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } أي: وأحسن إلى خلق الله كما أحسن الله خالقهم وبارئهم إليك. { وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ } أي: ولا تسيء إليهم، ولا تفسد فيهم، فتقابلهم ضد ما أمرت فيهم، فيعاقبك ويسلبك ما وهبك. { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } فما كان جواب قومه لهذه النصيحة الصحيحة الفصيحة إلا أن قال: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } يعني: أنا لا أحتاج إلى استعمال ما ذكرتم، ولا إلى ما إليه أشرتم، فإن الله إنما أعطاني هذا، لعلمه أني أستحقه، وأني أهل له، ولولا أني حبيب إليه وحظي عنده لما أعطاني ما أعطاني. قال الله تعالى ردًا عليه ما ذهب إليه: { أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ } أي: قد أهلكنا من الأمم الماضين بذنوبهم وخطاياهم، من هو أشد من قارون قوة وأكثر أموالا وأولادا، فلو كان ما قال صحيحًا لم نعاقب أحدًا ممن كان أكثر مالًا منه، ولم يكن ماله دليلًا على محبتنا له واعتنائنا به. كما قال تعالى: { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا } . وقال تعالى: { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ } وهذا الرد عليه يدل على صحة ما ذهبنا إليه من معنى قوله: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }. وأما من زعم أن المراد من ذلك أنه كان يعرف صنعة الكيمياء، أو أنه كان يحفظ الاسم الأعظم، فاستعمله في جمع الأموال، فليس بصحيح، لأن الكيمياء تخييل وصبغة، لا تحيل الحقائق، ولا تشابه صنعة الخالق، والاسم الأعظم لا يصعد الدعاء به من كافر به، وقارون كان كافرًا في الباطن، منافقًا في الظاهر، ثم لا يصح جوابه لهم بهذا على هذا التقدير، ولا يبقى بين الكلامين تلازم، وقد وضحنا هذا في كتابنا (التفسير)، ولله الحمد. قال الله تعالى: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } ذكر كثير من المفسرين: أنه خرج في تجمل عظيم من ملابس، ومراكب، وخدم، وحشم، فلما رآه من يعظم زهرة الحياة الدنيا، تمنوا أن لو كانوا مثله، وغبطوه بما عليه وله، فلما سمع مقالتهم العلماء ذوو الفهم الصحيح، الزهاد الألباء قالوا لهم: { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا } أي: ثواب الله في الدار الآخرة خير وأبقى، وأجل وأعلى. قال الله تعالى: { وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ } أي: وما يلقى هذه النصيحة وهذه المقالة، وهذه الهمة السامية، إلى الدار الآخرة العلية عند النظر إلى زهرة هذه الدنيا الدنية، إلا من هدى الله قلبه، وثبت فؤاده، وأيد لبه، وحقق مراده، وما أحسن ما قال بعض السلف: إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، والعقل الكامل عند حلول الشهوات. قال الله تعالى: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } لما ذكر تعالى خروجه في زينته واختياله فيها، وفخره على قومه بها، قال: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ }. كما روى البخاري، من حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « بينا رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ». ثم رواه البخاري من حديث جرير بن زيد، عن سالم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقد ذكر ابن عباس والسدي: أن قارون أعطى امرأة بغيًا مالًا على أن تقول لموسى عليه السلام وهو في ملأ من الناس إنك فعلت بي كذا وكذا. فيقال: إنها قالت له ذلك، فارعد من الفرق، وصلى ركعتين، ثم أقبل عليها فاستحلفها من ذلك على ذلك وما حملك عليه، فذكرت أن قارون هو الذي حملها على ذلك، واستغفرت الله وتابت إليه، فعند ذلك خر موسى لله ساجدًا، ودعا الله على قارون، فأوحى الله إليه أني قد أمرت الأرض أن تطيعك فيه، فأمر موسى الأرض أن تبتلعه وداره، فكان ذلك، فالله أعلم. وقد قيل: إن قارون لما خرج على قومه في زينته، مر بجحفله، وبغاله، وملابسه على مجلس موسى عليه السلام، وهو يذكر قومه بأيام الله. فلما رآه الناس، انصرفت وجوه كثير من الناس ينظرون إليه، فدعا موسى عليه السلام، فقال له: ما حملك على هذا؟ فقال: يا موسى أما لئن كنت فضِّلت عليَّ بالنبوة، فلقد فضلت عليك بالمال، ولئن شئت لتخرجن فلتدعون علي، ولأدعون عليك. فخرج، وخرج قارون في قومه، فقال له موسى: تدعو أو أدعو؟ قال: أدعو أنا، فدعا قارون فلم يجب في موسى. فقال موسى: أدعو؟ قال: نعم. فقال موسى: اللهم مر الأرض فلتطغى اليوم، فأوحى الله إليه إني قد فعلت، فقال موسى: يا أرض خذيهم، فأخذتهم إلى أقدامهم، ثم قال: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم، ثم إلى مناكبهم، ثم قال: أقبلي بكنوزهم وأموالهم، فأقبلت بها حتى نظروا إليها، ثم أشار موسى بيده فقال: اذهبوا بني لاوى فاستوت بهم الأرض. وقد روي عن قتادة أنه قال: يخسف بهم كل يوم قامة إلى يوم القيامة. وعن ابن عباس أنه قال: خسف بهم إلى الأرض السابعة، وقد ذكر كثير من المفسرين ههنا إسرائيليات كثيرة أضربنا عنها صفحًا، وتركناها قصدًا. وقوله تعالى: { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } لم يكن له ناصر من نفسه ولا من غيره، كما قال: { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ } ولما حل به ما حل من الخسف، وذهاب الأموال، وخراب الدار، وإهلاك النفس والأهل والعقار، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي، وشكروا الله تعالى الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبير المخزون، ولهذا قالوا: { لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } وقد تكلمنا على لفظ ويك في التفسير، وقد قال قتادة: ويكأن بمعنى: ألم تر أن. وهذا قول حسن من حيث المعنى، والله أعلم. ثم أخبر تعالى أن الدار الآخرة - وهي دار القرار - وهي الدار التي يغبط من أعطيها، ويعزى من حرمها، إنما هي سعدة للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا، فالعلو هو: التكبر، والفخر، والأشر، والبطر، والفساد: هو عمل المعاصي اللازمة، والمتعدية من أخذ أموال الناس، وإفساد معايشهم، والاساءة إليهم، وعدم النصح لهم. ثم قال تعالى: { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } وقصة قارون هذه، قد تكون قبل خروجهم من مصر، لقوله: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ } فإن الدار ظاهرة في البنيان، وقد تكون بعد ذلك في التيه، وتكون الدار عبارة عن المحلة التي تضرب فيها الخيام، كما قال عنترة: يا دارا عبلة بالجواء تكلمي * وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي والله أعلم. وقد ذكر الله تعالى مذمة قارون في غير ما آية من القرآن قال الله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } . وقال تعالى في سورة العنكبوت، بعد ذكر عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان: { وَلَقَدْ جَاءهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } . فالذي خسف به الأرض قارون كما تقدم، والذي أغرق: فرعون وهامان وجنودهما أنهم كانوا خاطئين. وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثنا كعب بن علقمة، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: « من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأُبي بن خلف ». انفرد به أحمد رحمه الله. | |
| | | | احسن القصص | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|